![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السيسي إعلان مبادئ «النهضة» بناء لجسور الثقة
![]() ![]() عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي "هيلاماريام ديسالين"، وذلك في حضور وفدي البلدين، استهلها رئيس الوزراء الاثيوبي بالترحيب بالرئيس والإعراب عن الامتنان لزيارته إثيوبيا والتي شهدت العديد من مظاهر الترحيب والاحتفاء من الشعب الاثيوبي، منوها إلى الفرصة الطيبة التي تتيحها لتعميق كافة مجالات التعاون بين البلدين في إطار الاخاء الذي يجمع بينهما وبما يعود بالنفع عليهما على كافة المستويات الثنائية والاقليمية والدولية. واستعرض "ديسالين" قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين سواء من خلال شريان الحياة الذي يجمع بينهما متمثلاً في نهر النيل، أو على الصعيد الديني من خلال علاقة وارتباط الكنيسة الاثيوبية تاريخياً بالكنيسة القبطية المصرية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه الشكر لرئيس الوزراء الاثيوبي على حفاوة الاستقبال والمشاعر الأخوية التي سادت أجواء الزيارة، منوها إلى أن عمق العلاقات تاريخياً بين البلدين يقتضي العمل الدؤوب معاً من أجل تصفية تلك العلاقات من أية شوائب قد سادتها خلال عقود ماضية، والعمل على بناء العلاقات الجديدة على قاعدة صلبة وتفاهم مشترك وتفهم كامل للتطورات التي يمر بها البلدان. وأوضح الرئيس أن إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث بالخرطوم أمس ساهم بلا شك في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الدولتين والشعبين المصري والاثيوبي، مشدداً على أن تطبيقه العملي يتطلب إبرام اتفاقيات أخرى أكثر تفصيلاً لتوضيحه وتطبيقه بما يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لإثيوبيا وعدم إلحاق أى ضرر بمصر. وفي هذا الصدد، نوه الرئيس إلى أن المرحلة القادمة تقتضى إتمام إنجازات هامة ومُحددة، أهمها البدء في صياغة الاتفاقيات التفصيلية المشار إليها والاتفاق السريع على المكاتب الاستشارية التى ستقوم بإعداد الدراسات، وتشجيع وسائل الإعلام وقادة الرأي ومراكز الأبحاث في البلدين على تهيئة المناخ اللازم لتعزيز وتطوير العلاقات. وقد أبدى رئيس الوزراء الاثيوبي توافقاً كاملاً إزاء كافة خطوات التحرك المقبلة التي طرحها الرئيس. وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء الاِتفاق على تشكيل لجنة وزارية تعمل تحت الإشراف المباشر الرئيس ورئيس الوزراء الإثيوبي لبحث تفاصيل اتفاق إعلان المبادئ بغية التوصل إلى اتفاقيات تفصيلية حول كافة الموضوعات التي تضمنها، وستكون عضوية هذه اللجنة مفتوحة أمام الأشقاء في السودان للمشاركة فيها. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد أيضا اتفاقاً على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة التي تعقد بين البلدين بالتناوب سنوياً لتصبح على مستوى القمة بدلاً من المستوى الوزاري. وعلى صعيد دعم العلاقات الثنائية، أشار الرئيس إلى العديد من أوجه التعاون القائمة بين البلدين والتي تساهم مصر من خلالها في عملية التنمية في إثيوبيا سواء على الصعيد الاقتصادي أو على مستوى التعاون في مجال تدريب الكوادر والتنمية البشرية، حيث تم تخصيص 50 منحة دراسية كاملة للطلبة الإثيوبيين للدراسة بالجامعة البريطانية في مصر، كما منحت مستشفى سرطان الأطفال 57357 أجهزة طبية عالية القيمة للجانب الإثيوبى، فضلاً عن تدريب 150 طبيباً إثيوبياً فى مجال علاج سرطان الأطفال. وقد وجه "ديسالين" الشكر للرئيس على المنح الدراسية والمساعدات المصرية المقدمة لإثيوبيا، ولاسيما في مجال الصحة، منوهاً إلى أهميتها بالنسبة للشعب الاثيوبي. وتناولت المباحثات استعراضا لعدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما ما يتعلق بقضايا السلم والامن في القارة الافريقية ، فضلا عما يمثله