ندين يهوذا ... فماذا عنا؟

[tito227]

ندين يهوذا ... فماذا عنا؟

القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين

١٠ سبتمبر ٢٠١٤

نحن نلوم يهوذا لأنه خان سيده.. كان محباً للمال.. كان مرائياً لأن محبة المال فى قلبه سادت وفاقت محبته لسيده.
نحن لم نعرف نشأته.. هل كان محروماً فى طفولته؟ هل كانت أسرته ممن مال الدهر عليهم؟ هل كان يتيماً محروماً أم مدللاً وأُسئ تربيته؟..
نعم، لقد هلك يهوذا وحده.. ومشكلة يهوذا أنه مضى يائساً من مراحم الله، وظن أن خطيته أكبر من أن تغفر، لذلك هلك وحده وبإرادته.
مسئولية الكنيسة أمام الله، أكبر من مسئولية الفرد، لأن الفرد مسئول عن نفسه فقط، أما الكنيسة مسئولة عن الكل، لأن “من أهلك أحد إخوتى الأصاغر فخير له طوق رقبته بحجر رحى وألقى بنفسه فى البحر”..
أسوأ من يهوذا، كان بلعام، إذ بمشورته الرديئة مات أكثر من 24ألف (عد25: 9).. فالزوج القاسى قد يضيع أولاده وزوجته.. إن يهوذا سقط فى دائرة الهلاك واليأس فمضى بعيداً عن دائرة الملكوت.. عزيزى أرجوك أن تنخرط فى دائرتى الإيمان والرجاء بالله.
لاحظ يا عزيزى أن الدائرة بدايتها نقطة، والنقطة فى دائرتى الهلاك واليأس هى: الشهوات المختلفة التى تتعارض مع محبة الله..
1. شهوة القنية عطلت زوجة لوط عن استكمال المسيرة مع الله.
2. شهوة الأهل عطلت ذلك الذى كان يريد أن يدفن أبيه.
3. شهوة المال عطلت الشاب الغنى عن ميراث ملكوت الله.
4. شهوة المُلك جعلت أن بيلاطس يتوهم أنه حينما يغسل يديه بالماء يبرَّأ من دم المسيح.
5. شهوة السلطان والمركز الأدبى جعلت قيافا يقول “خير أن يموت واحد، ولا تهلك الأمة بأسرها”.
6. شهوة جعلت هيردوس يقتل أطفال بيت لحم خوفاً من الملك الجديد.
نعم لقد هلك يهوذا بيده.. وبجهله.. فماذا نحن فاعلون خصوصاً بعد الملىء من مواهب الروح القدس، “فأنتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم”. ماذا نحن فاعلون وفى داخل كل منا يهوذا يسعى لشهوة أرضية ردية.. فكلما أريد أن أفعل الخير أرى الشر حاضراً عندى. إن بولس الرسول يبكتنا، لأنه أمات يهوذا الذى فى داخله، وطرده من حياته حينما أعلنها بكل صراحة “لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فىَّ”.
عزيزى كلنا ندين يهوذا، لأنه خان سيده وباعه بثلاثين من الفضة.. والسؤال هو: بكم تبيع أنت سيدك ومعلمك؟
إن الذى يفرط فى حقوق الإله، كمن يبيع سيده.. حيث إن الإهمال واللامبالاة فى حقوق الله تعد إهانة للسيد المسيح.
عزيزى بالحب وحده والطاعة للوصية، تصل إلى الصليب..
بالحب وحده تصير السيدة العذراء أمنا كلنا.. كما قال الرب يسوع ليوحنا عن مريم العذراء: “هذه أمك”.
بالحب وحده ندخل دائرتى الإيمان والرجاء.
عزيزى لقد انخدع يهوذا ببريق الشهوة المال. لكن ثق يا عزيزى أن المال لا يمنحك السعادة ولا الصحة ولا طول الأيام ولا الأبدية السعيدة مع الله.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك