![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل 2 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤ ![]() فليضء نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنةمت5:12(2) 0 من الأمثلة الأخري أولئك الذين وهبهم الله المعرفة. مثل يوسف الصديق الذي استطاع أن يفسر لفرعون أحلامه. فقال فرعون لعبيده:هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح اللهوقال ليوسفبعدما اعلمك الله هذا ليس بصير وحكيم مثلكتك41:39,38وجعله الثاني في المملكة. لم يكن يوسف يقصد مجد نفسه,بل مجد الله وانقاذ الشعب من المجاعة فيما بعد,وهكذا بدأ يوسف تفسيره للحلمين بقوله لفرعون:قد أخبر الله فرعون بما هو صانع ..وقد أظهر الله لفرعون ماهو صانعتك41:28,25كما قال لهوأما عن تكرار الحلم علي فرعون مرتينفلأن الأمر مقرر من قبل الله,والله مسرع ليصنعهتك41:32, أكان يوسف الصديق يستطيع أن يخفي معرفته هربا من مديح الناس؟كلا,فإن المجاعة كانت ستهلك البلد,بينما يمكن النجاة منها. 0مثال آخر للذين رأي الناس أعمالهم الحسنة,فمجدوا الآب السماوي..نذكر القديسين الشهداء. أولئك الذين جاهروا بإيمانهم ووقفوا بقوة أمام الأباطرة أو الولاة والحكام وذاقوا مرارة السجن وألوانا من التعذيب والآلام,بصبر عجيب أذهل الكثيرين,ودفعت كثيرين إ لي قبول الإيمان,وهكذا ساد المثل القائل دماء الشهداء بذار للإيمان وبهذا تمجد الله. لقد رأي الناس جهاداتهم ومجدوها ولكن هذا التمجيد لم يكن أبدا هدف الشهداء ولا المعترفين,بل مجد الله ونشر ملكوته. 0من الأمثلة الأخري,الذين اشتهروا بالنشاط أو بالحكمة والتدبير. منهم الخدام الذين يجولون شرقا وغربا في خدمة الكلمة وفي افتقاد العائلات والأفراد وتراهم في نشاطهم كلهيب من نار,فتمجد الله بسببهم. ومن هؤلاء أيضا آباء الاعتراف الذين يتميزون بالحكمة في الارشاد وحل المشاكل وقيادة أبنائهم إلي التوبة ولا يقصد أحد من هؤلاء جميعا مجد الناس أو مديحهم إنما يقصد إراحة كل من يقصده والبحث عمن لا يقصده فيتمجد الله بالخدمة وخلاص أبنائه. إن الحكمة لايستطيع أحد أن يخفيها بل هي بركة لمن تعمل من أجله يراها الناس فيعجبون بها وليس هدف الحكيم هو إعجابهم. من أمثلة الذين كانوا نشطاء في الخدمة:الأستاذ حبيب جرجس. هذا الذي أسس مدارس الأحد,ووسع نطاق خدمتها وطبع لها الصور والدروس,وألف لها الترانيم ويعتبر المؤسس الحقيقي للكلية الإكليريكية فاشتري لها الأرض وبني لها المبني,وعين لها المدرسين وكان هو المدرس الأول لها,كما اهتم بتأليف الكتب المنهجية للتعليم الديني بالمدارس,وتخرج علي يديه المئات من الكهنة والوعاظ والعرفاء. ولقد رأي الناس أعماله الحسنة فمجدوا الآب السماوي الذي علي يديه أرسل لهم كل هذه الخدمات ولكن حبيب جرجس لم يكن هدفه مديح الناس بل كان هدفه بنيان الكنيسة لمجد الله. وهكذا كتب اسمه في التاريخ لأنه كان من صناع التاريخ. خذوا مثالا آخر, من يدخلون الكنيسة في خشوع. إنهم ليسوا من القادة أو المعلمين وربما لاتكون لهم خدمة واضحة في الكنيسة ولكن كلا منهم يدخل إلي الكنيسة بكل احترام وخشوع,لا يلتفت يمنة ولا يسرة بل يتجه مباشرة إلي الهيكل فيسجد أمامه ويأخذ موضعه في صمت