منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 04 - 2015, 09:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

مئوية الإبادة الأرمنية.. من الآلام إلى كنيسة الشهداء
مئوية الإبادة الأرمنية.. من الآلام إلى كنيسة الشهداء

تعد أرمينيا واحدة من الأمم الصغيرة القليلة التى استطاعت أن تعيش رغم الاعتداءات المتكررة والتدمير والاضطهاد، وقد عرفوا الأرمن عبر التاريخ بأنهم قادرون على التكيف والمرونة، كما أنهم يتميزون بالإقدام و الصمود.. فكيف استطاعوا أن يستمروا بينما اختفت أمم أكبر و أكثر قوة؟ و كيف استطاعوا أن يقدموا مساهمات متميزة إلى حضارات العالم؟ إنه التاريخ المدهش للشعب الارمنى عامة وللكنيسة الأرمنية خاصة، فقد عانت كنيسة الأرمن كثيراً من الاضطهادات وبرغم هذا لم ينفصلوا عن تعلقهم بإيمانهم ومسيحيتهم.. حتى أنها سميت بكنيسة الشهداء، إذ وصل عدد الشهداء عام 1915 إلى مليون ونصف المليون فى مجازر الأتراك العثمانيين.

طائفة المؤمنين:
ونحن في المئوية الأولى لذكرى شهداء الإبادة الأرمنية في تركيا، والتي تحتفل بها جميع الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية الأرمنية بالعالم، التقت “وطني” بنيافة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا – أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك.
يقول المطران كريكور أوغسطينوس كوسا: “بسبب طبيعة أرمينيا الجبلية وموقعها الجغرافي، كانت بمثابة القلعة الجبلية التي تتوسط الطريق بين أوروبا وأسيا. لذلك كانت مستهدفة من قبل العديد من القوى الإقليمية وبالتالي كانت مسرحاً لكثير من الحروب. ففي القرن ال16 تم تقسيمها إلى الجزء الشرقي تحت الحكم الفارسي ثم في وقت لاحق كانت تحت السيطرة الروسية، أما الجزء الغربي فكان محتل من قبل الأتراك العثمانيين.”
“إن الأرمن عاشوا في ظل الحكومات المتعاقبة لتركيا والتي كان آخرها الإمبراطورية العثمانية، جنباً إلى جنب مع مختلف الطوائف الأخرى الذين يعيشون في ظل الإمبراطورية، وقد اعترف بهم العثمانيون كطائفة كاملة الحقوق. وعرف الأتراك وقتها كفاءة الأرمن ولاحظوا إخلاص وتفاني العمال ومهارة الحرفيين الأرمن. فقرروا الاستفادة من ذلك بنقل عشرات الآلاف من هؤلاء العمال لاسطنبول للاستفادة منهم، حيث ازدادت شهرتهم لخدمة الإمبراطورية بأمانة وإخلاص، فكان يطلق عليهم ((طائفة المؤمنين)).”
وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخراً وتخلفاً من غيرها من الدول الأوروبية حتى أنها لقبت “رجل أوروبا العجوز”، وخلال هذه الحقبة حصلت العديد من الشعوب على استقلالها – اليونان والرومانيون والصرب و البلغار- عن الدولة العثمانية.

المجازر الحميدية:
كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين، فالأرمن حاولوا الاستقلال وطابوا بالمساواة بالعناصر الإسلامية بالإبراطورية. مما أدى إلى ردود فعل عنيفة ضدهم من قبل السلطان عبد الحميد الثاني – السلطان ال34 في الإمبراطورية العثمانية. فكان عبد الحميد الثاني أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية، ففي عهده نفذت تلك المجازر حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة، وبدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية، وفي 1908 كانت مجازر أخرى في كيليكيا كمجزرة أضنة وراح ضحيتها حوالي 30,000 أرمني. وتزامن في ذلك الوقت أن كانت تركيا في حالة حرب مع روسيا، فانضم أرمن الشرق إلى الجيش الروسي وحاربوا العثمانيين.

1915 الوحشية التي لا يسبر غورها:
وعن الإبادة الجماعية للأرمن عام ،1915 قال نيافته: “في الحقيقة الإبادة الأرمنية لم تبدأ عام 1915 م لتنتهى فى ذات العام، لكنها بدأت فى عام 1891، حيث منع الأتراك تدريس اللغة الأرمنية من المدارس الأرمنية، كما منع تداول الكتب الثقافية والصحف والمجلات الأرمنية. وكان وراء ذلك غيرتهم لوصول الأرمن لكل المراكز العليا والحساسة في الشئون الإدارية للحكومة العثمانية التركية.”
“ومرت السنين وازدادت غيرة الأتراك.. وفى ليلة 24 إبريل عام 1915م اخذوا نخبة من الشعب الأرمنى منهم الأساقفة والكهنة وأكثر من مائتين من الكتاب والشعراء ومحرري الصحف والمدرسين والمحامين وأعضاء البرلمان وغيرهم من قادة الجالية الأرمنية فى إسطنبول، قسراً من بيوتهم وقتل الشباب والأطفال، وتعرض المسنين للضرب والتشويه ثم الحرق، وأغتصبت النساء وأخذوا الأجنة من بطون الأمهات وتم إغراقهم في الماء، وصلبوا النساء والرجال وهم يقولوا لهم: “انتم تؤمنون بيسوع المخلص.. فأطلبوه ليخلصكم”، فكان الشهداء يصرخون كما كان يسوع يصرخ على الصليب و يقول: ((يارب اغفر لهم خطاياهم))”
وقال نيافة المطران متألماً – وكأن نيافته أمام مشهد الإبادة – “حقاً ارتكبوا جرائم لا يصدقها العقل.. ولجأوا إلى كل اشكال الاستبداد التي لا يمكن تصورها، ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفالاً رضعاً وهم أحياء بعد أن صبّوا عليهم النفط، واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم المقيدي الأرجل والأيدي، واستولوا على الممتلكات المنقولة والغير منقولة للشعب الأرمني، ومن نجا منهم من تلك الوحشية طُردوا إلى بلاد ما بين النهرين (العراق) والصحراء السورية (صحراء دير الزور).. بلا ماء ولا طعام في الطريق.. أناساً في حالة من البؤس والشقاء وأهانوهم واضطهدوهم خلال الطريق بوحشية لا توصف..”

التحول أو الموت:
وامتد القتل إلى الآباء البطاركة والأساقفة حتى وصل عام 1915م إلى استشهاد مليون ونصف المليون في مجازر الأتراك العثمانيين.
وظل الشعب الأرمني يحتفل بذكرى الإبادة فى يوم 24 إبريل من كل عام.. وحتى اليوم مازال الأتراك يحاربون الأرمن وخاصاً الكُتاب منهم، مما أدى إلى قتل الصحفي هرانت دينك قبل سنوات قليلة.”
وتابع نيافته قائلاً: “إن الأتراك العثمانيين طالبوا علناً أنهم مستعدون لرد حرية الأرمن وحياتهم بسلام، ولكن اذ اعتنقوا الديانة الاسلامية.. ودعا رسمياً المطران “أغناطيوس مالويان” – مطران ماردين بأرمينيا، لنوال الوسام الكبير من قبل الدولة العثمانية التركية. فقال نيافته وقتها: “أعلم ما يأتي بعد هذا الوسام”.. وبالفعل عند استلامه الوسام قدمت له الدعوة لاعتناق الإسلام فرفض وقال: “أنا وشعبي مستعدين للاستشهاد وكنيستنا تنتظر لقاء المسيح”.. وفي 11 يونيو عام 1915م احتفل المطران بعيد القربان المقدس وبعد الاحتفال قبض عليه وساقوه وسجنوه و بعد ذلك قتلوا أمام عينه 417 شهيداً، وبين الحين والآخر كانوا يقولون لنيافته: “الاستشهاد أم اعتناق الاسلام؟” فكان يجيب قائلا: “لا أتراجع.. أنا من أجل المسيح أحيا، ومن أجل المسيح أموت”، حتى تم استشهاده على يد الأتراك. إن نيافة المطران أغناطيوس كان يبلغ من العمر 46 عاماً، وخدم كاهناً للكنيسة الأرمينية بالإسكندرية لعدة سنوات حتى تم انتخابه مطراناً لماردين – مقاطعة جنوب شرق تركيا، وكان يجيد لغات كثيرة منها: العربية، الأرمينية، اللاتينية، الفرنسية، الايطالية، التركية، والأسبانية.”
وأكد نيافته قائلاً: “إن مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثين يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن. وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست. وكلمة الإبادة الجماعية صيغت من أجل وصف هذه الأحداث.
وهناك 24 دولة اعترفت رسمياً بمذابح الأرمن بأنها إبادة جماعية، وبسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم من بينهم مصر، سوريا، لبنان، العراق، الأردن، والأراضي المقدسة.”
“وبعد الإبادة دعا ملك السعودية وقتها البلاد العربية أن تفتح أبوابها أمام الشعب الأرمني المضطهد، وبمصر دعا الأزهر الشريف وسعد زغلول عام 1917م أن يأتي أيتام الأرمن ليعيشوا جانباً إلى جنب للمصريين، بسلام على الأرض المصرية مع أخواتهم الأرمن الذين جاءوا من قبل الإبادة.”

