03 - 01 - 2023, 10:45 AM | رقم المشاركة : ( 91 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
راعي الخراف الأعظم أكد الرَّب يسوع أنه الراعي الصالح للخراف كقوله: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو 10: 11). وقد أظهر الوحي الإلهي اعتزازًا خاصًا بالرب يسوع المسيح كراعٍ، لرعايته العظيمة لشعبه بقوله: "وَإِلهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ" (عب13: 20). ولكن لماذا شبه الرب يسوع رعايته لشعبه برعاية الخراف بالذات؟! إن الدارس للكتاب المقدس يعلم أن الرب يسوع قد وُصِفَ بحَمَل الله أو بالخروف في مواضع كثيرة، كقوله: "... مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (أع 8 : 32). وقد تكرر وصف ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالخروف في سفر الرؤيا وحده خمسة وعشرين مرة. وهذا يعني أن الله يقدم لنا المسيح الرب في صورة خروف من أجل وداعته وبذله لنفسه، كما كان شعب إسرائيل معتادًا أن يقدم الذبائح المقبولة من الخراف. وقد دُعٍيًّ المؤمنون بالمسيح خراف مثله، لأن طبيعتهم تتفق مع طبيعته الوديعة المسالمة اللطيفة. إن الرب يسوع المسيح راعي للحملان فقط، وقد أرسل الرب المؤمنين به للعالم المليء بالذئاب كحملان، كقوله: "اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ" (لو10: 3). وبالرغم من أن حملان المسيح أي أولاده يعيشون وسط ذئاب كثيرة شريرة، لكن طبيعتهم لا تتغير إلى طبيعة الذئاب، وعندما يواجهون الشر، فهم لا يقاومون الشر بالشر، لأنهم لا يمكنهم أن يتشبهوا بالأشرار في طبائعهم، كقوله: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ.." (رو12: 2). القارئ العزيز... الضيقة تحدي، وهي تأتي لتغربل الناس، لتُظهر مَن هو لله ومن ليس له؟! فالذي لله يتمسك به، ويثبت فيه، ويظل أمينًا على عهده. وأما مَن هو ليس له فسريعًا ما ينكشف أمره، ويرتد عن المسيح الرب، لأنه كان أصلًا ذئبًا متخفيًا في ثياب الحملان. فتشدد يا أخي بالرب وقت الضيق، وهو قادر برعايته لك أن يثبتك للنهاية، مهما كان التحدي الموضوع أمامك. أما الذئاب فلا علاقة له بهم. إن الأرض كلها ستتعجب في النهاية حين يرون أن الغلبة للخروف، ولمن معه وليست للذئاب، كقوله: "هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ" (رؤ17: 14). |
||||
03 - 01 - 2023, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 92 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
القيادة بالروح أمر الروح القدس الأنبياء والمعلمين في كنيسة أنطاكية بتخصيص برنابا وشاول لكي يبشرا في آسيا الصغرى وأوروبا. وبعد أن تمت سيّامة الرسولين بالصلاة ووضع أيادي الآباء الحاضرين، انطلق الرسولان في مهمتهما التبشيرية الأولى دون إعداد لخطة تبشيرية مسبقة، لكنهما كانا تحت قيادة الروح القدس. وفي بافوس في جزيرة قبرص وقفا يبشران الوالي سرجيوس بولس، لكن رجلًا يهوديًا ساحرًا يَدَّعي لنفسه المعرفة والعلم، ويسمي نفسه "عليم" قاوم عمل الرسولين لكي يمنع الوالي عن الإيمان بالمسيح. ولكن الروح القدس ملأ بولس الرسول فانتهر عليم الساحر بقوة، ونطق، قائلًا له: "... أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ..." (أع 13: 10- 11). فلما رأى الوالي ما حدث آمن بالرب. لم يحدث فيما بعد أثناء كرازة معلمنا بولس حادثة مثل تلك التي حدثت في بافوس. لقد أراد الرب أن يظهر لبولس وبرنانا في بداية عملهما الجديد حضور روح الله القدوس وقيادته لهما بصورة محسوسة، تأكيدًا لوعده الصادق، القائل: "فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ" (مت 10: 19- 20). لقد حلَّ الروح القدس على الكنيسة، لكي يرشد أولاد الله إلى الحق ويقويهم بنعمة الله، ولهذا لم يسمح الرب لتلاميذه القديسين بالانطلاق للكرازة إلاَّ بعد حلول الروح القدس عليهم، كقوله: "وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي" (أع 1: 4). القارئ العزيز... روح الله القدوس ساكن فيك ومعك ولن يفارقك، ولكن هل تريده أن يملأك؟ إن الامتلاء من روح الله امتياز عظيم للمؤمنين، لأنه يملأهم من القوة والنعمة الإلهية اللازمة ليتمموا خلاصهم، هو يملأ الإنسان من السلام، من الحكمة، من البصيرة الصائبة، من الجرأة في الحق، من الثبات وعدم الخوف، من الصبر، من الرجاء، إلى آخره... كل هذه النعم ستقودك في الطريق المؤدي للحياة والمجد... ففي وقت ضيقك تشبث بإيمانك وببنوّتك لله، ولا تضطرب لكي يملأك روح الله القدوس، وهو سيتولى قيادتك في الطريق الصالح، كقوله: "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ الله" (رو8: 14). |
||||
03 - 01 - 2023, 11:02 AM | رقم المشاركة : ( 93 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
الحب اختيار أعد الله للإنسان ملكوتًا يتميز بالحب، كقوله: "الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" (كو1: 13). إن الصفة الأساسية التي تميز الملكوت هي الحب المقدم من الله والذي تمَمه الرب يسوع المسيح بفدائه وموته على عود الصليب، كقوله: "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِق، أَنْتَ... لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ" (رؤ5: 9). لذلك تعتبر المحبة هي الشرط الأساسي للتمتع بملكوت الله، لأن الفرح والسعادة والسلام في الملكوت أساسهم الحب. ولكن لا يوجد حب بدون بذل، ولا يوجد بذل بدون إرادة، ولا توجد إرادة بدون اختيار حر. إن سماح الله ببعض الضيقات في حياة الناس هو الفرصة المعدة من الله لممارسة الحب، وإظهاره لنؤهل للملكوت، وهذا ما سنشرحه فيما يلي: لقد خلق الله الإنسان عاقلًا ليكون قادرًا على تقييم أموره، وهو أيضًا مريدًا أي أنه صاحب قرار، لأنه قادر أن يسعى نحو ما يختاره، وقادرًا أيضًا أن يرفض ويبتعد عن ما يكره. إن الإنسان العاقل عمومًا يمكنه أن يحب، ويمكنه أن يكره، وهو يفعل ما يشاء كما يستحسن، ولا يجبره الله على حب ما لا يحبه أو كره ما يحبه، وهذه نعمة إلهية للبشر جميعًا. لذلك، فدخول ملكوت السماوات لا بد أن يكون قاصر على الكائنات العاقلة الحرة (الإنسان أو الملائكة)، لأن الكائنات العاقلة يمكنها أن تفكر وتستحسن، وأن تحب، وهي تكمل محبتها لله بالاختيار والسعي نحوه، مهما كلفها الأمر من تضحية، كقول الكتاب عن بعض المؤمنين: "لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا، وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئًا مِنَ الأُمَمِ" (3يو7). القارئ العزيز... قدم الله لك الحب، ويمكنك أن ترى ذلك في الخليقة المحيطة بك، أو من خلال تدبيره لحياتك الخاصة، أو من خلال خلاصه وفدائه الثمين، كما يكشف لك الكتاب المقدس. فهل تستحسن حب الله الصالح الرحوم؟ إن كنت تريد أن تحبه فيجب عليك أن تختاره وتفضله على حبك للعالم الذي سيزول، كقول الكتاب: "... أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ" (يع4: 4). فإن أتت عليك بعض الضيقات فيا ليتك تظل ثابتًا في اختيارك لله ومحبًا له، وهو لن ينسى حبك له، كقوله: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ..." (عب6: 10). |
||||