ولا يخلط عبادته بالحديث مع من يجاوره. إنه لا يقصد مديحا من الناس بل إن مخافة الله في قلبه هي التي تدعوه إلي السلوك هكذا ولكن الناس يرونه دون أن يشعر ويمجدوا أباهم الذي في السموات الذي أعطاهم في هذا السلوك قدوة وأصبح صمت مثل هذا الشخص عظة لغيره. من الأمثلة الأخري التي هي نور للكنيسة:محبو الفقراء. نذكر من بين هؤلاء بكل حب:القديس الأنبا آبرام أسقف الفيوم والقديس الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية ومحبتهما للفقراء تروي في كتب وقصص وكذلك المعلم إبراهيم الجوهري الذي خدم الكنائس والأديرة,وأطعم الفقراء,وأنقذ المسجونين وعمل الكثير من أعمال الخير جعلته من أبرز الأبرار من العلمانيين.. كل هذه الأعمال الحسنة كان لابد أن يراها الناس ويمتدحوها ولكن لم يكن القصد منها أن يراها الناس وأن يمتدحوا صاحبها. 0أيضا يدخل في مجال فليضء نوركم هكذا قدام الناسالأمانة في العمل في المحيط الديني أو العلماني. إننا نفرح جدا حينما يكون أولاد الله أمناء في عملهم وموضع رضا وثقة من رؤسائهم فبهذا يتمجد الله بهم.وكما يقول القديس يوحنا الرسول بهذا أولاد الله ظاهرون1يو3:10. ومن مظاهر الأمانة في العمل:النجاح. والنجاح لايستطيع أحد أن يخفيه وبه يتمجد الله في أولاده,سواء كان النجاح في الحياة الدراسية أو الحياة العملية. قيل عن يوسف الصديق إنه كان رجلا ناجحا وكان الرب معهتك39:2كان ناجحا في بيت فوطيفار وفي تموين مصر. ومن صفات الشخص الناجح الأمين في عمله :التدقيق. يكون مدققا في حياته الروحية لايتهاون ولايتساهل مع خطية ويكون مدققا في تعامله مع الآخرين وفي تصرفاته وفي كلامه وطبيعي أنه لا يستطيع أن يخفي هذا التدقيق بل يراه الناس ويعجبون به ولكنه لايهدف إلي ذلك بل التدقيق أصبح جزءا من طبعه. أيضا من الأشياء التي لايمكن أن تخفي:الرقة في الطبع. كأن يكون الإنسان لطيفا في كل تعامله يتميز بالأدب والذوق لايخدش شعور إنسان بكلمة أو بتصرف يكون لطيفا مع الجميع ودمث الخلق وكل هذا يراه الناس فسيتريحون إليه بل قد يتعلمون منه هذ الرقة ويتمجد الله بكل هذا. ومثل هذا الشخص يتميز بالهدوء الذي يراه الناس فيه. إنه لايثور ولايضج ولايثير أحدا,وكل مشكلة تحيط به يحلها بهدوء وكما قيل عن السيد المسيح إنهلايخاصم ولايصيح ولايسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لايقصف وفتيلة مدخنة لايطفيءمت12:20. كل هذا يراه الناس دون أن يتعمد صاحب هذا الطبع أن يظهره ولكنه يصبح طبعا تلقائيا. أمثال هؤلاء يكونون نورا للناس ونورا للطريق الروحي. يظهرون للناس أن المسيحية ليست مجرد مباديء نظرية إنما هي حياة.. فيعجبون بهذا الإنسان الروحي,في صمته في هدوئه في لطفه في تواضعه في معاملاته وبهذا يتمجد الآب السماوي. 0لكل هذا كان هناك درس ندرسه للشباب قديما وهو: هل الدين تعليم أم تسليم؟ إنه من جهة العقيدة تعليم وتسليم ومن جهة الحياة الروحية هو حياة يتسلمها جيل من جيل ويتسلمها مبتديء من قدوة.. الدين هو حياة يمتصها الإنسان من النماذج التي أمامه,كما يتسلم الطفل الحياة الروحية من والديه ثم من أساتذته. التعديل الأخير تم بواسطة tito227 ; 29 - 11 - 2014 الساعة 05:00 PM |
![]() |
|