الكنيسة اليوم
وما يجب التوقّف عنده أيضًا، هو الوجود القويّ لبعض البدع داخل الكنيسة، التي يحاول أصحابها جاهدين بكلّ الوسائل الماديّة والترغيبيّة بتشكيك المؤمنين بإيمانهم، عبر بثّ تعاليمهم المغلوطة وأفكارهم المنحرفة التي تناقض تعليم الكنيسة "الجامعة المقدّسة والرسوليّة" ، محاولين عن قصد وعن غير قصد، تضليل أكبر عدد ممكن من النفوس، بعد تشكيكهم بإيمانهم؛ إيمان الآباء والأجداد الذي أثمر عبر الأجيال قوافل من القدّيسين، ألا وهم الكواكب الساطعة في سماء الكنيسة، والذين ثبّتوا بوضوح صحّة تعاليمها.تحدث هذه الأمور كلّها، رغم خطورتها على الإيمان والنفوس، فيما نحن منشغلون في خلافات سياسيّة لا جدوى منها؛ لا بل تمعن في شرذمة صفوفنا وتضرب وحدتنا وتماسكنا، وتؤدّي إلى تفكّكنا وإضعافنا.
إنّ الكنيسة اليوم في العالم، تمرّ بمرحلة صعبة وخطيرة، وتُشَنّ عليها حربًا قويّة من الداخل والخارج. فكلّنا يسمع ماذا يحصل لمسيحيّي بعض الدول، المهدّدين بوجودهم ومستقبلهم، وهذا أمر خطير إذا ما توقّفنا عنده جيّدًا؛ رغم أنّه ليس جديدًا على الكنيسة، فمنذ نشأتها وهي تقريبًا، تعيش حياة اضطهاد دائم، وأوّل المضطهدين هو معلّمها يسوع المسيح، وهو من قال: "سيضطهدونكم من أجل اسمي. ولن يغيب عنّا كلامه أيضًا: "إنّها على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها".