صفات الإنسان الوديع (5)
21 -الإنسان الوديع هو شخص (مهاود)، يميل إلي الطاعة:
طبعًا يطيع في ما لا يخالف ضميره، وما لا يخالف وصية الله. أما باقي الأمور، فيكون فيها سهل الاستجابة، ولا يجعلها موضعًا للجدل وللنقاش.
أما غير الوديع، فقد يكون صلبًا وشديدًا في كل ما يُطلب منه. ويظل يضع أسئلة وعراقيل: لماذا تريد؟ وكيف يمكن التنفيذ، وهناك صعاب؟ ولماذا تطلب منى أنا بالذات؟ وعلام الإسراع؟ لماذا لا تنتظر؟ ومن قال لك إن وقتي يسمح وإن ظروفي تسمح؟! ويستمر في المعارضة.. وقد ينتهي به الأمر أن يرفض، أو قد يوافق أخيرًا، بشروط، وبعد تعب في الأخذ والرد.
22- أما الوديع، فإنه يريد باستمرار أن يريح غيره.
والخير الذي يستطيع أن يعمله لأجل غيره، فإنه يعمله بكل محبة وكل هدوء، وبدون جدل، وبدون إبطاء. وكما قال الكتاب "لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله.." (أم 3: 27).
23 -لذلك فالإنسان الوديع يكون مستعدًا لأداء أية خدمة.
سواء كان ذلك في نطاق عمله الرسمي أو تطوعًا منه: لأن هناك نوعًا من الموظفين الرسميين ليست لهم روح الخدمة ولا روح الوداعة في الاستجابة لطلبات الجماهير. ولذلك قلتُ مرةً: إن الموظف الوديع المريح يجد حلًا لكل مشكلة. أما الموظف المتعب المعقد، فإنه يجد مشكلة لكل حل!!
ولكن الوديع يعمل باستمرار على إراحة غيره، حتى لو لم يكن مسئولًا عن ذلك رسميًا. إنه يستجيب بكل بشاشة لكل طلب يُطلب منه، وحتى دون أن يُطلب منه، يعمل تطوعًا لخير غيره وراحته.. 24 -وإن نال الوديع مركزًا أو سلطة يستخدم ذلك لمنفعة الناس.
لا يرتفع قلبه بالمركز أو السلطة، بل يظل خادمًا للجميع، محققًا للناس ما يستطيع أن يحققه لهم عن طريق سلطته وإمكانياته. كما قال السيد الرب "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 28).
25 -من أجل هذا كله، يكون الوديع باستمرار شخصًا محبوبًا.
الناس يحبون فيه طيبة قلبه، وبشاشة ملامحه، وحسن تعامله، وطاعته وخدمته للكل، ورقة أسلوبه. وبسبب ذلك يدافعون عنه إن أصابته أية أذية. الكل يدافع عنه، وإن كان هو لا يدافع عن نفسه.
والشخص الذي يستغل طيبته ويظلمه، يتعبه ضميره ويخاف، لأنه قد أذي إنسانًا طيبًا لا يؤذي أحدًا!