03 - 01 - 2023, 11:11 AM | رقم المشاركة : ( 94 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
قوتي في الضعف تُكمَل اختار الله نسل إبراهيم خليله ليكون شعبًا مقدسًا وأمة مباركة يأتي منها السيد المسيح له المجد، ومع هذا نشأ هذا الشعب ونما في أرض الغربة في مصر والتي عانى فيها المذلة والاستعباد كثيرًا، كقول الله لإبراهيم أب الآباء: "... اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ" (تك15: 13). فقد أكرم فرعون مصر يوسف الصديق وعائلته إلى أن ملك فرعون جديد لا يعرف يوسف. هذا اضطهد الشعب وسخرهم في أعمال البناء، وقتل أطفالهم، لأن شعب بني إسرائيل كانوا قد نموا وكثروا، وصاروا أعظم من المصريين، ولكن الله بارك الشعب.. وكان لما رأى المصريون بركة الله لهم أنهم ازدادوا خوفًا منهم، كقول الكتاب: "وَلكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هكَذَا نَمَوْا وَامْتَدُّوا. فَاخْتَشَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (خر1: 12). ولم تمنع الضيقات والمعاناة الله من مباركة إسرائيل ونموهم وازديادهم في العظمة، لأن بركة الله ونعمته لا يمكن أن يعطلها أحد، كقول الكتاب: "إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ" (عد23: 20). وعملت نعمة الله في قلب القابلتين اللتين أوصاهما فرعون مصر بقتل أطفال إسرائيل عند الولادة، ولكنهما خافتا الله، ولم تنفذا أمر الملك، بعد هذا أرسل الله موسى النبي لكي يضرب أرض مصر بضربات عشر موجعة، ففزع عبيد فرعون، وطلبوا منه أن يُخرِج بني إسرائيل من مصر، قائلين: "... إِلَى مَتَى يَكُونُ هذَا لَنَا فَخًّا؟ أَطْلِقِ الرِّجَالَ لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَهُمْ. أَلَمْ تَعْلَمْ بَعْدُ أَنَّ مِصْرَ قَدْ خَرِبَتْ؟" (خر10: 7). ثم أخرج الرب شعبه بمعجزة عظيمة بعد أن شَقَّ البحر الأحمر أمامهم، وعبرهم على أرض يابسة، وقد أعطى الله شعبه قبل خروجهم من مصر نعمة في عيون المصريين، فزوَّدوهم عن طيب خاطر بالكثير من الخيرات اللازمة للطريق، كقوله: "وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ" (خر3: 21). القارئ العزيز... إن قوة الله تعمل في وقت الضعف بطريقة أكثر فعالية، وفي وقت الشدة تَكثر عجائب الله. لقد تضرع معلمنا بولس الرسول لله وقت ضعفه ومرضه ليشفيه، لكن الله أجابه: "فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (2كو12: 9). وهكذا تعلم الرسول أن يقبل الضعفات والشدائد مبتهجًا بسبب النعمة والقوة التي ترافقه وقت الضعف. |
||||
03 - 01 - 2023, 11:13 AM | رقم المشاركة : ( 95 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
كن مستعدًا حدد الله مهمة يوحنا المعمدان وأعلنها على فم ملاخي النبي، وهي تهيئة شعب الرب لكيما يكون مستعدًا قبل مجيئه، كقول الكتاب: "هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ" (مل4: 5- 6). إن الاستعداد صفة أساسية يتميز بها المؤمن المسيحي، وقد طالب الرب تلاميذه في ليلة آلامه بالسهر والاستعداد، بقوله: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مت 26: 41). إن الاستعداد الروحي أمر ضروري جدًا، لأن الأيام والأوقات قد تأتي بأحداث غير متوقعة، وهذه الأحداث تحتاج من الإنسان تصرف لائق حكيم مناسب، كابن لله. أما الإنسان غير المستعد فيسقط في فخ إبليس، الذي يفترس ويهلك ضحاياه. لقد حذرنا الكتاب المقدس من التراخي، لأننا لا نعلم ما تخبئه لنا الأيام، قائلًا: "مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ" (أف5: 16). إن أولاد الله لا يقلقون بخصوص ما تخفيه الأيام