![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سر الفصح
" شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل آلامي " (لو 22/15 ) كما أن الافخارستيا هي سر العهد فهي أيضاً " سر الفصح " إنه الوجه الثاني للافخارستيا . فصح ، لا نعرف بالتمام أصل الكلمة التي تعني العيد الأكثر شعبية لدى اليهود والمسيحيين ، يمكننا القول : " يتخلى " عنا الموت ، " فنعبر إلى الحياة الأبدية " . قبل أن يؤسس الافخارستيا ، ينتظر يسوع الفصح اليهودي تلك السنة ، حيث أصبح البعض ناضجاً لقتله . إنها ساعته ، وهو عين الوقت ، هذا الفصح ، لكي تتم ساعة الفصح ، لا قبل ولا بعد : الدم الذي ينزفه هو " دم العهد " دم الحمل الفصحي " ابن الإنسان سيسلم إلى الصلب . قرر أنه سيكون عشاءه السري . وبينما هم على المائدة أخذ يحدد الفصح الذي يحتفل به – الافخارستيا التي يؤسسها إذاك ، " ثم أخذ خبزاً … والكأس … " ( لو 22/15 ) ، عشاء خميس الأسرار وذبيحة الجمعة هما إذاً معاً الفصح اليهودي … في طريق الكمال نحو " الفصح الآتي " في نهاية الأزمنة . |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحمل الفصحي الحقيقي هو المسيح المصلوب . بولس يحتفل " بفصحنا الذبيح " ( 1 كور 5/7 ) ، ويذكرنا بطرس بأننا " افتدينا بالدم الثمين ، دم حمل لا عيب فيه ولا دنس ، دم المسيح " ( - بط 1/19 ) ، ويوحنا المعمدان يشير إليه قائلاً : " هوذا حمل الله الحامل خطايا العالم " ( يو 1/29 ) ، ويوحنا الإنجيلي يخبر أن اليهود عيّدوا الفصح ليلة الجمعة العظيمة . فقد ذبحوا الحمل إذاً بعد الظهر ، ساعة موت المسيح ، بالضبط . ويختم قصته بملاحظة تجعل من ذبح الحمل نبوءة موجهة إلى ذبح المسيح : " هذا كان ليتم الكتاب : لم يكسر له عظم " ( يو 19/36 ) . حمل الله ، في ذبيحته الفصحية ، في وليمته الفصحية ، هذا هو القداس . عند موته على الصليب ، ساعة ذبح الحيوانات في الهيكل ، رفع نحو أبيه وفوق العالم جسد ودم الحمل الوحيد " الفصحي " الحقيقي " أي الذي " يعبر " نحو الله ويجعلنا نعبر معه . الذبيحة الوحيدة التي هي ذبيحته وضعت حداً ، في نظام الحب الذي يدشنه ، لخداع الإنابة ، لم يعد من حق أحد أن يتهرب شخصياً ليبحث عن ضحية خارجاً عنه . " ذبيحة وتقدمة لم تشأ ، لكنك ألبستني جسداً ، ولم ترتض بالمحرقات ولا بذبائح الخطيئة . حينئذٍ قلت : هانذا آت لأصنع مشيئتك " ( عب 10/4 ) .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ذبيحة القداس
" يحسن بنا أولاً أن نذكر بما هي خلاصة وذروة هذا التعليم : في سر الافخارستيا تصبح بشكل رائع ذبيحة الصليب التي تمت مرة واحدة على الجلجلة . ( بولس السادس ) . في الممارسة اليهودية ، كان طقس التكفير الكبير يقام كل سنة . " تقادم وذبائح لم تقد إلى الكمال … لكن المسيح جاء رئيس كهنة الخيور المستقبلة … وبدمه شخصياً لا بدم التيوس والعجول دخل مرة واحدة القبة ونال خلاصاً نهائياً " ( عب 9/ 9 – 12 ) . " هكذا قدم المسيح مرة واحدة ليحمل خطايا الكثيرين " ( 28 ) " ونحن تقدسنا بتقدمة جسد يسوع مرة واحدة " ( 10 /10 ). إذن هذه الذبيحة لا تجددها أية ذبيحة ولا يزيد عليها أي قداس … القداس يجعل ذبيحة المسيح الوحيدة حاضرة . فذبيحة المسيح هي إذاً في الماضي : لا نذبحه من جديد عندما يحضر تحت شكل الخبز والخمر وعندما نأكله أو نشربه أو عندما نفصله ، نفصل الخبز عن الخمر كما يفصل اللحم عن الدم " مرة واحدة " لا غير . ومع ذلك فالذبيحة الوحيدة حاضرة حقاً في القداس وليست فقط ممثلة في رمز الخبز ، الجسد المعطي ، والخمر ، الدم المهراق ، بل حاضرة وحاضرة من جديد . إذ يجب أن تكون حاضرة ، فخلاص العالم هو في موت المسيح : قيامة البشر هي في جسده . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيفية هذا التأوين
إن الموت يثبت الإنسان إلى الأبد في الحالة التي يفاجئه فيها . لقد مات المسيح في ذروة حبه المعطاء لأبيه واخوته . فقد قام إذاً إلى الأبد ممجداً في هذه الحالة . فلا يوجد مسيح آخر إلا يسوع في ذروة حياته وموته وحبه : يسوع الممجد في ذروة الصليب – ذبيحته . مذاك ارتفعت ذبيحته فوق العالم . في كل قداس " هذا هو جسدي – هذا هو دمي " ، هو حاضر حقاً على المذبح في الحالة الثابتة أبداً . إنه ممجد في ذروة ذبيحته . كالشمس التي لا تغيب مطلقاً ، بل " تشرق " هذا الصباح هنا من أجلنا . عندما يدعونا المسيح لكي نأكل جسده المعطى ودمه المهراق ، فهو يدعونا إلى أخذ ذبيحته على عاتقنا . يدعونا لكي نصبح واحداً معه ( أن نأكله ) ، لكي نشترك بذبيحة حياته المقدمة لأبيه واخوته : نحيا مثله ونموت معه . من دون حضور القائم من الموت في كل افخارستيا نحتفل بها ، لا تكون قداساتنا اتحاداً بل حلماً عاطفياً فارغاً . لا تكون " ذكرى " ، " تأوين " ، أي حضوراً حقيقياً لحدث الفصح ، مع كل العهود التي هيأت منذ الخليقة ومع كل قوة الحب والحياة التي تقود إلى الملكوت ، القيامة العامة ، بل محض ذكريات باطلة . قداساتنا اتحاد بالله القريب وبالقريب لأنها حضور حقيقي ليسوع المسيح . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أي حضور حقيقي ؟ حضور المسيح القائم من الموت والحاضر في العالم كله لأن جسده الممجد لم يعد خاضعاً للمكان والزمان : هو في كل مكان يعمل " ينير كل إنسان " حتى الذين لا يعون ذلك . في الافخارستيا المسيح حاضر حقاً ، شخصياً ، بجسده ، وليس فقط بعمله الروحي : " هذا هو جسدي … هذا هو دمي " ، " هذا هو " كلمة قاطعة كالسيف … أما الذين لا يريدون أن يروا هنا سوى تشبيه أو استعارة كما عند قوله " أنا الكرمة الحقيقية " فالجواب لهم يجب أن يكون كلام الرب ذاته في مجمع كفرناحوم ( يو 6/51 … ) : أنا خبز الحياة … من يأكل من هذا الخبز … الخبز الذي أعطيه هو جسدي … جسدي مأكل حقاً ودمي مشرب حقاً … حضور حقيقي ، توكيد يسوع لا يقبل الجدل .
