18 - 10 - 2017, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: إذا صليتَ ولم يَرِد على فكرِك شيءٌ من الشرِّ فقد صرتَ حراً. الذي يلوم أخاه أو يحتقره أو يشي به قدام آخرين أو يُظهر له غضباً، فقد صار بعيداً من الرحمةِ. إن قال إنسانٌ: «إني أريدُ أن أتوبَ عن خطاياي»، وهو لا يزال يفعلُ شيئاً منها فهو كذاب. من يريد أن يلازمَ السكوتَ من غير أن يقطع علل الأوجاع فهو أعمى. الذي يتجاهل خطاياه ويريد أن يقيمَ آخرين فهو جاهلٌ. من لا يدين أحداً فقد استحق النوح، إذا انشغلتَ عن خطاياك وقعت في خطايا أخيك. إن كافأتَ شراً بشرٍ فذلك يُبعدك من النوح. إن قبلتَ شيئاً من السُبح الباطل ابتعد منك النوحُ. إن صنعتَ هواك طردت عنك النوحَ. إن قلتَ إن فلاناً صالحٌ وفلاناً شريرٌ خزيتَ نفسَك، إذ تركت الاهتمام بخطاياك واهتممت بما لا يعنيك. إن قيل عنك كلامٌ لا تعرفه فتسجست فقد أبعدت عنك النوح. إن كلَّمك إنسانٌ فلا تجادله محاولاً تثبيت كلمتك، وإلا فليس فيك نوحٌ. فهذه الأمور كلِّها تدلُّ على أن الإنسانَ العتيق لا يزال حياً فيك. إن حفظت وصايا المسيح كلَّها وعملتها، قل: «إني لم أُرضِ الله قط». يا إخوتي، تأكدوا بحرصٍ أن تكون شهوتنا بالله، لنسلَم من الشرور. لنلازم محبةَ المساكين لنخلُص من حبِّ الفضة. لنكن متصالحين مع كلِّ أحدٍ لنخلص من البغضِ. لنكن محبين لجميع الناس لنخلص من الغيرة. لنتحمل تعيير إخوتنا إذا هم رذلونا لنخلص من العظمةِ. لنحرص على كرامةِ إخوتنا لكي ما نخلص من الدينونةِ. لنرفض شرفَ العالم وكراماته لنتخلص من المجدِ الباطل. لتكن ألسنتُنا ملازمةً ذكر الله والعدل لكي ما نخلص من الكذب. لننقِ قلوبَنا وأجسادَنا من الشهوةِ الرديئة لكي ما نخلص من النجاسةِ. |
||||
18 - 10 - 2017, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: الحكيمُ هو الذي يحرص إلى الموت على مرضاة الله. لنعمل بقدر قوتِنا والله يُعينُ ضعفَنا. ليكن فكرُك بالله وهو يحفظك. أمورُ العالمِ لنتركها وننطلق. وما تصنعه من أجلِ اللهِ فهو يعينك في ساعةِ شدَّتِك التي هي ساعةُ الموت. أبغض كلامَ العالم ليفرح قلبُك بالله. أحبَّ الصلاةَ في كلِّ حينٍ ليضيء قلبُك بأسرارِ الله. أبغض الكسلَ لكيلا تحزن. إذا قمتَ في موقفِ الأبرارِ احتفظ بلسانك ليسكن في قلبك خوفُ الله. أعط المحتاجين بعينٍ واسعةٍ حتى لا تحزن بين القديسين. لتكن محباً للمؤمنين لتحلَّ عليك رحمةُ الله. لتكن محباً للقديسين لتغار بأعمالهم الصالحة. اذكر دائماً أبداً ملكوتَ السماوات وما أُعد فيه للقديسين ليقودك الشوقُ إليه. كن متفكراً في كلِّ حينٍ بجهنم لكي ما تُبغض الأعمالَ المؤدية إليها. إذا قمتَ باكر كلِّ يومٍ تذكَّر أنك ستعطي لله جواباً عن أعمالِك فإنك بذلك لن تخطئ ومخافةُ الله تسكن فيك. هيئ نفسَك دائماً أبداً للقاء الله لكي ما تصنع مشيئَته. تفرَّس في نفسِك كلَّ يومٍ لتعلم أيَّ وجعٍ غلبتَ ومن أيِّ وجعٍ أنت مغلوب، أعني الشهوات الجَسَدَانية. ولتكن مجتهداً بكلِّ قوتك في أن تغلبَ كلَّ الشهواتِ الرديئة. كن