![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل نعيش الأسرار؟ ![]() ولنتوقّف عند هذه العطيّة الكبيرة المجانية وهي الأسرار المقدّسة: القربان (الإفخارستيّا)، الكهنوت، المعموديّة، التثبيت، الزواج، التوبة ومسحة المرضى. فهل نعلم أنّها علامة حضور الله الحيّ بيننا. وأنّها استمراريّة لحياة الكنيسة في كلّ مرحلة من مراحل حياتنا، وأنّها تجسّد محبّة الله الكبيرة وتضحية الابن وحضور الروح القدس الدائم؟! وهل ندرك قيمتها وأهميّتها في حياتنا الروحيّة اليوميّة؟! الجواب هو: لا! فسرّ القربان، هو محور الأسرار كلّها، هو أرفع سرّ بين الأسرار، هو ذبيحة المسيح نفسها، أعظم من كلّ ذبائح الأرض وينبوع كلّ النِّعَم، تتفجر فيه المحبّة اللامتناهية والتضحية المطلقة، "هل هناك محبّة أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه". هل ندرك عند تناولنا القربان المقدّس، إنّه فعلاً جسد المسيح يتجدّد فينا من ألفي سنة حتّى اليوم؟! وهل ندرك قيمته وعمله فينا؟ وهل نتقدم منه بخشوع وتوبة وبمظهر لائق ومحتشم يليق بهذا السرّ العظيم؟! قليلون جدًّا الذين يفعلون، وكثيرون لا يدخلون بيت الله إلاّ في مناسبات نادرة (حزن أو فرح). هل يُعقل أن نصل إلى هذا الحدّ؟! نخجل أن نقول أنّ الذبيحة الإلهيّة أصبحت عند الكثيرين احتفالاً روتينيًّا يضجر وذكرى تتكرّر! لقد أصبحت أعيادنا واحتفالاتنا الليتورجيّة، خصوصًا الأعراس والعمادات، مناسبات للأكل والشرب والمآدب والسكر وعرض الأزياء الخلاعيّة؛ فيها يُشتم الله ويُهان. إضافة إلى مظاهر البذخ والترف التي ترافق بعض هذه الاحتفالات، دون مشاركة الفقراء والمعوزين وما أكثرهم اليوم. فبدل أن تكون هذه المناسبات مصدر بركة ونعمة من السماء، أصبحت مصدر نقمة علينا؛ نتعامل معها بسطحيّة مفرطة ونمارسها بجهل، فتصبح عديمة الثمار الروحيّة وفارغة الجوهر. وسرّ التوبة، وهو سرّ المصالحة، يُجسّد به الله محبّته وتسامحه وغفرانه ورحمته وحنانه للبشر. هل نُقدم عليه ونمارسه بكلّ إيمان بأهميّته، مدركين فعلاً أنّه باب الرجوع إلى الله؟ وهل نتقدّم نحوه بتوبة كاملة لننال الغفران الكامل؟! كيف! ولنذهب أبعد من ذلك إذ يوجد بيننا من يدّعون المسيحيّة، وهم في الحقيقة أصحاب بدع، يقولون إنّه لا حاجة للاعتراف أمام الكاهن. أليس هذا نقض فاضح لهذا السرّ؟! فالكاهن هو ممثّل المسيح على الأرض وله سلطان غفران الخطايا باسمه، "مهما تحلّه في الأرض يكون محلولاً في السماء وما تربطه في الأرض يكون مربوطًا في السماء"(متى:16/19). وبالتالي لا تُغفر الخطايا إلاّ بواسطة الكاهن. |
![]() |
|