كشف لغز مقاومة الفيل للسرطان

[Mary Naeem]

كشف لغز مقاومة الفيل للسرطان

عتقد علماء أنهم توصلوا إلى كشف سر المناعة التى تتمتع بها الفيلة ضد مرض السرطان، مقارنة بالإنسان، رغم أن أجسامها مؤلّفة من أعداد أكبر من الخلايا.

وفى سبيل فهم آلية المناعة التى تجعل الفيلة عصية على مرض السرطان، درس الباحثون عددا من الفيلة الإفريقية، واكتشفوا وجود ما لا يقل عن 40 جينا تنتج بروتينات يطلق عليها العلماء اسم بى 53، معروفة بقدرتها الكبيرة على مقاومة السرطان، فيما لا يحوى جسد البشر سوى على جينين من هذه الجينات، بحسب دراسة نشرها الباحثون فى مجلة حوليات الجمعية الطبية الأمريكية الخميس.



ودرس العلماء، وهم باحثون فى معهد هونستمان لأبحاث السرطان وجامعة يوتا ومركز رينجلينج للحفاظ على الفيلة، الكرويات البيضاء للفيلة، بعد تعريضها لمواد تتلف الحمض الريبى النووى، وتسبب المرض الخبيث. واكتشفوا أن الخلايا المصابة "تقتل نفسها"، بفضل البروتين بى 53.



تدمير الخلايا

وقال جوشوا شيفمان، المتخصص فى سرطان الحيوانات بمعهد هونتسمان، وأحد المشرفين على الدراسة إن "تدمير الخلايا التى تضرر فيها الحمض الريبى النووى يمنع تحولها إلى خلايا سرطانية، وهو أمر فعال جدا فى الوقاية من السرطان، أكثر من السعى إلى وقف تناسخ الخلايا المصابة وغير القادرة على إصلاح نفسها".

وقارن الباحثون ردات الفعل المضادة للسرطان فى خلايا المناعة لدى الفيلة، بمثيلتها لدى البشر، فلاحظوا أن الخلايا المصابة لدى الفيلة تدمر نفسها بوتيرة توزاى ضعف وتيرة الخلايا البشرية لدى الاشخاص المعافين، وخمسة أضعاف لدى المصابين بمتلازمة لى فرومني.



وتعزز نتائج هذه الدراسة فرضية أن الاجسام الأكثر إنتاجا لبروتين بى 53 تتمتع بحماية أكبر ضد مرض السرطان، بحسب العلماء الذين يعتقدون أنهم توصلوا إلى حل لغز ظل غامضًا لوقت طويل، حول كون الفيلة أقوى على مقاومة الأورام الخبيثة.

ويتخطى عدد الخلايا فى أجسام الفيلة ذلك المسجّل عند الإنسان بمئة مرة تقريبا، لذا، من حيث المبدأ، ينبغى أن تواجه هذه الحيوانات خطرا أكبر بمئة مرة للإصابة بالسرطان. ولم يكن العلماء يفهمون الانتشار المحدود جدا لهذا المرض عند هذه الحيوانات التى قد تعيش بين 50 و70 عاما.

وبالاستناد إلى قاعدة بيانات واسعة، تبين أن حالات النفوق من جراء السرطان لا تتخطى 5% عند هذه الحيوانات، فى مقابل 11 إلى 25% من الوفيات عند البشر.

الطبيعة

ويقول شيفمان إن "الطبيعة وفرت سبلاً للفيلة تسمح لها بتجنب مرض السرطان وينبغى لنا الآن أن نستنتج كيف تواجه الفيلة هذه المشكلة لتكييف الآليات، بحيث نتفادى الإصابات بالسرطان عند الإنسان".



وهناك أنواع أخرى من الحيوانات قادرة على مكافحة السرطان، مثل فأر الخلد العارى، الذى يعيش لمدة أطول من الأنواع الأخرى من الفئران والجرذان، والحوت مقوس الرأس الذى قد يتخطى عمره المئتى عام.

ويأمل الباحثون فى الاستفادة من نتائج هذه الدراسة لتطوير علاجات جديدة لمكافحة السرطان.

وعلّق إيريك بتسون، المسؤول عن الفيلة فى حديقة حيوانات يوتا، والذى شارك فى الدراسة "إذا كانت الفلية تقدم لنا المفتاح لفك بعض الألغاز المحيطة بالسرطان، فلا بدّ إذن من تكثيف الجهود لإنقاذها، وحمايتها من الانقراض والصيد غير الشرعى".

[روشا الفرفوشه]

ميرسى على موضوعك الجميل

[Mary Naeem]

شكرا على المرور