دائماً أبداً حذراً منتبهَ العقلِ في كلِّ حينٍ. وإياك أن تفكِّر بالعظمةِ أو تقبل هذه الفكرة، لأن بذلك صار رئيسُ الملائكةِ شيطاناً. كلُّ من يريد أن يغلبَ بالكلامِ فبلا شكٍّ قد دلَّ على أن مخافةَ اللهِ ليست فيه ولا اتضاع، الذي يحبُّ اللهَ لا يهتم إلا ببُغض الشهواتِ النجسة وعمل الصلاح وتعب الجسد بمعرفةٍ، أما الغفلةُ والتواني فهما يولِّدان فينا أوجاعَ الجسدِ النجسة. من يُغلب من لسانِه فهو ما زال عبداً. أما من غَلب لسانَه فقد صار حراً. قلةُ الرحمةِ تُعبِّر عن أننا لا نحبُّ اللهَ. كثرةُ المناصبةِ أي الوقوف في وجه الغير المقرون بالشتائم والانتقادات والكلام اللاذع، تدلُّ على أننا أشرار. البركةُ تلدُ البركةَ. والصلاحُ يلدُ الصلاحَ. فأما الغضبُ فمن قساوة النفسِ. كثرةُ النومِ فيها خسارةُ العقلِ، وجفافُ العينين، وتغلُّظ القلب. الرقادُ بمعرفةٍ في السكوتِ أفضلُ من الكلامِ الباطلِ مع السهرِ». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: من لازم النوحَ فهو يهربُ من كلِّ الشرورِ ومن كلِّ سجسٍ. من كفَّ عن شرِ الناس فذاك بالحقيقة قد انطبع فيه اتضاعُ سيدنا يسوع المسيح وأخزى الشيطان. من يُحبُ مدحَ الناسِ فهو شقيٌ وقد شملته الظلمةُ. ضبطُ البطنِ يُذهب الأوجاعَ، أعني الشهوات الرديئة. أما شهوةُ الأطعمةِ فتجلبها. من يحبُّ اللهَ فذاك قد تغرَّب عنه شيطانُ التهاون. ومن تحاشى الحديثَ الرديء الربُّ يحفظه من السقطات. أما كثرةُ الحديث فمنها تأتي الرعونةُ والملل. من قطع هواه من أجلِ أخيه لمرضاة الله فقد أنبأ عن نفسِه أنه قد اقتنى الفضائل. أما الذي يُرضي هواه فقد أظهر أنه غيرُ خائفٍ من الله. من لازم مخافة الله فذاك قد اقتنى حكمةً سمائية. وأما من ليس فيه مخافةُ الله فقد عَدِمَ كلَّ خيرٍ. محبةُ المالِ تضايق العقلَ. من أحبَّ كلامَ العالمِ فقد أقفرت نفسُه من كلِّ صلاحٍ. من كتم خطاياه عن صاحبِ سرِّه فقد دلَّ على تعاظمه، وقد تملَّك عليه عدوه. أما الذي يُفشي أفكارَه فيستريح. بدءُ الصلاحِ هو المحبة والاتضاع والمسكنة، وعدم الدالة، أما خرابُ النفسِ فهو حبُّ البطنِ. الخلطة مع العلمانيين تمنع التوبةَ وتبرِّد الحرارة. والفرار منهم ينشِّط إلى العمل الروحاني. محبةُ أمورِ العالم تجعل النفسَ تُظلم. الكسلُ يجلبُ علينا الأعداءَ. لا تقبل أفكارَ السوءِ وتجلس تتحدث عنها لئلا تكون جالساً تحادث الشيطان مشافهةً. لأن الأفكارَ الرديئة من فمِه تخرجُ، فافطن له ونبِّه عقلَك مقابله وتقوَّ عليه باسم ربنا يسوع المسيح. ولا تكن متكِلاً على قوتِك وصلاحك. بل كن طالباً العونَ والرحمةَ من المسيح لكي ما يفرح بك وينيحك. احذر لئلا تكون بينك وبين الناسِ معاملةٌ ما دمتَ في التوبةِ فإن الخلطةَ تشغلك عن الروحانية. احتفظ بقلبك وعينيك فلن يصيبك بأسٌ في جميعِ أيامِ حياتك. كلُّ من نظر في وجه أخيه بلذةٍ شيطانية فقد فسق. لا تقبل أن تسمعَ ضعفات أخيك أو تلومه، وإلا فأنت هالكٌ. اعمل لكي ما تعطي المساكين من عرقِ جبينك لأن البطالةَ موتٌ وهلاكٌ، واحرس قلبك قبل كلِّ شيءٍ كي يكون لك عملٌ روحاني في كلِّ رهبنتك. لا تعمل عملاً في توبتك بدونِ مشورةٍ، فتعبُر أيامك بنياحٍ. |
