![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الله ؟ ![]() لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو ، وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميزه عن كل ما سواه . فالله روح غير محدود في ذاته ومن ذاته في وجوده ، ومجده وغبطته ، وكماله كاف للكل ، سرمدي غير متغير ، غير مدرك ، حاضر في كل مكان ، قادر على كل شئ ، عالم بكل شئ ، حكيم قدوس ، عادل ، رحيم ، رؤوف ، بطئ الغضب ، وكثير الاحسان والوفاء " وقد لخص هذا الجواب في كتاب التعليم المسيحي المختصر ، والمسمى في العربية " أصول الإيمان " بما يأتي : " الله روح غير محدود ، سرمدي غير متغير في وجوده وحكمته ، وقدرته وقداسته ، وعدله وجودته وحقه " كيف يتكلم الكتاب المقدس عن الله ؟ الكتاب المقدس ، كثيراً ما يتكلم عن الله ، مستخدماً كنايات وتشبيهات ، وإستعارات مأخوذة من لغة البشر وثقافاتهم ، في ما يخص طبيعة الإنسان وأعماله ، كقوله : وجه الله ، وعيني الله ، وذراع الله " . والأقوال التي تنسب إلى الله كـ الندامة ، والحزن ، والغيرة ، وما أشبهها كيف نحصل على إدراك الوجود ، وبأي معنى ننسب الوجود إلى الله؟ بقولنا أن الله ، أكمل الكائنات ، ننسب إليه الوجود الحقيقي ، تمييزاً عن الوهمي ، وعن إعتباره بمنزلة قوة مجردة عن الذاتية . ونحن ندرك وجودنا بالوجدان ، أي علم النفس بذاتها ، وأفعالها ، إذ ننسب إلى ذواتنا أفكاراً وتصورات ، وإرادة . وهذا يلزمنا أن نتيقن وجود جوهر تصدر عنه هذه الأفكار والمشاعر فيعلم الإنسان وجوده ـ لأنه يفتكر ويحس ، لإمتناع الإدراك بلا مدرك كإمتناع الحركة بدون متحرك . والله واجب الوجود ، أي هو سرمدي غير متغير ، وهو مركز الفضائل الرحمانية ، ومصدر الأفعال الإلهية ، غير أن بسط الكلام في هذا الجوهر متعذر لعدم إدراكنا الجوهر مجرداً عن صفاته ، وفي شرح الجوهر الإلهي نصل إلى نهاية ما نقدر عليه بقولنا أنه روح ، فإذا هو منزه عن كل ما تتصف به الهيولي ، أي المادة . وهو في ذاته وفي صفاته غير محدود سرمدي غير متغير . ووجود جوهر إلهي غير محدود سرمدي غير متغير يستلزم أنه كان قبل وجود العالم ، وأن لجوهر اللاهوت وجوداً غير متعلق بوجود المخلوقات ماذا يراد بقولنا " صفات الله" ؟ أن للجوهر الإلهي غير المحدود السرمدي ، غير المتغير ، صفات خاصة به معلنة في الطبيعة والكتاب المقدس ، ومعرفته تعالى بدون تلك الصفات والفضائل الإلهية مستحيلة ، لأنها ضرورية لطبيعة اللاهوت ، فبدونها لا يكون الله . وهذه الصفات ظاهرة في الكتاب المقدس ، وفي أعمال الله وعنايته ، ولا سيما في عمل الفداء ، ولا يمكن إنفصالها عن جوهر اللاهوت ، فإذا قلنا معرفة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت عارف بكل أمر ، وإذا قلنا محبة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت محب . ولذلك صفات الله هي أزلية سرمدية ، غير متغيرة كالله ذاته مما يجب الاحتراس منه، في بيان النسبة بين صفات الله وجوهره؟ يجب أن نحذر في إظهار النسبة بين صفات الله وجوهره ، وبين نسبة صفاته بعضها إلى بعض من غلطتين وهما : التعبير عن الله كأنه كائن مركب من أجزاء مختلفة ، وجعل كل الصفات صفة واحدة ما هي طرق معرفتنا صفات اللاهوت ، وكيف تقسم صفاته تعالى بالنسبة إلى تلك الطرق؟ لقد قسم البعض صفات الله ، بالنظر إلى الطريقة التي بها نحصل على معرفتها ، لأننا نحصل على معرفتها بأن ننسب إليه كعلة العلل ، كل فضيلة ظاهرة في أعماله 1 بأن نعتقد أنه لا يلم به شئ مما في خلائقه من النقصان والضعف 2 بأن ننسب إليه ، إلى ما لا نهاية له ، كل الفضائل المختصة بكائن في غاية الكمال 3فالصفات التي نعرفها بالطريقة الأولى هي القسم الأول من صفات الله ، وما نعرفه بالطريقة الثانية هو القسم الثاني .. وهكذا الثالث. وعلى هذه الكيفية انقسمت صفات الله عند البعض وجعل غيرهم صفات الله ، قسمين ، وعبروا عنهما بالصفات السلبية والإيجابية . فالإيجابية ، ما نسب إليه من الفضائل ، كالقوة والمعرفة والقداسة والعدل والجودة والحق . والسلبية ، ما بنيت على نفي ما لا يليق بشأنه تعالى ، كنفي أنه مركب من أجزاء ، أو أنه حادث أو متحيز ، أي إنسان محدود في الزمان والمكان . وذلك بمعنى أنه جوهر بسيط أزلي سرمدي ( غير محدود في الزمان ) ومالئ الكون ( غير محدود في المكان) وقسم غيرهم صفات الله باعتبار نوعها إلى ذاتية وأدبية . ومن الصفات الذاتية ، أزليته وعلمه ومشيئته وقوته ، وكونه غير محدود . ومن الصفات الأدبية ، العدل والرحمة والقداسة والحق . وأما هذا التمييز ، وإن كان صحيحاً في ذاته ، فهو غير واضح بإستعمال لفظي ذاتية وأدبية ، لأن صفاته الأدبية هي ذاتية أيضاً وقسم غيرهم صفات الله إلى مشتركة وغير مشتركة . فالمشتركة هي ما وجد في الطبيعة البشرية ( وإن كانت محدودة فيها ) مثل القوة والمعرفة والمشيئة والحق والجودة . وغير المشتركة هي ما لم يوجد نظيرها في البشر مطلقاً ، مثل أزليته ، وكونه غير محدود وغير متغير |
![]() |
|