رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جبل القرار الحاسم : جبل الكرمل
ترتبط أهميّة هذا الجبل بتحدّي إيليّا للأربعمائة نبيٍّ من أنبياء البعل في أيّام أخآب الملك. وكيف استجاب الله لصلاة إيليّا والتهمت نيرانه الذبيحة. فصرخ الشعب: "الرب هو الله! الرب هو الله!". نقرأ في الكتاب المقدس عن ملك يُدعى أخآب قد صنع الشر في عيني الرب أكثر من كل الذين عاشوا قبله. تزوج هذا الملك من امرأة اسمها إيزابل من مدينة صيدا. وهذه المرأة لم تكن تعرف الله الحقيقي بل كانت تعبد البعل (الصنم أو الوثن). وبنى الملك آخآب لهذا الإله «بعل» معبداً (هيكلاً)، ووضع في داخله مذبحاً له. وأكثر من ذلك، سجد لهذا الإله المادي الميّت كأنه الإله الحي. ما هو الخطأ في عبادة الملك أخآب؟ وفي ذلك الوقت عاش نبيّ اسمه إيليا. لم يكن محبوباً لدى الملكة إيزابل ولا لدى الملك أخآب. لأنه كان على النبي أحياناً أن يوبخهما باسم الله على التصرفات السيئة في حياتهما وحكمهما. وفي أحد الأيام أرسل الله النبي إيليا إلى الملك ليخبره عن القصاص الذي سيناله من الله، لأجل سجوده للبعل ولأنه ضلل أكثرية شعبه أيضاً في العبادة الخاطئة. فقال إيليا لأخآب: «حي هو الرب الإله، الذي وقفت أمامه. لن يكون في السنوات المقبلة أي ندى أو مطر، إلا عند قولي». وحافظ الله على حياة خادمه إيليا وارسله إلى مكان أمين، حيث لم يقدر الملك الغاضب أن يجده، رغم أنه بحث عنه في كل أنحاء مملكته دون نتيجة. ماذا كان قصاص الله على تصرّف الملك أخآب وشعبه؟ بعد مرور حوالي ثلاث سنوات، كلّم الله إيليا قائلاً: «اذهب واظهر للملك آخآب، وأخبره بأنني سأرسل المطر على الأرض». فعندما سمع الملك أن النبي إيليا أتٍ إليه قام لملاقاته. عندما رأى آخآب إيليا قال له: «أأنت هو؟ لماذا جلبت على الشعب كل هذا الهمّ والعذاب؟». فأجابه إيليا: «لست أنا، إنما أنت وبيت أبيك سببتم قصاص الله لأنكم عصيتم أمر الرب وعبدتم البعل. فأنتم السبب لعدم سقوط المطر مدة ثلاث سنوات. الآن اجمع الشعب كله على جبل الكرمل، وأيضاً الأربع مائة والخمسين نبياً الذين يخدمون البعل، حتى نرى من هو الإله الحقيقي». وفعل الملك كما أشار عليه إيليا. تجمع جمهور كبير من الشعب على جبل الكرمل. وحضر أيضاً كهنة البعل بحضور الملك أخآب. وكان الجميع ينتظرون ما يريد النبي إيليا أن يطلبه منهم. تقدم إيليا إلى الأمام وقال للشعب: «إلى متى تعرجون بين الفرقتين؟ لماذا تسجدون مرة للإله الحق ومرة أخرى للبعل، ألا تعرفون بعد من هو الإله الحقيقي؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه. أحضروا ثورين، واحداً لكهنة البعل والآخر لي. فإنّ الإله الذي يستجيب بالنار على ندائنا يكون هو الإله الحقيقي وحده». فأجابه الشعب: «ليكن هكذا». كيف سيستجيب الاله الحق نداء نبيّه في هذه الحادثة؟ وخاطب إيليا أنبياء البعل قائلاً: «اختاروا لكم ثوراً وأحضروه وقدموه أنتم أولاً للذبيحة، لأنكم أكثر. ثم نادوا باسم إلهكم لكي يسمعكم. لكن لا تشعلوا النار على المذبح». ففعلوا كما قال لهم إيليا، وذبحوا الثور ونادوا باسم البعل، أربع مائة وخمسون رجلاً بصوت واحد وضجيج كبير. واستمروا في النداء للبعل من الصباح حتى الظهر: «استجب لنا يا بعل، استجبنا يا إلهنا». وداروا حول المذبح راقصين دون أن يحصلوا على جواب. كم كان عدد الكهنة الذين نادوا لإلههم البعل؟ اقترب إيليا منهم وقال مستهزئاً: «نادوا بصوت أعلى، أليس هو إله؟ لعله نائم أو في سفر. فعليكم أن تنادوا بصوت أعلى حتى يسمعكم». فصرخوا بكل قدرتهم بصوت عال وقطّعوا أجسادهم بالسكاكين حسب عادتهم حتى سالت دماؤهم. ومضى الظهر دون أن يصدر أي صوت أو جواب أو إصغاء من جهة إلههم، لأنه غير موجود. لماذا لم يستجب البعل لصراخ كهنته؟ بعدئذ نادى إيليا الشعب قائلاً: «تقدموا إليّ» فالتفت الشعب إليه. ثم بنى إيليا باسم الرب مذبحه المنهدم ثانية وحفر قناة حول المذبح. ثم وضع الحطب على المذبح، وقطّع الثور ووضعه فوق الحطب. وكان الشعب يراقبه باهتمام زائد متسائلاً: هل سيستجيب إله إيليا، أو سيصمت مثل إله أنبياء البعل؟ وماذا تعني هذه القناة حول المذبح؟ باسم من تقدم إيليا أمام الشعب وبنى المذبح ثانية؟ وسمع الشعب فجأة أن إيليا ينادي: «أحضروا أربع جرارٍ مملوءة ماء واسكبوها فوق الثور وعلى الحطب». هل سمع الشعب حقاً ما قاله إيليا؟ ماء؟ كيف سيشتعل الحطب إذا كان رطباً؟ وبعد أن تعبوا من حمل الجرات من الوادي وصبها فوق المذبح، نادى إيليا قائلاً: «افعلوا ثانية نفس العمل». فكانت المياه تنزل من كل جهة عن المذبح إلى أسفل، وتملأ القناة شيئاً فشيئاً. وكذلك نادى إيليا للمرة الثالثة: «كرروا هذا العمل». وبعدها كان المذبح مبللاً بأكمله، والقناة ممتلئة بالماء. تقدم إيليا أخيراً أمام المذبح وقال: «أيها الرب إلهي ليُعلم اليوم أنك أنت الله، وأني أنا عبدك وبأمرك فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب استجبني. ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله وأنك حوّلت قلوبهم رجوعاً». وفي تلك اللحظة سقطت نار الرب من السماء والتهمت الثور والحطب والمذبح ولحست كل المياه من القناة. ماذا طلب إيليا من إلهه؟ عندما رأى الشعب هذه المعجزة عرفوا فوراً أن إله إيليا هو الإله الحقيقي. فسقطوا على وجوههم خوفاً وسجدوا للإله الحي قائلين: «الرب هو الإله. الرب هو الإله». فقال لهم إيليا: «أمسكوا جميع أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل». فأمسكوهم. فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وقتلهم هناك لأنهم ضللوا الشعب ومنعوه من العبادة الحقيقية للإله الحي الذي هو مصدر الحياة. ماذا فعل إيليا بأنبياء البعل؟ ولماذا؟ التفت إيليا إلى الملك أخآب وقال له: «اذهب، كل واشرب، لأني أسمع دوياً وأعتقد أنها ستمطر بعد فترة قصيرة». فذهب الملك ليأكل ويشرب. أما إيليا فصعد مع غلامه إلى قمة جبل الكرمل وركع على الأرض وصلى. ثم قال لغلامه: «انظر إلى البحر». فذهب هذا ونظر ثم قال: «لا أرى شيئاً». فصلى إيليا من جديد وقال مرة أخرى لغلامه: «اذهب وانظر أيضاً». وحدث ذلك سبع مرات وفي المرة السابعة قال الغلام: «أرى غيمة صغيرة فوق البحر بحجم يد إنسان». عندئذ قال إيليا لغلامه: «أسرع إلى أخآب وقل له اشدد حصانك واسرع إلى البيت، كي لا يمنعك المطر». ماذا انتظر إيليا من صلواته إلى الله؟ وفي لحظة تلبدت السماء بالغيوم السوداء، وهبت الرياح ثم نزل مطر عظيم. وحدث هذا المطر للمرة الأولى بعد ثلاث سنوات من الجفاف. لقد رحم الله الشعب، ومحا العقاب عنه بعد أن عرفوه مجدداً واعترفوا به أنه رب الأرباب والإله الحق الوحيد. وأعلنوا صارخين: «الرب هو الله. الرب هو الله». ماذا كان اعتراف الشعب؟ وما هو اعترافك أنت عندما تدرك الإله الحقيقي؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ثوب سيدة الكرمل الذى منحته العذراء لرهبانية الكرمل |
🙏❤️ 16 تموز عيد سيدة جبل الكرمل ثوب سيدة الكرمل تاريخه وقوته ❤️🙏 |
اللقاء الحاسم مع يسوع |
التوقيت الحاسم |
الحب الحازم |