منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 09 - 2014, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 5991 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دور الكاهن بشكل عام

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وبمناسبة الرد على هذه الأسباب لا بد لنا من أن نتوقف على دور الكاهن لما له من أهمية في منح هذا السر المقدس. فالتعليم المسيحي المُعطى جماعياً لا يكفي وحده... بل يجب أن تُؤمَّن ظروفٌ يلتقي بها الكاهن والمؤمن ويتبادل وإياه في شؤون حياته الإيمانية الشخصية. وسر التوبة والمصالحة يتيح لهما مناسبة فريدة يضفي عليها السر قدسية خاصة، فيتم فيها إصغاء كبير من قِبل الكاهن، وتفهّم عميق لحالة التائب، وإعطاء تعليم الكنيسة وتلقّيه بطريقة مُشخْصَنة والتشديد على الرحمة الإلهية وفرح الله والملائكة والقديسين لعودة الخاطي. ولهذا الدور، علاوة على ما ذكرنا أعلاه أوجه عديدة أهمها:





1- التشبه بالمسيح :





- إن الكاهن، خادم التوبة، مثله على المذبح حيث يحتفل بالإفخارستيا، يعمل "بشخص المسيح" ... والمسيح الذي يحضّره الكاهن والذي يتم بواسطته سر مغفرة الخطايا، يبدو:





- أخاً للإنسان( متى 12/49-50 ، روم 8/29)





- حبراً رحيماً أميناً شفوقاً ( عبرا2/17)





- طبيباً يشفي و يقوي ( لوقا 5/31)





- راعياً يسعى دائماً وراء النعجة الضالة ( لوقا 15)





- معلماً أوحد ... يرشد إلى سبيل الله (متى 22/17)





- قاضياً للأحياء و الأموات ( أعمال 10/42)





- حاكماً يحكم بالحق و ليس حسب الظواهر (يوحنا 8/16)





2- أعمال الكاهن :





1- الإطلاع على نقائص المؤمن و زلاته





2- تقدير رغبته في النهوض و ما يقتضي له من حهود .





3- تبيّن عمل الروح القدس في قلبه – و نقل الغفران إليه





4- تشجيع التائب على عدم الرجوع إلى الخطيئة





3- صفات الكاهن:





"خدمة الكاهن هذه هي أصعب خََدَماته وأكثرها دقةً وإرهاقاً وخطراً... وبالوقت نفسه هي أجملها وأدعاها إلى التعزية" . ولذلك فإن خدمته هذه تتطلب منه صفات أساسية:





أ‌- صفات إنسانية : كالفطنة و الرصانة و القدرة على التمييز، والحزم المُلطَّف بالعذوبة والطيبة. ونضيف عدم الحِشْرية الزائدة بالتوقّف على الأعمال المُذِلَّة...





ب‌- صفات علمية: لابد له من الإطلاع المتجدّد على مختلف العلوم اللاهوتية، وأن يكون ضليعاً في معرفة كلام الله معرفة حية، عميقة مستساغة للأسماع، ويجب أن ينهل من العلوم الإنسانية و منهجية الحوار بما فيه الكفاية.





ج‌- صفات روحية: ما يحتاج إليه الكاهن بالأَوْلى هو الحياة الروحية الناشطة الصادقة ... وأن يعطي بأفعاله البراهين عن خبرة حقيقية بالصلاة المُعاشة، وممارسة الفضائل الإنجيلية والطاعة لإرادة الله والمحبة للكنيسة والانقياد لسلطتها التعليمية، وهذه الصفات الروحية تقوده إلى أن يترك كل شيء، عندما يأتيه تائب ولا يتخلّف، عن إهمال أو لِحُججٍ أخرى، عن الموعد المضروب للمؤمنين في كرسي الاعتراف ... ويبذل المزيد من العناية لكي لا يذهب إلى هذه المهمة السِرّية بدون استعداد.





د‌- ميزة الكاهن الأساسية: الاعتراف الشخصي :





• حياة الكاهن الروحية .... تتعلق من حيث نوعيتها و حرارتها، بممارسة شخصية متواترة واعية لسر التوبة ... فإذا كان الكاهن لا يعترف أو يعترف اعترافا سيئاً فإنّ كيانه الكهنوتي وعمله يتأثران سلبياً من جراء ذلك ... ولا تلبث الجماعة التي يرعاها من أن تلاحظ هذا الأمر.





• خبرة الاعتراف الشخصي عند الأسقف والكاهن يجب أن تصبح حافزاً على مزاولة خدمة هذا السر المقدس، مزاولةً ناشطة مثمرة متأنية، حارة ... تجعلهما راعيين صالحين لإخوتهما ... فتنكسر شوكة الخطيئة ... ويبرز مكانها سلام وبر وفرح.


• موضوع الحوار داخل سر التوبة والمصالحة يتأثر بكل ما ذكرنا ... وهناك من الكهنة من يُغفِله بسبب قلة الوقت أحياناً ... أو عدم التهيئة لذلك أو الخوف من عدم الجدارة وفقدان المستوى الثقافي ... فالاستعداد الكافي ليس متوفراً عند جميع المُعرِّفين ... لكنه يبقى أنّ "الحلَّة" تُعوِّض عن نقص الحوار .... وتتجاوب معها قداسة الكاهن الشخصية فيشعر التائب بها و يتأثر بمفعولها المنسكب في قلبه تفهّماً وحناناً وتشفعاً وصلاة ...

 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 5992 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التعرف على الخطيئة أيضاً وأيضاً والعلامات التي تدل عليها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ما ذكرنا أعلاه عن معرفة الحالة الخاطئة ومن ثم عن التعرّف إلى الخطيئة يبدو غير كافٍ بالنسبة لعقلية مُتعلْمِِنة وبخاصة عند شباب اليوم. فيأتي السؤال كالآتي:





هناك أوضاع مُعقَّدة وحالات صعبة، ومُناخات متلبّدة لأعمال قد نقوم بها لا يمكن التمييز فيها بسهولة والتيقن أننا خَطِئنا أم لم نَخَطأ. فهل من علامات إضافية تدل بالتأكيد على ارتكاب الخطيئة أو عدم ارتكابها؟!
للإجابة على هذا السؤال، نستعين بآراء الأب كزافييه تيفينو Xavier Thévenot ونستنتج علامات خمس:






1: العلامة الأولى : المخالفة :





• المخالفة هي تعدٍ على وصية إلهية أو مانع أدبي أو شريعة اجتماعية .... و ليس من السهل تحديد العلاقة بين المخالفة و الخطيئة .... فيمكننا القول إنّ كل خطيئة هي مخالفة، لكن ليس كل مخالفة هي خطيئة. فأحياناً المخالفة ليست إرادية .... وأحياناً يجهل الشخص وجود مانع أدبي لعمل ما، أو أنه يعتقد أن مخالفة هذا المانع لا تؤثِّر في علاقته مع الله ....





• و يمكن أيضاً أن يكون المانع المفروض على عمل ما أو الدافع إليه يضرُّ بإنسانية الإنسان (مثلاً تلقي الأمر بقتل الأسير) ... كأنّ الإنسان وُجد من أجل الشريعة، لا الشريعة من أجل الإنسان.





• وقد يحصل أخيراً، أنّ مخالفة مانع ما يسمح بالمحافظة على مانع أهم، فنجد ذواتنا أمام ما يسمى عند اللاهوتيين" بتنازع القيم: "de valeurs conflit"





• ولكن الوصية الوضعية، الإلهية والكنيسة، تبقى المرجع الأساسي لتقييم المخالفة، تقييماً يجب أن يكون بمؤازرة الروح القدس في جو من الصلاة والتفكير السليم، والاهتمام بالحصول على رأي المراجع الكنسية. وإلاّ أصبحت "المخالفة" دليلاً على خطيئة قائمة.





2- العلامة الثانية : الانحراف و الأعمال المنحرفة :





الانحراف هو حالة شخصية أو ميل في الكيان الداخلي يجد الإنسان من خلاله أنه في وضع أدبي لا يتطابق مع قاعدة سارية في المجتمع الذي يعيش فيه.





أنواع الانحراف متعدّدة، فمنهم من عنده ميل إلى إشعال الحرائق، ومنهم إلى السرقة و منهم إلى تعذيب الذات و الآخرين، ومنهم من يهوون سكب الدم أو الانتحار، أو الإدمان...





وللميدان العاطفي انحرافاته أيضاً كالتوْق إلى التواصل الجنسي بطرق غير طبيعية والقبوع في حالات الشذوذ المتنوعة.





ففي شتى أنواع الانحراف، يجب الرجوع إلى الكنيسة، فهي أم و معلمة، ولا تَني عن متابعة التطورات الحضارية لعالم اليوم وتعقّداتها ، وبصفتها "خبيرة في الإنسانية" فإنها تغرف من كنوزها "جدداً وقدماء" وترمق أولادها والعالم بنظرة حب وحنان.





والحال أن الكنيسة تقول: إنّ الانحراف لا يكون خطيئة بحد ذاته في كثير من الأحوال بل ميل فاسد جامح يصعب فيه تقدير المسؤولية الشخصية.... فالخطيئة هي في اقتراف الأعمال المنحرفة ... وإنّ الإنسان المنحرف يبقى شخصاً محبوباً من الله عليه أن يعمل ما بوسعه بمؤازرة النعمة ومساعدة الآخرين على التخلص من انحرافه، وإذا لم يُفلِح في ذلك فَلَه أن يتعامل مع حالته الخاصة من دون أن يُفعِّلها بأعمال منحرفة . أعمال كهذه إذا ما حصلت فإنها تعود إلى الخطيئة و تكون علامة لها ...





3-العلامة الثالثة : الألم و التألم :





* من الناس، من يعتبر أن هنالك معادلة بين الألم والخطيئة.... فإذا ما تألم أحد فلابد أن يكون قد أخطأ هو أو غيره... هذا الاعتبار رفضه يسوع في قصة الأعمى منذ مولده. فعندما سأله تلاميذه "من أخطأ هو أمْ أبواه حتى وُلِد أعمى "أجابهم" لا هو أخطأ ولا أبواه" (يوحنا 9/1-3).





* لكنه في الوقت نفسه نرى مقاطع كتابية تعد بالفرح والسلام والسعادة لمن يعيش حسب الفرائض الإنجيلية في اتّباعهم للمسيح ... وتَعِِد على عكس ذلك بالويلات لمن يستغلّ الآخرين، أويغتني بطريقة غير مشروعة أو يقيّم نفسه كنبي كاذب. ( لوقا 6/24) ...





* وفي غير موضع من الكتاب المقدس تظهر صلة بين الخطيئة وقوى الشر من ناحية، وبين حالات المرض والتعاسة والضياع من ناحية أخرى فكيف نوفّق بين هذه المعطيات الكتابية؟





* يوجد تمييز عند اللاهوتيين ما بين الآلام الطبيعية أو المفروضة علينا من قِبل الطبيعة، وبين الألم الأدبي الناتج عن الخطيئة . فإنه لفي طبيعة الإنسان أن يعاني من الفشل والأوجاع الجسدية والتمزقات الناجمة عن تعثُّر مشاريعه، وصولاً إلى الخوف المستمر من مجابهة الموت المحتّم ... آلامٌ كهذه لا يمكن أن تُعتبر كعواقب لخطايا شخصية، لأنها ناتجة عن طبيعة الإنسان المحدودة.





* بينما تنكشف لنا في المقابل مغبّة الخطيئة المؤلمة عند تعاملنا السلبي مع الآفات الطبيعية التي نعاني منها وتقودنا إلى التمرد والعصيان أو إلى الكفر والإلحاد ... أو تظهر هذه المغبة من خلال شرور إضافية ناتجة مثلاً عن استغلال الإنسان للإنسان سواء أكان هذا الاستغلال صادراً عن شخصنا بالذات، أو كنا نحن ضحيته. وحدها هذه المغبّات الأخيرة المؤلمة تشير إلى ضميرنا أننا في حالة الخطيئة .





4-العلامة الرابعة : مادة العمل أو محتواه





(راجع ما قلنا ه في القسم الأول من هذا الموضوع عن أنواع الخطيئة، وعن الخطيئة المميتة، والخطيئة العرضية)





5- العلامة الخامسة : وجود الندم و الشعور بالذنب:





- بعض المسيحيين يقولون : أنا لا أشعر بالندم، "إذاً أنا لم أفعل شراً" والبعض الآخر : أنا أشعر بندم كبير "فخطيئتي إذاً عظيمة"


- لكنه ما يحصل غالباً هو أن قلة الشعور بالذنب أو تزايدها لا يتوافقان تماماً مع جسامة الخطيئة المرتكبة فإذا كان لابد للخاطئ أن يشعر بالندم ، فإنه لا يمكن أن يقيّم حالته الخاطئة ارتكازاً على هذا الشعور وحده ورغم ذلك يبقى الندم (ومن ثم الشعور بالذنب) منبهاً مهماً إلى وجود الخطيئة .



 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 5993 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر التوبة
نيافة الأنبا رافائيل





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هو رجوع الخاطئ إلى الله ومصالحته معه باعترافه بخطاياه، أمام كاهن الله ليحصل على حل لمغفرة ذنوبه كما أمر المسيح معطياً السلطان للكهنة بذلك: "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السموات" (مت 19:16)، "وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة، فليكن عندك كالوثنى والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء" (مت 17:18،18)، "من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 23:20). كان يتم بالاعتراف بالإقرار بالخطايا "وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 18:19).
شروط التوبة :
1- انسحاق القلب والندامة على الخطية
"ذبائح الله هى روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 17:51)، "أقوم واذهب إلى أبى وأقول له يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك. ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك إبناً. اجعلنى كأحد اجراك" (لو 18:15،19)، "وأما العشار فوقف من بعيد
لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء. بل قرع على صدره قائلاً اللهم ارحمنى أنا الخاطئ" (لو 13:18)، "لأن الحزن الذى بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتاً" (2كو 10:7).

2- العزم الثابت على إصلاح السيرة
"فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم يا أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت 7:3،8)، "بعد ذلك وجده يسوع فى الهيكل وقال له: ها أنت قد برئت.. فلا تخطئ أيضاً، لئلا يكون لك أشر" (يو 14:5)، "فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك، اذهبى ولا تخطئ أيضاً" (يو 11:8)، "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" (أع 19:3)، "فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى، وإلا فإنى أتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" (رؤ 5:2).

3- الإيمان الثابت بالمسيح والرجاء الوطيد فى تحننه
لأن "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص" (أع 12:4)، "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أع 43:10)، "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم" (عب 25:7).

4- الاعتراف الشفوى بالخطايا أمام الكاهن كوكيل الله.
"فإن كان يذنب فى شئ من هذه يقر بما قد أخطأ به. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها.. فيكفر عنه الكاهن من خطيته" (لا 5:5-7).
"لكن إن أقروا بذنبوبهم.. التى خانونى بها وسلوكهم معى الذى سلكوا بالخلاف.. أذكر ميثاقى" (لا 40:26-42).
"إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب. فقد أذنبت تلك النفس فلتقر بخطيتها التى عملت.." (عر 6:5،7).
"وتأتى إلى الكاهن الذى يكون فى تلك الأيام وتقول له: اعترف اليوم للرب إلهك إنى دخلت الأرض التى حلف الرب لآبائنا أن يعطينا إياها" (تث 3:26).
"إن كنت قد كتمت كالناس ذنبى لإخفاء إثمى فى حضنى.." (أى 33:31).
"فقال يشوع لعخان يا ابنى أعط الآن مجداً للرب إله إسرائيل، واعترف له وأخبرنى الآن ماذا عملت. لا تخف عنى" (يش 19:7).
"فقال داود لناثان قد أخطأت إلى الرب، فقال ناثان لداود الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (2 صم 13:12).
"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السموات" (مت 19:16).
"وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء" (مت 17:18،18).
"ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 22:20،23).
"أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه بزيت باسم الرب. وصلوة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له" (يع 14:5-16).

5- كان الرسل يوقعون التاديبات على الخطاة بدليل
"ولكن إن كان أحد قد أحزن فإنه لم يحزنى بل أحزن جميعكم بعض الحزن لكى لا أثقل... مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذى من الأكثر ين" (2كو 5:2،6).

نتائج هذا السر :
1- مسامحة الخاطئ وغفران خطاياه
"اعترف بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" (مز 5:32).
"ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (أش 7:55).
"من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 23:20).
"إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم" (1يو 9:1،10).

2- محو الخطية وعدم ذكر الله لها
"قد محوت كغيمة ذنوبك وكسحابة خطاياك" (أش 22:44).
"فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التى فعلها وحفظ كل فرائض وفعل حقاً وعدلاً فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التى فعلها لا تذكر عليه، فى بره الذى عمل يحيا" (حز 21:18،22).

3- التبرر من الخطية
"اغسلنى كثيراً من إثمى ومن خطيتى طهرنى" (مز 2:51).
"أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك" (لو 14:18).

4- نيل الخلاص والحصول على رجاء الحياة الأبدية
"فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً إبن إبراهيم" (لو 9:19).
"أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع" (1كو 5:5).

5- الانعتاق من عقاب الخطية
"فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته، قال لهم: يا أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى" (مت 7:3).
"والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى فى النار" (مت 10:3).
"كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 3:13).

6- المصالحة مع الله ونيل سلامه
"فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 1:5).
"لأنه هو سلامنا الذى جعل الإثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط" (أف 14:2).

7- الحصول على رتبة البنوة التى فقدناها بالخطية
"فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً. أقوم وأذهب إلى أبى وأقول له يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً، اجعلنى كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه" (لو 17:15-24).



 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 5994 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في التوبة
القديس أفرام السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في التوبة
الجالسون في طاعة أب روحاني يخطر لهم العدو أفكاراً قائلاً: أنصرف من هنا وأجلس مع ذاتك فتفلح أكثر. فإن تنازل الأخ لمثل هذه الأفكار يفارق الأخوة، وإن أبصر العدو أن فكر الأخ مستفيق قليلاً يخطر له قائلاً: أدخل إلي البرية الداخلية. ثم إذا جلس الأخ مدة ما في البرية يخطر له فكر الضجر وطول المدة وضيقة الحوائج وقلتها وضعف الشيخوخة وتعب البرية فإن قدر العدو أن يزعج الأخ يسحبه منها ويأتي به إلي قرب ضيعة أو مدينة وحينئذ ينشئ له أفكار الزنا فيمتنع الأخ أن يدخل إلي المدينة أو يدنوا من الضياع فإذا أبصر العدو قصد الأخ يخيل بذهنه الحركات ويحتال علية فمن ذلك أنه يغري امرأة أن تأتيه وهو جالس في قلايته تقرع بابه بحجة أنها تائهة أو كأنها جاءت تستعطي صدقة أو بحجة أنها تطلب إنساناً تعرفه، فإذا فتح الأخ بابه وأبصر المرأة واقفة لدي قلايته تقول له المرأة: يا سيدي المعلم أين يسكن فلان ؟

