و للحب انواع عديدة نحتاج اليها كلها . فهناك حب العشرة الذي قد يستطيع ان يجمع بين كل البشر . و حب الصداقة المبني علي الاتفاق و الانسجام . و هناك ايضا الحب الرومانسي و الجنسي الذي يربط الرجل و المرأة برباط قوي مكونا الاسرة و المجتمع . و فوق كل هذا يتربع الحب الغير مشروط علي عرش هرم الحب . فهو الذي يمكننا من ان نحب الانسان فقط لكونه انسانا . مهما كان جنسه او لونه او دينه . و ان فعل ما يرضينا ام يفعل .
يحتاج الانسان الي الحب لكي يتصالح مع ذاته . و كلما تصالح مع ذاته كلما استطاع ايضا ان يحب . ان الحب هو مصدر قيمتنا كبشر و بدونه نفقد هذه القيمة .
" مقتبس من كتاب ما هو الحب ؟ د. اوسم وصفي "
تقع المشاعر في منطقة وسطية بين العقل و الجسد . اذ يحرك العقل المشاعر و هي بدورها تحرك الجسد . وترتبط المشاعر بطاقة الانسان بشكل كبير جدا . و هي التي تجعل الانسان يشعر انه يعيش حقا . و لكن ليست لكل المشاعر نفس الحرارة . و كلما كانت المشاعر اقوي تؤثر علي الجسد بصورة اكبر مما يولد احساس اعظم بالاحتياج .
و للتوضيح يمكننا تخيل المعادلة التالية
الحب الرومانسي / الجنسي مشاعر اقوي / احتياج / جسد
حب العشرة _________
حب الصداقة_________
الحب الغير مشروط_____ مشاعر اضعف / اختيار / عقل
و كلما ضعفت المشاعر قل تاثيرها علي الجسد و شعورنا بالاحتياج اليها . و علي سبيل المثال , يعد حب الصداقة من اقل انواع الحب من حيث الشعور بالحاجة اليه و هو اقرب الي العقل و القرار خاصة في مرحلة الرشد , و الدليل علي ذلك ان الرجل الراشد المتزوج و هو رب اسرة و لديه اولاد و يشعر بالاشباع الرومانسي و الجنسي , نادرا ما يشعر بحاجته الي الصداقة ( ليس دائما ولكن يكثر وجود مثل هذه الحالات ) . و ربما يشعر الانسان باحتياج اكبر الي حب الصداقة في مرحلة المراهقة و الشباب و ذلك بسبب عدم اشباع الانواع الاخري من الحب , و بسبب اهميتها في تكوين الشخصية في هذه المرحلة العمرية .
و لذلك ايضا نادرا مانشعر باحتياج او شوق الي الحب الغير مشروط ( جميعنا يتمني الحصول عليه لكن لا احد يرغب او يشعر بحاجة في ان يحب جميع البشر محبة غير مشروطة ) و ذلك لانه غير مرتبط بالمشاعر . فالحب الغير مشروط هو حب مبني علي الارادة و الاختيار البحت دون اي تاثير للاحتياجات او المشاعر .
و يقول المفكر المسيحي" سي. اس. لويس " عن هذا
ان الله عندما غرس جنة عدن .خلق الانسان علي راسها ليحفظها و يرعاها . خلق الله الانسان فوق الجنة و كان الله فوق الانسان .و عندما غرس الله في الانسان الحب و انواعه ليذهر و يثمر . جعل فوق تلك الانواع الارادة الانسانية ( التي تمكنه من ان يحب محبة غير مشروطة بغض النظرعن مشاعره ) لتحفظها و ترعاها . حتي تصبح حديقة غناء بدلا من ان تكون ادغالا موحشة تسكنها وحوش الانانية و الشهوة و الاستغلال .