أخلى ذاته من صفات الملك
+++++++++++++++++
كان يمكن لمعلمنا الصالح أن يأتي كملك. ولو أتي كذلك، ما كان أحد ينكر عليه أنه ملك.
فهو من سبط يهوذا صاحب المملكة، ومن نسل داود الملك.
ولكنه أخلى ذاته من الملك، وهو ملك الملوك (رؤ17: 14)...
لم يأت في هيئة ملك.
لأن اليهود في تفاخرهم بالعظمة البشرية، كانوا ينتظرون أن يأتي المسيا كملك عظيم، لأنهم كانوا يظنون أن عظمة الملوك هي التي تخلصهم وكان قصد الرب أن يحطم هذه الفكرة أيًا.
فلم يخلصهم بعظمة الملوك، بل بتواضع النجار الناصري، الذي استهانوا به قائلين: "أليس هذا هو النجار إبن مريم؟!" (مر6: 3).
أتي كنجار بسيط، ولم يأت كملك. ولما سعي إليه الملك، رفضه وهرب منه. ولما "رأي أنهم مهتمون أن يأتوا ليختطفوه ويجعلوه ملكًا، انصرف إلى الجبل وحده" (يو6: 15).
ورضي أن يحاكم أمام عبيده، أمام بيلاطس وهيرودس، وأمام أعضاء مجلس السنهدريم... (). وكان يقول: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36).
أخلي ذاته من صولجان المُلك ومن الكرامة المقدمة للملوك، مفضلًا أن يحاط بمحبة القلوب الطائعة لقلبه، وليست الخائفة من سطوه سلطانه..