رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كواليس كتاب الأهرام التذكارى عن البابا شنودة الاحد 22 ابريل 2012 - روبير الفارس نبيل عمر – البابا شنودة كتب للاهرام مليون كلمة فى 13 عاما قداسته امتداد طبيعى للكنيسة القبطية العظيمة .عمق دورها واثرى وجودها وجدد حيويتها تشهد الأيام القليلة المقبلة صدور كتاب (المسيح والانسان مقالات للبابا شنودة الثالث ) وهو الكتاب التذكارى الذى تصدره الأهرام فى ذكرى الأربعين لرحيل قداسة البابا شنودة .وقد قام باعداد الكتاب ( 160 صفحة من الحجم الكبير ) الكاتب الصحفى الاستاذ نبيل عمر .والذى خصنا بتفاصيل كواليس اعداد الكتاب وفحواه الامر الذى ننفرد به فى هذا التقرير فى البداية اكد عمر أنه لايحب أن يكتب فى وقت الحدث حيث يتحول الامر الى ما يشبه المولد ويكثر الضجيج .لذلك ورغم التاثر الشديد برحيل البابا شنودة لم يكتب حرف واحد عنه ولذلك جاءت الفرصة عندما تم تكليفه من قبيل الاهرام لاعداد كتاب يليق بذكرى البابا من خلال مقالاته التى نشرها فى الاهرام وهى مقالات احصيت عدد كلماتها فوجدتها مليون كلمة جاءت فى300 مقال . نشرت على مدى 13 عاما واضاف عمر لقد تمتعت متعة روحية فائقة بقراءة هذه المقالات للبابا ووقعت فى حيرة لكى اختار .فهل اختار المقال الاول والمقال الاخير اى اتبع الترتيب الزمنى دون وحدة الموضوع . ولكنى تراجعت عن ذلك وقررت اختيار المقالات التى كتبها البابا وتصف السيد المسيح والمعانى السامية التى اراد ان يعلمها للانسان . والمقالات التى تصف الانسان فى مواقف مختلفة .فاصبحت المقالات وكانها فى اطار واحد عن العلاقة بين المعبود والعابد .وقد جاء ذلك فى 40 مقالا واضاف نبيل عمر قائلا ثم جاءت الحيرة الاخرى فى مقدمة الكتاب .والتى انتهيت الى ان تكون تاكيد على ان قداسة البابا شنودة هو امتداد لكنيسة عظيمة لذلك تعرضت لجزء من سيرة حياته وجزء من تاريخ الكنيسة القبطية الذى اعشقه وجاءت المقدمة تحت عنوان البابا شنودة..رحلة عظيمة لكنيسة مصرية جدا ومن بين سطورها كتب نبيل عمر (بين الميلاد الذي لا نختاره والرحيل الذي نجهل ميعاده رحلة نقطعها لهثا في سهول الحياة وجبالها، صعودا وهبوطا، فرحا وحزنا، استقرارا وتنقلا، ضجيجا وصمتا، لا نترك خلفنا فقط غبار السفر، وإنما أثار أقدامنا وأعمالنا. وأعمالنا هي خلاص الأفكار والمشاعر والمبادئ والقيم والعلاقات والتعليم وطعم الأيام التي شربناها منذ نعومة أظافرنا وشكلت أعماقنا الدفينة ورغباتنا الملحة، ومركز قوتنا ونقط ضعفنا.. ومن يقرأ للبابا شنودة مقالات يدرك من الوهلة الأولى أنه أمام كاتب مطبوع، ولم لم يكن ناسكا في رحاب الله، لكان كاتبا ذا شأن عظيم، فهو يملك ناصية التعبير، يغزل من الأفكار عبارات في غاية الجمال، له قدرة على استنطاق الكلمات في سلاسة فائقة.. وهذا طبيعي ألم يبدأ حياته الأدبية شاعرا؟، والشعر هو فن التكثيف، لكن الأهم هو أن كتاباته ترسم له صورة متكاملة ، أفكاره ومبادئه وقيمه وتعليمه وروحه..وإنسانيته.. وتبوح كلماته بمدي حبه لمسيحيته وشعبه والإنسان عامة.. وهناك قول شائع إن المصادفات هي صانعة أقدار الناس، وهو قول صائب في جانب منه، وقد لعبت المصادفات أدوارا في حياة كل إنسان على ظهر الأرض، لكن الاختيار دوما هو "عماد" الإرادة الإنسانية ومفتاح الشخصية..والبابا شنودة اختار طريقه بوعي ورغبة منذ نعومة أظافره، لم يكن رهبانيته مجرد مصادفة أو هروبا من واقع أو تغييرا له، وإنما حبا لله وعبادة في رحابه وخدمة للناس.. وبالرغم من أن أسم "شنودة" الذي اكتسبه بعد ترسيمه أسقفا كان مصادفة، لكنها المصادفة التي ترقي إلى "حد الاختيار"، اختيار الأقدار له ودوره ومهمته.. وشنودة اسم مصري قديم، وقد كتب في القبطية "سشينوتي"، وفي العربية "شنودة"، ويقول الدكتور رؤوف حبيب في كتابه " تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وأثارهما الإنسانية على العالم"، بأن عالم قبطي أرجع الاسم الشائع إلى اسم حقيقي هو "خنودة" أو عنخنودة"، وترجمتها إلى العربية "حي هو الله". وأول من أشتهر بهذا الأسم في التاريخ كان زعيما دينيا من الصعيد، ولد في العام الثالث والأربعين من القرن الرابع الميلادي ومات في منتصف القرن الخامس عن مائة وثمانية أعوام. وقد بعث به أبوه وهو في التاسعة من عمره إلى خالة، وكان الخال راهبا شهيرا في المنطقة، وحين أتم شنوده تعليمه على يديه، تنبأ له الخال بمستقبل لامع في تاريخ المسيحية..