![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تواجه العدو بل أهرب منه ![]() كثيرين باندفاع وحماسة زائدة في عدم خبرة روحية سليمة ووعي تعليمي، بسبب تذوق حلاوة التوبة والشعور بقوة الله في بداية علاقتهم مع الله، فأنهم يظنوا أنهم يملكون قوة فائقة تأصلت فيهم وهم قادرون على كل شيء ويستطيعوا أن يواجهوا بتحدي عدو كل خير: الشيطان، فيتحدونه بالقول الشهير الذي نسمعه من كثيرين: أتحداك يا شيطان.. الخ، وهذا نتاج التعليم الحماسي الذي نسمعه من البعض حينما يقولون [ اقف قدام الشيطان وقول اتحداك يا شيطان واتحدى مملكتك.. الخ ]، ويظنوا بذلك أنهم يهزون مملكته وينتصرون عليه ويزرعون الرجاء في أولاد الله ويحفزوا فيهم القوة، وبذلك دون أن يدروا يسقطون في حبائله ويبقى ذكره على أفواههم وينسون ذكر الرب مخلصهم، وبسبب عدم التمرس في قراءة كلمة الله حسب إعلان الحق بالروح، فهم لا يدرون كيف ينتصرون بقوة الله التي نالوها، لأن ليس هم الذين ينتصرون أو يحاربون بقوتهم، بل الرب بنفسه فيهم:
[ أهرب من كل مناورة شيطانية، ولا تثق بالتنين الجاحد الذي غيَّر طبيعته الصالحة بملء إرادته، والذي يستطيع أن يُغري إرادتك دون أن يُكرهها على شيء. لا تسمع إلى أقوال الفلكيين والمنجمين وكل من يُدعون بهذه الأسماء، ولا تثق بتكهنات الوثنيين الخرافية (الخزعبلات والأفكار المشوشة حسب أفكار الناس وتقاليدهم ونبواتهم الكاذبة)، ولا تهتم بالمشروبات السحرية ولا بالسحر ولا باستحضار الأرواح. ابتعد عن الشراهة ولا تسعَ وراء الملذات (الشهوة والراحة والتنعم). اقتلع من نفسك البخل والربا الفاحش... ولا تستخدم الأحجبة في مرضك. إياك وقذارة الملاهي (يقصد الملاهي الوثنية التي يقام فيها الحفلات الصاخبة بالرقص وعري الجسد والممارسات التي تدعم الشهوة والخطية وتسبب عثرة كبيرة للنفس وتخرجها خارج التقوى والقداسة)، ولا تُميز بين الأطعمة بحجة أنها ملوثة وغير طاهرة، ولا تشترك في اجتماعات الهراطقة. واحفظ نفسك في كل وقت بالصوم والحسنات ومطالعة أقوال الله، (حتى) إذا قضيت البقية الباقية من زمان حياتك (1بطرس 4: 2) في ممارسة العفة والعقائد المقدسة، يُمكنك أن تتمتع بالعماد الخلاصي (الكلام موجه للموعوظين الذين لم يتقبلوا بعد نعمة المعمودية)، وهكذا يُسجل الله الآب اسمك في السماوات، وتُصبح جديراً بالأكاليل السماوية في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى أبد الدهور آمين ] (عظات القديس كيرلس الأورشليمي لطابي العماد) __________________
لكن بمجيئ المخلص، رُفع ضمير الخطايا (عبرانيين 10: 2) ولم يعد هناك شعور بالمرارة بعد التوبة، لأن للموت مرارة خاصة، تزول فقط بالدخول في سرّ الإيمان الحي، والإقامة في النعمة: [ الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله ] (رومية 5: 2) ولذلك لا نجد إنسان تائب ويدخل في حالة من تذكار الخطية في ذاتها، لأن كثيرين يفهمون آية داود النبي خطأ، ويظنوا أن عليهم ان يتذكروا الخطية ويضعوها أمامهم في كل حين، ويبكون وينحون عليها بلا رجاء حي بشخص ربنا يسوع المسيح، وهذه ليست توبة حقيقية، بل ضمير مثقل بالخطية لم يدخل بعد في سرّ عمل النعمة المُخلِّصة، لأن التوبة هي تذوق سرّ التجديد المستمر، لأن أساس قاعدتها روح قيامة يسوع، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع أعتقنا من ناموس الخطية والموت (أنظر رومية 8)، لأن كل من دخل في سرّ التجديد أصبح خليقة جديدة، ولا ينفع أن نأخذ من الخليقة القديمة مثال أو ندخل جزء منها على الخليقة الجديدة، لأن كيف لشخص حي أن يذهب لقبر ويرتدي ثوب الميت الذي أنتن، كيف يحتمل هذا و كيف يعيش !!! فما معنى أن أذكر خطيئتي حسب مفهوم العهد الجديد: [ عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى، فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأُزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب ] (رؤيا 2: 5)، إذن المعنى هو أن نذكر من أين سقطنا لكي نتب ونعود بقوة أعظم، ولذلك يقال في القداس الإلهي: [ ونجنا من تذكار الشرّ الملبس الموت ]، لأن الخطية تحمل في ذاتها الموت، وحين نذكر تفاصيلها لا بُدَّ من أن نُصاب بشيء ما من الموت، فننعزل عن الله وندخل في ضيق عميق ونفقد فرح الرجاء الحي، فلا يصح أبداً أن يلهج مؤمن حي بالله في تذكار خطيئته، بل عليه أن ينظر من أين سقط ويتوب ويرجع لله الحي سريعاً ولا يُبطئ كما شرحنا سابقاً... عموماً، في الحقيقة والواقع الاختباري من جهة معرفة الله وإعلانه عن نفسه لنا، فهو إله كل نعمة، إله صالح يُريد خلاص الكل بلا استثناء، قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى (2بطرس 1: 3)، فخلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية (2تيموثاوس 1: 9)، وقد أعلن بروح النبوة عن نفسه قائلاً: [ أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها ] (إشعياء 43: 25) فالله الذي غفر الخطايا، لم يغفرها بمجرد كلمة، بل محاها بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح (1بطرس 1: 19)، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 25)، وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً (1يوحنا 2: 2)، فالذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (1يوحنا 4: 10)، لم يعد أمامه تذكاراً لخطايانا قط لأنه يرانا الآن بعدما آمنا ودخلنا في سرّ التوبة: "في ابنه" خليقة جديدة، لذلك يرانا في بره، لأن المسيح الرب بنفسه صار لنا براً وقداسة وفداء (1كورنثوس 1: 30):
فمثلاً إذا كان هناك ملك عظيم للغاية التقى على قارعة الطريق بإنسانة فقيرة مملوءة بالقروح والجروح المُدمرة لكل قوى الجسد، وليس لها ما تقتات به إلا من مخلفات القمامة، ولا ترتدي إلا الرداء الرث التي تفوح منه روائح أموات القبور، فنظر إليها وتحنن فأشفق عليها وأخذها لنفسه ابنه، فغسلها وطهرها وعالجها، ثم ألبسها زي الملكات المُطرَّز وزينها بكل زينة ثمينة باهظة الثمن، ثم علمها وقومها، وأجلسها على مائدته وأعطاها خاتمه وأعلنها ابنته، وهي بدورها سطرت في فكرها ما فعله بها بشرف ومحبة عظيمة، فحفظت كل ما فعله في قلبها وأخذت تتذكر كل حين أنها في أصلها وذاتها لم يكن لها شرف ولا كرامة ولا أي شيء تستطيع أن تفتخر به، أو حتى أن لها فضل فيما نالت، فشرفها في محبة سيدها الذي صار لها أباً، والآن تقف أمامه في خضوع المحبة الهادئ بتقوى ووداعة في حياء تواضع، فخرها كله بعمله معها، وهكذا النفس التي شَرَّفها الله بسكناه وأعطاها نعمة ودخلت معه بالتوبة والإيمان الحي في شركة، فأنها تضع عمله تذكاراً لها أمام أعينها ليلاً ونهاراً، ولو تعثرت أو سقطت فأنها تقوم فوراً وتركض إليه بمحبة وثقة شديدة