ما من شكّ في أنّ نصر يسوع كان فيه، هو مَلَكَ لمّا 'ذُبح'، وأضاء سلطانه نورًا ساطعًا وخبت كلّ أنوار العالم، وكان مكتوبًا فوق رأسه علّة الحكم: 'هذا يسوع ملك اليهود' (متّى 27: 37). لقد حكى يسوع الملك قصّته في هذه الطلبة وكشف سرّه.
وهل أحلى من الصلاة عندما تكون حكاية؟ تكلّم يسوع كثيرًا، في أمثاله، على هذا الملكوت المدهش الذي فيه (استعمل يسوع عبارة 'ملك الله' 90 مرّة من أصل 120 في العهد الجديد)، وكشف أنّه عطيّة الله (يسوع هو عطيّة الله) وأنّه موهبة مجّانيّة يغدقها الله بابنه على الذين يوافقون بطاعتهم إرادة الروح ويحيون بعمقٍ فاعلٍ شركة الكنيسة (محبّة الله و الأخوة).
نعم، إنّ يسوع حقّق ملكوته بإتمامه تدبير أبيه، ونحن ننتظر أن يظهره تامًّا في يومه، ولهذا نصلّي برجاء كبير: ' آمين! تعال أيّها الربّ يسوع' (رؤيا يوحنّا 22: 20). غير أنّ تعاليم يسوع حول الملكوت تبيّن، تاليًا، أنّ أنوار هذا الملكوت المدهش تضيء في العالم الذي مازال البشر فيه يريدون للشيطان سلطة، وذلك ليعرف الجميع أنّ كلّ إنسان - مهما عظمت خطاياه - قادر، إذا شاء حرًّا أن يرمي عنه رداء العار، على القيام والتجدّد، وذلك لأنّ نور الربّ يشرق على 'المقيمين في بقعة الموت وظلاله'.