رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثامار أبّر مني _ أمبروسيوس ثامــــار أبَّـــر منــــي القديس أمبروسيوس نادي، إذاً ،على خادمك، ورغم أنني مقيد بقيود خطاياي، وقدماي ويداي مربوطة، إذ أنني مدفون الآن في الأفكار والأعمال الميتة، إلا أنه عندما تناديني فسأخرج حراً، وأكون واحداً من الجالسين على مائدتك، وسوف يمتلئ بيتك من رائحة الطيب. فإن منحت لأي واحد أن تفتديه، فأنك سوف تحفظه. لأنه سيقال: "أنظروا إنه لم ينشأ في أحضان الكنيسة، ولا تدرب فيها منذ الطفولة، بل إنتقل بسرعة من مقعد القضاء، مقبلاً من أباطيل هذا العالم، معتاداً على أغاني الجوقة بدلاً من صراخ الباكي، ولكنه مستمر في الكهنوت ليس بقوته الذاتية بل بنعمة المسيح، ويجلس مع المدعوين على المائدة السمائية". (الجدير بالذكر أن القديس أمبروسيوس لم ينشأ في الكنيسة، بل كان حاكماً لمدينة ميلانو، وإختاره الشعب بالاجماع ليكون أسقفاً للمدينة) أيها الرب، أحفظ عملك، وأحرس العطية التي وهبتها لذاك الذي خاف أن يقبلها، لأني عرفت أنني لم أكن مستحقاً أن أصير أسقفاً، لأني قد كرست نفسي لهذا العالم، ولكن بنعمتك أنا ما أنا. وأنا في الواقع أقل من كل الأساقفة وأدناهم في الجدارة، ولكن حيث إنني قد تعبت بعض التعب لأجل كنيستك المقدسة، فأحرس يارب هذه الثمرة، ولا تدع ذاك الذي دعوته للكهنوت حينما كان هالكاً أن يهلك وهو كاهن. وأمنحني أولاً أن أعرف كيف أنوح مع الذين يخطئون بأعمق عاطفة، فإن هذه فضيلة عظيمة، حيث أنه مكتوب: "لا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم، ولا تتكلم عليهم بكبرياء يوم ضيقتهم" (عو 12). أمنحني أنني عندما أعرف خطية أي واحد قد سقط، أن أتألم معه، ولا أوبخه بكبرياء، بل أبكي وأنوح، حتى حينما أبكي لأجل آخر، فإني أبكي لأجل نفسي، قائلاً: "ثامار أبَّر مني" (تك 38). ربما تكون فتاة عذراء قد سقطت، مخدوعة باندفاع بواسطة تلك الأحداث التي هي مصادر الخطايا. أما نحن الأكبر سناً فإننا نخطئ أيضاً. فإن ناموس هذا الجسد يحارب فينا ضد ناموس ذهننا، ويجعلنا أسرى للخطية، حتى أننا نفعل ما لسنا نريده (رو 7). إن حداثة سنها عذر لها، أما أنا فليس لي عذر. هي يجب أن تتعلم أما نحن فعلينا أن نُعلّم. وهكذا فإن "ثامار أبَّر مني". نحن قد نهاجم بشدة جشع إنسان ما، دعونا نتذكر إن كنا نحن أيضاً قد فعلنا أي شيء بدافع الطمع. وإن كنا قد فعلنا ذلك، حيث أن الطمع (محبة المال) هو أصل كل الشرور، ويعمل في أجسادنا سراً مثل حيَّة تحت الأرض، إذاً فليقل كل واحد منا "ثامار أبَّر مني". إن كنا قد ثرنا بشدة ضد أي إنسان، ربما يتصرف العلماني بعجالة بخصوص أمر بسيط أكثر من الأسقف. ليتنا نفكر في أنفسنا ونقول: "هذا الذي يوبَخ بسبب حدة الطبع هو أبّر مني". لأنه إذا تكلمنا هكذا، فإننا نحفظ أنفسنا من هذا: أن يقول لنا الرب يسوع أو واحد من التلاميذ: "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينيك فلا تفطن إليها .. يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة التي في عينكن وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت 7). إذا، فلا ينبغي أن نخجل من القول بإن خطأنا أكبر من خطأ ذاك الذي نظن أننا ينبغي أن نوبخه، لأن هذا هو ما فعله يهوذا الذي أنب ثامار، وعندما تذكر خطيئته الشخصية قال: "ثامار أبَّر مني". في هذا القول هناك سر عميق وتعليم أخلاقي، لذلك لم تحسب خطيته عليه، لأنه حكم على نفسه قبل أن يُحكم عليه من الآخرين. إذاً فلا ينبغي أن نبتهج بخطية أي أحد، بل بالحري لنبكِ من أجله، لأنه مكتوب: "لا تشمتي يا عدوتي، لأني إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي. أحتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يقيم دعواي ويجري حقي. سيخرجني إلى النور، سأنظر بره. وترى عدوتي فيغطيها الخزي، القائلة لي أين هو الرب إلهك؟ عيناي ستنظران إليها الآن تصير للدوس كطين الأزقة" (ميخا 7). وهذا لأن الذي يفرح بسقوط آخر يفرح بإنتصار الشيطان. دعنا بالحري نبكي حينما نسمع أن واحداً من الذين مات المسيح لأجلهم قد هلك. |
31 - 01 - 2015, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ثامار أبّر مني _ أمبروسيوس
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|