![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أكتب بحزن عظيم ، إذ أني أرى – عند البعض وصاروا كثيرين – الابتعاد الواضح عن شخص الكلمة والتمسك بإصرار بهامش الحياة الروحية ومظهرها الباطل والذي لا أساس له ، وأصبح كل الفخر بالمعجزات والآيات والظواهر الخارقة ، وإن قال أحد المسيح هنا أو هناك ، أو في معجزة ظهرت في أي مكان الكل يركض ركضاً بلهفة وشغف عظيم لكي ما يشاهدوا الأحداث الجارية ، تركوا كلمة الله والإنجيل ودراسته بصدق مع صلاة بمحبة لربنا يسوع وتركوا المذبح وحضور الله الحلو الذي نقتات به ، وركضوا وراء معجزة حدثت والهدف الحقيقي التي صارت من أجله : أن ينتبه الناس إلى الله ويلتفتوا إليه ويتوبوا وتتغير قلوبهم ، ولكن للأسف تحركت الناس نحو غاية أخرى تماماً !!! فإلى متى نبتعد عن الله مصدر حياتنا ، إلى متى هذا الجنون بالخوارق وترك الحياة في المسيح ، متى نتوقف عن الافتخار بالمعجزات وأننا الأفضل ، متى نصحح إيماننا الذي أصبح الآن – عند البعض – مبني على الخوارق ، ومتى نعلم أن ربنا يسوع لم يأتي من أجل أن يفتعل الخوارق والناس تنبهر وتصفق وتفتخر ، ومتى نتوقف عن الاعتقاد بأننا الأفضل ، ومتى يكون حوارنا الدائم عن كلمة الله وتغيير القلب من الداخل !!! أليس هذا التغيير أعظم معجزه نشهدها داخل أنفسنا ... نفتخر الآن بالمعجزات والخوارق وننبهر ونثبت أننا الأفضل ونثبت أن هناك قديسين عندنا ونسينا كلمات المسيح للذين قالوا أنهم باسمة أخرجوا شياطين وأقاموا موتى، الحق الحق أقول لكم أني لا أعرفكم !!! متى كانت المسيحية خوارق ومعجزات مع أنها المفروض آية لغير المؤمنين حتى يؤمنوا ، أو تشجيع لمن هم في ضيقة عظيمة ، أو بسبب ضعف الإيمان ... ولم تكن محل فخر أبداً أو شغل الكنيسة الشاغل رغم حدوثها فعلاً ، ولا ننسى الرسل الذين أتوا للمسيح فرحانين وقالوا يارب حتى الشياطين تخضع لنا ، فقال لهم لا تفرحوا بهذا بل افرحوا إن أسمائكم كتبت في سفر الحياة ، اليوم تحول فرحنا وأصبح فرح الفخر الكاذب وكبرياء النفس عوض فرح الحياة في المسيح ، لم نعد اليوم نفرح بما قاله الرسول ( مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ) فهل من أحد يقدر أن يقول أن المسيح يحيا فيَّ ، لذلك أنا أفرح !!! أفرحوا في الرب كل حين وأقول الآن أفرحوا (( الفرح هو الفرح في الرب )) وليس سواه أم يا ترى نسينا لأننا لا نقرأ الكتاب المقدس ومكتباتنا محشورة حشراً بكتب المعجزات والخوارق بل ونحفظها عن ظهر قلب أما آيات الإنجيل لا نعلم عنها شيئاً !!! لنا الآن أن لا نفتخر بأنفسنا بل نبكي وننوح من أجل توبتنا وخلاصنا فذلك أهم من أن تكون هناك معجزة ، فماذا نستفيد لو كانت معجزة هنا أم هناك ، صنعها أسقف أم علماني أو أحد آباء الكنيسة نفسه ، نقول أنها تشجعنا وتقوينا أو تُثبت قداسة الناس الذين أجروها ، متى كانت القداسة بالمعجزات ، متى ؟؟؟؟ معنى القداسة في الكتاب المقدس هو تخصيص النفس للرب وحلوله ، نحن مقدسين في الحق والحق هو شخص المسيح الكلمة المتجسد الذي قال أنا هو الطريق والحق والحياة . لن أعترض على المعجزات لأنها حقاً تحدث وأيضاً تحدث لي ، ولكن أقول أين شخص الكلمة في أحاديثنا أليست أعظم من المعجزات كلها تجسد الله الكلمة ؟؟؟ ألم يأتي المسيح إلينا ومات من أجلنا وقام وصار محور حياتنا ؟؟؟ أليس أعظم ما أعطينا هو جسده ودمه لنقتات به ؟؟؟ ألم يعطنا كلمته لينقينا بها وكما قال انتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به ، الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ؟؟؟ ألا نفتخر بهذا نحن المؤمنين ؟؟؟ ولم ولن يكون فخرنا بمعجزة تمت من شخصٍ ما مهما على شأنه أو ضعف حتى لو كان القديس بولس الرسول نفسه فليس لنا أن نفتخر حتى بهذا أبداً .. مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب !!! ألم يأتي الوقت لنتخلى عن جنون العظمة المستترة وراء فخر الذات وكبريائنا المستتر وأننا أعظم شئناً من الآخرين ونتضع ونعيش سرّ الإخلاء الذي عاشه الله وسطنا !!! إلى متى يارب لا نتحرك نحوك بالحب وحياة التوبة ، إلى متى نكتفي بالكلمات ولا نتجه للتطبيق ونعيش كما يحق لإنجيلك إلى متى سنظل لا نهتم بحياتنا معك بمخدع حي صادق وصلاة حارة من القلب من أعماق الحب الحقيقي والصادق لك ومتى نتقدم إليك بصدق التوبة وتغيير القلب ، متى نجلس عند قدمي الكتاب المقدس لا لكي نفهمه ونضعه تحت الفحص ونصير معلمين كثيرين في المظهر والشكل ، بل نترك كلمتك تفحصنا بالروح وتغطي عورتنا بالنعمة وتغيرنا من الداخل بعمق و أصالة حسب قصدك المبارك لأن لك المجد وكل إكرام آمين التعديل الأخير تم بواسطة Ramez5 ; 25 - 04 - 2015 الساعة 09:37 PM سبب آخر: تغيير مضمون الموضوع |
![]() |
|