![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشاكيناه والصليب - مار إسحق السرياني ![]() الشاكيناه والصليبمار إسحق السرياني ماذا كان في التابوت جعله بهذه الرهبة ومملوء بالقوات والآيات؟ كان التابوت مكرم لأن حضور الله المخفي - الشاكيناه - ساكن فيه. ألم يسجد موسى والشعب أمام التابوت في رهبة عظيمة ومخافة؟ ألم ينطرح يشوع بن نون على وجهه أمام التابوت من الصباح حتى المساء؟ ألم تتجلى إعلانات الله المهيبة هناك، مانحة الكرامة له بسبب حلول الشاكيناه فيه؟ نفس هذا الشاكيناه يستقر الآن في الصليب المقدس، لقد غادر تابوت العهد القديم ودخل صليب العهد الجديد. من خلال قوة الصليب، كثيرون أخضعوا حيوانات وحشية، تصرفوا بجرأة تجاه النار، مشوا على البحيرات، أقاموا موتى، أعاقوا إنتشار الكوارث، جعلوا ينابيع تدفق من أرض قفر جافة، وضعوا حداً للبحار، أمروا بتدفق فيضان الأنهار الجارية، وعكسوا مسار المياة. لماذا أتكلم عن هذه الأشياء؟ إذ أن الشيطان نفسه بكل إستبداده يرتعب أمام شكل الصليب، عندما يرشم بواسطتنا ضده. لماذا كان يُقدم التقديس المملوء بالرهبة بشكل مستمر للتابوت الخشبي المصنوع بأيدي النجارين، بالرغم من تحريم الناموس أي شكل من أشكال التعبد لصنعة أيدي الناس أو أي صورة أو شبه؟ لأن في تابوت العهد - بخلاف الأصنام الوثنية - كانت قوة الله مُستعلنة بشكل ظاهر، واسم الله كان موضوعاً عليه. اللحظة التي فيها يتصور شكل الصليب على حائط أو لوحة، أو يتم صياغته وتصميمه بذهب أو فضة أو ما شابه، أو يتم نقشه على خشب، يأخذ وضعه مباشرة ويمتلأ بالقوة الإلهية، وبالتالي يصبح موضع لحضور الله - الشاكيناه - بدرجة حتى أكبر من تابوت العهد. حينما نحدق وقت الصلاة على الصليب أو عندما نظهر له الوقار، لأن ابن الإنسان قد صلب عليه، نتلقى قوة إلهية من خلاله، ونحسب مستحقين لنوال المعونة والخلاص والصلاح الفائق الوصف في هذا العالم والدهر الآتي. بالنسبة للمؤمنين الحقيقين، إشارة الصليب ليست بالشيء الهين، إذ أن كل الرموز تُحتوَّى فيه. وحينما يرفعون عيونهم ويحدقون عليه، يكونون كما ولو أنهم يتأملون وجه السيد المسيح، وهكذا يمتلئون بالوقار والتبجيل تجاهه. ويكون منظر الصليب بالنسبة لهم ثمين ومهيب بل ومحبوب أيضاً في نفس الوقت ... وحينما نقترب من الصليب، نكون كما ولو أننا قد اقتربنا من جسد المسيح ذاته، هذا هو ما يبدو لنا لأننا نؤمن به. وبالإقتراب إليه، والتحديق نحوه نسافر بالفكر مباشرة نحو السماء بشكل مستيكي (باطني). إذ أن الصليب هو ثوب المسيح، كما أن ناسوت المسيح هو ثوب اللاهوت. هكذا الصليب في الوقت الحاضر هو رمز، ينتظر الوقت الذي فيه يستعلن النموذج الحقيقي، آنذاك لن يكون لتلك الأشياء إحتياج فيما بعد. إذ أن اللاهوت يسكن في الناسوت بلا إنفصال، بدون أي نهاية، وإلى الأبد، بشكل غير محدود. لهذا السبب نحن ننظر إلى الصليب على أنه الموضع المختص بالشاكيناه (الحضور الإلهي) الذي للرب المتعال، إذ أن الصليب هو هيكل الرب، والمحيط الذي تتجمع فيه رموز التدبير الإلهي. يظهر لنا الصليب من خلال عين الإيمان الرمز الذي يعود للعهدين القديم والجديد ... علاوة على ذلك، الصليب هو الختم النهائي لتدبير مخلصنا. وحينما نحدق نحو الصليب يتجمع عمل التدبير الإلهي كله وينتصب أمام عيوننا الداخلية. مبارك الله الذي يستعمل الأشياء المادية باستمرار لكي يجذبنا بطريقة رمزية نحو معرفة طبيعته غير المرئية ... لتبتهج قلوبنا في أسرار الإيمان الذي نتمسك به، لنتهلل في الله المهتم جداً بنا. بأي مقدار يجب أن نتعبد لله الذي من أجل خلاصنا قد فعل كل شيء في العالم ليحضرنا مقربين إليه، قبل الوقت الذي يستعلن فيه ما هو مُعدّ ... بأي مقدار يجب أن نقدس رمز الصليب، الذي أعطانا كل هذه الأشياء، ومن خلاله حُسبنا مستحقين للمعرفة التي للملائكة، أي من خلال القوة التي خُلقت بها كل المخلوقات، سواء المرئية أو غير المرئية. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
|