القادمة من أحداث مفاجئة، لأنهم يستعدون لها على الدوام، وذلك بالامتلاء من نعمة الله ومعرفته المتجددة، والتي تشددهم على الدوام. لقد مدح الرب الخمس عذارى اللائي استعددن بالاحتفاظ بزيت في أنيتهنَّ، ووصفهم بالحكيمات، كقوله: "وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ" (مت25: 4). إننا نحتاج أيضًا للاستعداد الروحي الدائم لكي نتمكن من إتمام إرادة الله الصالحة، كقوله: "وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا... يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ" (2تس2: 16- 17). وأيضًا لنتمكن من الشهادة والاعتراف الحسن بإيماننا العظيم أمام الناس سواء بالفعل أو بالقول، كقول الكتاب: "بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ" (1بط3: 15). القارئ العزيز... إن أمر الرب لتلاميذه بالاستعداد الدائم هو أمر يخصنا جميعًا، فياليتك تستعد بالسهر والصلاة. إن السهر يعني اليقظة الدائمة بمراجعة هدف حياتنا، وهو الفوز بملكوت السماوات، لئلا نفقده بالانشغال في لذات الحياة وهمومها. وأما الصلاة فهي التي تحفظ القلب ممتلئًا من نعمة روح الله القدوس، الذي يعزي ويقوي القلب، ويجعله حارًا بالروح مستعدًا لكل عمل صالح. |
||||
03 - 01 - 2023, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 96 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
لا تخف، بل تكلم ولا تسكت وصل معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس قادمًا من أثينا (بلاد اليونان) وكان في خوف كثير، حسب قوله: "وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ" (1كو2: 3). لقد اشتهر أهل المدينة بالغنى، وأيضًا بالخلاعة وفعل الشرور الكثيرة، مما أحزن الرسول وأدى به إلى حالة نفسية سيئة، ولكن الله الحنون لم يترك رسوله بولس لضعفه وخوفه، بل ظهر له في رؤيا بالليل، قائلًا له: "... لاَ تَخَفْ، بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لِي شَعْبًا كَثِيرًا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ" (أع18: 9- 10). إننا لا ننكر ضعف البشر حتى العظماء منهم أمثال بولس الرسول، ولكن الله عندما يكلفنا بالشهادة أو بأداء مهمة ما تخصه فهو يؤيدنا بقوة خاصة لإتمام هذه الرسالة. لقد خدم وتنبأ إرميا النبي وسط شعب قاسي معاند، لكن الرب شجعه في بداية خدمته، بقوله: "هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ... فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْقِذَكَ" (إر1: 18- 19). مكث الرسول في كورنثوس فترة طويلة من الزمن امتدت لعام ونصف، فآمن الكثيرون من أهلها كما أعلن الرب ذلك مسبقًا للرسول، بقوله: "لي شعبًا كثيرًا". وقد هيأ الرب له عملًا مع زوجين أتقياء هما أكيلا وبريسكلا، وهيأ له أيضًا إقامة في منزل رجل تقي اسمه يُوسْتُسُ بيته ملاصق لمجمع اليهود، وأيده الرب بإيمان كريسبس رئيس مجمع اليهود، وهذا كان دافعًا قويًا لإيمان آخرين من اليهود، وعندما تجمهر اليهود المعادين، وخطفوا بولس ومضوا به إلى الوالي الروماني (غاليون) أعطى الله لبولس نعمة في عيني الوالي، فلم يهتمّ باتهامات اليهود له، ولكنه طردهم من أمامه، فلم يتمكنوا من إيذاء الرسول. القارئ العزيز... إن كان الرب معك فلن يقف أمامك أي صعاب مهما كانت ضخامتها، لقد طمأن الله زربابل الوالي بأن المقاومين له سينحلوا ويصيروا أمامه كالأرض السهلة المنبسطة، حتى وإن كانوا كالجبل الضخم، وأنه سيضع حجر أساس الهيكل وسط هتاف الشعب، قائلًا: "مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلًا! فَيُخْرِجُ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ بَيْنَ الْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً، كَرَامَةً لَهُ" (زك4: 7). فاحرص يا أخي على رضا الله وتقواه، لكي يكون معك، وإن كان الله معك فلا تخف من صعاب أو مقاومين أو مشاكل. امض في طريقك لتُتمم مشيئته المقدسة الصالحة، وهو سيصنع بك عجائب. |
