منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 01 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 91 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

مجالات التدقيق
الإنسان المدقق حريص على وقته يري أن الوقت هو جزء من حياته فهو يحرص على هذا الوقت واستخدامه له. ولا يضيع دقيقة واحدة منه فيما يندم عليه، أو فيما لا يستفيد منه. وهو يوزع هذا الوقت توزيعًا عادلًا على كافة مسئولياته.
وفيما هو يحرص على وقته، يحرص بالتالي على دقة مواعيده، وعلى نظام حياته فلا تضيع أوقاته عبثًا.
وكما يكون مدققًا من جهة وقته، يكون أيضًا مدققًا من جهة وقت غيره.
نقول هذا لأنه قد يوجد إنسان وقته رخيص عنده، فيظن أن وقت الآخرين رخيص أيضًا عندهم. فيزور غيره أو يكلمه أو يشغله مضيعًا وقته، بينما هذا الغير لا يعرف في خجل كيف يهرب منه؟!


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
أما الإنسان المدقق فهو يحترم حياته ووقته، ويحترم حياة الآخرين ووقتهم. ولا يسمح أن يضيع وقته في التوافه أو أن يعطى حديثًا أو مشغولية أو زيارة فوق ما تستحق من وقت.
ويحرص أن يعطي روحياته وقتها يكون دقيقًا في الوقت الذي تسمح به حياته للصلاة والتأمل والقراءات الروحية، والوقت الخاص بالكنيسة والخدمة والاجتماعات. ويكون دقيقًا أيضًا في حفظ يوم الرب، وكل ما يتعلق بحياته الروحية، فلا تضيع في زحمة المشغوليات.
وهو دقيق من جهة صلواته يحرص أن تكون صلاة بكل ما تحمل كلمة صلاة من معني، بكل ما يجب لها من فهم، ومن حرارة وخشوع، ومن عمق وإيمان وحب واتضاع.. لا يسرع فيها السرعة التي تفقدها عمقها، ولا يترك عقله في طياشة وعدم تركيز.
ولا يهمل قانونه ومزاميره وساعاته إنه إنسان يعبد الله في تدقيق كذلك إذا رشم علامة الصليب إنما يفعل ذلك بكل دقة، بكل ما تحمل علامة الصليب. من معان عقائدية وروحية، وبكل ما فيها من احترام ومن تأثر روحي، ومن ثقة في فاعليتها.
ولا تكون عنده علامة الصليب مجرد حركة سريعة بلا خشوع ولا فهم كما يفعل البعض..
وفي دخوله إلى الكنيسة دقيقًا وفي حركاته فلا يتلفت هنا وهناك، ولا يتحدث داخل الكنيسة مع هذا أو ذاك، ولا ينشغل بغير العبادة، ولا يسرع في مشيته اسراعًا يتنافي مع الخشوع وهيبة المكان. إنما يدخل إلى الكنيسة في هدوء وهو يرتل يتنافي مع الخشوع وهيبة المكان. إنما يدخل إلى الكنيسة في هدوء وهو يرتل قول المزمور " أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك، واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك".
ويسجد، ويقف في مكانه بكل مهابة، مدققًا في كل ما يفعله بسلوك روحي، وبحفظ دقيق لعقله وحواسه وقلبه، بحيث حينما يقول الكاهن "أين هي عقولكم؟" فيجيب (هي عند الرب) فيكون صادقًا تمامًا... والإنسان الروحي يكون مدققًا أيضًا في أفكاره لا يتباطأ مطلقًا في طرد أي فكر خاطئ بل يحرص أيضًا أن يبعد عن الأفكار الزائلة الباطلة التي لا منفعة فيها، ويحاول بقدر إمكانه أن يجعل فكره نقيًا بالله، بعيدًا عن الطياشة.
ويجعل أمامه قول الرسول "مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح" (2كو10: 5). أما الذي يتساهل مع الأفكار، فهو ليس دقيقًا في ضبطه لفكره.
الإنسان الروحي ينبغي أن يكون أيضًا في كلامه إنه يزن كل كلمة قبل أن يقولها، سواء من جهة معنى الكلمة أو قصدها، أو مناسبتها للمجال أو للسامعين.
إن الذي يتكلم ثم يندم على ما يقول، هو غير مدقق في كلامه. والذي يتكلم ثم يعاتبونه على معني كلامه، فيقول: ما كنت أقصد.. هو أيضًا غير مدقق في كلامه. كذلك الذي يتكلم فيجرح شعور غيره بغير حكمة..
إن السرعة في الكلام من الأسباب التي تؤدي إلى عدم التدقيق فيه. إن السرعة في ابدأ الرأي... والسرعة في الحكم على الآخرين... والسرعة في الاستسلام للغضب... كل ذلك يعرض الإنسان للخطأ، فلا يكون مدققًا في كلامه، ولا يكون موفقًا في كلامه..
أما الذي يتباطأ، ويزن الكلمة قبل أن يقولها، فهذا يكون أكثر تدقيقًا. لذلك يقول الرسول " ليكن كل إنسان مسرعًا إلى الإستماع، مبطئًا في التكلم ، مبطئًا في الغضب" (يع1: 19).
وفي الإبطاء، أو التفكير المتزن، يقدر الإنسان أن يتحكم في ما يريد أن يقوله ويتخير الألفاظ المناسبة، ويكون مدققًا أكثر في كلامه. لأن الكلمة بعد أن يلفظها لا يستطيع أن يغيرها أو يسحبها لقد حسبت عليه..!
وكما يدقق الإنسان في كلامه، ينبغي أن يدقق في مزاحه وضحكه. فلا يتحول ضحكه إلى نوع من التهكم على غيره والاستهزاء به، وجعله مادة لفكاهاته ولسخريته وتسلية الناس!!
وبهذا يكون الضحك وسلية لجرح شعور غيره. من حق الإنسان أن يضحك مع الناس. ولكن ليس من حقة أن يضحك على الناس!
لهذا فإن الإنسان الروحي ينبغي أن يكون مدققًا في ضحكة ومرحه، حتى لا يجرح أحدًا أو يهين أحدًا، ولو في مجال مزاح، ولو عن غير قصد...
ولا يجوز أن يقول أية فكاهة تعجبه، غير مبال بتأثيرها على السامع، إن كان فيها ما يسمه...
والإنسان الروحي يكون مدققًا أيضًا في نقده، وفي عتابه، وفي توبيخه ولا يجرح فيما يحاول أن ينصح. ولا يوبخ فيحطم.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ولقد حذرنا سيدنا يسوع المسيح قائلًا " من قال لأخيه رقًا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" (متى5: 22). وكلمة رقًا هي أقل كلمة تخلو من الاحترام...
كم مرة يستخدم المتكلمون كلمة حق "أحمق" ومترادفاتها العديدة، في شتى الألفاظ التي يعبرون بها في غير تدقيق، عن استصغارهم لعقول غيرهم ومستوي تفكيرهم. أما المدقق فلا يفعل هكذا.
لاحظوا كيف تخير السيد المسيح أرق الألفاظ في الحديث مع السامرية بحيث قادها إلى التوبة، دون أن يجرح شعورها على الإطلاق. ولو أراد أن يستخدم ما يسميه الناس بالصراحة، أو بمواجهة المخطئين، لنفرت منه هذه المرأة وما كسب روحها...
الإنسان المدقق تظهر دقته في أداء أية مسولئة تعهد إليه أيًا كانت هذه المسئولية روحية أو مادية أو اجتماعية. ودقته هذه تقوده إلى النجاح وإلى الإتقان، وإلى احترام الناس له وثقتهم به. وهو لا يحاول أن يتعذر بأية أعذار لتبرير موقفه إن لم يكن مدققًا. لأن المدقق لا يبرر تصرفاته مهما حدث ويرى أن محاولة التبرير ضد التدقيق للأسف. هناك كثيرون يدققون في محاسبة غيرهم. ولا يدققون في محاسبة أنفسهم بنفس القياس.
هم مع غيرهم في منتهى الشدة أما مع أنفسهم فما أكثر الأعذار بينما العكس هو ما ينبغي أن يكون.
حاسب نفسك بتدقيق شديد، ولا تعذر ذاتك. أما بالنسبة إلى الآخرين فحاول أن تلتمس لهم عذرًا.
نلاحظ أن السيد المسيح أعطانا مثالًا لهذا في قوله عن خطيئتك "الخشبة التي في عينك" وقوله عن خطيئة الآخرين " القذى الذي في عين أخيك" (متى7: 3). هكذا ينبغي أن تحكم على أخطائك بالخشبة، وعلى أخطاء غيرك بالقذى.
مشكلة الإنسان في حياة التدقيق، أنه يقسم الخطايا إلى صغيرة وكبيرة، ويستأهل في الأمور الصغيرة!
ومن الجائز أن هذه الأمور الصغيرة في نظره، ليست هي صغيرة في الحقيقة. وحتى إن بدت صغيرة ستتحول إلى كبائر فيما بعد. والإنسان الروحي لا يستهين بأي خطأ ولا يحسبه صغيرًا. لأن الخطية خاطئة جدًا. وكل خطية تؤدي إلى الهلاك، لأن " أجرة الخطية موت" (رو6: 23). وهي تفصله عن الله، لأنه " لا شركة بين النور والظلمة" (2كو6: 14).
إن أي عيب في شيء، ينقصه كماله. وأية بقعة في ثوب تشوه نظافته مهما كانت صغيرة.
الإنسان الروحي يدقق في مقاومة الخطية، ويحترس لئلا يقع فيها.
حتى تأتيه الخطية فيقاومها، بل يكون حريصًا في البعد عن الخطية، وفي سد جميع مسالكها بحيث لا تجد منفذًا إليه. وإن حاربته خطية يكون دقيقًا جدًا في طردها عنه. إنه دقيق في كل تصرفاته.
يستمع دامًا إلى قول الرسول " انظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء" (أف 5: 15). لذا فهو يدقق في كل ما يعمله، في العمل ذاته، وفي وسيلته وفي نتائجه سواء بالنسبة إليه أو إلى غيره. حتى الأشياء التي هي سليمة في ذاتها، ولكن قد تكون غير مناسبة حسب قول الرسول " كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني" (1كو10: 23).
أنه يدقق في كل حركاته. في دخوله وفي خروجه. في صورته وفي مشيته...
لا ينسي نفسه، فيعلو صوته على من هو أكبر منه، أو يقاطعه ليتكلم هو! وفي انتقاله، كما قال الشيخ الروحاني "بالرفق يفتح بابه ويغلقه" وفي كلامه يحترس من أن يتطور مزاحه إلى العبث أو التهكم. ويحترس أن يتطور من سرد قصة إلى الإدانة. ويحترس أن ينتقل من الأمور إلى التسلط، أو ينتقل من القدوة إلى محبة المديح وأعلان الذات. كذلك يكون مدققًا في عدم التحول من الموضوعية إلى النواحي الشخصية.
إن كل خطوة عنده لها حسابها لا تجرفه التيارات السائدة، ولا يجاري الأخطاء الشائعة. ولا ينحدر من وضع إلى آخر بدون تفكير.
إنه مدقق في علاقته في الله مدقق في حفظ الوصية، ومدقق في عودة لله، وفي كل نذوره، وفي عشوره وبكوره، لا يساوم الله، ولا يرجع في عهد قطعه أمامه.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 92 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

محاربات الشيطان للتدقيق

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لذلك فالشيطان يحارب التدقيق ويسميه تزمتًا أو عدم مرونة...
ويريد بهذا أن الإنسان الروحي كلمة " تزمت " فيتحلل من تدقيقه! كلا. فما ينتقده الشيطان هو الحرفية والفريسية وليس التدقيق، كما أن المرونة ليس معناها التحلل من القيم. إنما هي مرونة داخل تنفيذ الوصية، وليست مرونة في كسرها فلا تستقر كم هذه الألفاظ لتغيروا مبادئكم...
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 93 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الانتصار في الحياة الروحية

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
إجابة سؤال كيف اصلي؟ وماذا أقول؟
الإنسان الروحي هو إنسان منتصر في كل حروبه الروحية: منتصر على نفسه، ومنتصر على المادة، ومنتصر على الشياطين. ونتيجة لهذا الانتصار ينال الأكاليل في السماء في ذلك اليوم.
ولذلك فإن البعض يسقم الكنيسة إلى مجموعتين: أحدهما على الأرض وتسمي الكنيسة المجاهدة في السماء، بعد فترة الجهاد على الأرض وتسمي الكنيسة المنتصرة هذه التي جاهدت وغلبت.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:28 PM   رقم المشاركة : ( 94 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أهمية الانتصار وبركاته

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وسفر الرؤيا، يشرح لنا الرب فيه البركات التي يحصل عليها الغالبون...
ففي الرسائل التي أرسلها إلى الكنائس السبع، يكرر في كل رسالة عبارة " من يغلب " فأعطية، أو سيكون " من يغلب أن يأكل من شجرة الحياة..." (رؤ2: 7).
"من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني"، "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي"... "من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضاء، ولن أمحو أسمه من سفر الحياة"، "من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي".
"من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ3: 21).
كل هذه النعم أعدها الرب للذين يجاهدون ويغلبون، ويحيون حياة الانتصار. ولم يستثن أحدًا من هذه القاعدة. فالكل أعطى لهم أن يجاهدوا ويغلبوا لكي يكللوا.
ولهذا فإن القديس بولس الرسول عندما كان يسكب سكيبًا، ووقت انحلاله قد حضر، قال "جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي، حفظت الإيمان. وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الديان العادل..." (2تى4: 6 8).
لذلك كله سمح الله بوجود الحروب الروحية، والاغراءات، والشياطين إنه يختبر أرادتنا، ومدي استحقاقاتنا لأكاليله...
ولهذا قال أحد الآباء: لا يكلل إلا الذي انتصر. ولا ينتصر إلا الذي حارب. ولا يحارب إلا الذي له عدو... وقال القديس بولس الرسول " البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد كل مكايد أبليس، فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين... مع أجناد الشر الروحية في السماويات..." (اف6: 11، 12).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 95 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

لست وحدك في الحروب
والله يرقب حربنا وانتصارنا، وترقبه أيضًا الملائكة وكل أرواح القديسين.
كلهم يتطلعون إلى جهادنا، ويفرحون بنا إذا انتصرنا. وكما قال الكتاب إنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب..." (لو15: 10).
والله وملائكته يرقبون حروبنا الروحية ليسوا وهم صامتون، وإنما وهم يقدمون لنا المعونة في حربنا.
حقًا إن الله قد سمح بوجود العدو ولكنه لم يعطه سلطانًا علينا.. وسمح بالحروب الروحية، ولكن منح القوة للانتصار فيها: قوة من الروح القدس وقوة من عمل النعمة، وقوة في الطبيعة البشرية التي تجددت وعادت على صورة الله كما كانت...
كل هذه القوي منحها لنا أيضًا أعطانا سلطانًا على جميع الشياطين نستطيع به أن ندوس كل قوة العدو.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ونحن نذكر هذه النعمة في آخر صلاة الشكر التي نصليها كل يوم ونذكر مهما القوة التي منحها الرب لتلاميذه القديسين، حسبما يروي الإنجيل المقدس، أن الرب قال لهم: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو10: 19).
عبارة " وكل قوة العدو " هي عبارة معزية بلا شك، إذا وضعت إلى جوارها عبارة "تدوسوا"... إذن فالشيطان ليس مخيفًا كما يتصور البعض، مهما كان يبدو مثل أسد زأر ويبحث عن فريسة ويبتلعها... لقد أعطانا الرب سلطانًا عليه.
لقد غلب الرب الشيطان في طبيعتنا هذه التي سبق أن غلبها الشيطان وهكذا أعطي طبيعتنا روح الغلبة والانتصار...
أعطانا نحن أيضًا أن نغلب. وأرانا صورة الشيطان مهزومًا ومغلوبًا حتى لا نخافه في المستقبل. بل أعطي طبيعتنا القوة على إخراج الشياطين. ورأى آباؤنا الرسل كيف أن الشياطين تخضع لهم باسم الرب " لو10: 17). وما أجمل قول الرب عن ضياع قوة الشيطان:
" رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو10: 18). إذن فلا تخافوا الشياطين.
إنها لسيت أقوى منكم مادمتم تحاربوها بقدرتكم الإنسانية المجردة. أما إن حاربتموها فبسلاح الله الكامل" (أف6: 11) وبقوة الله العالم فيكم وبكم، فحينئذ ستخضع لكم، وستغلبونها في حروبكم...
الله الذي يعمل فيكم سوف يغلبها لقد قال الرب لنا " في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو16: 33).
ولم يقصد بهذا مجرد غلبته الشخصية للعالم، وإنما أيضًا غلبته للعالم فينا ولهذا حسنًا قال الرسول عن الرب إنه " يقودنا في موكب نصرته" (2كو2: 14).
نعم هذا هو المسيح المنتصر دومًا، الذي انتصر على العالم وعلى الشيطان وعلى الموت، والذي يقودنا معه دومًا في موكب نصرته. كما قال موسى النبي " الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر14: 14). إنه يحبنا، ويحب لنا حياة النصرة، وهو الذي يقاتل عنا أما نحن فنقول مع الرسول:
ولكننا في هذه جميعنا، يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو8: 37).
حقًا لقد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا (رؤ5: 5). وسنغلب نحن أيضًا طالما كنا ثابتين فيه، آخذين لنا قوة منه. لأنه لم يعطنا مطلقًا روح الفشل، بل أعطانا أن نغني قائلين:
" استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في4: 13).
حروبنا الروحية هذه، ليست مجرد حروب بيننا وبين الشيطان. إنما هي في أصلها حروب من الشيطان ضد الله وملكوته. وهو يحاربنا كجزء من محاربته لملكوت الله لذلك فغن الرب لا يتركه لينتصر علينا، إنها حربه كما قال داود النبي: "الحرب للرب" (صم17: 47).
وشعر موسى بهذا أثناء حبه مع عماليق فقال " للرب حرب مع عماليق.. " (خر 17: 16).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:31 PM   رقم المشاركة : ( 96 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

لا تخف مهما سقطت
إن الشيطان باستمرار يريد أن يشيع فيك روح الهزيمة وروح الضعف، لكي تيأس وتستسلم له! فلا تصدقه كلما قال إن التوبة صعبة وإن حياة البر غير ممكنة في عالم شرير مثل عالمنا.. ولا تصدقه إن قال لك لا فائدة، فأرادتك ضعيفة لابد ستسقط!! قل له: ليس المهم إرادتي، إنما في عمل الله من أجلي وحتى إن سقطت فلا بد سأقوم بعدها كما قال الكتاب:

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
"الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم24: 16). كما قال النبي أيضًا "لا تشمتي بي يا عدوتي. فإني إن سقطت أقوم" (مى7: 8).
لا تزعجك إذن السقطة بعد كل قيام... إنما افرح بالقيام بعد كل سقطة وتأكد أن الله أعطاك القوة التي بها يمكنك أن تقوم، مهما سقطت " سبع مرات " أي عددًا كاملًا من السقطات.
إن السقوط غير الهزيمة. إنه مجرد مرحلة، تقوم منها لتنتصر أخيرًا.
والله يعرف قوة عدونا، وضعف طبيعتنا. لذلك هو يشفق علينا في حروبنا، ويرسل إلينا قوة من عنده تسند ضعفاتنا. وهو الذي يقيمنا. وكما نقول له في القداس الإلهي "عرفتني القيام من سقطتي...
حولت لي العقوبة خلاصًا. كأب حقيقي تعبت أنا الذي سقطت. ربطتني بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة..".
وما اجمل قول أحد الآباء: إن الجندي الذي جرحه العدو، يكافأ أيضًا بالنياشين، وليس فقط الجندي الذي انتصر وقتل أعداءه.
طالما لم يهرب من الميدان، وإنما حارب وقاتل، فله مكافأته مهما جرحه العدو. ليست هذه هزيمة. إنما هو جهاد.
ضع أمامك قول الكتاب "الله يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي2: 4). فلتكن من هؤلاء واطمئن من جهة إرادة الله الصالحة.
وإن تأخرت معونة الله في الوصول إليك فلا تيأس.
إن الله قد يأتي في الهزيع الرابع ولكنه لابد سيأتي...
كان خلاص اوغسطينس بعد سنوات طويلة جدًا في الخطية. ولكنه نال الخلاص أخيرًا مهما بدأ أن معونة الله قد وصلته متأخرة! وبنفس الوضع نتكلم عن مريم القبطية، وعن موسى الأسود، وعن شاول الطرسوسى، وعن أريانوس والى أنصنا.
إن الله قد ذهب ليعد لنا مكانًا، وسيأتي ليأخذنا إليه (يو14: 3).
فليكن لنا الرجاء إذن في حياة الغلبة "لا تخش من خوف الليل، وملا من سهم يطير بالنهار، ولا من أمر يسلك في الظلمة" (مز91) وإنما قل مع داود النبي: "وإن قام على جيش، ففي ذلك أنا مطمئن " " إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا لأنك معي" (مز23). املأ قلبك بمواعيد الله المشجعة. وثق أنك لابد ستنتصر.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 97 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

مقوِّمات الانتصار
قلنا أن أهم شيء هو أن يحارب الرب فيك، ويحارب عنك. لذلك اسكب نفسك أمامه ليعطيك القوة والنصرة. على أنه مع معونة الله، ينبغي لك الحرص الكامل الذي من وسائله...
1 البعد عن أسباب الخطية.. والهروب منها على قدر استطاعتك.
قال الملاك للوط " أهرب لحياتك، ولا تقف في كل الدائرة" (تك19: 17). وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس " أما الشهوات الشبابية، فاهرب منها" (2تى2: 22). وقد رأينا مثالًا عمليًا في يوسف الصديق الذي هرب لحياته لكيلا يسقط. وقد قال أحد الآباء:
الذي يكون قريبًا من مادة الخطية، تكون له حربان: إحداهما من الخارج والأخرى من الداخل. أما البعيد فإن حصلت له حرب تكون داخلية فقط.
فابحث من أين يأتيك السقوط، وابعد عن الأسباب. وتذكر قول الكتاب " فصل الله بين النور والظلمة" (تك1: 4). وقوله " إن كانت يدك اليمني تعثرك، فاقطعها والقها عنك" (متى5: 30).
2 كن مدققًا في حياتك، واحترس حتى من الأشياء إلى تبدو صغيرة.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وذلك كما يقول الوحي الإلهي " خذوا لنا الثعالب الصغار المفسدة للكروم" (نش2: 15) " ولا تأخذ وتعطي مع إنسان يقاتلك به العدو " كما قال أحد الآباء:
3 كذلك لكي تنتصر، جاهد بكل قوتك ولا تستسلم في الحروب.
قاوم الأفكار، ولا تعطها مجالًا، ولا تتركها تنمو في داخلك. وقاوم الشهوات والرغبات الخاطئة، ولا تدخل في مجال تنفيذها مهما ألحت عليك. هوذا بولس الرسول يوبخ العبرانيين قائلًا: "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب12: 4).
إن هروبك من الخطية، وجهادك ضدها، وتدقيقك... كل ذلك دليل على أنك تعلن أنك متمسك بالله، وأن إرادتك صالحة. وهذا يشجع النعمة أن تعمل فيك.
4 ولكي تنتصر عليك بتقوية محبة الله في قلبك بالمواظبة على وسائط النعمة.
فالغالبية الذين يسقطون، يكونون بعيدين عن وسائط النعمة من صلاة وتأمل وقراءة وصوم واجتماعات روحية واعتراف وتناول. فتمسك بكل هذه الوسائط الروحية، بأن تجعل فكرك مع الله باستمرار، وتدخل في قلبك المشاعر الروحية التي تبعدك عن الخطية.
5 لتكن مبادؤك الروحية سليمة: وليكن هدفك هو الله وملكوته.
واعلم أنه كلما كانت لك أهداف أخري، فإنها تسيطر على عواطفك وتبعدها عن الله. وحينئذ لا تستطيع أن تعبد ربين: الله، وأهدافك العالمية...
حاول باستمرار أن تجعل العمق لله وحده. وكلما تزحف إلى أعماقك أهداف غريبة، كن متيقظًا لها، ولا تعطها مجالًا...
6 وإذا أرادت أن تنتصر، احتفظ بتواضع قلبك باستمرار.
فالتواضع يجعلك تستشير، ولا تعتمد على فهمك الخاص، والتواضع يجعلك تعترف بخطاياك، ويهبك انسحاق القلب، فيقترب الله منك بنعمه ومعوناته. والتواضع يجعلك تصلى طالبًا تدخل الله في حياتك، بدلًا من الالتجاء إلى ذكائك ومقدرتك.
7 واشعر باستمرار أنك مبتدئ فإن ذلك يدفعك إلى قدام لكي تنمو فإن الذين وقف نموهم، وقفت حرارتهم، وفتروا وضعفوا، وتعرضوا للسقوط...
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 98 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الفصل بين النور والظلمة
الإنسان الذي يبدأ طريقة الروحي مع الله، لابد أن يقطع كل وصله له بالخطية واسبابها. ويحترس من كل خلطة خاطئة. ويستمع في ذلك إلى قول الكتاب:
" لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟" (2كو6: 14، 15).
إذن لابد أن يفصل نفسه تمامًا عن كل المجالات الخاطئة، ويبعد عن مادة الحرب الروحية. لأن لا يستطيع أن يجمع بين محبة العالميات في وقت واحد. وهذا الأمر واضح منذ بادية قصة الخليقة، إذ يقول الوحي الإلهي:

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وقال الله ليكن نور، فكان نور. ورأي الله النور أنه حسن، وفصل الله بين النور والظلمة (تك1: 3، 4).
واستمر هذا الأمر، من جهة الرمز، كقاعدة ثابته سار عليها الله في معاملاته لأولاده في كل جيل، فلما انتشر الشر في العالم قبل الطوفان، ماذا حدث؟
كان الفلك رمزًا لهذه القاعدة.
فيه انفصل نوح وبنوه عن كل خلطة خاطئة في العالم الشرير الذي حل عليه غضب الله. وهكذا خلصوا من الهلاك.
وحدث نفسه الأمر مع أبينا إبراهيم. قال له الله في بداية دعوته " اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك، إلى الأرض التي أريك" (تك12: 1). وهكذا ابتعد أبونا إبراهيم عن الوثنية الموجودة في أيامه، وتغرب في أرض مقدسة يستطيع فيها أن يعبد الله ويحيا في بر.
ولما خالف أبونا إبراهيم هذه القاعدة الروحية، تعب في حياته: حدث ذلك لما نزل إلى أرض جرار، فأتته تجربة شديدة من أبيمالك، تدخل فيها الله لإنقاذه (تك20). وحدث ذلك قبلًا لما نزل إلى مصر وقت المجاعة. فنالته تجربة من فرعون، أنقذه الرب منها بمعجزات (تك12: 14 20). وأخذ إبرام من هذين الحادثتين درسًا في حياته.
ونفس المشكلة بوضع أخطر تعرض لها لوط في أرض سدوم.
كانت معيشته في بيئة شريرة سبب تعب روحي له. وقال عنه القديس بطرس الرسول " كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم.. يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2بط2: 8). ثم تطور معه إلى وقوعه في السبي، ثم احتراق المدينة بغضب الله، وإنقاذه بمعجزة إلهية بشفاعة أبينا إبرام الذي كان بعيدًا عن خلطة الشر والأشرار.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 99 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

فصل النور عن الظلمة هو أوامر إلهية وكنسيَّة
ووضع الله قواعد روحية لوجوب الانفصال عن العشرة الخاطئة، منها عدم الزواج بالنساء الأجنبيات.
ولما وقع سليمان الحكيم في هذا الخطأ، انحرف بسبب نسائه الغريبات اللائى أملن قلبه وراء آلهة أخري... وأقام المرتفعات " لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدون ويذبحن لألهتهن" (1مل11: 1 8).
وعاد سليمان ليحارب هذا الخطأ في مواضع كثيرة من سفر الأمثال (أم2: 16 ؛ 7: 5 ؛ 5: 20 ؛ 6: 24 ؛ 22: 14).
كما حورب هذا الأمر من عزرا ونحميا (عز10: 2 ؛ نح13: 16).

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وقد وضع لنا القديس بولس الرسول مبدأ روحيًا هامًا قال فيه: "لا تضلوا. فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33). ويقول أيضًا " لا تخالطوا الزناة" (1كو5: 9)، كما يقول " اعزلوا الخبيث من وسطكم" (1كو5: 13). وقال بالتفصيل " إن كان أحد مدعوًا أخًا، زانيًا، أو طماعًا أو عابد وثن، أو شتامًا، أو سكيرًا، أو خاطفًا، أن لا تخالطوا ولا تؤكلوا مثل هذا" (1كو5: 11).
ووردت نفس النصيحة في المزمور الأول. " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز1).
لاشك أن الإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة. وكما قال الأباء أن الشخص البعيد عن مادة الخطية، إذا حورب بها أنما يحارب من الداخل فقط. أما إذا كان قريبًا من مادة الخطية، فتكون أمامه حربان أحدهما من الخارج. والأخرى من الداخل. ويصبح الأمر صعبًا عليه.
إذن البعد عن المجال الخاطئ أنفع.
لذلك كانت الكنيسة في أجيالها الأولي تعزل الخطاة عن جماعة المؤمنين.
وتسمح مطلقًا بتواجدهم داخل الكنيسة. ويبقي حضور الكنيسة وقداساتها للقديسين فقط. وكان نظام العقوبات شديدًا جدًا في الكنيسة في العصور الأولي للمسيحية واقصى ما كان يسمح به هو قداس الموعوظين، وفي الغالبية كان يحضره الداخلون جديدًا في الإيمان وليس الخطاة هؤلاء يحضرون القراءات الكنسية من الرسائل والسنكسار والإنجيل ثم العظة. وينصرفون...
والعزل لم يكن يشمل فقط المنحرفين في سلوكهم، وإنما أيضًا المنحرفين في الإيمان وفي الفكر والعقيدة.
وقد قال القديس يوحنا الحبيب في ذلك " إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه، يشترك معه في أعماله الشريرة. (2يو10: 11).
وكان هذا الأمر خاصًا بأصحاب البدع والهرطقات، حتى لا ينشروا فكرهم وسط الجماعة المؤمنين ويؤثروا عليهم.
ولعل وصية القديس يوحنا حاليًا مع الذين ينشرون الشكوك في الدين من أمثلة الملحدين، وشهود يهوه، وكل من يبتدع أفكارًا منافية للإيمان المسلم به مرة للقديسين (ية3).
ولعل من أشهر أمثلة العزل في العصر الرسل، قصة حنانيا وسفيرة.
حيث لم يقبل القديس بطرس الرسول أن يكذب هذان على روح الله القدوس (أع5: 1 11).
ومن اشهر الأمثلة أيضًا العقوبة التي أوقعها القديس بولس الرسول على خاطئ كورنثوس (1كو5: 1 5).
وأقدم مثال للعزل، هو طرد آدم وحواء من الجنة.
حيث فصلهما الله عن شجرة الحياة، وفصلهما عن الفردوس، وجعلهما خارجًا... والخطية عمومًا هي انفصال عن الله، وعن ملكوته وملائكته وقديسيه. وحياة البر هي انفصال عن الخطية وعن مشاركة الخطاة.
وفي المعمودية يبدأ الإنسان الروحي اعتزاله الأول عن الشيطان والخطيئة: ففي المعمودية يجحده إنسان علنًا، هو وكل أعماله الشريرة، وكل جنده وكل سلطانه، وكل بقية نفاقه.
ويعتزل ايضًا عن إنسانه العتيق، فيموت هذا الإنسان في المعمودية، ليولد إنسان جديد على صورة الله. وكذلك ينفصل الإنسان عن كل الخطايا السابقة للمعمودية، سواء الخطية الأصلية أو كل الخطايا الفعلية، ليحيا الإنسان حياة جديدة طاهرة ثابتة في الله. وهكذا يتحقق أيضًا قول الكتاب " وفصل الله بين النور والظلمة".
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2014, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

