رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عرش النعمة
عرش النعمة " فلنتقدَّمْ بِثِقةٍ إلى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكيْ ننَالَ رَحْمَة وَنجدَ نِعْمَة عَوْناً فِي حِينِهِ " (عبرانيين 4: 16). يا له من امتياز عظيم أن نتقدَّم إلى عرش الله، عرش النعمة، ذلك العرش الذي يتقدَّم إليه الخطاة لكي ينالوا رحمة ويجدوا عونًا في حينه. تبدأ مقدمة الأصحاح الرابع من الرسالة إلى العبرانيين بهذه الكلمات: "فلنخَفْ...!" (عبرانيين 4: 1). فأي نوع من الخوف يجب أن نشعر به؟ إن الخوف عنصر من طبيعتنا. والوصية التي نجدها في هذه الآية تحثنا على أن نكون خائفين، ولكن أن نكون خائفين من ماذا؟ هل علينا أن نخاف من عدم استجابة الله لصلواتنا ؟ ... كلا. فحتى لو بدى لنا أن الله لا يستجيب لنا، لدينا الثقة أنه يستجيب لما هو لصالحنا وأنه يسمع ويلبّي احتياجاتنا. هل علينا الخوف من انعدام رحمة الله وبطلان لطفه وودِّه تجاه العُصاة المذنبين؟ حاشا لله أن يكون كذلك، فهو مصدر الرحمة واللطف والعطف والود وهو الذي وعد بأنه يقبل كل توَّاب يأتي إليه. إن محبة الله ليست ناقصة، ولذلك ليس هنالك أي سبب يجعلنا خائفين من هذا الأمر. فلماذا إذاً علينا أن نخاف ومن ماذا ؟ من الجدير بنا أن نراقب أنفسنا بحرص شديد وبخوف عظيم، لئلا يصير لساننا سبب عثرة لنا. إن اللسان عضو جامح وعنيد! أحياناً يتفوَّه بكلمات شتـَّى من دون أية مبالاة! هذه المعصية مُنتشرة بطريقة رهيبة بين الناس، وهي كالنار التي لا يُمكن السيطرة عليها! يجب علينا أن نخاف لئلا يكون كلامنا خاطئًا ولئلا يترك أثرًا سلبيًا على الآخرين وحتى على أنفسنا! لو تأملت فيما تسمع من حولك وراقبت النتائج المُحزنة لما يُقال ويُذكر مِن نميمة وثرثرة وكلام بلا معنى ستلاحظ بأسى كم من مصائب وويلات ومشاكل وقع فيها الناس وعانوا منها نتيجة ما يقال من ألسنة مُغرضة وغير صادقة. علينا أن نخاف من عدم سيطرتنا على أجسادنا ومن فقدان تحكمنا على ألسنتنا والكلمات التي تخرج من أفواهنا، كما علينا أن نسيطر على أهوائنا ورغباتنا الشخصية التي لا نستطيع كبتها وقمعها. علينا أن نقلق ونخاف على أنفسنا. ينبغي علينا أن نخاف عندما نعجز عن الصمود، لكن لا ينبغي علينا الخوف أبدًا من قوة الله القادرة على أن تخلـِّصنا وتنقذنا. عندما تضعف ثقتنا بأنفسنا، وعندما نرى أننا متكلين كليًا على الله في كل أمور حياتنا، ينبغي أن تزيد ثقتنا في الرب أكثر وأكثر في كل يوم. لقد أدهشتني الحكمة المذهلة التي وجدتها في كتاب الله المبارك، وخاصة في الأصحاح الذي سبق وأشرت إليه أعلاه. من فضلك عزيزي، اقرأ هذا الأصحاح وتفحَّص ما إذا كان باستطاعتك رؤية الجمال الذي وجدته أنا فيه. يبدأ الأصحاح بهذه النصيحة: فلنخف ونرتعد ونراقب أنفسنا. لقد عانى مئات بل آلاف المؤمنين من تجارب الخوف والرعدة التي ألقاها عليهم إبليس لتشويه نوعية الخوف المفيد والملائم الذي ينبغي علينا جميعًا أن نمتلكه، وغالباً ما دفعهم هذا العدو إلى الشك والشعور باليأس والبؤس. تأمل في كلمات هذا الإصحاح. لا تسمحوا للشيطان أن يدفعكم للشعور باليأس أو البؤس ... لماذا؟ لأن السيد المسيح قد جُرِّب مِن قِبَل الشيطان لكنه انتصر عليه ولم يرتكب إثماً ولا صدرت عنه معصية أو خطية، كما أنه لم يستسلم لليأس أو الفشل، لذلك هو قادر أن يشعر معنا ويرثي لضعفاتنا ونقائصنا. إن المسيح قادر أيضاً على أن يحررك من ضعفك ويأسك. فانظر إلى السماء واطلب العون منه. هل تتردد في طلب العون لأنك تشعر بأنك غير مُستـَحِق؟ من المؤكد بأنك وأنا غير مُستحقين. فكلنا غير مستحقين لرحمة السماء، وهذا أمر مُسلـَّم به. لكن المسيح مُستحق، وهو ينتظر منك أن تطلبه ليمنحك استحقاقه هو، لذلك هو قادر أن يحررك. فلذلك أنظر إلى فوق. إن السيد المسيح هو شفيعك وشفيعي أمام الله. هو شفيع كل البشر على اختلاف أعراقهم ومللهم ودياناتهم. فاطلب منه الشفاعة الآن ولا تتردد، بل تأكد من أنه سيشفع لك أمام الله. إن ختام الأمر كله يوجد في كلمات الآية التي تقول: " فلنَتقدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَة وَنَجِدَ نِعْمَة عَوْناً فِي حِينِهِ " (الرسالة إلى العبرانيين 4: 16). إننا لسنا بحاجة لأن نتقدَّم بخوف أو برعدة، بل علينا أن نتقدَّم باسم المسيح بثقة. إن كل أولئك الذين يُغفـَر لهم الكثير مَحبوبون أكثر. إن كل من هو عاص ومتمرِّد وخاطيء لكنه يتقدَّم إلى عرش النعمة بتوبة صادقة، سينال رحمة ويجد عونًا في حينه وغفرانًا كاملاً عن كل معاصيه وآثامه وسهواته. هل تعتقد أنك خاطئ عظيم؟ عليك إذًا أن تسعى للتوبة الصادقة، فهذا سيضمن لك الحصول على الغفران والعون الإلهي، وسيغدق الله سبحانه بركاته وإحساناته العظيمة عليك. فلنتقدَّم، أنا وأنت، بثقة أمام عرش النعمة. من المحزن أن نرى بأن العديد من المؤمنين يحتفظون بالفكرة القائلة بأن ملكوت الله وملكوت المجد (السماء) يشيران دائماً إلى ملكوت الله الآتي أو المستقبلي. ما من شك بأننا جميعاً نسعى لملكوت الله الآتي والأبدي، غير أن هناك معنيين للملكوت. أحياناً يشير التعبير إلى أحد هذين الملكوتين. وللتمييز بين هذين التعبيرين، أود أن أشير إلى أن ملكوت الله هو ملكوت النعمة وهو الملكوت الذي نعيشه الآن ونتمتـَّع ببركاته ونحن على هذه الأرض، أما ملكوت المجد فهو الملكوت المستقبلي الذي سيحل بعد مجيء السيد المسيح وحلول يوم القيامة. إن هذا الموضوع هو موضوع مجيد، لكنني لن أقدِّم شهادات أكثر عنه الآن، إلا أنني أحُثـُّك عزيزي على السعي لاختبار الغنى والمِلء الذي تشير إليه كلمات الآية المذكورة في الرسالة إلى أهل كولوسي والتي تقول: "مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلـِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أنْ تَمْتلِئـُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ لِتسْلكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ." ( كولوسي 1: 9-10 ) أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
09 - 02 - 2015, 10:06 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: عرش النعمة
ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
09 - 02 - 2015, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عرش النعمة
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ارمي نفسك علي النعمة .. و النعمة تشيلك |
النعمة غير المحدودة، النعمة المنقطعة النظير |
هل النعمة تلغي الأعمال والأعمال تلغي النعمة |
هل ذقت ماء النعمة وزيت النعمة ؟ بقلمي |
الدين يكره النعمة لأن النعمة تضع |