الإرهاب من تحد جماعي يستلزم تضافر الجهود من أجل دحره والقضاء عليه. وفي ختام اللقاء، وجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء الاثيوبي لحضور مراسم الاحتفال بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وأعرب "ديسالين" عن سعادته بتلقي هذه الدعوة الكريمة مؤكداً تطلعه للمشاركة في مثل هذا الحدث التاريخي. وأضاف السفير علاء يوسف أنه تم عقد مؤتمر صحفي مشترك عقب اختتام المباحثات ألقى فيه الرئيس البيانَ التالي نَصُه: "أود فى البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي بتواجدي في هذه المدينة العريقة، أديس أبابا، بناءً على دعوة كريمة من أخي وصديقي العزيز "هايليماريام ديسالين"، رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وأنتهز هذه المناسبة للتوجه بجزيل الشكر لأثيوبيا، حكومة وشعباً، على حفاوة الاستقبال المعتادة وعلى حُسن التنظيم والإعداد لهذه الزيارة. سعدت صباح اليوم بمقابلة أخي العزيز رئيس جمهورية أثيوبيا الدكتور/ مولاتو تاشومي، كما سعدت بالالتقاء مجدداً بأخي العزيز رئيس الوزراء لاستئناف أحاديثنا المتصلة في مالابو ونيويورك وشرم الشيخ، وتشاورنا بشأن مختلف جوانب العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وسُبل تعزيزها وتطويرها في مختلف أبعادها وعلى كافة مساراتها. وقد تبادلنا أيضاً وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما ما يتعلق بمسائل السلم والأمن في قارتنا الأفريقية. كذلك قد تلاقت وجهات نظرنا حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم، وهو خطر الإرهاب الذي يمثل تحدياً جماعياً يستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهته والقضاء عليه، حتى نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا. فيما يتعلق بموضوع سد النهضة، نعتقد أن اتفاق إعلان المبادئ الذي قمنا بالتوقيع عليه أمس في الخرطوم بالاشتراك مع السودان الشقيق يمثل خطوة إيجابية على الطريق الصحيح نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف، وهي خطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ "تحقيق المكاسب للجميع"، نأمل أن تتلوها خطوات أخرى على صعيد تحقيق هذه الأهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغداً، ولكن تتعلق بحياة ومستقبل ورفاهية أجيالنا القادمة. كما اتطلع إلى أن أنقل رسالة المحبة والسلام والتعاون من شعب مصر إلى الشعب الأثيوبي الشقيق من خلال حديثي غداً أمام البرلمان الأثيوبي بمجلسيه. وتم الاتفاق خلال اللقاء على تشكيل لجنة وزارية تعمل تحت الاشراف المباشر لي وللسيد رئيس الوزراء الاثيوبي لبحث تفاصيل اتفاق إعلان المبادئ؛ بغية التوصل إلى اتفاق متكامل حول موضوعات المياه بين البلدين، وستكون عضوية هذه اللجنة مفتوحة أمام الأشقاء في السودان للمشاركة فيها. كما تم أيضاً الاتفاق على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة لتصبح على مستوى القمة بدلاً من المستوى الوزاري، على أن تعقد بين البلدين بالتناوب سنوياً. ونأمل في أن تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الثقة وإزالة الشكوك والمخاوف التي قد تكون لدى البعض في مصر أو إثيوبيا، كما نرجو أيضاً أن يكون اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بالأمس قاعدة للانطلاق نحو مستقبل أفضل. وأؤكد على أنه لا مجال للعودة إلى الوراء. أود مجدداً أن أتوجه بالشكر والامتنان لأخي رئيس الوزراء ديسالين على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأدعوه لزيارة بلده الثاني مصر في أقرب فرصة ممكنة، ولاسيما للمشاركة في مراسم الاحتفال باِفتتاح قناة السويس الجديدة، ولتكون زياراتنا المتبادلة تقليداً مستمراً يؤكد على مدى الارتباط الوثيق، وأهمية وقوة العلاقات بين بلدينا، والتاريخ والمصير المشترك بين شعبينا الشقيقين." |
|