||||
03 - 01 - 2023, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 97 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
حَمِّق يا ربُّ مشورة أخيتوفل كان أخيتوفل رجلًا حكيمًا في زمان داود الملك، وقد اتصف بالذكاء والدهاء الشديد، وكان يعمل مشيرًا في قصر الملك، واشتهر بحكمته حتى اعتقد الملك بصدق كل مشورة أو نصيحة يقدمها أخيتوفل، كقول الكتاب: "وَكَانَتْ مَشُورَةُ أَخِيتُوفَلَ الَّتِي كَانَ يُشِيرُ بِهَا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ كَمَنْ يَسْأَلُ بِكَلاَمِ اللهِ..." (2صم16: 23). لقد اضطرب داود الملك جدًا حين عرف أن أخيتوفل انضم إلى أبشالوم ابنه الذي قاد ثورة وتمرد ضده، فتضرع لله، قائلًا: "... حَمِّقْ يَا رَبُّ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ" (2صم15: 31). ولم يكفّ داود عن الصلاة لكي يبطل الله مشورته الرديئة عليه، وطلب داود من حوشاي الأركي أحد مشيريه الأقل شهرة أن يرجع من ورائه ويرافق أبشالوم ابنه، فرجع كما أمره داود. ولما طلب أبشالوم مشورة أخيتوفل أشار عليه بانتهاز الفرصة والهجوم على داود الملك، وهو منهك ومتعب، فيتمكن من قتل أبيه وحده، لأن الشعب الذي معه سيتفرق عنه، لأن الوقت لن يسعفه في تنظيم صفوف المحاربين معه. ولما جاء دور حوشاي الأركي ليبدي رأيه، أشار حوشاي بمشورة أخرى في صالح داود الملك. وقَبِلَ أبشالوم نصحية حوشاي، لأن الرب جعل أبشالوم وكل قواد الجيش يفضلون مشورة حوشاي، كقول الكتاب: "فَقَالَ أَبْشَالُومُ وَكُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ مَشُورَةَ حُوشَايَ الأَرْكِيِّ أَحْسَنُ مِنْ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ. فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ، لِكَيْ يُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ" (2صم17: 14). القارئ العزيز... لا تضطرب من مؤامرات أعدائك مهما عظم دهائهم، أو كثرت أعدادهم، ولا تضطرب أيضًا من المؤامرات الخفية التي يدبرها الخبثاء منهم، لأنه يوجد إله قدير حكيم صاحب تدبير عظيم في السماء. إن عيني الرب تكشفان ما هو مخفي، وهو قادر أن يفسد كل تدبير شرير. لقد اِتخذت الكنيسة من هذه الحادثة موضوعًا للصلاة في القداس الإلهي، بالقول: "أعداء بيعتك المقدسة يا ربُّ... ابطل حسدهم وسعايتهم وجنونهم وشرَّهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا. يا ربُّ اجعلهم كلهم كلا شيء وبدِّد مشورتهم يا الله الذي بدَّد مشورة أخيتوفل". فلا تتلفت إذًا يا أخي حولك خوفًا من مؤامرات العدو، لأن الله قادر أن يبدد عنك مؤامرات الأعداء الخفيين والظاهرين. |
||||
03 - 01 - 2023, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 98 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
