![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نرتاح ![]() وسط البرد في الشتاء ندخل بيوتنا الدافئة ونتدثر بالاغطية لنستدفئ . ويسري الدفء في اجسادنا وترتخي عضلاتنا وتدفأ اطرافنا ونغمض عيوننا . نغمض عيوننا عن المشردين في الشوارع الخارجية يرتجفون من قسوة البرد . الحرارة تخدر حواسنا . الدفء يهدئ ارتعاش اجسادنا ، ونغمض العيون . حين تُصدر امعائنا الانذار بالرغبة في الطعام قبل ان يهاجمنا الجوع ، نسرع الى الموائد الحافلة بالطعام نغترف منها حاجتنا ونأكل ونشبع . وما ان نمضغ الطعام ونبتلعه ُ ويأخذ طريقه المفتوح الى امعائنا ومعداتنا حتى نشعر بالشبع والترهل والتثقل ، ونرتخي في مقاعدنا ونُغمض العيون . نغمض العيون عن الجياع الذين ينامون ملتحفين بالجوع الذين لا يجدون طعاما ً لهم . الشبع يخدر حواسنا ، الطعام يملأ بطوننا ، الارتواء يسد آذاننا وعيوننا . ما اتعس الانسان الذي يدفن نفسه تحت الغطاء يستدفئ وحوله من يرتعش من البرد . ما اتعس الانسان الذي يملأ جوفه بالطعام ويشبع وحوله من تتلوى امعائه ُ من الجوع . كيف يهنأ في الدفء ، والبرد يقتل المئات بل الالوف من التعساء حوله ؟ كيف يهنأ في الشبع ، والجوع يقتل المئات بل الالوف من الجياع حوله ؟ اربعة رجال برص مطرودين من مدينتهم لبرصهم سقطوا على محلة الآراميين . وجدوا الجنود قد هربوا وتركوا خيامهم مملوءة ً بالطعام والشراب الكثير . انقضوا على الطعام ، اكلوا حتى شبعوا ، شربوا حتى ارتووا وحملوا الزائد وطمروه . وبعد ان اكلوا وشبعوا وشربوا وارتووا وحملوا وطمروا ، جلسوا ليستريحون . وصرخت ضمائرهم فيهم ، كان اهل المدينة خلف الاسوار يموتون جوعا ً وعطشا ً . وقالوا بعضهم لبعض : " لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ " ( 2 ملوك 7 : 9 ) كيف نرتاح في شبعنا وهناك بالداخل من يعاني الجوع ؟ كيف نروي عطشنا وبالداخل عطشى ؟ وقاموا وحملوا الطعام ، ما استطاعوا حمله ، ونادوا الجياع ليأكلوا معهم ويشربوا كيف يلذ لك ان تشبع وحدك ؟ كيف يهنأ لك ان تشرب دون غيرك ؟ هل تقبل معدتك ان تهضم ما القمتها من طعام وحولك من يموت جوعا ً ؟ هل تقبل نفسك ان تستدفئ تحت الاغطية في الشتاء وبالخارج من يرتجفون بردا ً ؟ ستعيش حياتك مرة ً واحدة . اطعم الجائع واروي العطشان ودفّئ البردان . أحب المنبوذ ، عزي الحزين وواسي المرض ، انصف المظلوم ، اخدم المحتاج . مغبوط ٌ المعطي الغيور لعمل الخير العظيم . وكل معط ٍ بسرور يحبه الرب الكريم . من يرحم العبد الفقير يُقرض صاحب الجلال وسيجازيه الرب القدير عن تلك هاتيك الفعال لذلك لا تنسى الجميل الى جميع المعوزين بل افعل الخير الجزيل لا سيما للمؤمنين . |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعبنا ونريد فقط أن نرتاح |
دعونا نرتاح من الركض |
دعونا نرتاح من السخرية |
دعونا اليوم نرتاح |
نرتاح |