رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صدق من قال إن الانسان لو سكن السماء بدون الله لحوّلها جحيما ً ، وأما لو سكن الله الأرض لجعلها نعيما ً . واليوم يعيش الناس الى حد ٍ ما ، جهنم مؤقتة ونعيما ً مؤقتا ً هنا على الأرض . اقوال مأثورة : إن في المسيحية قوة ً لن توجد في سواها . إن كل ديانات العالم تستطيع بمقتضى ناموس الذهن وناموس الله أن تميز الفرق بين الشر والخير ، ولكنها تعجز ان تصيّر الشرير َ صالحا ً . أما المسيحية الصحيحة فإنها تمتاز عن غيرها بما فيها من القوة الالهية التي تستطيع أن تغيّر الخاطئ الأثيم وتجعله ُ خليقة ً جديدة . إن انجيل ربنا يسوع المسيح ليس مجرد قوانين ومبادئ ونظريات يقبلها العقل البشري ، ولكنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ... زار رجل ٌ مرة ً مستشفى المجانين فتحدث اليه أحد المرضى هناك قائلا ً : ايها الشاب الزائر ، هل شكرت الله مرة ً على سلامة عقلك ؟ فاجاب الشاب مندهشا ً : كلا – فقال له المجنون : اذا ... اشكر الله يا عزيزي لأني انا قد فقدت ُ عقلي ... قال أحد المؤمنين : لي واعظ ٌ أحببته فوق كل الوعاظ الذين على الأرض : عصفوري الصغير الذي يبشّر في كل يوم ببزوغ فجر ٍِ يوم جديد . اضع له الفتات على عتب الشباك فأراه يقفز نحو الخبز ويلتقط منه ما يشبعه ، ثم يطير الى شجرة قريبة . يرفع صوته مرنما ً شاديا ً ، شاكرا ً الله ، ثم يضم رأسه وجناحيه مستسلما ً لنوم هنيء في سلام ودِعة ، تاركا ً الغد يهتم بنفسه .. فهل تتعظ ؟ .. الواعظ الذي يمنح الحياة هو رجل الله الذي يعطش قلبه دائما ً لله ، والذي تتبع الله نفسه باجتهاد ، والذي تتجه عينه الى الله ، والذي فيه وعن طريق قوة روح الله الجسد والعالم يُصلبان ، والذي خدمته فيضان كريم لنهر يمنح حياة . والوعظ الذي يمنح الحياة يكلّف الواعظ كثيرا ً : الموت للذات ، الصلب للعالم ، التمخض في نفسه . والخدمة المصلوبة لا تأتي إلا عن طريق شخص ٍ مصلوب .. |