||||
18 - 10 - 2017, 10:15 AM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
الأنبا يوحنا القصير هذا مضى إلى شيخٍ تبايسي كان مقيماً في البريةِ فتتلمذ له، وحدث أن معلِّمَه دفع إليه غُصناً يابساً وأمره أن يغرسَه ويسقيه كلَّ يومٍ بجرةِ ماء، وكان الماءُ بعيداً عنهما، فكان يمضي في العشيةِ ويجيءُ في الغدِ. وبعد ثلاث سنين اخضرَّ الغصنُ وأعطى ثمرةً. فجاء بها إلى الشيخِ، فأخذها الشيخُ وجاء بها إلى الكنيسةِ وقال للإخوةِ: «خذوا كلوا من ثمرةِ الطاعةِ». وحدث مرَّة أن قال لأخيه الأكبر: «إني أودُّ أن أكونَ بغيرِ همٍّ مثل الملائكة، لأنه لا اهتمام لهم ولا شيئاً يعملونه سوى أنهم يتعبدون للهِ دائماً». وإنه نزع ثوبَه وخرج عارياً إلى البريةِ. فأقام أسبوعاً ثم عاد إلى أخيه، فلما قرع البابَ عرفه أخوه، فَقبْلَ أن يفتحَ له البابَ قال له: «من أنت»؟ فقال:« أنا يوحنا أخوك». فجاوبه: «إن يوحنا أخي قد صار ملاكاً وليس هو من الناسِ الآن». فردَّ عليه قائلاً: «أنا هو أخوك». فلم يفتح له البابَ وتركه إلى الغدِ، حيث فتح له وقال: «اعلم الآن أنك إنسانٌ محتاجٌ إلى عملٍ وغذاءٍ لجسدِك»، فصنع له مطانية واستغفر منه. قال الأب يوحنا القصير: «إذا أراد ملكٌ أن يأخذَ مدينةَ الأعداءِ فقبل كلَّ شيءٍ يقطعُ عنها الشرابَ والطعامَ، وبذلك يُذلُّون فيخضعون. هكذا أوجاعُ الجسدِ، إذا ضيَّق الإنسانُ على نفسِه بالجوع والعطش إزاءها فإنها تضعف وتذلَّل له». وقال أيضاً:«من امتلأ بالطعامِ وتحدث مع صبيٍ فقد زنى معه بفكرِه». وقال أيضاً: «إني كنتُ ماضياً مرةً في طريقِ الإسقيط ومعي القففُ محمولةً على جملٍ، وفجأة أبصرتُ الجمّال وقد تحرك فيه الغضبُ، فتركتُ كلَّ ما كان لي وهربتُ». ومرة أخرى كان في الحصادِ فأبصر أخاً قد غضب على آخر، فهرب وترك الحصادَ. وجاء مرة إلى الكنيسةِ فسمع مجادلةً في الكلامِ بين الإخوةِ، فرجع إلى قلايتهِ ودار حولها ثلاثَ دوراتٍ ثم عاد ودخل فيها. فسألوه لماذا فعلتَ ذلك؟ فقال: «إن صوتَ المجادلةِ كان لا يزالُ في أذني، فقلتُ: أخرجه من أذني قبل أن أدخل قلايتي، كي يكون عقلي داخل القلايةِ نقياً». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:16 AM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: «إن عقلَ الإنسانِ آنيةٌ للهِ وله الاستطاعة أن ينظِّفه كي يمكنه أن يجلس في القلايةِ. أما إن جعله الإنسانُ وعاءً لحديثِ العالم فلن يستطيعَ أن يجلسَ في القلاية». وحدث مرة أن كان جالساً مع الإخوةِ قدام نرثكس الكنيسة (أي قدام مدخلها)، وكان كلُّ واحدٍ منهم يكشف له أفكارَه، فنظره أحدُ الشيوخِ وامتلأ حسداً عليه، فقال: «يا يوحنا، إنك ممتلئٌ سحراً»، فقال: «الأمرُ هكذا كما تقول يا أبتاه، ولكنك بنيتَ حُكمَك هذا على ما نظرته في الظاهر، فما عساك كنتَ تقول لو علمتَ بالخفاءِ». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:16 AM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