وقد ذكره المؤرخ المعروف تقي الدين المقريزي في كتابه ووصفه بأنه نباتي، شديد النحول، يتعبد أغلب الوقت، ولا ينام إلا قليلا، يحب العزلة والوحدة خارج الدير، شديد الذكاء والتقوى. وقد اختاره الرهبان رئيسا لهم بهد وفاة الخال، وكان ذلك في عام 388 ميلادية، فأجرى إصلاحات مهمة في الدير والأديرة المجاورة جمع فيها بين الضبط والربط..والتثقيف، وذاعت شهرته، فتوافد عليه جموع الزائرين والمحبين من الأقاليم المجاورة، ليتلقوا منه النصح والأرشاد، متابعين لمواعظه وحكمه السامية. وكان من انجازاته أنه لم يقصر عمل الرهبان على الصوم والصلاة ومباشرة الطقوس الدينية ، بل فرض عليهم تحويل أوقات الفراغ إلى عمل جاد في مهنة تناسب استعداد كل منهم، فلم يعد الرهبان يعتمدون في سد احتياجاتهم على ما تجود به الزيارات والهبات، فانتشرت المصانع التابعة للدير. وفي عصر الأمبراطور تيودوسيس تعرضت العقيدة الارثوذكسية للشطط والهرطقات والاضطهاد، فحمل الأنبا شنودة لواء المقاومة ومحاربة الخرافات. وفي عصر الاحتلال اليوناني، تدهورت الأوضاع الاجتماعية في مصر، وزاد الفقراء فقرا والأغنياء غنى، فقاد حملة ضارية ضد الغزاة اليونانيين، وراح يندد بالذين يمتصون دماء الشعب قائلا: لقد امتلأت قلوبهم أثما وزورا وقسوة وطمعا. وبعد ألف وخمسائة عام من وفاة شنودة الأول، كان الراهب انطونيوس السرياني يحنى رأسه للبابا كيرلس السادس، فرسمه باسم "شنودة" .. مواطن من مصر يقول البابا شنودة: أنا مواطن من مصر..يخدم الله في الناس..ويصلي في الكنيسة للوطن..ويتطلع إلى السماء من أجل طلب النعمة للأرض كلها. عبارة بليغة تلخص حياة البابا.. وتفسر جانبا مهما من عبارته الرائعة: مصر وطن لا نعيش فيه وإنما يعيش فينا..ويضيف نبيل عمر قائلا وعموما الكنيسة المصرية لها تاريخ وطنى عظيم، الأنبا "أثناسيوس" هو الذي أخذ يؤسس الفكر الوطني للكنيسة القبطية، وكان قد انتخب بطريركا في عام 326، وهو في عز شبابه..وقد طارده الأمبراطور الروماني " قسطنطين" مطاردة عنيفة عقابا له على فكره الوطني.. وكان الأنبا "أثناسيوس" يمضي قدما على درب سار عليه أسلاف عظام، كان الرومان بعد أن تحولوا إلى المسيحية يعملون على إخضاع المصريين لهم عقائديا، لكن المصريين رفضوا دفاعا عن الاستقلال الوطني، وكانت الكنيسة هي الترسانة النظرية في ذلك الوقت لإكساب هذا الدفاع مشروعيته، فاندمجت وطنية الكنيسة بوطنية الشعب، واصبح أثناسيوس رمزا لمقاومة المصريين للغزاة القادمين باسم القوة حينا وباسم المسيحية في بقية الأحيان.. كان قسطنطين قد قرر إعلان المسيحية دينا للأمبراطورية في عام 381، ظنا منه أن كافة البقاع المؤمنة بالمسيح سوف تسلم لروما بقيادتها، لكن أثناسيوس كان يقول بالفصل بين الدين والدولة، ويحذر مرددا كلمات المسيح: " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وقد كتب اثناسيوس كتابا إلى الأمبراطور يخاطبه فيه ويقول له- والنص وارد في كتاب "الكنيسة المصرية تواجه الاستعمار والصهيونية للدكتور وليم سليمان- : " لا تقحم نفسك في المسائل الكنسية ولا تصدر إلينا أمرا بشأن هذه المسائل.. لقد أعطاك الله المملكة وعهد إلينا بأمور الكنيسة، وليس مسموحا لنا بأن نمارس حكما أرضيا، وليس لك سلطان أن تقوم بعمل كنسي". كان أثناسيوس يعلم أن استقلال الكنيسة المصرية ينهي حيلة المستعمرين باسم الدين..وكان حلقة من حلقات الوطنية المصرية.. ففي عام 451 ميلادية خلع مجمع خلقيدونيا البطريرك ديسقورس، لكن الشعب المصري رفض هذا مان رفضا قاطعا، ولم يعترف به، وظل ديسقورس هو بطريرك المصريين وتبعوه إبنما حل، ومنعوا البطريرك الموفد من الإمبراطور من دخول كنيسة الإسكندرية، فأدخله جنود الاحتلال بالقوة المسلحة، ووقعت مذبحة رهيبة قتل فيها مئات الأقباط. |
27 - 09 - 2014, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: كواليس كتاب الأهرام التذكارى عن البابا شنودة الاحد 22 ابريل 2012 -
|
|||
|