مخافة الله يتعرض الإنسان وقت الضيق والشدة لمشاعر الخوف من الخطر والأذيَّةِ، ولكن الأتقياء يشعرون بخوف من نوع آخر وهو عدم ارضاء الله أو عدم الثبات في الأمانة، وحفظ العهد مع الله، وشتان الفرق بين الاثنين وكل منهما قادر أن يلاشي من القلب الآخر. لقد اختار الرب يسوع المسيح الثبات في الأمانة وحفظ العهد على الصليب. لم يرتد الربُّ عن صليب العار، بل ظل ثابتًا على مبادئه وشهاداته التي عَلمَ بها. لقد اختار الخضوع لمشيئة الآب، فصلى على جبل الزيتون في البستان، قائلًا: "... يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" (لو22: 42). وهكذا فعل الشهداء والأمناء، الذين خافوا الله ولم يخشوا الآلام، أو ما ستسببه لهم الضيقة. إن الهروب من الضيقة بعصيان الله، وعدم السلوك معه بأمانة هو عدم مخافة لله، لأن مخافة الله تترجم في الواقع العملي بتقدير عظمة الله وصلاحه والإيمان به. ولهذا يطيع خائفي الله وصيته ويصنعون مرضاته مهما كلفهم الأمر. لقد مدح الله إبراهيم أب الآباء لأنه خائف الله، بقوله: "... لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي" (تك22: 12). يمكننا أن نلمس معنى مخافة الرب من طاعة إبراهيم لله، فلم تكن مخافته لله اضطراب وفقدان أعصابه، ولكن الكتاب وضح معنى ذلك بكشفه عن طاعته لله دون تردد، وبسرعة. لم يطلب أب الآباء التأجيل ليجد فرصة للتفكير، لأن القرار كان حاضرًا في قلبه، كقوله: "فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ" (تك22: 3). إنَّ حبَ إبراهيم لله وإيمانه به واستعداده لطاعته جعله يثق فيه ويسلم أمره في يد الله الحنون، ولا يخاف من أية احتمالات مؤلمة قادمة. وهكذا فعل يوسف الصديق الذي أبطلت مخافة الله من قلبه الخوف من انتقام امرأة فوطيفار، فأطاع الله دون تردد. وما زال الأمناء خائفي الله لهم جرأة وشجاعة في الحَقِّ، ولا يهابون الضرر أو حتى الموت. القارئ العزيز... إن عشرتك لله وحبك له لا تكمل بدون مخافته التي تجعلك تحفظ وصاياه، كقوله: "... إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو14: 23). عليك أن تثق فيه، فلا تخاف من ضرر يصيبك في رزق، أو يفقدك مركزك الوظيفي أو الاجتماعي أو يفقدك صديق، بل خاف الله الذي أمرك، قائلًا: "وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (مت10: 28). |
||||
03 - 01 - 2023, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 99 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
القطيع الصغير كَرَزَ معلمنا بولس الرسول في مدينة أفسس، وهي مركز عبادة الآلهة ديانا الوثنية (أرطاميس)، آلهة الخصوبة عند اليونان. اشتهرت المدينة بصناعة وتجارة تماثيل الآلهة الوثنية ديانا، واشتهرت أيضًا بالسحر والعرافة. كَرَزَ معلمنا بولس الرسول وسط هذا الجو الشيطاني الشرير. لقد حدثت معجزات غير معتادة في هذه المدينة على يد بولس الرسول، كشهادة الكتاب القائل: "حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (أع19: 12). وقد آمن كثيرون من أهل المدينة، وأتوا معترفين بخطاياهم، وكثيرون من الذين يستعملون السحر حرقوا كتبهم الغالية الأثمان غير خائفين من الشياطين. لقد تَعَظَّم اسم الرب يسوع في هذه البلدة المملوءة بالأشرار الأقوياء الأغنياء بكرازة فرد واحد، وهو بولس الرسول، كقول الكتاب: "... فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ" (أع19: 17). إن الله ليس لديه مانع أن يعمل بالكثير أو بالقليل، كقوله: "... لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (1صم14: 6). لقد شاء الله أن يهزم جدعون بـ300 رجل فقط جيش كبير من المديانيين، وصفه الكتاب المقدس بأنه كالجراد في كثرة عدده، وقد قصد الله من ذلك إظهار عظمة قوته، لئلا يظن بني إسرائيل أنهم بقوتهم قد هزموا المديانيين، فيُرجِعُّوا المجد لأنفسهم. وهكذا يعلمنا الكتاب المقدس أن الله يشاء أن يعمل بالقليل لكي يتعظم اسمه، وقد وبخ الرب بني إسرائيل لأنهم لم يعظموه لما مَلَّكَهم أرض كنعان، بقوله: "لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا بِهذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ. كَيْفَ يَطْرُدُ وَاحِدٌ أَلْفًا، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ رَبْوَةً، لَوْلاَ أَنَّ صَخْرَهُمْ بَاعَهُمْ وَالرَّبَّ سَلَّمَهُمْ؟" (تث32: 29- 30). وهكذا سيعمل الله عجائب كثيرة بواسطة النبيين الذين سيأتيان لمقاومة ضد المسيح آخر الأيام، لأن الله سيعيطهما سلطانًا عظيمًا على صنع الآيات والقوات، كما أعطى موسى النبي من قبل. القارئ العزيز... لا تخف إن وجدت نفسك وحدك في موقع ما تشهد للحق، ولا تضطرب من كثرة وقوة المقاومين لك، لأن الرب لا بد أن يشهد لنفسه ولعظمته، وهو يَسعَدَ بالقطيع الصغير، ويُسرَ به، كقوله: "لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ" (لو12: 32). وإنه لمن النافع أن نتذكر إجابة القديس أثناسيوس الرسولي على الذين أرادوا أن يرعبوه، بقولهم: "العالم ضدك"، فأجابهم، قائلًا: "وأنا ضد العالم". |
||||
03 - 01 - 2023, 11:21 AM | رقم المشاركة : ( 100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
أسعى نحو الهدف أكَدَّ معلمنا بولس الرسول أنه يتمنى أن يتمّم سعيه العظيم، ولا يهمه أي خسارة في سبيل ذلك، حتى ولو بذل نفسه. لقد تُرجمت كلمة "سعي" في بعض الترجمات الإنجليزية "بالشوط أو السباق"، وهو ما يعني أن الرسول كان له هدف أو غرض يجاهد على الدوام لتحقيقه، وذلك مثل المتسابقين الرياضيين، الذين يتشوقون لاستكمال سباقهم ليفوزوا بالجائزة. لقد كشف الرسول بولس عن هدف سعيه الدائم في حياته، بقوله: "وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ" (أع 20: 24). إن سعي الرسول كان لأجل الشهادة لاسم الرب يسوع المسيح، ولإظهار نعمته لكل أحد، وإكرام اسم الرب الذي أحبه. بكى المؤمنون في أفسس، عندما أخبرهم الرسول أنهم لن يروا وجهه ثانية، لأنه ماضٍ إلى أورشليم وسيربطه اليهود هناك، ولكن القديس أوضح لهم أنه لا يبالي بذلك من أجل تقديم الشهادة لاسم الرب يسوع. إن كل من يسعى ويجتهد لابد أن يكون لديه هدف يسعى لأجله، فوضوح الهدف هو أهم دافع يشجع الإنسان على السعى والجهاد، وعدم وضوح الهدف يجعله متراخيًا في جهاده غير مبالِ، لأنه ليس لديه دافع للاجتهاد. لقد أقبل الرب يسوع المسيح على آلام الصلب بسرور، لأنه كان يشتهي أن يبذل نفسه عن أحبائه، كقول الكتاب: "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ..." (عب12: 2). القارئ العزيز... إن الجهاد والسعي المقدس في الحياة الروحية هو وليد رغبة واهتمام صادق للوصول للهدف الثمين، الذي هو شخص الرب يسوع المسيح. وكل من عرف شخص الرب يسوع الحبيب يمكنه أن يترك أي اهتمامات باطلة، ويسعى ويضحي بسهولة من أجله. لقد ترك زكا نصف أمواله، ووعد أن يرد أربعة أضعاف عن كل ما سلبه بغير وجه حق من النصف الباقي، إن الحياةَ من أجل الربّ يسوع تستحق أن تكون هدف سام للحياة، كقول الكتاب: "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ" (رو14: 8). قد يسعى الكثيرون باطلًا، ولكنهم لن يحققوا فائدة من وراء سعيهم، لأنهم يسعون وراء أمور لا قيمة لها. لقد شبه الكتاب المقدس شقاء هؤلاء بالمرأة التي تتعب في حبلها، ثم لا تلد طفلًا، كقوله: "حَبِلْنَا تَلَوَّيْنَا كَأَنَّنَا وَلَدْنَا رِيحًا. لَمْ نَصْنَعْ خَلاَصًا فِي الأَرْضِ..." (إش26: 18). فيا ليتنا نسعى سعيًا حسنًا. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |