رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل الروح القدس لقد أخبر يسوع بعدة أعمال سيعملها الروح القدس. ويمكننا وضع أعماله هذه تحت ثلاثة عناوين. 1.في الفرد: ما الذي يعمله الروح القدس للفرد وفي الفرد؟ (1) التبكيت. الروح القدس يبكت الفرد على الخطية. فهو يكشف له جانباً من طبيعة الخطية وعواقبها ويوقظ فيه الشعور بذنبه أمام إله قدوس. والروح يستعمل وسائل مختلفة للتبكيت. فأحياناً يحصل التبكيت نتيجة لسماع كلمة البشارة، كما حدث في يوم الخمسين. وأحياناً من جراء شهادة الآخرين كما في حالة داود (2 صموئيل 13:12). وأحياناً من جراء اختبار مرعب كما في حالة سجان فيلبي. (2) التجديد. عندما يشعر الفرد بتبكيت الضمير على خطيته فإنه يقوم بأحد أمرين. فإما أن يتقسّى قلبه ويقاوم الروح القدس وإما أن يفتح قلبه بالإيمان ويجعل الروح القدس يدخله. وعندما يتبع الأمر الأخير، يحل الروح القدس في قلبه ويجري عمل نعمة مغيرة لدرجة أننا ندعوه تجديداً أو ولادة جديدة. يموت إنسان الخطية العتيق ليولد مكانه إنسان جديد في المسيح. قد لا يستطيع الإنسان فهم حدوث مثل هذا الأمر. ولكنه يستطيع أن يختبره. قال الأعمى الذي فتح يسوع عينيه أن هناك ملابسات كثيرة في الحادث لم يستطع فهمها ولكنه كان متأكداً من شيء واحد وهو "أنني كنت أعمى والآن أبصر" (يوحنا 25:9). لقد أعلن ربنا أن اختبار التجديد أمر ضروري قبل أن يستطيع الفرد دخول ملكوت السموات. "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 5:3). (3) التقديس. إن كلمة "قدّس" تعني جعله مقدساً. والتقديس هو عملية جعل الفرد مقدساً. والتقديس هو عمل الروح القدس: "مقدساً بالروح القدس" (رومية 16:15). إن التبكيت هو عمل الروح القدس عندما يقف على باب القلب يقرع، والتجديد هو عمل الروح القدس عندما يدخل القلب بعد فتح الباب بالإيمان، والتقديس هو عمل الروح القدس إذ يسكن في القلب. التقديس نمو الحياة المسيحية، وهو يشبه النمو الجسدي، في كونه تدريجياً. يبدأ بالتجديد وينتهي بالتمجيد. يكون نمو بعض الناس أسرع من غيرهم أو يكون نموهم أكثر من غيرهم، ولكن في كل حياة طبيعية نموّاً روحياً وتقدماً. هذا النمو يكثر أو يقل تبعاً لعمل الروح في القلب والحياة. (4) التعزية. الروح القدس هو المعزي الأعظم لقلوب البشر. فعندما قال يسوع لتلاميذه أنه منطلق عنهم امتلأت قلوبهم حزناً: "لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم" (يوحنا 6:16). لكنه أكد لهم أنّ المعزي سيأتي حاملاً لهم معه سلاماً وفرحاً: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق" (يوحنا 16:14-17). هذا جزء من عمل الروح القدس أن يجلب العزاء للقلوب الحزينة. (5) الإنارة. الروح القدس يُظهر الحقَّ لعقول المؤمنين وقلوبهم وهو المعلم العظيم كما قال يسوع "وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يوحنا 13:16). الروح ينير عقول المؤمنين ليفهموا حقيقة كلمة الله "ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً" (1كورنثوس 14:2). إن الكتاب المقدس في أعمق معانيه كتاب مغلق لأولئك الذين ليس لهم روح الله. (6) الشفاعة. قلنا سابقاً أن للمسيحي شفيعين: المسيح عن يمين الآب والروح القدس في القلب. وقد جاء ذكر شفاعة الروح القدس في رومية 26:8-27 هكذا: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا. لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين". وبهذين الشفيعين أولهما في السماء وثانيهما على الأرض يصبح المسيحي محصناً تحصيناً منيعاً. أما عمل الروح القدس في حياة المؤمنين فيتلخص في الاسم الذي أعطي له "البركليط". اللفظة مأخوذة من الكلمة اليونانية parakletos التي معناها المرافق ومن ثم فهو المعين، والروح القدس هو معين المسيحي في كل طريقة يحتاجها. هذه التسمية للروح القدس "بركليط" مقصورة على كتابات يوحنا وتُرجِمَت هذه الكلمة بالكلمة "المعزي"، فليس في اللغة ما هو أقرب معنى إلى الكلمة اليونانية. فالروح القدس هو كل ما تؤديه الكلمات المختلفة من معنى وأكثر. فهو المعلم، والهادي، والمعزي، والشفيع،... الخ...... إنه الذي يسد حاجات المسيحي كلها. |
29 - 07 - 2015, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عمل الروح القدس
2. في الكنيسة
تخبرنا الأسفار المقدسة بأن الروح القدس يسكن في الكنيسة. والكنيسة تدعى هيكل الروح القدس. فقد كتب بولس إلى كنيسة كورنثوس قائلاً "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟" (1 كورنثوس 16:3). كما كتب لأهل أفسس قائلاً: "الذي فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله في الروح" (أفسس 22:2). 3. في العالمما هو عمل الروح في الكنيسة؟ ويمكننا ذكر أمور عدة باختصار في هذا المجال. (1) البنيان. "وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أعمال: 31:9). فالروح القدس هو الذي يبني الكنائس. (2) الإرشاد. "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أعمال 2:13). "لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة" (أعمال 28:15). وهكذا نرى أن الروح القدس قد أرشد كنيسة أنطاكية كي تبدأ المشروع التبشيري العظيم كما أرشد كنيسة أورشليم لحل قضية عويصة. (3) منح المواهب. لنصغ إلى كلمات بولس إلى كنيسة كورنثوس. "فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد... ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد، ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كورنثوس 12: 4، 7- 11). (4) إعطاء القوة للخدمة. "لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1). هذا وعد الرب لتلاميذه لما قام من القبر. فبقوة الروح القدس سارت الكنيسة الأولى لتربح الانتصارات. وبدون الروح القدس تمسي الكنيسة منظمة هزيلة عاجزة. فيما يتعلق بعمل الروح القدس قال يسوع: "متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً. وأما على دينونة فلأنّ رئيس هذا العالم قد دين" (يوحنا 8:16-11) فبكلمة "العالم" عنى يسوع العالم الشرير غير المؤمن. إنها ذات الكلمة التي استعملها يعقوب عندما قال "أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله" (يعقوب 4:4) وهي ذات الكلمة التي استعملها يوحنا عندما قال "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب " (1يوحنا 15:2). إن كلمة "يبكت" تعني "يقنع" أو "يوبخ". فهي تحمل فكرة الإقناع عن طريق تقديم البرهان فالروح القدس يبكت العالم على ثلاثة أمور. (1) تبكيت على الخطية. "على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي". إن الروح يبكت العالم على حقيقة الخطية وطبيعة الخطية. فهو يرينا أن أعظم الخطايا هي خطية عدم الإيمان. فالمسيح لم يقل "على خطية لأنهم زناة أو قتلة، أو سكيرون" لكنه قال "لأنهم لا يؤمنون بي". تلك كانت الخطية التي كان العالم مذنباً بها في ذلك الزمن وهي الخطية التي ما زال العالم مذنباً بها اليوم. (2) التبكيت على البر. "وأما على بر فلأني ذاهب إلى الآب ولا ترونني أيضاً". إن قادة اليهود قد اتهموا يسوع بأنه خاطئ "نحن نعلم إن هذا الإنسان خاطئ" (يوحنا 24:9). وقد صرّح يسوع بأنه بار "من منكم يبكتني على خطية" (يوحنا 46:8) وكانت قيامته ورجوعه إلى الآب هما الدليل على بره. لا يستطيع إنسان أن يدعي البر لأن الكل قد أخطأوا. لكنّ المسيح بموته التكفيري، ورجوعه إلى الآب يقدم براً منسوباً لأولئك الذين يؤمنون. "أما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون" (رومية 21:3-22). "وأوجد فيه وليس بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان" (فيلبي 9:3). (3) التبكيت على الدينونة. "وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين". الخطية تجلب الدينونة. وهذا ثابت من الدينونة التي حلّت بالشيطان، رئيس هذا العالم. لأنه ظن أنه بالصليب قد نال نصراً ولكن الآية انعكست فأصبح الصليب اندحاره المخزي. وعندها دين وحكم عليه. فإن كان رئيس هذا العالم قد دين، إذاً فإن أولئك الذين من العالم لا بد أن يدانوا. فعندما وقف بولس أمام فيلكس "كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة" (أعمال 25:24). |
||||
01 - 08 - 2015, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: عمل الروح القدس
مجهود رائع
ربنا يبارك خدمتك |
||||
01 - 08 - 2015, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عمل الروح القدس
شكرا على المرور |
||||
|