آيات 5-8:-
ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم فانهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.
كان الفريسي يتعمد أن يراه الناس مصليًا فيحمدوه على بره وتقواه لذلك طلب السيد المسيح أن نصلي سرًا في المخدع فالصلاة هي صلة وعلاقة شخصية مع الله ليس لأحد أن يطلع عليها، هي شركة حب مع الله. ولو اهتم أحد بأن يراه الناس مصليًا فيمدحوه سيكون هذا عائقًا عن لقاء الله.
ادخل إلى مخدعك = هذا يعنى خصوصية وسرية العلاقة مع الله في الصلاة. إغلق بابك = ليس فقط باب الغرفة، بل أبواب العالم كله بمشاكله ومغرياته وأحزانه، حتى لا يشغلنا شيء عن لقاء الحبيب.
لا تكرروا الكلام باطلًا كالأمم = كما كان كهنة البعل يفعلون أيام إيليا النبي (امل 26:18). وكما كان الفريسيين يطيلون صلواتهم لعلة (مت 14:23) فقد كان الفريسيون يذهبون لبيوت الأرامل ويطيلون الصلوات ليحصلوا منهم على أجر عالٍ. ويطيلون صلواتهم ليمدحهم الناس على برهم وتقواهم، أو لظنهم أن الله يُخدع بكثرة الكلام. مثل هذا النوع من التكرار مرفوض. فالسيد المسيح كرر صلواته (مت 44:26) فتكرار الصلوات من قلب ملتهب بالحب ليس فيه عيب، ولكن تكرار الكلام والعقل غائب وراء أفكار أخرى مرفوض. إذًا فلنكرر الصلوات ولكن لا نقول كلمات لا نعنيها بل نفكر ذهنيًا فيما نقول (1كو14: 14- 18)، ولا نقول سوى ما نقصده. والسيد نفسه طلب اللجاجة في الصلاة، وهو فعل هذا (لو 44:22+ لو 1:18-7). فلنصلى ونكرر لكن بقلب شاكر طالب رحمة الله.نكرر بإلحاح ولجاجة (لو 7:18، لو 8:11) وإيمان. وهذا ما يستجيبه الله.