فصل أخطر بين النور والظلمة في الأبدية

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وكما يوجد فصل بين النور والظلمة هنا على الأرض، يوجد فصص من نوع أعمق في العالم.
ويتضح هذا جيدًا من قصة الغني ولعازر المسكين. حيث قال أبونا إبراهيم لذلك الغني " بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت. حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون زلا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26).
وفي الدينونة يوجد فصل بين الذين عن اليمين، والذين عن اليسار.
سيفصل الله في يوم الدينونة الرهيب بين الخراف والجداء، وسيفصل ما بين الحنطة والزوان، وبين الأبرار والأشرار. ولا يعود هؤلاء وأولئك يعيشون معًا كما كانوا يختلطون معًا على الأرض فيمضي هؤلاء إلى النعيم الأبدي. ويمضي أولئك إلى النار المعدة لأبليس وملائكته.
ويعيش الأبرار في كورة الأحياء. بينما يطرح الأشرار في الظلمة الخارجية.
الآن يستطيع أي خاطئ أن يقابل أي قديس، ويسلم عليه، ويجلس معه ويتحدث إليه، ويطلب منه الصلاة لأجله. أما في الأبدية، فإن الخطاة لا يستطيعون اللقاء بالقديسين. لا يستطيع الغني أن يجلس مع لعازر، بل ينظره من بعيد. وربما لا يستطيع رؤية الأبرار على الإطلاق.
ويكون حرمانهم من عشرة الملائكة والقديسين جزءًا من عذابهم الأبدي.
إنه فصل بين النور والظلمة حسبما شاء الله منذ قصة الخليقة.
فإن كنت تحرص على محبة إنسان، وداوم المعيشة معه، هنا وفي العالم الآخر أيضًا، ليس أمامك سوى هذه النصيحة، عيشا ههنا في حياة روحية ترضي الله، لكي تعيشا معًا في الحياة الأبدية.
أما إن سرتما كل واحد في طريق يختلف عن الآخر من جهة البر والقداسة فلن تلتقيا في الأبدية. وإن عشتما هنا في طريق واحد في حياة الخطية، فإن عذاب الأبدية سيشغل كلًا منكما عن التمتع بالآخر في الأبدية. وإن لم تستطع أن تجتمع بمن تحبه في الأبدية، فعلي الأقل اهتم بأبديتك أنت وبمحبتك لله، بدلًا من أن تخسر نفسك.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
كتاب معالم الطريق الروحىً لقداسه البابا شنوده
معالم الطريق الروحي للبابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 11:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025