العالم خذلهم:
بحلول الوقت الذي كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت، وبلغ عدد سكان أرمينيا الغربية التي كانت تحت السيطرة التركية، نحو 2 مليون أرمني قتلوا أو تم نفيهم. الأرمن الذين نجوا يقولوا أن العالم خذلهم عندما لم يذكر ما بعد الحرب العالمية الأولى باتفاقية لوزان شيئا عن وطنهم، مما سمح بالتالي لضمهم إلى الجمهورية التركية في عام 1923 والمنطقة شرق الأناضول في تركيا.
في عام 1920، والجيش الأحمر ضم ما تبقى من أرمينيا للإتحاد السوفيتي. واليوم، أرمينيا الحديثة هي البلد الذي حصلت على استقلالها من روسيا السوفياتية وهي دولة مستقلة.
وعن المصالحة وعودة الأرمن إلى أراضيهم وفتح كنائسهم وممارسة طقوسهم، قال نيافة المطران كريكور: “الحكومة التركية ترفض تماماً كلمة المجازر الأرمينية وتشترط للمصالحة مع الأرمن ألا يتحدثوا عن مجازر 1915م، ووصل الأمر بتركيا أنها جعلت من يوم 24 ابريل – ذكرى الشهداء المليون والنصف مليون – يوم عيد الطفولة، وتم إلغاء واقعة المجازر من الكتب التاريخية ومن مراحل التعليم لديهم.”
و أخيراً فى أكتوبر 2009، كان هناك اتفاق للمصالحة والسلام ، وعند التوقيع رفض الجانب التركي بسبب رفضه الحديث عن الإبادة. ويضيف نيافة المطران كريكور أن نيافته في ذلك الوقت كان حاضراً السينودس الخاص من أجل افريقيا بروما برئاسة البابا بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان الفخري، وطلب من نيافته بإلقاء كلمة عن الإتفاقية المنتظرة، فقال نيافته فى كلمته: “نحن إذ كنا لدينا روح السماحة والمصالحة وفقاً لتعاليم الكتاب المقدس، إلا أننا نطالب بحقوقنا وأن يعلن العدل فى قضيتنا الأرمينية التي حصلت فيها المجازر وأن نعود إلى أراضينا، وتعود لنا كنائسنا، وتفتح أديرتنا الموجودة بتركيا، وأن تعود لنا المدارس والجامعات، وكل أملاكنا التي اغتصبت منا بالقوة.”
بعد أن فشلت الاتفاقية لعدم اعتراف دولة تركيا بهذه المذبحة، جاء إلى نيافة المطران كريكور بمصر ثلاث مندوبين من السفارة التركية، ويتابع نيافته الحديث قائلاً: “أن المندوبين طلبوا منى استكمال مشوار السلام وأن سفير تركيا بمصر يريد زيارتكم فقلت لهم أن البطريركية بيت الله، والكنيسة مفتوحة للكل بموعد وبدون موعد، وطلبوا مني أن أتحدث عن السلام مع السفير التركي ولكن بدون الحديث عن الإبادة الأرمنية، فأجابتهم بأنه لا مانع، ولكن عند مدخل البطريركية نصب تذكاري لشهداء الأرمن يكفيني أن يحمل السفير معه وردة حمراء ويضعها أمام النصب احتراماً لدم الشهداء ومكانتهم.. وبالطبع لم يأتي السفير، رافضاً الإعتراف بالإبادة.

تذكار الإبادة الجماعية:
“نحن لدينا روح التسامح والمصالحة وفقاً لتعاليم الكتاب المقدس، لكننا نطالب بحقوقنا، فيما يتعلق بقضايا الأرمنية لدينا، ونحن نريد الاعتراف بالمجازر، ونحلم بالعودة إلى أرضنا، لاستعادة كنائسنا، وفتح الأديرة لدينا في تركيا، والعودة لمدارسنا ولجامعاتنا “.
الأرمن في جميع أنحاء العالم يتذكرون الإبادة الجماعية في 24 ابريل. هذا العام يتم الاحتفال بمرور مائة عام على الإبادة الجماعية للأرمن على الصعيد العالمي مع برنامج الندوات والمعارض الفوتوغرافية لتظهر للعالم ما حدث قبل 100 سنة.
لإظهار التضامن مع الأرمن المنتشرين حول العالم، قد تم تنظيم حفل في مصر من قبل سفير جمهورية أرمينيا، أرمين ملكونيان، وومطران الكنيسة الأرثوذكسية الأرمينية Ashod Karakashian.
“إن المجمع المقدس للكنيسة أعلن ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن قديسين، ووضع أسمائهم في السنكسار- سجل القديسين والشهداء في الكنيسة لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل محبة يسوع المسيح”
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا خوف على كنيسة الشهداء
يا كنيسة الشهداء
أولاند فرنسا تنتظر كلاما آخر من تركيا حول الإبادة الأرمنية
كنيسة الشهداء
كنيسة الشهداء | كنيسة القديسين


الساعة الآن 10:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025