28 - 06 - 2015, 03:15 AM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل .. لايستطيع أحد أن يخدم سيدين(2)مت6 : 24
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٢٧ يونيو ٢٠١٥
الله والشيطان: طبيعي أنه لايقدر أحد أن يخدم الله والشيطان معا.
وهذا واضح في الخطية الأولي في سقطة أمنا حواء.
لم تقدر حواء أن تجمع بين وصية الله وما قالته لها الحية إذ كان هناك تناقض بينهما ولما أطاعت الحية عصت الله وسقطتتك3وجرت علي البشرية من بعدها قضية الموت.
وهكذا فإن إيليا النبي-فيما كان يحذر بني إسرائيل يحذرنا نحن أيضا بقولهحتي متي تعرجون بين الفرقتين؟!
إن كان الرب هو الله فاتبعوه وإن كان البعلهو اللهفاتبعوه1مل18:1,
ذلك لأنه لايقدر أحد أن يخدم سيدين.
الله والذات:
أكبر عدو هو الذات الـEGO ولذلك أمرنا الله بإنكار الذات فقالمن يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلي حياة أبديةيو12:25وقالإن كان أحد يأتي إلي ولايبغض أباه أو أمه حتي نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذالو14:26وقال بنفس المعنيمن وجد حياته,يضيعها ومن أضاع حياته من أجلي يجدهامت10:39لذلك كثيرون أضاعوا أنفسهم لأنهم ركزوا كل اهتمامهم في الذات أو جعلوا ما يختص بذاتهم أهم مما يختص بالله!
سقطه الشيطان الكبري كانت بسبب الذات.
كان ملاكا عظيما من طغمة الكاروبيم وقال له اللهأنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال..أنت الكاروب المنبسط المظللحز14,12,28وقال له أيضاأنت كامل في طرقك من يوم خلقت إلي أن وجد فيك إثمحز28:15.
وكيف وجد فيه إثم؟كان كذلك يوم فكر في إعلاء ذاته وهذا وبخه الله قائلا:أنت قلت في قلبك:أصعد إلي السموات أرفع كرسي فوق كواكب الله..أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العليأش14:13.14
ولم يقدر الشيطان أن يجمع بين شهوة الذات وخدمة الله.
فانحدر إلي الهاوية إلي أسافل الجبأش14:15
الذات أيضا أسقطت شاول الملك,حين استقل عن الله وتصرف بذاته وكانت الذات هي التي اشعلت حقده علي داود ولسعيه لقتله ولم يقدر شاول أن يجمع بين خدمته له وخدمته لذاته ولا أن يجمع بين خدمة ذاته ومحبته لداود فهلك.
الله والمال:
إن السيد الرب يقول في صراحة لا تقدرون أن تخدموا الله والمالمت6:24.
ويقول أيضاما أعسر دخول ذوي الأملاك إلي ملكوت الله مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت اللهمر10:25,23
وكانت هذه هي مشكلة الشاب الغني الذي كان يسعي إلي الملكوت,وقال للسيد الربأي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟مت19:16فلما قال له الرب اذهب وبع كل مالك واعطه للفقراءمضي حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرةمت19:22,12لم يقدر الشاب الغني أن يجمع بين سيدين الله والمال.
ومع ذلك فهناك أغنياء كثيرون كانوا أبرارا ومن بني الملكوت.
إبراهيم أبو الآباءكان غنيا جدا في المواشي والفضة والذهبتك13:2وكان مباركا من الربتك12:2وأيوب الصديق كان في الغني أعظم كل بني المشرقأي1:3وشهد له الله إنه رجل كامل ومستقيم أي1:8ويوسف الرامي الذي كفن جسد المسيح ودفنه في مقبرته كان غنيا وكان هو أيضا تلميذا ليسوعمت17:57
وإبراهيم الجوهري في العصر الحديث كان غنيا جدا وكان من الأبرار محبا للكنيسة وللفقراء والأمثلة عديدة.
وهنا أحب أن أفرق بين عبارةيخدم المالويخدم بالمال
كل الأغنياء القديسين الذين ذكرناهم ما كانوا يخدمون المال بل كانوا يخدمون الله بالمال ومثلهم النسوة اللائي كن يتبعن الربوكن يخدمنه من أموالهنلو8:3وكذلك فعل المؤمنون في العصر الرسولي فكل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع علي كل واحد كما يكون له احتياجأع4:35,34 وكذلك النسوة اللائي جعلن بيوتهن كنائس رو16:5,3.
عكس ذلك حنانيا وسفيراأع5لم يقدرا أن يجمعا بين الله ومحبة المال ما كانا يملكان المال بل المال كان يملكهما.
دفعهما المال إلي الكذب ليس علي الرسول فقط بل علي روح الله الذي فيه.كذلك فإن الذي يخدم المال يريد باستمرار أن يزيده وينميه لا أن ينقص منه وهكذا يصبح من الصعب عليه أن يصرف منه للفقراء كذلك يصعب عليه أن يدفع العشور والبكور وباقي استحقاقات الله من ماله ويكثر عندهمال الظلملو16:9أي المال الذي ظلموه فيه الفقراء واستبقوه عندهم أو المال الذي سلبوه من الله نفسهملا3:8.
الذي يخدم المال يقع أيضا في خطية الجمع والتكويم.
كما قال سليمان في سفر الجامعةأما الخاطيء فيعطيه شغل الجمع والتكويمجا2:26هذا الذي كتبت عنه قديما مقالا بعنوانشيطان الرصيد إذ يفرح كلما زاد الرصيد كما لو كان الرصيد هو الهدف وليس الهدف هو استخدام الرصيد في الخير بتوزيعه علي المحتاجين!وفي هذه الحالة لايقدر أن يدفع المال علي الحالات التي تتطلب معونات كبيرة مثل عمليات زرع الكبد أو زرع الكلي وما أشبه.
كذلك من أخطر نتائج خدمة المال:الاتكال عليه.
فيحدث أن صاحب المال يتكل عليه وليس علي الله.
ولذلك فإن السيد الرب عندما قالما أعسر دخول ذوي الأموال إلي ملكوت اللهوتحير التلاميذ من ذلك أجابهم ما أعسر دخول المتكلين علي الأموال إلي ملكوت اللهمر10:24,23.
والمتكل علي المال إذا أعوزه المال يقلق ويحمل الهم.
لذلك قال الرب لهؤلاء:لاتهتموا بما تأكلون وتشربون وتلبسون لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلهامت6:32,25.
|