وإذ قد مال النهار أعمل محبة واقبلني هذه الليلة لأني ضالة عن الطريق وأخشى أن تأكلني الوحوش، وربما تحضر المرأة معها امرأة مخادعة أخرى ولا يبعد أن تحملا مأكولات وحوائج ترومان بِها أن تخدع الأخ. فحينئذ يقاتل هذا من فكرين ! فيخاف أن يسقط من الوصية كمن لا تحنن له، أو يصنع الخير فيقتنص به ولئلا نسهب المقال نقول إذا غلب الأخ من الشهوة ورام بعد إكمال الإثم أن يبعدها ويصرفها تجاوبه قائلة: لماذا أذللتني ؟
اتصرفني من عندك. إلي أين أذهب ؟ كيف أظهر لوجه والدي ؟ هل يمكن من الآن أن ينكتم الأمر ؟ أعرف حقاً أنني لا أبتعد منك بل أجلس معك في قلايتك لتعولني من حيث ما شئت. فحينئذ يبتدئ الأخ ينتحب علي ذاته نادماً علي أنه فتح لها باب قلايته. فإذ قد عرفت ذلك أيها الأخ صُنْ نفسك فإنك إن وقعت في وهقها لا تستطيع أن تنجو منها إلا بتعب لأنه قيل: أنها بملث شفتيها صرعته.
فإذ قد تقدمت وعرفت ما هي أواخر الخطيئة وما تسبب للذين يستعملونَها فيما بعد، فأهرب من لذة الألم فإن أثمارها أثمار الخزي، فقبل اللذة شهوة وبعد اللذة حزن، كرر الافتكار في أن اللذة يعقبها الحزن وأهرب من الخطيئة. أتخذ في عقلك الخزي من الناس بل الأولى خاف اللـه، أطرد الشيطان المريد أن يخدعك ويسرق أتعابك لتبقى غير حزين لأن العارف القلوب قد عرف انك ليس من أجل خبث أو مقت للناس تدفع المرأة بل لئلا يصنع بك الخير الشر، فإن قال أحد أن ضيافة الغرباء حسنة فأنا أطابقه لكن سبيل الرجل المحب للضيافة أن يضاهي الذي يصفي الفضة في البودقة فالنقي يأخذه لنفسه ويعرض عن النفاية، الأمر الذي معناه أحفظ الوصية وأهرب من الخطيئة كما تَهرب من فم الحية، لأن الذي قال: كنت غريباً فآويتموني. قال: لا تزني.
تيقظ في حداثتك فإن توانيت فتوجد متعبداً للآلام وخادمها من شبيبتك إلي شيخوختك لأن من غرق في اللجة وإن تيقظ وجاهد لكن نَهضات الأمواج تقوي عليه، فأما من يغرق في الميناء فذلك مصفر من الاعتذار، بونيته أهلك سفينة سيده، أنت أيها الأخ في الميناء حاصل أحذر علي نفسك فلهذا لا يوافقنا أن نتصرف في الضياع إن أحوجتك ضرورة لتمضي إلي قرية فلا تحدث امرأة فإنِها كالمغناطيس تجذب نفسك، فُقْ إذاً فإن السقطة ليست موضوعة بعيداً، جاهد بتورعك وبخشية اللـه بإزاء المحبة لأن عدم الاستحياء أم الزنا، إن أبصرتك مائلاً نحوها تجذبك وتسقطك أشر سقطة، وإن كنت متورعاً فلا تثق بنفسك بل تيقظ لكي لا بحجة الخشوع والتبريك ترخي ذهنك بكلماتِها.
قال بعض القديسين: إن النساء تبرزن كلمات تحركن بِها الألم، لكن كما قال المخلص: ها أنا أرسلكم كخراف بين ذئاب فصيروا عقلاء كالحيات وودعاء كالحمام. والرسول يوصي قائلاً: لا تصيروا سفهاء بل أفطنوا ما هي مشيئة اللـه ولا تسكروا بالخمر الذي فية نَهم الشهوة.
فأعرف إذاً أيها الحبيب مستيقناً إنك إن كنت كالذهب النقي في العالم ولما جئت إلي العبادة توانيت ورقدت فلا تتباطأ أن تصير كالرصاص، وإن كنت جئت إليها محباً للرب حقاً فلا تتباطأ أن تصير كاللؤلؤة لا دنس فيك أو وسخ أو شئ مما يماثل هذه، هذا أؤثر أن أعرفك إياه أن من يستعمل الخطيئة قتاله أكثر من غيره لأن من يطرح حمأة في موضع ما يكثر نتانته هكذا من لا يمسك نمو الألم، وأعرف إنك إن توانيك في ذاتك فستندم أخيراً فإن الرسول يقول: من لا زوجة له يهتم بأمور الرب كيف يرضي الرب، ومن قد تزوج يهتم بأمور العالم كيف يرضي امرأته.
فأنت أيها العابد لِمَ تختار اهتمام العالم وكيف تزعم أنك ترضي الرب، قد خصيت ذاتك من أجل ملكوت السموات وإن لم تمسك فستغتم أخيراً علي ضروب شتى كما يُعَلم القائل: مثل هؤلاء لهم حزن بالجسد لأن المتزوج قد ترك تقويم الفضيلة وتشاغل بمنزلة وامرأته وتربية أولاده وغير المتزوج يهتم بأمور الرب كيف يرضي الرب فإذ قد خصيت ذاتك من أجل ملكوت السموات فأثبت منذ الآن في هذا الحد لأنه قد كتب ” الأصلح ألا تنذر أولى من أن تنذر ولا تفي ” فتكلف أن تمسك فتجد أفكارك نقية وذهنك كميناء صاحي مملوء سكوناً ورجاء الخيرات العتيدة يسمن قوى نفسك كما من شحم ودسم.

أطلب إليك أن لا تفسد بنوع آخر هيكل اللـه، ولا تحزن روح اللـه الساكن فيك، ولا تغم الملائكة المأمورين أن يحفظوك نهاراً وليلاً الذين يطردون الشياطين عنا حين يصرون علينا أسنانَهم صريراً لا يُرى لئلا يثلبونا في يوم الدينونة فنسقط في أنقلاب السدوميين لأنه إن كانت الحيطان تكتنفنا والسقف يغطينا والباب مغلق علينا والظلمة مشتملة لكن فلنخطر بأذهاننا أن الفاصل الظلمة من النور لا يكتم عنه شئ من أمورنا وليحقق هذا عندك النبي القائل: افقهوا أيها السفهاء في الشعب والمائقون، اعقلوا وقتاً ما أَمن نَصَبَ الأذن لا يسمع، أو الذي جبل الأعين لا يتأمل، الذي أدب الأمم لا يوبخ المفيد الإنسان علماً، الرب يعرف أفكار الناس أنَها باطلة.
أرأيت أيها الحبيب أن اللـه لا يعاين أعمال الناس فقط بل وأفكارهم. إن أخطر لك العدو قائلاً: ستكون لك توبة فلذلك تمتع بما تؤثر. فقل: ما الحاجة أيها المحال أن أنقض بيتاً مبنياً بناءً حسناً وأبني أيضاً. إذ الرسول يقول: أعملوا صلاحكم بخشية ورعدة. فحيث تكون التقوى من البين أنه لا يوجد ولا لذة واحدة عالمية.