أما شرح هذا التوكيد – كيف هو حاضر – فلم يعطه . هذا برهان على أن الأمر ليس هاماً ، " حقاً ، فعلاً جوهرياً " هذا المهم ، إنه حاضر . إن الجسد الحاضر في الافخارستيا هو جسد القائم من الموت . الخبز والخمر المكرسان هما حقاً وجوهرياً المسيح القائم من الموت لأنه هكذا شاء ، إياه نطلب وإياه نجد ، ليس إلا . بقوة حبه المعطاء وكلمته السرية . حقيقة الخبز والخمر العميقة " تحولت " إلى حقيقة في عالم ثان ، هو عالم القيامة : المسيح الممجد بالذات . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ويذكرنا مجمع ترانت بأن الافخارستيا إنما أسست لكي نأكلها . إرادة يسوع المسيح تكريس الخبز والخمر لأجل الوليمة . فلا يمكننا أن نفصل بين " هذا هو جسدي " وبين " خذوا فكلوا جميعكم " . إن هدف الرب في هذا السر ليس " تحويل الخبز والخمر بل تحويل قلوبنا وجماعاتنا بحيث نصبح ، شخصياً وكجماعة مسيحية ، " جسد المسيح". فالافخارستيا تحول الكنيسة شيئاً فشيئاً ، دائماً وأكثر إلى ما صارت إليه في العماد والإيمان : عروس المسيح وجسده في العالم . أصبح الإنسان بدوره – بعد أخذ السر – مكرساً في الروح القدس ، بعد أن اتحد بربه ، وسر حضور المسيح الفصحي للعالم .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نحتفل معاً بالافخارستيا
القداس هو أعظم عمل في حياتنا ، ففي كل مرة هو حدث لا ينضب . والقائمون بهذا العمل هم أنتم . الافخارستيا هي " اشتراك في احتفال " ، جميع المسيحيين الحاضرين هم محتفلون ، نظراً لعمادهم وتثبيتهم . الكاهن ، الكاهن الوحيد ، هو المسيح . والذبيحة ، الذبيحة الوحيدة ، هي ذبيحة الجلجلة . والقداس هو " تأوين " لها . الافخارستيا هي " ذكرى " وحضور الجلجلة . والكاهن المرسوم يتمتع بنعمة وبرسالة ترؤس تقديس الافخارستيا ، نظراً لسر الدرجة الذي قبله . فهو علامة المسيح – الرأس ، أي سره . فالمسيح إذاً يقدم ذاته ويقدمنا معه . والكاهن يقدم المسيح ويقدم ذاته والجماعة مع المسيح . لكن المؤمن أيضاً ، وإن لم يكرس الخبز والخمر يقدم المسيح ويقدم ذاته معه . المعمدون لا ينفصلون عن الكاهن كما لا ينفصلون عن المسيح ، لذلك يتكلم الكاهن بصيغة الجمع " لنصل … لنرفع … لنشكر … " الشعب الكهنوتي بأجمعه ، مع الكاهن ومع المسيح ، يحتفل بالليتورجيا المقدسة ، ( عمل شعب ) ، ليست الليتورجيا إذاً من اختصاص الاكليروس فقط بل اختصاص الجماعة المسيحية . الكاهن يحتفل بالافخارستيا لأجل جماعة ومعها وهي معه ، بالاتحاد بالكنيسة الجامعة . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " يهمنا إلا ندع المؤمنين يرون هذا السر ، سر الافخارستيا ، وكأنهم مشاهدون بكم وغرباء . بل ، بعد أن يفهموا جيداً طقوسه وصلواته ، يجب أن يشتركوا بوعي وتقوى وحماس في العمل المقدس وإن يتثقفوا بكلمة الله ويقتاتوا من مائدة جسد الرب ويشكروا الله . عندما يقدمون الذبيحة الطاهرة ، ليس فقط بواسطة الكاهن بل بالاشتراك معه ، يجب أن يتعلموا كيف يقدمون ذواتهم وألا يؤلفوا ، يوماً بعد يوم ، وقد جمعهم المسيح الوسيط ، سوى جسد واحد مع الله ومع بعضهم البعض ، ويصبح الله أخيراً كلاّ في الكل . " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ، الإصلاح الليتورجي ) .
يوحنا 6/ 27 – 58 : " لا تعملوا للقوت الفاني ، بل اعملوا للقوت الباقي في الحياة الأبدية … أبي يعطيكم خبز السماء الحق ، لأن خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة … سيدي أعطنا من هذا الخبز دائماً أبداً … أنا خبز الحياة من يأتني لا يجع أبداً ، ومن يؤمن بي لا يعطش أبداً … من أكل جسدي وشرب دمي ، فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير . لأن جسدي طعام حقاً ودمي شراب حقاً … من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد . " __________________ |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في كل احتفال ووليمة |
وليمة إبراهيم ووليمة لوط |
نقدم ذبيحة التهليل، ذبيحة السرور، ذبيحة الفرح |
الإفخارستيّا هي دربي نحو السماء |
سرّ الإفخارستيّا |