منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 02 - 2015, 06:38 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

تحية أبدية للشهداء _ كبريانوس

تحية أبدية للشهداء _ كبريانوس





تحيَّة أبدية للشهداء
بقلم القديس كبريانوس الأسقف والشهيد

(رسالة كتبت عام 257م)



من كبريانوس إلى ... زملائه الأساقفة، وأيضاً زملائه الكهنة والشمامسة وسائر الأخوة، الموضوعين في المناجم، شهداء الله، الآب القدير، ويسوع المسيح ربنا وإلهنا ومخلصنا .. تحيَّة أبدية.

أيها الأخوة الأعزاء المحبوبين والمباركين، مجدكم بالفعل يتطلب أن آتي بنفسي لأراكم وأعانقكم، لولا حدود المكان المقررة التي تبقيني أيضاً مبعداً بسبب الإعتراف بالأسم. لكن بقدر ما أستطيع، أظهر نفسي إليكم، وبالرغم من أن المجيء إليكم بالجسد والحركة غير متاح لي إلا أنني آتي إليكم في المحبة وفي الروح، مُعبراً عن نفسي برسالة أتهلل فيها مبتهجاً بفضائلكم وأمجادكم، معتبراً نفسي شريكاً معكم في وحدة المحبة إن لم يكن في آلام الجسد.

هل من الممكن أن أمكث صامتاَ وأقمع صوتي عندما أعلم بأمور مجيدة كثيره - كرمكم بها التنازل الإلهي - تتعلق بأصدقائي الأعزاء المحبوبين. إذ أن البعض منكم قد ذهب بالفعل - من خلال تتميم إستشهادهم - لإستلام إكاليل إستحقاقهم من الرب؟ والبعض الآخر مازال يمكث في مجاهل السجن أو المناجم والسلاسل، مُظهرين من خلال تأجيل عذاباتهم أمثلة ونماذج عظيمة لتقوية وتعضيد الأخوة، مُتقدمين من خلال مشقة العقوبات نحو ألقاب وإستحقاقات أعظم، على وشك أن تحصلوا عليها مع المكافئات في المجازاة السماوية، إذ أن أيام الضيقات الآن معدودة.

حقاً أنني لا أتعجب أن هذه الأمور قد حدثت إليكم، أيها الأخوة المباركين والأكثر شجاعة، لكون الرب قد أجتذبكم هكذا - بحسب إستحقاق تقواكم وإيمانكم - نحو قمة الأمجاد المهيبة عن طريق شرف تمجيد اسمه بالشهادة، أنتم الذين كنتم دائماً مزدهرين في كنيسته بإيمان مُعاش، متممين وصايا الرب بثبات: براءة في بساطة، تفاهم في محبة، تأدب في إتضاع، إجتهاد في التدبير، يقظة في مساعدة المنهك، رحمة في رعاية الفقراء، ثبات في الدفاع عن الحق، تمييز في شدة الإنضباط. وخشية أن يكون إي شيء ناقصاً في نموذج الصلاح فيكم – حتى مع إعترافكم في الوقت الحاضر بالصوت وبآلام الجسد – نراكم تحثون عقول الأخوة نحو الإستشهاد المقدس، بإظهار أنفسكم قادة في الشجاعة، حتى حينما يتبع القطيع رعاتهم، ويقلدون ما يقوم به قادتهم، يتوجون ويكللون بمكافئات طاعة متساوية بواسطة الرب.

ولكونكم أولاً ضُربتم ضرباً مبرحاً بالقضبان، وأصبتم بعقوبات من هذا القبيل، فدخلتم إلى البدايات الأولى في مسيرة إعترافكم، هذا ليس بالأمر الذي نتأسف عليه. إذ أن الجسد المسيحي الذي رجاؤه الكامل يتعلق بخشبة الصليب لا يفزع من الضربات. وخادم المسيح يُدرك ويميز سر خلاصه، فينجذب بالخشبة نحو الإكليل، لكونه قد أفتدي لحياة أبدية عن طريق خشبة الصليب.

وما هو في الحقيقة يثير الدهشة، هو أنكم أنتم أواني الذهب والفضة قد تم إرسالكم للمنجم، أي لمنبع ومنزل الذهب والفضة، ما لم تكن طبيعة المناجم قد تغيرت، والمواقع التي كانت قبلاً معتادة أن تعطي الذهب والفضة صارت على العكس تستقبلها؟! لقد وضعوا أيضاً أغلال في أقدامكم وربطوا أعضائكم المباركة - هياكل الله - بسلاسل مُهينة، كما لو أن الروح يمكن ربطها أيضاً مع الجسد، أو ذهبكم يمكن تلويثه بلمسة الحديد. بالنسبة لأناس مكرسين لله، يقدمون شهادات إيمانهم بفضائلهم وتقواهم، هذه ليست سلاسل بل حُلي، إذ أنها لا تضم أقدام المسيحيين للعار بل تمجدهم لنوال الإكليل.

آه أيتها الأقدام، المقيدة بسرور، التي تُحرَّر لا بواسطة عامل بل بواسطة الرب!
آه أيتها الأقدام، المقيدة بسرور، التي تنقاد نحو الفردوس خلال هذه الرحلة المحمودة!
آه أيتها الأقدام المقيدة الآن في هذا العالم، لكي تصير حرة على الدوام أمام الله!
آه أيتها الأقدام المتباطئة بقيود وأغلال لفترة من الزمن فقط، إلا أنك على وشك الجري بسرعة للمسيح في رحلة مجيدة!
لتحتجزكم الوحشية البغيضة الخبيثة هنا في قيود وسلاسل بقدر ما تريد، إلا أنكم بشكل سريع سوف تصلون لملكوت السموات بعيداً عن الأرض وهذه العقوبات.

الجسد لا يُدلل في المناجم بسرير ووسادات، لكنه يُدلل بواسطة إنعاش المسيح وعزاءه. أعضائكم المتعبة، المنهكة بالأعمال، تستلقي على الأرض، لكن الإستلقاء مع المسيح ليس بعقاب. أعضائكم الجسدية قذرة بلا حمامات، بشعة بغبار وأوساخ، لكن الخارج ملوث بوسخ جسدي أما الداخل فطاهر بنقاء روحي. الخبز نادر الوجود لكن "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لو 4). اللباس ناقص لأولئك الذي ينغصهم البرد، لكن ذاك الذي يلبس السيد المسيح يكتسي ويتزين بوفرة. شعر الرأس النصف محلوقة يقف منتصباً، لكن لكون المسيح هو رأس الإنسان، فكل ما هو ضروري يُناسب حسناً هذه الرأس الصامدة من أجل اسم الرب.

بأي بهاء وعظمة سوف تُعوّض كل هذه العاهات الجسدية! إذ ما أمجد وما أكرم المكافأة الأبدية التي بها سوف تتغيير سمات هذه العقوبات الدنيوية القصيرة، وفقاً لكلمات الرسول المبارك: "الرب .. سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة مجده" (في 3).

لكن أيها الأخوة الأحباء، لا يجب أن يشعر أحد بفقدانه لعمل من أعمال التقوى، لحقيقة أن الفرصة غير متاحة الآن أمام كهنة الله لتقديم التقدمات والإحتفال بالذبيحة الإلهية. إذ أنكم تحتفلون حقاً وتقدمون ذبيحة لله مجيدة وثمينة ومربحة جداً لكم، أنتم الذين على وشك الحصول على مكافأة الجوائز السماوية، إذ أن الكتاب المقدس يقول: "الذبيحة لله روح منسحق، القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله" (مز 51).

أنتم تقدمون هذه الذبيحة لله، تحتفلون بهذه الذبيحة بلا توقف ليل نهار، إذ جُعلتم ذبائح لله، مظهرين أنفسكم ذبائح مقدسة بلا دنس، كما ينصح الرسول ويقول: "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تُقدموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مُقدسة مرضية عند الله .. ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12).
لأن هذا العمل خاصة يسرُّ الله، به تزدهر أعمالنا بإستحقاقات عظيمة فنحصل على إحسانات الله. بهذا العمل فقط (أي بالإستشهاد)، إخلاصنا وتقدير إيماننا الموقر، يرُدُّ للرب من أجل كل عطاياه النافعة العظيمة، إذ أن الروح القدس يُعلن ويشهد في المزامير: "بماذا أرُدُّ للرب من كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو ... عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 115).

من لا يتناول بسرعة وبشكل راغب كأس الخلاص؟ من لا يجاهد بفرح وإبتهاج نحو هذه الغاية التي بها يُعيد شيئاً لسيده الرب؟ من لا يستقبل بشجاعة وثبات موتاً ثميناً عند الرب، عزيزاً في عينيه، الذي بمشاهدتنا من العلاء يستحسن عملنا، نحن الذين نتمنى خوض النزاع من أجل أسمه؟ هو يُعضد الجهاد، هو يُكلل المنتصرين، ويرد بمكافأة نابعة من صلاحه وغناه الأبوي كل ما دبره هو ذاته، مكرماً كل ما أنجزه بنفسه فينا.


إذ أننا بواسطة الرب نغلب، وبالتغلب على العدو نأتي إلى الظفر في الجهاد الأعظم، إذ أن الرب يؤكد ويُعلّم في إنجيله قائلاً: "فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تُعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10). وأيضاً يقول: "فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا لأني أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها" (لو 21).

كل هذه الأمور، يا جنود المسيح الشجعان والمخلصين، قد أبلغتموها لأخوتنا المؤمنين، متممين بالأعمال ما سبق وعلمتموه بالكلمات، لذا على وشك وتكونوا عظماء في ملكوت السموات، إذ أن الرب قد وعد: "وأما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السموات" (مت 5). والنتيجة أنه بتتبع مثالكم، أعترف بالشهادة مجموعة متنوعة من الشعب بطريقة مماثلة معكم، ومثلكم يُكللون، منضمين إليكم برباط الحب الشديد، غير منفصلين عن أساقفتهم لا في السجن ولا في المناجم. والعذارى لا ينقصن في هذا العدد، الذي فيه تم إضافة ثمار المائة على ثمار الستين (مت 13)، وتقدَّم المجد المضاعف نحو الأكليل السماوي. والفتيان أيضاً، بشجاعة عظيمة، تجاوزوا أعمارهم بثناء إعترافهم، حتى أن القطيع المبارك الذي لإستشهادكم يتزين بكلا الجنسين ومن مختلف الأعمار.



أي حماسة وقوة تظهر الآن في ضميركم المنتصر، أيها الأخوة الأحباء، أي سمو للعقل، أي إغتباط للمشاعر، أي إنتصار في القلب، إذ أن كل واحد منكم يقف على مقربة من المكافأة التي وعد بها الله، كل واحد منكم آمن فيما يتعلق بيوم الحساب، يدخل المنجم بجسد أسير حقاً لكن بقلب منتصر، عالماً أن المسيح حاضراً معه، ويبتهج عند مشاهدته صبر وتحمُّل خدام المسيح، الذين يتقدمون بخطواته ويتبعونه نحو الممالك الأبدية!

بكل فرح تنتظر يوم رحيلك المبارك، وكل لحظة توشك فيها على ترك العالم، تُعجل بمكافئات الإستشهاد والمساكن السماوية، وبعد هذا الظلام الذي في العالم على وشك أن تبصر النور الأكثر إشراقاً، وأن تحصل على مجد أعظم بكثير من كل الآلام والجهادات، كما يشهد الرسول ويقول: "فإني أحسب أنَّ آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" (رو 8).

ولأن نطقكم الآن في الصلاة له فعالية أكثر بلا شك، والتضرعات المقدمة في وقت الإضطهاد أسرع في الإستجابة، لذا أطلبوا بلهفة واسألوا لكي يسمح التنازل الإلهي فيكملنا نحن أيضاً بالإعتراف والشهادة، حتى يحررنا الله من هذه الظلمة ومن خداعات العالم بشكل آمن ومجيد أيضاً معكم، حتى نحن المربوطين هنا برباط الحب والسلام - الذين وقفنا بحزم ضد إصابات الهراطقة وإضطهادات الوثنيين - يمكننا أيضاً بطريقة مماثلة أن نبتهج معكم في الملكوت السماوي.
أيها الأخوة الشجعان المباركين في الرب، أنا على ثقة أنكم بخير، ودائماً وفي كل مكان تذكروننا، الوداع.







رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لكنني أتحدث الآن لا في شخص آدم وإنما أتحدث بالأصالة عن نفسي
المجد للشهداء
متى تحدث موجة ثانية من فيروس كورونا وزيرة الصحة تجيب
إن عدم الوفاء للشهداء
تحية الشهداء - القديس كبريانوس


الساعة الآن 08:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024