الزوجة النكدية كما يصفها الرجل هي التي تتعمد أن تحول الأجواء المميزة السعيدة إلى أوقات نكد وتذمر، ويكون هذا الوضع بسبب طباع خاصة اكتسبتها أثناء نشأتها، أو أنها تعاني من أزمة معينة ولكن لا تفصح عنها بل تحول التعبير إلى نكد وتذمر وشحن لأجواء المنزل.
وأحياناً يكون الرجل هو السبب وراء المرأة النكدية دون أن يعي، وذلك لعدم مراعاته لنفسيتها وطريقة تعاملها مع الأمور المختلفة والتفاصيل اليومية لأمور المنزل. ويكون الاختلاف بالرأي هو السبب وراء اتخاذها أسلوب النكد للتفريج عن نفسها، ويتحول هذا النكد في بعض الأحيان إلى عادة تلازمها دائما كطبيعة وتتعمد إلى خلق أجواء للنزاع والصراخ داخل المنزل وتزداد المشكلة بدل أن تنحصر وتنتهي ولا ويجد الاثنان وسيلة للحل.
ونسمع من أزواج في كل مكان "إن زوجتي نكدية والبيت أصبح جحيماً!" وآخر يقول "إنني عندما أدخل إلى البيت أسمع كل ما يمكن أن يزعج النفس، فما أن أدخل حتى تبدأ الشكوى والتذمر من الأولاد ومن العمل المتعب."
لا نريد أن نضع كل اللوم على الزوجة، ولكن لماذا هذه الشكاوى المتكررة؟ يجب أن يسعى الزوجان إلى تحليل المشكلة ومعرفة ما وراء هذا الانزعاج والتذمر، والتنازل عن كل ما يؤدي إلى النكد حتى لا يتحول المنزل إلى جحيم، في الوقت الذي تحتاج فيه العائلة إلى الهدوء والسلام والسعادة بعد يوم طويل من العمل الشاق.
إن أجواء النكد هذه ستؤثر على الأولاد وتجعلهم يكرهون البيت والتواجد فيه، ويهربون إلى صداقات خارجية كثيرة أو جنوح معين للتعبير عن غضبهم.
تحتاج كل عائلة أن تدعو يسوع إلى بيتها حتى تجد مكاناً للراحة، لأن المشاكل اليومية لن تنتهي، والتحديات التي تواجهها الأسرة كبيرة ومتزايدة، ولكن تقبل الأمور بروح الوداعة والصبر، والمحبة هي التي ستحول هذه المشكلة. لا تتردد في اللجوء إلى الصلاة والشركة حيث أن العلاقة مع الله تعطي حكمة وإيجابية في التفكير وردة الفعل. ولكن الخطوة العملية المطلوبة أيضا هي أن يتحمل الزوج أو الزوجة الطرف الآخر لكي يتفهم مشكلته ويحاول مساعدته في حلها والتمسك بالمحافظة على العائلة مترابطة ومحبة بعضها لبعض.
نحتاج إلى الحنو والتواضع في معالجة الشخص النكدي في البيت وتقديم المشورة له ومساعدته على التفكير الإيجابي. ومن أحق بهذا من الأزواج والزوجات التي تربطهم علاقة الحب برباط مقدس! ويجب أن يثقوا أن الله سيعين كل من يطلب منه الإرشاد والعون، لأن البيت المؤسس على كلمة الله لا بد أن يثبت وكما تقول كلمة الله في (أمثال 15 : 17) "أكلة من البقول حيث تكون المحبة، خير من ثور معلوف ومعه بغضة." وأيضا في (أمثال 13 : 10) "الخصام إنما يصير بالكبرياء، ومع المتشاورين حكمة."
