شيء أعظم من دين
فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.
أعمال 26/11
إن سألت الناس عن الأديان الرئيسية في العالم، قد يذكر الكثيرون المسيحية أول هذه الأديان. ولكن لا يوجد شيء في الكتاب المقدس يُشير إلى المسيحية أنها دين. وبالرغم من أن العديد من المسيحيين قد ساهموا في نشر فكرة أن المسيحية هي " أعظم دين في العالم وأكثره احتراماً"، ولكن الحقيقة هي أن المسيحية ليست ديانة
إن الدين هو ما يعمله الإنسان لله، ولكن المسيحية هي ما يعمله الله للإنسان. فهي دعوة للوحدانية مع اللاهوت. إن المسيحية هي المسيح يحيا فيك. فعجباً أن يقول الكتاب المقدس في كولوسي 26/1-27 "السِّرِّ الْمَكْتُومِ (محفوظ في الظلام) مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ (بغض النظر عن خلفيتهم، ومكانتهم الدينية)،الَّذِي هُوَ (باختصار هو مجرد أن) الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ- لذلك يمكنكم أن تتطلعوا إلى المشاركة في مجد الله
إنها بهذه البساطة. وهذا هو جوهر رسالتنا
إن الله لا يُريدنا أن نبحث عن الكيفية للوصول إلى السماء له، ولم يكن راضياً حتى أن يكون مجرد " عمانوئيل" الله الذي يعيش معنا أو بيننا (متى 23/1). ولكنه إختار أن يسكن مُتربعاً في قلوبنا! هذه هي المسيحية! هي حياة الله تُعاش من خلالك. وهي كشف النقاب عن الكلمة الحية في حياة الإنسان! وإلى أن يُصبح هذا إعلاناً شخصياً لك، فكل ما لديك هو مجرد دين
وهكذا، فسبب ذهابنا إلى الكنيسة، وصلاتنا، ووعظنا بالإنجيل وكل ما نقوم به كمسيحيين هو ليس لأننا تلقينا ديانة، ولكن لأننا قد قبلنا طبيعة الله - حياته. وهذا ما أحضره يسوع لنا. وجعله ممكناً لنا أن نستقبل في أرواحنا نفس نوعية الحياة التي لله فقط: "... أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ (الحياة الفضلى التي هي حياة الله) يوحنا 10/10
وهكذا، إن كنت قد قبلت الرب مخلصاً شخصياً، فقد صرت شريكاً للطبيعة الإلهية، وصرت مُتحداً بحياته! هذا ما تعينه أن تكون مسيحياً - أن يكون لك طبيعة الله في روحك وحياته النابضة في كل خلية من كيانك
صلاة
أبي الحبيب، أشكرك على الحياة الرائعة التي قدمتها لي، والشركة المجيدة التي قد دعوتني إليها! وأشكرك لأنك جعلتني شريكاً للطبيعة الإلهية. وأعطيتني الحياة في ملئها - حياة النجاح، والتقدم، والسلام، والإزدهار الرابحة دائماً، وهذا أعظم بكثير من مجرد دين. آمين