السلام الداخلي
كنّا نتحدث عن مصاعب الحياة والمستقبل الصعب
المحفوف بالمخاطر والذي أصبح بحكم المجهول.
وكيف , وما هو السبيل للخروج من دوّامة
الأزمات والمشاكل التي لها بداية وليست
لها نهاية , في منطقةٍ ما عرِفت شكل الراحة
ولا ذاقت طعم الاستقرار والأمان , بحيث
أصبح الأمان والاستقرار استثناء واللا استقرار
والاضطراب وغياب الأمن هو القاعدة , وأمسى
مستقبل الأوطان على كف عفريت , وأصبحت
الشعوب كراكبي الزوارق التي تتقاذفها أمواج
الظروف القاهرة تبعاً للرياح الشديدة المتغيرة
الاتجاه , فغرقَ فنار الدلالة وتاهت
الشواطئ وفقدت أطواق النجاة وتمزّقت
الأشرِعة وأخذت الزوارق تطفو من دونِ
بوصلةٍ أو جهةٍ معلومة لتقصدها !
وفي ضوء كل هذه الضبابية المعتمة التي
أصابت واقع حياتنا المرير والرديء ...
من سيكون المنقذ والمخلص ؟ من سيُزيح
الضبابَ ويمزّق ستر الظلام ويهدِّئ العاصفة
ويُعيد النور إلى الفنارِ , ليتمكّن القبطان
من تحديد مكانه أولاً , ثم السير
نحو هدفه ثانياً , من سيُبقي
الأمل والرجاء بالوصول لشاطئ الأمان قائمان ؟
كلام كثير وأسئلة عديدة طُرِحَت , وأكيد
الحل الدنيوي مفقود والإجابة مُبهمة ...
وبالتأكيد , لا منقذ ولا مخلِّص , غير الرب يسوع المسيح ,
لكن هل هو (له كل المجد) موجود بيننا وحاضر فينا ليخلصنا ؟
أكيد انه موجود بكل مكان , إلاّ بقلوبنا ...
انه واقف خلف أبواب قلوبنا
منذ الفجر ,والآن حان وقت العشاء , انه يقرع
ويقرع , لكن قلوبنا أصابها الطرش قبل
آذاننا , فهل سنُصلِح قلوبَنا وآذاننا قبل فوات الأوان ؟
هل سنفتح أبواب
قلوبِنا ليدخل رب المجد ويتعشى عندنا ومعنا ؟
هل سيدخل ملك السلام ليعطينا سلاماً
مغايراً لسلام العالم المؤقت الوهمي , ويحل
سلامه العظيم بقلوبنا الخائفة ؟
سلاماً حقيقياً ليس مزيفاً , سلاماً داخلياً , إن
امتلكناه , لا تهمنا كل اضطرابات ومخاوف
العالم الخارجي , لأنه قال (له كل المجد):
سلاما اترك لكم ,سلامي
أعطيكم , ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا , لا تضطرب
قلوبكم ولا ترهب (يو 27:14) .
منقول