ومرة كان جالساً في الإسقيط وقد أحدق به الإخوةُ يكشفون له أفكارَهم. فلما رآه أحدُ الشيوخِ قال له: «يا يوحنا، لقد زيَّنتَ ذاتَك كالزانيةِ التي تُكثر من عشاقِها». فصنع له مطانية قائلاً: «حقا قلتَ يا أبتاه». وبعد ذلك سأله الإخوةُ إن كان قد اضطرب من داخل، فقال: «ما اضطربتُ البتة، لكن كما كان خارجي كذلك كان باطني». ومرة سألوه :«ما هو عملُ الراهبِ»؟ فقال: «تعبُ الجسدِ وضيقُ البطنِ وغَلَبةُ الإرادةِ». ومرة كان الإخوةُ جلوساً يأكلون في أغابي، فضحك أحدهُم على المائدةِ، فنظر إليه وبكى قائلاً: «تُرى ماذا خطر ببالِ هذا الأخ حتى أنه ضحك هكذا، مع أنه كان يجب عليه البكاءَ، لأنه يـأكل طعامَ الصدقةِ». ومرة أخرى جاء إليه إخوةٌ ليجرِّبوه لأنه ما كان يسمح لفكرِه بحديثٍ بشري، ولا كان يتلفَّظ بشيءٍ من أمور العالم. فقالوا له: «الشكر لله يا أبانا، إن هذه السنة أمطرت أمطاراً كثيرة، وقد شرب النخلُ ورُوي وها هو يُخرج السعفَ ليجدَ الإخوةُ حاجتهم منه لعمل أيديهم». أما هو فقال لهم: «إن نعمةَ الروحِ القدس إذا ما حلَّت في عقلِ إنسانٍ أَرْوَتهُ وجدَّدته ليُخرج أثماراً تصلحُ لعملِ الله». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: «أنا أشبه إنساناً جالساً تحت شجرةٍ عظيمةٍ وهو ينظرُ إلى الوحوشِ والذئاب وهي مقبلةٌ نحوه، فإذا لم يستطع ملاقاتها هرب صاعداً فوق الشجرةِ فينجو منها. هكذا أنا جالسٌ في قلايتي أبصر الأفكارَ الخبيثة تأتي إليَّ، فإذا لم أستطع صدَّها هربتُ إلى الله بالصلاةِ ونجوتُ». وقال أيضاً: إن أحدَ الرهبانِ رأى بالنظرِ المعقول ثلاثة رهبان وقوفاً على شاطئ البحر، فجاءهم صوتٌ من الشاطئ الآخر قائلاً: «خذوا لكم أجنحةً من نارٍ وتعالوا إلينا». فاثنان منهم أخذوا أجنحةً نارية وطارا بها إلى الجانب الآخر، أما الثالث فصار يبكي ويصرخ نائحاً، وفي آخر الوقت أُعطي أجنحة لكنها عديمة القوة، وبصعوبةٍ كان يطير ثم يعود فيسقط، فينهض ثم يعود فيغرق، وهكذا حتى وصل إلى الجانب الآخر بعد تعبٍ عظيم. هكذا يكون عملُ هذا الجيلِ، فإن كان قد أخذ أجنحةً ولكن نارَ الروحِ ليست فيها، وبذلك تجدها قد عدمت قوة روح الله. |
||||
18 - 10 - 2017, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقال أيضاً: ثلاثةُ فلاسفةٍ كانوا متآخين، فمات أحدُهم وترك ابناً صغيراً، وكان قد أوصى به إلى أحدِهم، فلما شبَّ الغلامُ أراد أن يعلِّمه الفلسفةَ، فأمره أن يمضي إلى ديرِ رهبانٍ ويحتملَ الإهانةَ لمدة ثلاث سنين. ففعل هذا، ثم جاء إليه فلم يقبله، وقال له: «إنك ما تأدبتَ بعد، ولكن امضِ وأقِم ثلاث سنين أخرى، وأعطِ أُجرةً لمن يشتمك»، ففعل ذلك. ولما عاد إليه أرسله بكتابٍ إلى صديقٍ له في أثينا في مجلسِ الحكماءِ، وكان هناك شيخٌ حكيمٌ جالسٌ على البابِ يشتِمُ كلَّ من يدخل. فلما دخل الشابُّ، شتمَه، فضحِكَ منه. فقال له الفيلسوف: «ها أنا ذا أشتِمُك وأنت تضحك»؟ فقال له الشابُّ: «أما تريدني أن أُسَرُّ وأنا لي اليومَ ثلاثَ سنين أُعطي أُجرةً لمن يشتمني، والآن وجدتُ من يشتمني مجاناً فلذلك ضحكتُ». فقال له الشيخُ: «هلم اصعد إلى مجلسِ الفلاسفةِ». ثم قال القديسُ: «إن هذا هو بابُ مدينةِ الله، وآباؤنا باحتمالهم الشتائم والهوان دخلوا فيه مسرورين». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
ومرة كان الأب يوحنا صاعداً من الإسقيط مع إخوةٍ فضلَّ مرشدُهم عن الطريقِ لأنه كان ليلاً، فقال الإخوةُ لأنبا يوحنا: «ماذا نصنعُ لأن الأخ قد ضلَّ الطريق»؟ فقال لهم: «إن قلنا له شيئاً حزن واستحى، فالأفضل هو أن أتظاهر بأني مريضٌ وأقول: إني لن أستطيعَ المشي لأني في شدةٍ، وبذلك نجلس إلى الغدِ». فلما أعلن لهم رأيه هذا وافقوا وقالوا: «ونحن أيضاً نجلس معك»، وفعلاً جلسوا إلى الغدِ ولم يُحزنوا الأخَ المرشد. ومرة قال للإخوة: «من باع يوسف»؟ فقالوا له: «إخوته». فقال: «ليس إخوته ولكن اتضاعه هو الذي باعه. لأنه كان قادراً أن يقولَ للذي اشتراه إنه أخوهم، لكنه سكت وباتضاعهِ بيع، وبذلك الاتضاع صار مدبِّرَ مَلِك مصر». وقال أيضاً: «إن الأسدَ شجاعٌ مهاب، ولكنه من أجلِ شهوتهِ ورغبتهِ يقعُ في الفخِ، فتبطل قوَّتُه ويصير هزءاً للناس، كذلك الراهب إذا فقد قانونَه وتَبعَ شهوتَه أهلك وقارَه وصار هزءاً لكل أحدٍ». |
||||
18 - 10 - 2017, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
وقيل عنه: «إنه ضفَّر في بعضِ الأوقات ضفيرةً تصلح لعمل زنبيلين، لكنه خاطها زنبيلاً واحداً ولم يعلم إلا عندما وصل إلى آخرِ الضفيرة، وذلك لأن فكرَه كان مشغولاً بالمناظر الإلهية». ومرة جاء إليه بعضُ الإخوةِ ليأخذوا منه قُففاً فقرع أحدُهم، فخرج إليه وقال له: «ماذا تطلب أيها الأخ»؟ فأجابه: «قففاً». فتركه ودخل وجلس يُخيِّط. فقرع أخٌ آخر، فخرج إليه وقال: «ماذا تريدُ أيها الأخ»؟ فقال له: «هات لي قفةً يا أبتاه». فدخل وجلس يُخيِّط أيضاً. ثم إن الأخَ قرع مرة أخرى فخرج إليه وقال: «ماذا تريد يا أخي»؟ فقال: «القفف، أيها الأب». فأمسكه بيدِه وأدخله إلى القلايةِ وقال: «إن كنتَ تريد قفةً فخذ ما تريده منها واخرج، فإني لستُ متفرغاً لك في هذه الساعةِ». ومرة جاءه جمَّال ليحمل أوعيته. فلما دخل ليُحضر له الضفائرَ نسيها لأنه كان مشغولاً بالتأملِ في المناظر المعقولة الإلهية. وإن الجمَّال قرع البابَ فخرج إليه ونسي مرة أخرى. فقرع الجمّالُ البابَ مرة ثالثة، فخرج إليه ثم دخل وهو يقول: «الضفائر للجمّال الضفائر للجمّال». وقال أيضاً: «يجب على الراهب كلَّ يومٍ إذا قام بالغداةِ أن يتخذَ لنفسهِ وصيةً إلهية، وأن يقتني طولَ روحٍ واحتفاظاً من القلبِ وصلاةً دائمة مع طهارةِ لسان، وأن يجعل نفسَه تحت كلِّ الخليقةِ بالابتعاد عن الهيوليات». |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بستان الرهبان كامل مسموع |
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان |
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع |
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس |
كتاب بستان الرهبان |