بسبب وضعها الجديد، وضع التبني في المسيح، فهي لا تذكر الخطية في ذاتها، بل تذكر جزيل رحمته عليها وتتكل على نعمته، لأن كل نفس دخلت في شركة مع الله تدرك تماماً أننا طالما في الجسد فمازال هناك بعض الشوائب التي نحتاج أن نتطهر منها، ولكننا لا نذكر حياة الخطية بل نهرب منها ونحتمي في دم حمل الله الذي يطهرنا من كل شوائب تتعلق بنا:[ أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. أن قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا ] (1يوحنا 1: 7 – 10) فمن المُمكن أن نضعف ونقع لأن من منا لا يعثر !!!، ولكننا لا نعيش في الخطية ونضعها أمام أعيُننا تذكار ونتكلم عنها وفيها، لأن لو فعلاً آمنا بالله أبانا الذي خلصنا فأننا لا نذكر أمامنا سوى عمله معنا فنكرمه ونعيش لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب (أفسس 1: 6) فنحن إذن لا نتذكر خطايانا كأنها تحتاج منا جهد لكي نتخلص منها ونتبرر، لأن برّ الله مجاني بربنا يسوع المسيح، ولا يحتاج منا لشيء ما قط، بل توبة وإيمان حي فقط، أما كل ما ينبغي أن ننظر إليه هو من أين سقطتنا لكي نتوب ولا نعود نقع في نفس ذات الفخ، بمعنى اننا نتعلم ونعرف من أين تأتي الضربة لنتجنبها، طبعاً مع طلب مستمر للمعونة الإلهية، التي بدونها لن ينفعنا أي تعليم أو معرفة، لأنه ماذا ننتفع ان تعملنا مسك السلاح والدفاع به عن أنفسنا، وهو ليس بين أيدينا ولا نعرف من أين نحصل عليه... يقول القديس أمبروسيوس: [ اعترفوا بها (الخطية) تتبررون، لأن الاعتراف بخطاياكم في خجل يفك رباطها. هل رأيتم ماذا يطلب الله منكم؟! أن تتذكروا نعمته عليكم، ولا تنتفخوا كأبرار بذواتكم (أو من أنفسكم أو بسبب عملكم أو مجهودكم أو توبتكم). إنكم ترون كيف جذبكم (الله) إلى الاعتراف بالخطية بوعده لكم بالغفران الكامل، فاحذروا لئلا تقاوموا وصاياه فتسقطوا فيما سقط فيه اليهود العُصاة، الذي قال لهم: "زمرنا لكم فلم ترقصوا، نُحنا لكم فلم تبكوا" (لوقا 7: 32). هذا القول يحمل كلمات عادية، لكنه يحوي سراً غريباً، لهذا فلنحذر لئلا نأخذ بالتفسير العامي. فقد يظن البعض أنهُ يقصد بالرقص تلك الرقصات التي للعابثين أو الخاصة بجنون المسارح، لأن مثل هذه مملوءة بشرور الصبا. لكن الرقص هُنا إنما كرقصات داود أمام تابوت العهد، فكل شيء إنما وُجِدَ لأجل العبادة... فهنا لا يتحدث الرب عن الرقص المصاحب للملذات والترف، بل الرقص الروحي الذي فيه يسمو الإنسان بالجسد الشهواني، ولا يسمح لأعضائه أن تتنعم بالأرضيات، بولس رقص روحياً، إذ... امتد إلى قدام ناسياً ما هو وراء، ساعياً نحو ما هو أمامه: جعالة المسيح (فيلبي 2: 13 و14) هذا هو السرّ إذاً، إننا "زمرنا لكم" بأغنية العهد الجديد فلم ترقصوا، اي لم تسمعوا بعد بأرواحكم بواسطة النعمة الإلهية. "نُحنا لكم فلم تبكوا" أي لم تندموا عندما جاءكم يوحنا (المعمدان) مُنادياً بالتوبة بنعمة المسيح. فالرب مُعطي النعمة وإن كان يوحنا قد أعلنها كخادم لهُ، أما الكنيسة فتحتفظ بالأثنين، حتى تُدرك النعمة دون أن تطرد عنها التوبة. فالنعمة هي عطية الرب الذي وحده يهبها (مجاناً) والتوبة (أيضاً عطيته مبنية على النعمة) وهي علاج الخاطئ ] |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() شكرا مارى
ربنا يبارك خدمتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|