فثابر أيها الأخ الحبيب علي خلاصك وإذا جلست في السكوت فأجمع أفكارك وقل لذاتك: أيها الإنسان لك مثل مدى هذا الزمان صانعاً شهوات الجسد وأمياله فماذا انتفعت ؟ ماذا ربحت ؟ هل زدت علي قامتك زراعاً واحداً ؟ أصرت سميناً ؟
فما خزنت لذاتك شيئاً آخر سوى طعام الدود، وإذا استفدت الكنز في السموات وأشبعت ذاتك خيرات وصرت هكذا بلا خشية فما الفائدة من خروجك من العالم.

ويلك يا نفسي إنكِ أفضيت إلي مثل هذه السيرة ها أخوتكِ المتقوا اللـه قد تزينوا بالفضائل بالحقيقة وأنا أذهب إلي الظلمة، بالغدوة أتندم علي الأفعال التي عملتها وفي الليلة المقبلة أكمل أشر منها، وَهَبَ لي الرب حياة وعافية وأنا أُسخط بِهما عمداً الذي خلقني، يا نفسِ لِمَ تتوانين لِمَ تتهاونين، يا نفسِ اعرفي ضعفك حتى متى تقاومين من خلقكِ وتناصبين أوامره،
أيها المحال الخبيث قد جعلتني عاراً للملائكة والناس لأني صرت مطيعاً مشورتك النفاقية لأنك أخطرت لي قائلاً: أعمل شهوتك مرة واحدة ولا تصنعها أيضاً ولا تعرف خطيئتك. وها هو ذلك الصغير قد صار لي هوة ولا يمكنني أن أناصب بإزاء شهواتك الخبيثة المتلونه، لأن الماء وجد ثقباً صغيراً فصنع هوة عظيمة واضحة للكل، لأن عادة الخطايا تقود الواقع إلي أشر حال لأنك أظلمت ذهني بالأفكار الدنسة وكردستني إلي حب الخطيئة، لمن أقول ليبكي عليَّ أنا الشقي لأن العدو أوقفني مجرداً من قبل ونيتي،
فأنظر إلي التوكل علي اللـه ولا أيأس من خلاصي لأنه جزيل التحنن وفائق الصلاح، وماذا أقول للعدو الطاغي لأنه حل مسكي من أجل مرض معدتي وجعلني غريباً من السهر في الصلوات، غرس فيَّ محبة الفضة بسبب شيخوخة طويلة، جفف دموعي، غلظ قلبي، فصلني من الطاعة التي بالمسيح وجعلني غير مطيع وبطالاً، وصيرني حسوداً ومغتاباً.

السارية التي في عيني لم يسمح لي أن أبصرها، وقذاء أخي يقدمه أمام عيني، يشير عليَّ أن أكتم أفكار قلبي وإذا سقط أخي في هفوة يجعلني أَهذ فيها، علمني أن أكون متكبراً وغضوباً وسخوطاً،
وجعلني شرهاً وسكيراً ومحباً للذة، خسارات نفسي جعلها عندي مثل فوائد، صيرني متذمراً وعاجزاً ومهذاراً، جعلني ردئ العادة ومشارًّا، علمني أن أتنزه في القراءة والترتيل وأصلي ولا أعرف ما أقول.

يسبيني مراراً كثيرة ولا أعلم، وعظت من قوم يتقون الرب فكنت أخالف وعظتهم الصالحة وأقبل كالأسنة أقوالهم، إذا انتفعت أغضب.
يكفيك أيها المحال مثل هذا الهلاك، هلمي يا نفسي منذ الآن إلي ذاتك، علي من تعتمدين إذ تلبثين مغضبة من خلقكِ إلي متي تتصرفين في هذه الشرور، لا تنكري نعمة من يسترك لكي لا يبتعد منكِ فتدفعين إلي أيدي أعدائك.

يا نفسي اهربي من المحال ومن أعماله فإنه ماقت الناس وقاتل الإنسان منذ القديم، إن قربت إليه لا يشفق عليك من الهلاك، أكرهي الخبيث والتصقي بالإله المتعطف علي البشر، أستحي يا نفسي منذ الآن وأقبلي إلي طريق الخلاص، جرحتِ فلا تيأسي من ذاتك، لأن المجاهد مراراً كثيرة يخر واقعاً وأخيراً يستوضح مكللاً، سقطتِ أنهضي، تشجعي وقولي الآن بدأت ولا تلبثي في الهفوة لكي لا تدفعي كالجثة طعاماً لطيور السماء والوحوش، أركعي لملك المجد معترفة بخطاياكِ فإن له كثرة رأفات جزيلة،
فالمريدون أن يدخلوا إلي الملك الأرضي يُمنعون من البوابين وتدفعهم الجنود والخدام ويقدمون هدايا للرؤساء لينالوا مرادهم. فأنتِ إذا أثرتِ أن تدخلي إلي ملك الكل فلا يسبق إلي وهمك شئ من هذه، لا تطلبي هدية لأن ليس أحد يأخذها وليس من يمنع لأن الملك يوجد للحين مستعداً ومستقبلاً لأنه غير حقود ومحب للناس وغافر خطايا الراجعين.

فتقدم بلا رياء ولا بقلب ضعيف بل تقدم إليه بضمير نقي لأنه قبل أن تتكلم كلمة صغيرة أو عظيمة عرف الأشياء التي عزمت أن تقولها له، وقبل أن تفتح فمك تقدم وعرف أفكار قلبك، فلا تنقسم ولا تكتم الألم فإن ليس الطبيب جافياً بل متوجع راثِ ليشفي بكلمة، قال فصار وصدق هذا من الأمور نفسها، قال للمقعد: لك أقول أنْهض وأحمل سريرك وأذهب إلي منزلك. ففي الحال صار الإنسان معافى وحمل سريرة ومضي متخطراً. قال للأبرص: أشاء فتطهر.
فللوقت نقى من برصة. أقام العازر من الموت بعد أربعة أيام. ولكي لا نقول المعجزات واحدة فواحدة فنسهب القول، إن أعمال اللـه لا تحصى، إن التي بلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها بكلمة حل خطاياها قائلاً: ثقي يا بنت إمانك خلصك لأنه عين لا تنقص نابعة للناس أشفية فلا تتقسم إذاً لأنه لا يطرحك بل يريد أن تخلص، وهو الذي قال: إن كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا صالحة فكم أولى بأبيكم الذي في السموات أن يعطي الخيرات للذين يسألونه ويستسمحونه.

تقدم إذاً إلي أب الرافات معترفاً بخطاياك بعبرات قائلاً: أيها الرب إلهي الممسك الكل قد أخطأت في السماء وقدامك ولست مستحقاً أن أدعى ابنك، ولا أن أتفرس وأبصر علو السماء من كثرة آثامي ولا أن أسمي اسمك المجيد بشفتي الخاطئتين، لأنني جعلت ذاتي غير مستحق للسماءِ ولا للأرض لأني أسخطك أيها الإله الصالح. أسألك يارب وأتضرع ألا تطرحني من وجهك ولا تبعد عني لئلا أهلك لأن لولا يدك سترتني كنت هلكت وصرت كغبار قدام الريح وكمن لم يظهر ألبتة في هذا العالم لأنني منذ تركت طريقك لم يلقيني يوم صالح لأن اليوم الذاهب في الخطايا المظنون صالحاً أَمر من سائر الأشياء المرة، فمنذ الآن أترجى نعمتك أن تعينني وتؤيدني إذا اهتممت بخلاصي، فالآن أسجد طالباً عضدني أنا الضال عن طريق
العدل،
أسكب عليَّ كثرة رأفاتك كما سكبتها علي الابن الشاطر فإنني قد أخذيت سيرتي، بددت ثروة نعمتك، ارحمني ولا تحقد علي سيرتي الطالحة كما لم تحقد علي الزانية ولا علي العشار، ترأَف عليَّ كاللص لأنه كان آيس من الكل فعضدته وجعلته ساكناً في فردوس النعيم.

أقبل توبتي أنا العبد البطال فإنني آيست من الكل لأنك أنت يارب ما جئت لتدعو صديقين بل خطاة إلي التوبة لأنه آيس مني الكل، صلي أيها الحبيب وأعترف وليساعد الصلاة والاعتراف العمل لكي ما تقوم صلاتك كبخور قدام اللـه
وتسمع أيها الإنسان عظيم أمانتك ليكن لك كما تريد والإله نفسه مرشد الضالين ومقوم الساقطين يمنحنا أن نكمل سيرة غير مذمومة ويقيمنا القاضي العادل في ذلك اليوم عن يمينه. آمــين
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 5995 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريق التوبة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقلاُ عن كتاب الملكوت الداخلي للأسقف كاليستوس وير





" توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات" (متى 3, 2, 4, 17)


بهذه الكلمات عينها بدأ كل من يوحنا المعمدان وسيّدنا يسوع المسيح بشارته. فالتوبة هي نقطة انطلاق البشارة السارة: بدون التوبة لا يمكن أت توجد حياة جديدة أو خلاص أو دخول في ملكوت السماوات.



لو ألقينا نظرة على كتابات آباء الكنيسة القديسين لوجدنا أنفسنا أمام الحقيقة ذاتها التي تتكرر بإلحاح. فعندما سئل الأب ميليسيوس عما يفعله في الصحراء أجاب: "إنني إنسان خاطئ ولقد جئت إلى هنا لكي أبكي على خطاياي". ليست هذه التوبة مجرد مرحلة أو تمهيد لشيء آخر, بل هي تستمر مدى الحياة. وفيما كان الأنبا ساسين (صيصوي) ممدداً على فراش الموت, رآه تلاميذه الذين كانوا محيطين به يخاطب أحداً ما فسألوه "مع من تتكلم يا أبانا؟" أجابهم: "ها هي الملائكة أتت لتحملني وإني أرجوها أن تدعني أتوب قليلاً بعد".


فقال له الشيوخ: "لا حاجة إلى أن تتوب يا أبانا" فأجابهم: "في الحقيقة لست متأكداً حتى من أنني بدأت أتوب".


