فمن جهة التعاون، نحن نعلم مدى قوّة الجماعة عندما تعمل معاً، ومدى فاعليّتها الّذي يفوق عمل فرد واحد وحيد، أو عمل مجموعة من الأفراد غير متّحدين في ما بينهم. ويُعتبر هذا المنهج ذا أهمّيّة كبيرة. فكثيراً ما تطغى بين المربّين أو بين المتربّين روح التواجد معاً على روح التعاون معهم والتضامن الحقيقيّ بينهم والخدمة المشتركة. وكثيراً ما تتغلّب الروح الاجتماعيّة على الروح الجماعيّة. أمّا روح التعاون والتضامن والخدمة، فهي في سبيل تمهيد الطريق للالتزام مع الفقراء وخدمتهم.
ومن جهة تكوين النخبة، نحن نعي أنّ المتردّدين إلى مراكزنا ينتمون إلى طوائف متنوّعة. ونعي في الآن نفسه معاناة الطوائف الّتي ينتمي هؤلاء إليها وفقرها. لذلك نبذل قصارى جهدنا في تكوينهم كي يفيدوا الآخرين في المستقبل كما استفادوا هم منّا. إنّنا نكوّن رسلاً تكويناً صالحاً كي يكونوا في مجتمعاتهم كالخمير في العجين، ويكونوا أداة للتغيير نحو الأفضل.
وفي منهج الحوار، نتبع القاعدة الذهبيّة ونربّي عليها: على الإنسان أن يفترض صحّة رأي الآخر وحسن نيّته. فيجب على المتربّين عندنا أن يبرّروا فكرة الآخر وسلوكه لا الحكم عليه. فإن تعذّر عليهم ذلك، فليسألوه. وإن كان في أفكاره أو سلوكه ما هو غير صحيح، فليُصحّح بمحبّة. إنّه منهجنا للتحاور مع الناس، بحيث يتدرّب المتربّي على بذل قصارى جهده للحوار مع الآخرين، لا في أثناء تكوينه فحسب، بل في حياته المستقبليّة أيضاً، حيث يواجه حتماً أشخاصاً وجماعات، آراء ونظريّات، نظماً ومؤسّسات ... لا يتّفق دوماً معها، وعليه رغم ذلك أن يتحاور معها.