منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 10 - 2014, 03:55 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

خصائص حياة التسليم

++++++++++++++++

حياة التسليم إذن ترتبط بالطاعة. نقصد الطاعة الحقيقية، التي لا تذمر فيها، ولا إرادتين...

حيث تطيع الله، وأنت مبتهج القلب. وليست لك إرادة غير إرادته، بل تقول:

ليس لي رأي ولا فكر ولا

شهوة أخري سوي أن اتبعك

إن سبب السقوط الوحيد، هو الثنائية بين إرادة الإنسان وإرادة الله.

حياة التسليم أرشدنا الرب إليها في الصلاة الربية، حينما علمنا أن نقول "لتكن مشيئتك..."

لتكن مشيئتك هي مشيئتي. ولتكن مشيئتي هي مشيئتك. ولا تسمح أن تكون له مشيئة أخري منفصلة عنك...

وإذا دخل الإنسان في وحدة المشيئة، لن يخطئ. لأنه يكون حينئذ في شركة مع الروح القدس، لا يقاوم، ولا يعاند المشيئة الإلهية. وهذه هي أحدي ثمار حياة التسليم...

ومن هنا كانت الخطية لونًا من العناد، لا يتفق مع حياة التسليم. ومن هنا أيضًا الذي يعيش في التسليم "لا يستطيع أن يخطئ والشرير لا يمسه" وبهذا "أولاد الله ظاهرون" (1يو3: 9، 10) (1يو5: 18).

الذي يحيا حياة التسليم، يسلم لله كل شيء، يسلمه فكره وقلبه وحواسه، ولا يحاول أن يتدخل في عمل الله فيه. يسلمه رغباته وانفعالاته وعواطفه.

هذا هو التسليم الكامل، الذي به وحده يستطيع المؤمن أن يهتف مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل2: 20).

هذا هو التسليم الإنسان الذي صلب ذاته تمامًا، فلم تعد له ذات تقاوم مشيئته الله...

الذي يحيا حياة التسليم، يسأل الرب في كل أمر "ماذا تريد يا رب أن أفعل" (أع9: 6).

أنا لا أختار لنفسي، بل أطلب دائمًا ما تختاره أنت لي. لأنني لو اخترت لنفسي ربما أخطئ في اختياري. أما أنت فتعرف ما هو الصالح لي.

وأنا لا اختار لنفسي، لأني لا أثق بحكمتي الخاصة. وما أصدق قول الكتاب: "على فهمك لا تعتمد" (أم3: 5). وأيضًا " توجد طريق تبدو لإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم14: 12 ؛ أم16: 25).

لذلك أنا أترك الأمر لحكمتك الإلهية واسلم الأمر لها. لأنك أنت يا رب تري ما أراه، وتعرف ما لا أعرف. وأنت تدرك ما هو الصالح لي وتقودني إلى الأرض الخضراء، وإلى موارد الماء الحي.

إذن حياة التسليم ينبغي أن تبني على أتضاع القلب، وعلى بساطة القلب كما تبني على اختفاء الذات إن الذات التي تثق بمعرفتها وقدرتها من الصعب عليها أن تصل إلى حياة التسليم.

والذين يفحصون كل مشيئات الله وكل عمله معهم، والذين يأخذون عمل الله مجالًا للمناقشة والمجادلة... هؤلاء لا يستطيعون بهذا الأسلوب أن يصلوا إلى حياة التسليم. بل يسمونهم " العقلانيين"..

إبراهيم أبو الآباء عاش في حياة التسليم، حينما ترك أهله، وحينما رضي أن يقدم ابنه محرقة للرب.

ترك وطنه وعشيرته، وهو لا يعلم إلى أين يذهب، إنما كان قد سلم حياته للرب، يقوده حيثما يشاء، ويسكنه حيثما يشاء.

كذلك أخذ ابنه الوحيد ليقدمه ذبيحة محرقة، مسلمًا الأمر لقدرة الله التي تستطيع أن تقيم من الأموات (عب11).

الذي يحيا حياة التسليم، إنما يسلم للرب الغرض والوسيلة، كذلك النتيجة أيضًا...

الله يختار له الطريق والطريقة. وكل نتيجة تأتي من عند الله هي مقبولة. لذلك هو يعيش في فرح ورضي باستمرار. إن الحزن يأتي إذا حدد الإنسان لنفسه غرضًا ولم يتحقق. أما الذي يعيش في التسليم فإنه لا يحدد لنفسه أغراضًا، لأنه قد ترك للرب أن يرشد طريقة. وكما قال أرمياء النبي " عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقة. ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته" (أر10: 23).

الذي يسلم للرب طرقة، لا يقلق أبدًا، لأنه واثق أن الرب سينجح طريقه أما الذي يقود نفسه، فهو معرض للقلق...

بولس الرسول سلم حياته للرب، لذلك كان يغني ويسبح، حتى وهو في السجن (أع16) لا يوجد شيء يزعجه، بل كان أيضًا يكتب بعض رسائله وهو أسير في الرب.

وبطرس الرسول لأنه سلم حياته للرب، نام في السجن مستريحًا، بينما كان الموت ينتظره في اليوم التالي (أع12).

حياة التسليم تقوده إلى الاطمئنان، حتى في أشد الأوقات...

إنها تذكرني باطمئنان المريض الذي يرقد في هدوء وثقة، مسلمًا جسده لمشرط الجراح " يجرح ويعصب"...

هو في رقاده ونومه واستسلامه لا يحاول، ولا يسأل الجراح ماذا يفعل به... يكفيه جدًا أنه في يد أمينة تريد الخير له، ويكفيه ثقته في هذه اليد.

هكذا كل الذين ساروا وراء الله في تسليم. لم يسألوا، ولم يجادلوا، كما حدث في دعوة آبائنا الرسل.

متى وهو في مكان الجباية لما وصلته الدعوة، ترك كل شيء، ولم يسأل إلى أين؟ وبطرس واندراوس ويوحنا ويعقوب أخوه، تركوا الشباك والصيد، وساروا وراء المسيح وهو لا يعلمون إلى أين... ولم يسألوا.. إنها حياة التسليم.

لذلك حسنًا أن الله اختار أولئك الذين كانت لهم حياة التسليم...

كان يعرف أن لهؤلاء قلوبًا مستعدة بسيطة، تثق ولا تحاول أن تفحص بعناد يدعي الحكمة والفهم، ولهذا قال السيد المسيح "أحمدك أيها الآب لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال"، أي للبسطاء (لو10: 21).

وكأني بالمؤمن يقول للرب في كل مشكلاته:

لقد قدمتها لك يا رب. صمت من أجلها وصليت. وسلمتها لك. وأنا واثق أنك ستعمل. كيف ستعمل؟ ومتى؟ لا أعرف. ولكنى أعرف تمامًا أنك لابد ستعمل الخير. وسأري عملك الآن أو بعد حين. هذا أمر أراه بالإيمان وبالحب والثقة، وأراه بخبراتي الطويلة معك، تحت رعايتك...
رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: خصائص حياة التسليم

شكرا يا مرمر
خصائص حياة التسليم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تُميِّز حياة كل خادم وخادمة | حياة التسليم والثقة في الرب
حياة الخير إذن، هي حياة التسليم
عندما ندخل بالإيمان في حياة التسليم، ندخل تلقائيًا في حياة الشكر الدائم
حياة التسليم
خصائص حياة التسليم


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025