12- في مناسبة أخرى، أراد الرئيس العام أن يبني في البورسيونكولا بيتاً صغيراً لإخوة ذلك المكان ليتمكنوا من الاستراحة فيه وتلاوة ساعات الفرض. فإنّه في تلك الآونة كان الإخوة كلهم وكل الجدد الراغبين الالتحاق بالرهبانية يتوجهون إلى هناك مما جعل الإخوة المقيمين في ذلك الدير يعانون من انزعاج كبير شبه يومي.وبسبب الأعداد المتوافدة إلى هناك، لم يكن لهم مكان يستريحون فيه ويتلون ساعات الفرض إذ كان عليهم ترك المكان للضيوف. نتج عن ذلك الكثير من الازعاج المتواصل حيث أنّهم بعد يوم عمل مُضنٍ، كان من ضروب المستحيل أن يؤمِّن لهم ما هو ضروري للجسد وللحياة الروحية.كان بناء البيت يقارب الانتهاء لما رجع فرنسيس إلى البورسيونكولا. سمع عند الصباح من غرفته حيث أمضى ليلته ضجة الإخوة المكبين على العمل فأخذه العجب وسأل رفيقه: ما هذه الضجة؟ ماذا يعمل أولئك الإخوة؟? أطلعه رفيقه على تفاصيل الموضوع كله.للحال، استدعى فرنسيس الرئيس العام وقال له: يا أخي، هذا المكان نموذج ومثال الرهبانية كلها. لهذا السبب، أريد من إخوة البورسيونكولا أن يتحملوا حباً بالرب الإله الازعاج والحرمان ولا ينعموا بالطمأنينة والتعزيات كي يحمل الإخوة الذين يأتون إلى هنا من كل صوب المثل الصالح بخصوص الفقر عند عودتهم إلى أماكنهم. وإلاّ، فإنّ الآخرين سيندفعون للبناء في أماكنهم متذرعين بأنّه ?في القديسة مريم البورسيونكولا التي هي ديرنا الأوّل شيدت مثل تلك المساكن. فيمكننا نحن أيضاً أن نبني مثلها إذ أنه ليس لدينا نحن أيضاً المسكن المناسب.