السعادة الحقيقية
لُقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام
(أمثال 1:17)
كان اللاهوتى الشهير(تولر) والذى كان يعتبره المُصلح الألمانى(مارتن لوثر) مُعلّمه قد شعر فى داخله ذات يومأنه لا يمتلك العلاقة الحميمة مع الله.عندئذ اذ أخذ يصلى لسنوات ليتقابل مع شخص يأنس برفقته ويسعد بصداقته ويستحضر الله بصحبته غير أنه لم يجد هذا الشخص حتى بين زملائه الخدام.وذات يوم سمع صوتاً يقول له:اذهب الى المكان الفلانى وهناك ستجد ضالتك المنشودة فذهب فوجد رجلاً فقيراً يرتدى أسمالاً بالية فحيّاه(تولر) قائلاً:نهارك سعيد فأجاب الرجل الفقير:(لا أتذكّر أننى مررت بيوم غير سعيد).
فقال(تولر):اذاً أتمنى أن تكون حياتك كلها سعيدة.
فأجاب الرجل:لم أكن قط تعساً فكل سنى حياتى طيبة لقد سبّحت الله وأنا جائع وسبّحته حين كانت السماء تمطر جليداً وسبّحته حين كنت بلا مآوى وحتى حين تخلّى عنى الأقربون وواجهت احتقاراً من الآخرين لم أتوقف عن شكره وحمده وتسبيحه..اننى سعيد لأنى قد طوّعت ارادتى لارادته دون أى تحفظ اننى أقبل من الله كل ما يمنحنى اياه بشكر وفرح سواء كان حلواً أم مُراً وهذا ما يجعلنى سعيداً.
فسأله(تولر) قائلاً:وماذا تفعل اذا مُت ووجدت نفسك فى العذاب الأبدى؟ فأجاب:اننى أمتلك يدان وتواضع وحب وبهذه جميعاً سأحتضن الله بشدة حتى اذا ما كان علىّ أن أذهب الى الجحيم فسيتحتّم عليه أن يذهب معى فالجحيم معه أفضل من الفردوس بدونه.
فسأله(تولر):متى وجدت الله؟ فأجاب:(حين رفضت التعلّق بالأشياء والأشخاص).
ثم سأله(تولر):مَن أنت؟ فأجاب:أنا ملك
فسأله:وأين توجد مملكتك؟ وكيف حصلت عليها؟ أجاب:هاهى فى داخلى وقد منحنى اياها المسيح حين ملّكته بل وجلّسته على عرش قلبى كيف لا وهو الذى سفك دمه لأجلى؟
عزيزى..ان المال يشترى لك أطيب الأطعمة لكن لا يمنحك الشهية وبالمال تشترى الدواء ولكن لا ينمحك الشفاء وبالمال تشترى أفخم الموبيليا والأسرّة ولكنه لا يضمن لك نوماً وسلاماً فالشبع والشفاء والسعادة والهناء لن تجدها الا فى الايمان القلبى بالمسيح وفى الشركة الهادئة والهائنة معه.