الميلاد الثاني هو الدافع المقدس لصنع البر
يقول يوحنا الرسول في شرح هذه الحقيقة الجليلة "إن علمتم أنه بار هو فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1يو 2: 28).
إن الإنسان الطبيعي قد يفعل البر، ولكنه بر ملئ بالشر، لأن دافعه حب الذات وحب مجد الناس، فهو بر منجس بمحركاته وبواعثه ينطبق عليه قول أشعياء النبي "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا" (أش 64: 6) لكن المولود من الله يصنع البر وهو مدفوع بحياة المسيح فيه والطبيعة الجديدة التي يتمتع بها "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس 2: 10) وهكذا يترنم المؤمن الحقيقي بالقول "وصاياه ليست ثقيلة" (1يو 5: 3)، فهو يحيا بسرور متمماً مشيئة الرب، فإن أعطى من أمواله، لا يعطي ليفتخر بعطائه وإنما يعطي ليبني ملكوت الله، وهو يحيا حياة القداسة لا ليشتهر بتقواه بل ليرضي إلهه، إنه خال من روح الفريسي، ولكنه ملآن بحياة الله التي تجعله ينتصر على روح الشر في العالم عن طريق صنع البر.