منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 10 - 2014, 06:57 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الغضب






تابع العالم في الأيام القليلة الماضية بإهتمام وقلق شديد تظاهرات الغضب امام السفارات الأمريكية في كثير من البلدان العربية والإسلامية. و كان سبب هذا الغضب هو عرض كليب تمثيلي مدته حوالي ١٤ دقيقة يسخر من رسول الإسلام ويسئ إليه. ففي ليبيا، قامت مجموعة بقتل اربعة موظفون امريكيون من بينهم السفير الأمريكي كما تظاهر الآلاف أمام السفارة الأمريكية واخترقوا حواجزها الأمنية، واستطاعوا إنزال العلم الأمريكي، ووضع بعض الأعلام السوداء. وفي السودان قامت مجموعات غاضبة بحرق السفارة الألمانية، كما نفذوا هجوما على السفارة الأمريكية مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص من المتظاهرين على يد قوات الشرطة بالسودان. وفي لبنان، كان هناك ايضا بعض أعمال العنف ضد مسيحي في لبنان، كما قام المتظاهرون الغاضبون بإحراق مطعم كنتاكي. وفي مصر تم إشعال النار بمنزل قبطي وطرد والدته. كما قام الشيخ ابو إسلام بتقطيع الكتاب المقدس وحرقه وجعل المتظاهرين ان يدوسوا عليه بارجلهم. كما صرح بأنه في المرة القادمة سيجعل حفيده يبول عليه. كما تم، ايضا الإعتداء على كنيسة قصر الدبارة الإنجيلية (الكنيسة التي أطلق عليها "كنيسة الثورة" مما قامت به من دور عظيم ومشرف في علاج وتقديم خدمات كثيرة للثوار.)
ونحن كمسيحيون نشجب هذا العمل المشين الذي كان دافعه الكراهية والإنتقام وهذا على خلاف تعاليم الإنجيل التي تحث على الغفران والمحبة. كما اننا ندين اي عمل يزدري بمقدسات وبمعتقدات الأخر. ولكن في نفس الوقت لا نوافق على استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الغضب.
تعريف الغضب:
الغضب هو شعور قوي بالضيق والغيظ والتوتر يحدث عندما يكون هناك إحتياج اوتوقع معين لم يسدد او لم يحدث بعد. وهذا يفسر شعورنا بالغضب عندما نقضي وقتا اطول من اللازم في بنك او محل تجاري الخ، فنصب غضبنا على الموظف المسئول الذي نتهمة بالتباطؤ، او بنقص الخبرة، عمله، او على احد الزبائن الذي قد نعتقد انه لا يهتم بالآخرين. الأمثلة عن هذا الأمر كثيرة ومتعددة وتثير مشاعر الغضب والتي يكون تختلف نتائجها من شخص لآخر ومن موقف لآخر.
يقولون ان الغضب مثل الحرارة يمكن ان يكون دافئ او شديد الحرارة حارق. وهناك إعتبارات كثيرة مرتبطة بدرجة حرارة الغضب، منها التعرض لمجموعة مواقف واحداث متكررة، تسبب تراكمات وبركان عند الشخص مستعد للإنفجار في أي لحظة. او كتم الغضب لفترات طويلة، مع محاولة إظهار القدرة على التحمل. او عدم المحاولة لإخراج هذا الغضب أثاء تكونه في المراحل الأولى من خلال المعاتبة، شرح وتفهم لوجهات النظر.عدم التمتع بخاصية الغفران والتسامح، وبدلا من تصريف الغضب كاملا، يختفي الغضب ويتراكم.
نتائج الغضب بحسب الكتاب المقدس:
يذكر الكتاب المقدس الكثير من الآيات التي توضح النتائج السلبية للغضب ومنها:
١ـ يسبب تدمير في العلاقات
"الرجل الغضوب يهيج الخصام" ام ٢٩: ٢٢
٢ـ يسبب خطايا وشرور:
"والرجل السخوط كثير المعاصي." ام ٢٩: ٢٢
٣ـ تصرفات حماقة:
"السريع الغضب يعمل بالحمق." ام ١٤: ١٧
٤ـ قد تصل نتائج الغضب إلى القتل:
"شمعون ولاوي إخوان، آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي، لأنهما في غضبهما قتلا إنسانا..." تك ٤٩: ٥، ٦
تعليم الكتاب المقدس عن الغضب:
"إغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم." اف ٤: ٢٦
وهنا يعلمنا الكتاب المقدس ان مشاعر الغضب ليست أمرا شريرا حيث يقول لنا الرسول بولس "إغضبوا". مشاعر الغضب، مثل مشاعر الحزن، ومشاعر الفرح، الخ، وضعهم الله في الإنسان لخيره ولرفعته طالما انه لا يخطئ. ولكن على الإنسان ان يستخدم هذه المشاعر بالطريقة الصحيحة وفي الإتجاه الصحيح. ونجد في قصة موسى مثالا واضحا للإستخدام الخاطئ للغضب وعدم القدرة على السيطرة عليه.
تعرض موسى لموقف شعر فيه بالغضب الشديد عندما رأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا. ومن الواضح ان هذا المشهد لم يكن جديدا بالنسبة لموسى. فقد إعتاد لسنوات طويلة أن يرى المصريين يظلمون بلا رحمة ويهينون إخوته العبرانيين. تزايد وتراكم الشعور بالغضب إلى الدرجة التي لم يعد بعدها يستطيع ان يتحمل إخفائها أكثر من ذلك. فلم يذكر الكتاب المقدس ان موسى كان يعرف إله إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب معرفة شخصية او انه كان على علاقة معه في تلك الفترة. لذلك فلم يلجأ إليه طالبا الإرشاد والتوجيه، فلم يكن لديه أي وسيله اخرى لإخراج هذا الغضب من قبل، مما أدى إلى تراكمه حتى جاءت اللحظة التي، دفعه الغضب إلى قتل هذا الرجل المصري:
"ولما كبر موسى أنه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم، فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته، فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد، فقتل المصري وطمره في الرمل." خر ٢: ١١، ١٢
كان موسى يعتقد أن ما فعله هو الصح. كان موسى لديه مبررات وأسباب وجيهة لما فعله "فمن يقدر ان يلومه؟" . فقد كان يحامي عن المظلوم من قسوة الظالم وقهره. وهو الآن، بسبب ما فعله، يحظى بإحترام إخواته وثقتهم. لذلك فقد جاء اليوم، حسبما إعتقد، الذي يساعد فيه إخوته على أحمالهم، ويصبرهم على بلوتهم. لكن هل هذا ما حدث؟
تذكر قصة موسى الآتي:
"ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان، فقال للمذنب: لماذا تضرب صاحبك؟ فقال: من جعلك رئيسا وقاضيا علينا؟ امفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري؟ فخاف موسى وقال: حقا قد عرف الأمر... فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان، وجلس عند البئر." خر ٢: ١٣ـ ١٥
لقد أخطا موسى في حساباته، ولم يجد إحترام وتقدير إخوته كما كان يظن، ولم يقدر ان يساعد إخوته على حل مشاكلهم. بل كان الحل الوحيد هو الهروب.
هرب موسى في وقت كان يجب عليه ان يكون قريب من إخوته كيما يشجعهم ويساعدهم على ضيقاتهم وهمومهم. غضب موسى كان من الممكن ان يستخدم كطاقة هائلة تعمل بجد ليلا ونهارا من اجل رفعة إخوته وتخفيف أحمالهم. بحكم مكانته، كان من الممكن ان يجد طريقة تجعل رؤساء العبرانيين من المصريين ان يكونوا رحماء معهم، فيقلل الظلم والضغط على إخوته. او كان من الممكن ان يحاول رفع معنوياتهم على تحمل ما يحدث لهم، بصبر وطول آناة. لكنه إختار ان يخرج طاقة غضبه في طريق مختلف، فقتل وهرب، تاركا شعب الله في الامهم.
لقد تأخرت عملية الإنقاذ حوالي ٤٠ سنة، وهي الفترة التي قضاها موسى في برية مديان، حتى يشكل الله شخصيته لكي يكون مستعدا للمهمة التي أعدها الله لإخراج شعب إسرائيل من مصر. تعلم موسى في هذه الفترة الطويلة ان إنصاف المظلموين، ورفع منكسري القلوب، وتشجيع اليائسين لا يتم من خلال القتل والسلب والنهب وممارسة القمع، إنما من خلال الطرق الإلهية والتدخل الإلهي. تعلم موسى ان يضع ثقته وحياته تحت سيطرة الله. وان يجعل غضبه يسير في الإتجاه الإيجابي. وهذا ماتم، فقد نجح موسى في إنصاف شعبا كاملا وإخراجه من مصر، فقادهم لمدة٤٠ سنة في البرية. تحمل الكثير من الصعبات والآلام. لكنه دائما كان يستخدم غضبه لدفع شعبه إلى الوصول إلى أرض الموعد.
كيف نستفيد من الغضب بطريقة إيجابية؟
ـ الغضب على ضعفاتنا وسقطاتنا وعدم أمانتنا، يدفعنا للتغير نحو النضح المسيحي والحياة الكاملة التي ترضي الله.
ـ الغضب من عالم ينكر إلهنا ويستهين بإيماننا، يدفعنا للبحث والدراسة والعمل المستمر من أجل كشف الحقائق.
ـ الغضب من الشرير ومحاولاته المستمرة لإبتلاع اولادنا، وتدمير اسرنا، بالبكاء والصلاة المستمرة من اجل الحماية.
ـ الغضب من فتور المحبة وإنشغال المؤمنين عن العبادة والصلاة والخدمة، بتقديم نفوسنا نموذجا للآخرين.
ـ الغضب من الفشل، من خلال تطوير وتعديل دراستنا والبحث الجاد بإيمان وإصرار على فرص عمل أفضل
عندما يتحول الغضب إلى فعل وليس رد فعل، وعندما تجعل الله يستخدم الغضب الذي فيك إلى عمل الخير، ستكون مثالا قد يتعلم منه جيلا كاملا، ويشرق نور الأمل والرجاء على الآخرين.
لا للخصام، لا للحماقة، لا للهدم والتدمير، لا للقتل كرد فعل للغضب. ولكن نعم للبناء، نعم للصبر، نعم للرجاء، نعم للتغير
صلاة: يارب إمتلك حياتي، وإسكن بكلامك وأفكارك السماوية في قلبي وذهني، و بالروح القدس شكلني حتى ان مشاعر الغضب لا تقودني إلى الدمار والخراب والإنتقام، وإنما إلى العمل والبناء والتغير. آمين
القس: نشأت وليم خليل
رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2014, 10:37 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الغضب

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أقوال القديس أوغسطينوس عن تحول الغضب إلى حقد | درجات الغضب
لماذا الغضب؟! لماذا تجدف أو تكاد تجدف بسبب هذا الغضب؟!
الغضب يؤجل التوبة لأن الغضب من الكبرياء
الغضب يولد مزيد من الغضب
الغضب


الساعة الآن 05:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024