عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد

[Mary Naeem]

محبة الخدمة في حياتنا كأولاد مارمرقس

†† التطبيق العملي في حياتنا كأولاد لمارمرقس††

† أختم بنقطة أخيرة وهي نقطة عملية في حياتنا.

† كما قال الرب يسوع: "إن كنتم أولاد إبراهيم كنتم تعملون أعمال إبراهيم"، أقول لكم: "إن كنا أولاد مارمرقس نعمل أعمال مارمرقس".

† ما هو عمل مارمرقس؟

محبة الخدمة

† أي المفروض أن كل كنيسة مارمرقس تأخذ هذه النقطة من أبوها ومن بطريركها ومعلمها مارمرقس. والمفروض أن يقال على كل واحد منا "هذا نافع لي للخدمة".

† ربنا يسوع يشاور عليك قائلًا "هذا نافع لي للخدمة"،

والروح القدس يشاور عليك قائلًا "هذا نافع لي للخدمة"،

والكنيسة تشاور عليك قائلةً "هذا نافع لي للخدمة"،

المفروض أن تكون هذه الصفة موجودة فينا كلنا بلا استثناء.

†† "نافع لي للخدمة" قالها موسى النبي عن أخوه هارون:

† عندما أرسل الله موسى لفرعون ليطلق شعب إسرائيل. قال موسى للرب: "أنا لا أستطيع الكلام سآخذ معي هارون". وكأن لسان حال موسى يقول لله "هارون نافع لي للخدمة".

†† "نافع لي للخدمة" قالها برنابا على شاول "بولس الرسول":

† عندما سمعت الكنيسة أن أنطاكيا أصبح بها مسيحيين، أرسلوا برنابا ليعلم ويعظ فانضم للإيمان جمع غفير فيقول سفر الأعمال أن برنابا خرج إلى طرسوس ليطلب شاول (ليساعده في الخدمة) وكأن لسان حال برنابا كان يقول لشاول "أنت نافع لي للخدمة، أنت تعرف كيف تعظ وكيف تتكلم وعندك غيرة على الخدمة".

[Mary Naeem]

قد تكون نافعًا في خدمة التعليم

† ليس بالضرورة أن تعظ لكنك تعمل مع أشخاص آخرين ولك أقارب وأحيانًا تجد كلمة الله تلح على لسانك بشدة، ولكنك لا تخرجها.

† عندما تجد الوقت مناسبًا وكلمة الله تلح على لسانك خذ روح مارمرقس وتكلم بها أمام أقاربك وزملائك. تكلم عن الله في وعمله في حياتك. لا أطلب منك أن تعظ.

† فمثلًا قد تجد صديقك مهموم وتعبان ويشكي لك حاله. لا تكون سلبيًا، أرشده للكنيسة وشجعه، خذه معك للكنيسة وللقداس ليسمع كلمة الرب ويقترب من الكنيسة. قل له عن نفسك وعن خبرتك دون وعظ قل له أنك عندما تشعر بالضيق تذهب للكنيسة فتجد راحة لنفسك.

†عندما تفعل ذلك تجد الروح القدس يشاور عليك، ويقول لك "أنت نافع لي للخدمة"، "أنت لي إناء مختار"، "أنت تشهد لاسمي أمام الآخرين". هذه شهادة وخدمة المفروض كلنا ككنيسة أن نفعلها.

† افتقد أصحابك ومعارفك وأقاربك وأحضرهم معك للكنيسة. فتكون نافع للخدمة.

† ليس من الضروري أن تكون معلمًا مثل هارون أو مثل شاول. ولكن كن مرشدًا مثل يثرون.

[Mary Naeem]

قد تكون نافعًا في خدمة الإرشاد والمساعدة

يثرون (حمى موسى) كان مرشدًا لموسى في الصحراء:

† عندما دعى الرب موسى ليسير في الصحراء. استعان موسى بيثرون لأنه يعرف البرية ويعرف مداخلها ومخارجها وقال له "تعالى تكون لنا عيونًا" تعالى لترشدنا في الطريق. وكأن موسى يقول عن يثرون "نافع لي للخدمة".

† خدمة الإرشاد والتوجيه نستطيع كلنا أن نقوم بها.

البابا ألكسندروس كان مرشدًا للطفل أثناسيوس:

† يحكي تاريخ الكنيسة عن البابا ألكسندروس أنه كان يقف في شرفة البطريركية ورأى بعض الأطفال يلعبون على البحر.

† فوجد أحد الأولاد يقوم بدور الكاهن في طقس المعمودية باتقان.

† فأحضر البابا ألكسندروس هذا الولد، وبدأ يرشده ويوجهه ويربيه، وصار هذا الولد فيما بعد البابا أثناسيوس البطريرك الـ 20 في الكنيسة.

† وعندما ذهب البابا ألكسندروس إلى مجمع نيقية أخذ معه أثناسيوس قائلًا عنه "لأنه نافع لي للخدمة"، كان أثناسيوس هو ثمرة تربيته وثمرة ارشاده وتوجيهه.

†† دورنا في توجيه وإرشاد أولادنا:

† فلو ربيت أولادك في خوف الله يقال عنك "نافع لي للخدمة" وقد يكون ابنك فيما بعد كاهن الكنيسة أو بطريرك في الكنيسة.

† توجيهك وإرشادك وتربيتك لأولادك، تجعلك "نافع للخدمة".

إذًا الخدمة الأولى هي خدمة الكلمة والكرازة. (الوعظ)

الخدمة الثانية: هي خدمة التوجيه والإرشاد والتقويم.

[Mary Naeem]

مساعدة الخدام خدمة

† إذا كنت غير قادر على النوع الأول من الخدمة (خدمة التعليم أو الوعظ) أو النوع الثاني من الخدمة (خدمة الإرشاد والتوجيه) فهناك نوع ثالث من الخدمة يسهل أن نقوم به جميعًا قال لنا عنه الرب يسوع في الآية:

"مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ" (إنجيل متى 10: 41).

† ماذا تعني؟ تعني أن الذي يخدم النبي أو يساعد النبي على أن يؤدي رسالته يعتبر في عيني الله كنبي ويأخذ أجر نبي.

† مساعدة الخدام على تأدية خدمتهم تعتبر خدمة. كل الذي ساعد الخادم على أن يقوم بخدمته، حتى لو كان غير ظاهر يأخذ أجر مثل الخادم تمامًا. ويشمل ذلك كل أنواع المساعدات ومنها المساعدات المادية فهي أيضًا خدمة (مثل من يقدمون أموالهم للكرازة أو لطبع كتب أو لسد أي احتياجات للكنيسة)، وأم مارمرقس كانت من هذا النوع.

خدمة الشماسة أولمبياس للقديس يوحنا ذهبي الفم:

† يحكي التاريخ أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان عنده شماسة تسمى أولمبياس. وقد كانت أولمبياس اليد اليمنى لذهبي الفم. لا تعرف أن تعظ. ولا تعرف أن ترشد. ولكن كانت تنفذ كل الذي يطلبه منها ذهبي الفم.

† حتى وهو في المنفى كان يرسل لها رسائل لتوصلها للأساقفة أو الكهنة.

† كانت غير ظاهرة في الصورة ولكنها تخدم ذهبي الفم فلها نفس أجر ذهبي الفم.

[Mary Naeem]

مجرد انتظامك وسلوكك في الطريق الروحي هو خدمة

† مجرد مجيئك الكنيسة ومجرد انتظامك وسلوكك في الطريق الروحي خدمة كبيرة.

†معلمنا بولس كان يكتب لأهل فيلبي ليشكرهم فيقال لهم:

"بسبب مشاركتكم معي في الإنجيل من أول يوم".

