وسط الانهيار ترى الله
تهتز الارض حولنا أحيانا ً وتتزلزل . تنهار المباني وتسقط الحصون . تنقلب الاعمدة وتتهاوى الجبال . ونتلفت حولنا في فزع ٍ نبحث عن مخبأ ٍ وملجأ ٍ ، ولا نجد فكل ما حولنا ينهار ويسقط وينقلب . ويتسائل داود النبي في مزموره الحادي عشر : " إذا ما الأسس انهارت فماذا يصنع البار ؟ " ( مزمور 11 : 3 ) كل ما كان يتصوره صامدا ً شامخا ً عظيما ً ضاع ، لا يجد ما يقبض يده ُ عليه ويتمسك به ويحتمي فيه . فماذا نفعل ؟ الى اين نذهب ؟ على من نعتمد ؟ ويقول في اول مزموره : " بالرب اعتصمت فكيف تقولون لي: أهرب كالعصفور إلى جبلك " العصفور لا يحتمي في الجبال ، يضيع . لكن الرب قائم ٌ في جبل قدسه " الرب في هيكل قدسه الرب في السماء عرشه عيناه تبصران العالم وجفناه يتفحصان بني آدم. " حين ينهار ويسقط وينقلب كل ما نعتمد عليه نرى الله ، نتوكل على الله . وسط الانهيارات نستطيع ان نرى الله قائما ً شامخا ً . وسط الانقلابات نرى الله جالسا ً في السماء على كرسيه . بيده ِ كل شيء ٍ ثابت ٌ قوي ٌ صامد فلا نخشى شيء . لا يحجبه عنا غبار الانهيار ، لا يخفيه ظلام السقوط . هناك هو ، نرى الله ويرانا الله مهما كانت الاعمدة . يرانا وسطها مهما صغر حجمنا . يهتم بنا ، يمد يده لنجدتنا ، ينقذنا من وسط الانهيارات . يظهر قوته وقدرته على استمرار الصمود بعد انقلاب الاعمدة . يده حولنا اعظم واضخم واقوى من كل الاعمدة . يحملنا ، يقيمنا ، يرفعنا يدفعنا الى اعلى . لا احتياج الى اعمدة هو عمودنا الحي القائم . هو عضدنا ، عوضنا ، جبلنا ، الهنا . وسط الانهيار ترى الله . وسط الانقلاب يراك الله .