الربّ ينتظرتوبتنا
ولا نظن أنفسنا متأخّرين أو فات الأوان. لنتبّ بحقّ فنحصل على الغفران، ومثلنا في هذا توبة اللص اليمين الذي نال الغفران بآخر لحظة من حياته، لأنّ توبته كانت صادقة. وأيضًا مثل الأجير الذي أتى متأخّرًا للعمل ونال أجرًا كاملاً. كلّ هذا يقوّي رجاءنا، ولنقيم بيننا وبين الله عهدًا بأنّنا لن نعود إلى الخطيئة. والله صاحب الحبّ الكبير لا يريد هلاكنا. فقد أرسل وحيده ليخلّص العالم، لا ليدينه. أفلسنا أبناءه! وخلقنا على صورته ومثاله؟ أليست فينا روحه؟ لنحافظ على كلّ نعمه هذه وعطاياه المجانية، ولنتذكّر عهده مع البشر منذ بدء الزمان إلى اليوم.
ففي البدء أرسل الأنبياء ليهدوا شعبه ويمهّدوا الطريق أمامه، ثمّ في ملء الزمان أرسل ابنه الوحيد ذبيحة لخلاصهم، ليرفعهم عن الخطيئة والموت الأبديّ نحو الملكوت الذي أعدّه لهم منذ إنشاء العالم. والقدّيسون شفعاؤنا لدى الله هم من ثمار هذه الذبيحة، يحملون رسالته ذاتها لبني البشر. وفي طليعتهم أمّنا العذراء مريم الحنونة والغيورة على خلاصنا، فهي شفيعتنا الأولى لدى الله، والمشاركة بقوّة في سرّ الفداء مع ابنها يسوع المسيح فادينا.