والمشاركة التي يقصدها بولس في هذه الآية أنهم كانوا محبين للكلمة فكان عندما يقف ليتكلم كان الله يعطي كلمة بغزارة، لأن هناك كان من يريد أن يسمع. فبولس قال لهم أنتم شركائي في الإنجيل. وأيضًا في احتياجاته المادية.

†هناك سر أريد أن أقول لكم عنه. صدقوني أحيانًا أريد أن أتكلم ولكني لا أستطيع. وأحيانًا أخرى الله يعطي قوة في الكلمة. ما سر ذلك إلا أن الله هو الذي يضع الكلام على لسان الكاهن أو المعلم، فعندما يرى الله قلوبًا مستعدة لسماع الكلمة يعطي كلمة بغزارة حتى لو لم يكن المتكلم قد أعد ما يقوله: "عدم أمانتك لا تبطل أمانتي". وكأن الله يقول له أنا أعطيك كلمتي وبقوة لأجل السامع.

† ولكن إذا رأى الله قلوبًا بعيدة عنه ولا تريد أن تسمع فلماذا يعطي كلام. لا يعطي.

† إذًا وجودنا في الكنيسة واشتياقنا وسلوكنا الروحي وغيرتنا على خلاص أنفسنا يعطي كلمة للمتكلم بقوة. الله يرى اشتياقك فيعطي كلمة بقوة. وقد تنخس هذه الكلمة آخرين من حولك. وبذلك تكو أنت قد أصبحت "نافع للخدمة".

† اهتمام الشعب بالراعي يعطي تشجيع للراعي.

فى احد المؤتمرات، كان هناك اثنين من الكهنة أحدهم كان سعيد جدًا والآخر كان حزينًا،فسأل الأول الثاني عن سبب حزنه قال: تصور أني كنت غائب عن كنيستي لمدة 15 يوم لم يسأل عني أحد من الكنيسة. بينما الكاهن الآخر كان سر سعادته كمية الرسائل التي تنهال عليه يوميًا والتي تدل على مدى الاشتياق الروحي الذي لشعبه.

† لا أتكلم عن الاهتمام من الناحية المعنوية وإنما أيضًا الاهتمام الروحي. عندما يجد الكاهن نفوس عندها اشتياق روحي وعندها غيرة وعندها محبة للكنيسة يكتسب قوة وتشجيع. (باشتياقك الروحي تكون نافع لي للخدمة)

[Mary Naeem]

خدمة الصلاة

† تكلمنا عن خدمة الوعظ وخدمة الإرشاد وخدمة المشاركة وخدمة الإشتياقات الروحية. وهناك خدمة أخرى هي أبسط وأقوى خدمة هي خدمة الصلاة.

† صلي للكنيسة والخدام والكلمة.

† سر نجاح الخدمة هي الركب المنحنية للصلاة.

† أطلب من أجل إنجاح الخدمة وأطلب من الله أن يعطي كلمة للواعظ حتى تتوب النفوس وحتى تتحرك القلوب نحو الله وحتى تثمر كلمة الله.

وعندما ينظر الله إلى نفسك الغيورة على الخدمة سيقول لك "أنت نافع لي للخدمة"

[Mary Naeem]

مرقس الخادم

الخلاصة:

† إذًا بولس الرسول شهد لمارمرقس قائلًا "أنه نافع لي للخدمة" وكان يتكلم عن:

1) خدمة الكرازة والبشارة، فقد كرز مارمرقس تقريبًا في العالم القديم كله "آسيا وأفريقيا وأوروبا".

2) خدمة التدبير والإرشاد: فقد جاء مارمرقس إلى الإسكندرية وأسس كنيستها وأسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وهو الذي دبر البابا إنيانوس لكي يقود الكنيسة من بعده.

3) خدمة العطاء: فقد وهب مارمرقس بيته ونقوده وحياته كلها للمسيح والكنيسة.

4) خدمة الصلاة من أجل الخدام: ففي بيت مارمرقس كانت الكنيسة مجتمعة تصلي من أجل القديس بطرس، وبالتأكيد كان مارمرقس وأمه يشتركون في الصلاة من أجل بطرس. لذلك قال الكتاب أن بطرس عندما خرج من السجن ذهب وطرق باب بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس. وكثيرًا ما اجتمع التلاميذ في بيت مارمرقس للصلاة من أجل الكنيسة.

هذا هو مرقس الرسول الذي شهد عنه بولس الرسول أنه "نافع لي للخدمة"، صلاته وشفاعته تسندنا وتسند الكنيسة كلها.

ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

[Mary Naeem]

تقارب عيد القيامة مع عيد مارمرقس

† من إنجيل معلمنا القديس مرقس إصحاح 16 الآية 9-11:

"وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلًا لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. فَذَهَبَتْ هذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. فَلَمَّا سَمِعَ أُولئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا".

† من سفر أعمال الرسل إصحاح 17 آية 22-:

"فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا، لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي، وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَلتمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. لم تزل كلمة الله تنمو وتزداد في هذه البيعة وكل بيعة آمين".

† تحتفل الكنيسة بعيدين متقاربين عيد القيامة فخر ورأس وأساس أعيادنا المسيحية. وعيد استشهاد القديس مارمرقس في 30 برمودة.

† الجميل وكما نحن معتادين كل سنة تحتفل الكنيسة بصلب وقيامة السيد المسيح في عيد الفصح وفي ذات الوقت نحتفل بعيد استشهاد أبونا مارمرقس في عيد الفصح(فصحنا المسيح ذبح لأجلنا) لأنه كما نعلم أن مارمرقس استشهد في أثناء قيامه بصلاة قداس عيد الفصح، حيث أخذه الوثنيون من الكنيسة، وسحلوه في شوارع الإسكندرية.

† فدائمًا عندما نتذكر صلب المسيح نتذكر استشهاد مارمرقس المناسبتين متقاربتين معًا،ودائمًا عندما نحتفل بالقيامة التي هي حجر الزاوية في إيماننا المسيحي، في ذات الوقت نحتفل بأبونا مارمرقس الذي وضع لنا الأساس الذي بنيت عليه كنيسة الإسكندرية.

† فهناك توافق بديع في احتفالنا بعيد القيامة حجر الزاوية في إيماننا وفي نفس الوقت نحتفل باستشهاد مارمرقس الذي وضع حجر أساس كنيسة الإسكندرية. (مبنيين على أساس الرسل والأنبياء كما قال الكتاب).

† وسنتكلم اليوم عن الوقت في حياة مارمرقس أو اهتمام مارمرقس بالوقت في ثلاثة نقاط:

النقطة الأولى: الوقت في إنجيل مارمرقس.

النقطة الثانية: الوقت في حياة مارمرقس.

النقطة الثالثة: التطبيق العملي لنا أو الوقت في حياتنا.

[Mary Naeem]

وقت كتابة إنجيل مارمرقس

† معروف طبعًا أن إنجيل مارمرقس هو أول إنجيل كتب في الأناجيل الأربعة. البعض يقول أنه كتب سنة 40 أو 45 م. ولكن الكنيسة تميل أكثر للرأي الذي يقول أنه كتب في عام 60 أو 61 م.

† لكن في كلا التاريخين يعتبر إنجيل مارمرقس هو أول إنجيل دون باتفاق كل الدارسين.

† ومن إنجيل مارمرقس أخذ القديس متى وأخذ القديس لوقا حتى أن كل الدارسين قالوا إن كل الآيات المذكورة في إنجيل مارمرقس ذكرت في إنجيل متى وفي إنجيل لوقا ماعدا 32 آية فقط انفرد بهم مارمرقس فهو من جهة الوقت أول إنجيل كتب من الأناجيل الأربعة.

[Mary Naeem]

إنجيل مرقص يهتم جدًا بالوقت، من جهة سرعة الأحداث، والترتيب الزمني لها

† من جهة الأحداث في إنجيل مارمرقس، نجد أن مارمرقس منشغل جدًا بالوقت في أحداث إنجيله في أكثر من جانب.

الجانب الأول: سرعة الأحداث في إنجيل مارمرقس.

† من سرعة الأحداث في إنجيل مارمرقس، هناك شخص غير مسيحي بعد أن قبل الإيمان، قال تعليق لطيف جدًا عن إنجيل مارمرقس عندما قرأه قال: (عندما تقرأ إنجيل مارمرقس تشعر أن مارمرقس يجري).

وهذا تعبير صحيح إلى حد كبير فإنجيل مارمرقس يتميز بالسرعة.

† فأنت تجد مثلًا كلمة "للوقت" أو "في الحال" ذكرت 42 مرة في إنجيل مارمرقس فهو إنجيل سريع في أحداثه من جهة الأوقات لذلك تجده أصغر إنجيل وذكر حياة المسيح كاملة في 16 إصحاح.

الجانب الثاني: اهتمام مارمرقس بالترتيب الزمني للأحداث.

† وهذه السمة يتميز بها إنجيل مارمرقس وسط الأناجيل.

† بمعنى أنك أثناء قراءة إنجيل مارمرقس لو حادثة قرأتها في الإصحاح الخامس وحادثة قرأتها في الإصحاح السابع فتعلم تلقائيًا أن حادثة الإصحاح الخامس حدثت قبل حادثة الإصحاح السابع.

† فقد حرص مارمرقس حرصًا شديدًا في إنجيله على المحافظة على ترتيب الأحداث. هذا الأمر لن تجده في إنجيل متى أو إنجيل لوقا.

† يوحنا الإنجيلي أيضًا التزم في إنجيله بالترتيب الزمني للأحداث، ولكنه ركز إنجيله على خدمة المسيح في أورشليم. فعندما ندرس إنجيل يوحنا سنعرف ترتيب الأحداث في أورشليم.

† باقي خدمة السيد المسيح في الجليل يمكن أن نعرفها من إنجيلي متى ولوقا ولكننا لن نعرف ترتيبها. لأن متى ولوقا لم يلتزما بالترتيب الزمني للأحداث.

† بمعنى آخر أن كل إنجيلي من الإنجيليين الأربعة ركز على جانب معين في أثناء سرد الإنجيل لذلك كان من الممكن أن يتغافل عن الترتيب الزمني.

مثال: جوانب ركز عليها إنجيل يوحنا:

† كما قلت لكم يوحنا التزم بترتيب زمني دقيق للأحداث ولكن ركز على خدمة السيد المسيح في أورشليم.

† فالأمر الذي كان يشغل يوحنا وهو يكتب إنجيله أن ينتقي بعض الآيات من حياة السيد المسيح وغرضه أن يذكر الآيات التي عندما نسمعها نؤمن أن المسيح هو ابن الله، لكي يكون لنا إن آمنا حياة باسمه كما قال في آخر إنجيله. فركز أن يختار معجزات للمسيح ولكن كلها منحصرة في أورشليم وفيما يدور في أورشليم.

† بمعنى أن السيد المسيح شفى مفلوجين كثيرين، ولكن يوحنا عندما أراد أن يختار معجزة ليذكرها في إنجيله، اختار معجزة تمت في أورشليم لأن هذا هو محور إنجيله، كما اختار معجزة تمت لمفلوج غير عادي، مفلوج منذ 38 عند بركة حسدا. فانتقى هذه المعجزة بالذات لأنها حادثة متفردة وسط مفلوجين كثيرين.

† مثل آخر يسوع المسيح صنع معجزات كثيرة لعمي فأبصروا. ولكن يوحنا اختار معجزة تمت في أورشليم. كما اختار معجزة غير عادية في تفتيح الأعين وهي المولود أعمى الذي خلق له المسيح عينين.