لا تشعر بالاحباط
افترض ان معجزة ً ما وقعت لك َ ، وأن انباء هذه المعجزة انتشرت بسرعة ٍ في البلد الذي تعيش فيه ، وان الناس توافدوا من كل مكان ٍ لكي يلتقوا بك ويروا باعينهم نتيجة هذه الحادثة الغريبة . وفجأة ً يصل مندوبو المحطات الاخبارية ايضا ً ويبدأون بطرح بعض الاسئلة الدقيقة . وفي اليوم التالي تظهر قصص هؤلاء الصحفيين على صفحات الصحف المحلية تحت عناوين تشير الى ان ما اكتشفوه من خلال حديثهم معك هو انك شخص مخادع ٌ ومتحايل . وهكذا يبدو ان الاشخاص المتشككين سيبقون من حولنا الى الابد . كان الرب يسوع مضطرا ً هو الآخر للتعامل مع الاشخاص المتشككين ، فرغم انه اجرى العديد من المعجزات الا ان البعض لم يصدقوا بانه هو المسيا ، لكن كما كتب الرسول يوحنا فقد تنبأ النبي إشعياء أن الناس لن يؤمنوا :
يوحنا 12 : 37 – 46
37 ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها، لم يؤمنوا به
38 ليتم قول إشعياء النبي الذي قاله: يا رب ، من صدق خبرنا ؟ ولمن استعلنت ذراع الرب
39 لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا. لأن إشعياء قال أيضا
40 قد أعمى عيونهم، وأغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم
41 قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه
42 ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضا، غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع
43 لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله
44 فنادى يسوع وقال: الذي يؤمن بي ، ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني
45 والذي يراني يرى الذي أرسلني
46 أنا قد جئت نورا إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة
إن التشكيك في هوية يسوع وادعائاته ِ عن نفسه هو دائما ً القاعدة وليس الاستثناء عند الناس ، فغالبية الناس لا يصدقون شهادتنا عن المسيح ، لكن هذا لا يعني انه يجب علينا ان نصمت ، فالرب يسوع لم يتوقف عن التعليم وشفاء المرضى بمجرد سماعه للناس وهم يقولون : وماذا إذن ؟ بل انه ظل امينا ً في أداء المهمة التي أوكلها له الآب السماوي دون أن ينظر الى ردود فعل الناس . كذلك ينبغي علينا نحن ُ أيضا ً أن نلتزم بالقيام بعمل الله بكل أمانة ٍ واخلاص دون أن نهتم بردود فعل الناس من حولنا .
لا تشعر بالاحباط اذا لم تنجح شهادتك للمسيح في جلب عدد ٍ كبير من الناس اليه كما تتمنى ، فانت مسؤول ٌ عن افعالك أنت فقط وليس عن أفعال الآخرين ، لذلك كن خادما ً أمينا ً واستمر في إخبار الآخرين عن الرب يسوع المسيح .