المراحم الإلهية
لمراحم الإلهية لا يجب أن نتشكك فيها. وها أنت ترى بنفسك كيف أن أقوال الله، التي قيلت على فم نبي، قد تحققت لنا : لست إلهاً بعيداً، ولكنك أقرب لي من يدي .. (قارن إر 23:23). وايضاً خلاصك في فمي (قارن تث 30: 12-14، رو 10: 8-13).
[COLOR=#cc0000]لم يكن هناك وقت حتى أن أرشم ذاتي بعلامة الصليب، لكن بمجرَّد أن تفكرت في قلبي واشتهيت أن يؤهلك الرب لمعاينة رحمته، في ملئها، حتى سارع له المجد بتلبية رغبتي، أنا لا أقول ذلك على سبيل الإفتخار، ولا لأظهر لك قدري فأستثير غيرتك، ولا لكي تظن خطأ أن ذلك كان بسبب إنني راهب بينما أنت علماني، لا يا صديق الرب وكلاَّ، الرب قريب من كل الذين يدعونه ، ليس عند الله محاباة لأشخاص، لأن الآب يحب الإبن ووضع كل شيء بين يديه.
كل هذا بغية أن نحبه هو، أبونا السماوي، تماماً كأبناء له. الرب يسمع للراهب، تماماً كما يسمع لمن هو في العالم، لأبسط مسيحي، يكفي أن يكون الإثنان مؤمنين، ويحبا الله من أعماق قلبيهما ويسكن فيهما إيمان عظيم مثل حبة خردل، إن كان كذلك فكلاهما يستطيع أن ينقل الجبال. (مت 31:13- 32، مر 4: 30-32، 11: 23، لو 13: 18-19)
كيف إذا يستطيع رجل واحد أن يجعل ألفاً يهربون من أمامه، وكيف لإثنين أن يطاردا عشرة آلاف (تث30:32)، والرب نفسه يقول .. كل شيء ممكن لمن يؤمن (مر 23:9)، والرسول القديس بولس يصرح: أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 13:4). وأعظم من هذه أيضاً أقوال الرب المختصة بالذين يؤمنون به: الذي يؤمن بي فالأعمال التي أعملها أنا يعملها هو أيضاً بل ويعمل أعظم منها، لأني ذاهب إلى الآب، فكل ما ستطلبون بإسمي أعمله، حتى يتمجد الآب في الابن. إن طلبتم شيئاً بإسمي أفعله (يو 14: 12- 14)، وأنا أصلي (أطلب) لأجلكم حتى يكون فرحكم كاملاً. حتى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي، إطلبوا الآن فتأخذوا (يو 24:16).
هكذا يا صديق الرب، فكل ما ستطلبه من الله ستناله، فقط ينبغي أن ما تطلبه يكون لمجد الله، أو لخير قريبك. لأن الله لا يفرّق بين خير القريب ومجده. كل ما تصنعونه لأجل الأصغر بينكم، فهو لي ستعملونه (مت 40:10). فتأكد إذا ان الرب سيستجيب طلباتك، لو كانت لبنيان ونفع قريبك. وحتى لو طلبت شيئاً لإحتياجك الشخصي، فلا تشك مطلقاً أن الله سيمنحك إياه إن كانت هناك فعلاً ضرورة، لأنه يحب الذين يحبونه. وهو متلطّف مع الجميع. ورحمته تشمل أيضاً الذين لا يدعون بإسمه. فكم بالحري يصنع إرادة خائفيه، لذا فهو يستجيب لكل طلباتك، ولن يرفضها بسبب أن إيمانك مستقيم في المسيح المخلّص، وهو لا يترك صولجان الأبرار بين يدي الخطاة (مز 3: 124)
لذا فالرب سيصنع بالتأكيد إرادة عبده داود. ومع ذلك فهو يمكن أن يسألك: لماذا تلج عليه دون ضرورة عاجلة، ولماذا تطلب وترجو ما يمكنك أن تتنازل عنه دون معاناة !!