"عيد الصليب" .. تذكار ظهور الصليب المجيد
++++++++++++++++++++++
إحتفال الكنيسة الأرثوذكسية والشعب القبطى يوم 27 سبتمبر الموافق 17 توت من كل عام “بعيد الصليب” وهو تذكار ظهور الصليب المجيد وتكريس كنيسة الصليب .. على يد الملكة “القديسة هيلانة” والدة الأمبراطور قسطنطين
إحتفال الكنيسة الأرثوذكسية والشعب القبطى يوم 27 سبتمبر الموافق 17 توت من كل عام “بعيد الصليب” وهو تذكار ظهور الصليب المجيد وتكريس كنيسة الصليب .. على يد الملكة “القديسة هيلانة” والدة الأمبراطور قسطنطين التى أرادت أن تعثر على صليب رب المجد يسوع المسيح .. وذلك فى مكان الجلجثة ونالت بركته .. بعد إزالة أكوام من الأتربة عثر على ثلاث صلبان .. اثنان لللصين الأيمن والأيسر .. والثالث صليب يسوع المسيح .. حيث اكتشفت قوة الصليب المانح للحياة بعد أن وضع شخص متوفى فوقه .. ففى الحال قام من الموت .. وهكذا تم ظهور الصليب المجيد .. وذلك فى عام 326 ميلادية.
وكثير من الفنانيين فى أنحاء العالم عامة والفنان القبطى خاصة اهتم بالصليب فى معظم رسوماته فاستخدم الألوان المناسبة والمعبرة عن مضمون قيمته الروحية .. كما أهتم بالزخارف الأثرية برؤيته الذاتية فى أشكال رائعة .. فنجد الصلبان المجدولة أو المربعة أو المستطيلة .. والتى تتكون من أشكال متنوعة فى منتهى الدقة .. لتنقل لنا فى النهاية فن يعبر بالدرجة الأولى عن العقيدة المسيحية .. لذا نجد رسومات للصليب مبهرة فى اللون والخط والتكوين .. كما استخدمها الفنان فى زخرفة المخطوطات أو المنحوتات الخشبية أو الجصية .. وأيضاً فى الطباعة والمشغولات المعدنية والأقمشة مثل “فن النسيج القبطى” كما نجد لوحات تعبر عن صلب الرب يسوع فى تكوينات متعددة ومتشعبة فى قوة ومعجزات الصليب المجيد.
يتميزالفن القبطى بالرمز .. فلكل لون معنى ورسالة .. فاللون الأحمر نجده فى أيقونات وجداريات آلام الرب يسوع على الصليب ذبيحة فداء العالم كله.. ثم اللون الأخضر الذى يرمز إلى الحياة والسلام .. نجده على رأس الصليب، أما اللون الأصفر نجده فى الأشعة الخارجية من الصليب .. والهالة المحيطة به .. لأن الرب يسوع المسيح هو نور العالم .. والصليب هو المنارة التى أوقد عليها مخلصنا .. ويستخدم اللون الأسود فى تحديد الصليب من الخارج .. وهو رمز وإشارة على أن ربنا يسوع المسيح حمل أحزاننا وخطايانا المظلمة .. أما اللون الأبيض والذى يرمز للنقاء والنور هو الصليب الذى يتوسط تلك الألوان “أى الصليب الرئيسى”.
وللألوان ترتيب فى الإبداع القبطى فيبدأ الفنان فى بتحديد العمل الفنى .. ثم بالتلوين من اللون الفاتح إلى اللون القاتم حتى إذا حدث خطأ يمكن علاجه .. فيبدأ باللون الأصفر ثم الأخضر ثم الأحمر والأزرق .. أما الأبيض فله المكان الذى يضئ العمل الفنى.
وتلك الإبداعات والمخطوطات نجدها غالباً فى الكنائس والأديرة الأثرية.. وفى المتاحف المصرية والعالمية .. كما cross2.jpgنجدها فى إبداعات فنانينا المعاصرين، أو على جدران كنائسنا المصرية والأوربية .. أو فى المعارض التى تقام فى مصر أو فى جميع أنحاء دول العالم.
والصورة المرفقة بالمقال مأخوذة من مخطوطة هولكهام فى أنجلترا (والشهيرة بأسم أنجيل هولكهام) .. والتى رسمت فى منتصف القرن الرابع عشر.. حيث أبدع أحد رهبان “أبراشية هولكهام” لوحة عن مشهد طريق الآلام رسم فيها السيد المسيح يحمل خشبة الصليب ذات اللون الأخضر .. والتى ترمز بشجرة الحياة .. وربط الفنان العلاقة بين الألم وعذبات الصلب .. وبالقيامة من الأموات .. حيث جعل الحياة تضئ لنا .. وكوعده الصادق والأمين .. أبدل لنا العقوبة “خطيئة آدم” بالخلاص .. والحياة الأبدية.
“ربى يسوع المسيح يا من صلبت عنا أرحمنا”