القديس مرقس الناسك (القرنان الخامس والسادس) يقول من جهته: "إننا لا ندان لكثرة خطايانا بل لأننا لم نتب عنها... التوبة لا بداية لها ولا نهاية, إنها تستمر حتى الممات, وهذا يسري على الصغار والكبار على السواء". يقول الأنبا إشعياء السياتي (القرنان الرابع – الخامس): "لقد منحنا سيدنا يسوع المسيح التوبة حتى الرمق الأخير لعلمه أن خديعة العدو عظيمة جداً فإن لم تكن هناك توبة, لن يخلص أحد".




ماذا تعني لنا, في الواقع, كلمة توبة؟ هذه الكلمة توحي لنا بشكل عام بالندم على الخطيئة والشعور بالذنب والتحسس للألم والرهبة أمام الجروح التي سبّبناها لقريبنا ولأنفسنا. لكن كل رؤية مماثلة تبقى ناقصة. إذا كان الألم والرهبة هما فهلاً عنصرين أساسيين للتوبة فإنهما ليسا التوبة بكلّيتها ولا البعد الأهم منها حتى.


لكي نفهم بشكل أفضل المعنى العميق للتوبة لا بد لنا من العودة إلى الأصل اليوناني للكلمة وهو "ميتانويا" الذي يعني حرفياً " تغيير النفس " أي ليس فقط الندم على الماضي بل التحول الجذري لنظرتنا واكتساب طريقة جديدة لرؤية الله والآخر وأنفسنا. فعلى حد قول راعي هرماس (القرن الثاني) التوبة "فعل حكمة عظيمة" وليست أزمة وجدانية بالضرورة. فالتوبة ليست الندم على الذات والشفقة عليها بل هي تحول حياتنا إلى محور واحد هام هو الثالوث القدوس أو مركزتها حول هذا المحور.



"نفس جديدة", "تحول", "مَركَزة", هذا كله يدل على أن التوبة أمر إيجابي لا سلبي. فالتوبة هي "بنت الرجاء والتخلي عن اليأس" كما يقول القديس يوحنا السلمي. أن نتوب لا يعني أن ننظر إلى أسفل, باتجاه النواقص الموجودة فينا, بل إلى الأعلى باتجاه محبة الله, لا إلى الوراء, مع كل اللوم الذي نلقيه على أنفسنا, بل إلى الأمام وبكل ثقة.


التوبة هي أن ننظر لا إلى ما لم نستطع أن نحقّقه أو نكوّنه, بل إلى ما يمكننا أن نحققه ونكونه بنعمة المسيح. يتجلى الطابع الايجابي للتوبة في كلمات النبي أشعياء (9, 1) التي ترد في إنجيل متى مباشرة قبل بدء المسيح بدعوة الناس إلى التوبة: "إنّ الشعب السالك في الظلمة قد أبصر نوراً عظيماً, والذين في الظلام أشرق عليهم النور". العلاقة بين التوبة ومجيء النور العظيم هامة جداً.


ذلك أنه من المستحيل أن نرى خطايانا قبل رؤية نور المسيح. يشير إلى ذلك القديس ثيوفانس الحبيس (1815-1894) بقوله: "ما دامت الغرفة غارقة في الظلام فإننا لا نلاحظ قذارتها لكن إذا أضيئت بقوة نرى فيها حتى أصغر جبة غبار والأمر ذاته ينطبق على غرفة نفسنا فنظام الأشياء ليس هو أن نتوب أولاً ثم أن نعي المسيح لاحقاً بل نور المسيح الذي يدخل في حياتنا يجعلنا نفهم خطيئتنا الشخصة بشكل حقيقي". يقول القديس يوحنا كرونشتادت (1829-1908): "التوبة هي أن نعلم أن هناك كذبة في قلبنا". لكنّنا لا نستطيع أن نكتشف وجود هذه الكذبة قبل أن يكون لدينا حس بالحقيقة.



كثيرون هم الذين يشعرون بالحزن بسبب أفعالهم الماضية, لكنهم يقولون بائسين: "لا أستطيع أن أسامح نفسي على ما فعلت".


وبما أنهم غير قادرين على مسامحة أنفسهم فهم بالتالي غير قادرين على تصديق أن الله وأشخاصاً آخرين قد سامحوهم. هؤلاء الأشخاص على الرغم من عظم قلقهم لم يبدأو بالتوبة بعد ولم يبلغوا "الحكمة العظيمة" التي بواسطتها يعرف الإنسان أن المحبة هي المنتصرة, كما انهم لم يختبروا تغيير الذهن, الذي يرتكز على القول: الله قبِلني فالمطلوب منى الآن هو قبول الواقع التالي: أن الله قبِلني. هذا هو جوهر التوبة. إن خبرة التوبة تعاش بقوة خاصة في سر الاعتراف.


فمعنى هذا السر تعبر عنه بامتياز الوصية التالية التي يوجهها الكاهن إلى التائب بحسب الطقس الروسي: "يا بنيَّ, إن المسيح موجود معنا بحال غير منظورة ليتقبل إعترافك. فلا تخجل, لا ترهب, ولا تُخف أي شيء بل أخبرني عن كل ما فعلته بدون أي تردد لكي تنال الحل من ربنا يسوع المسيح.


فهذه أيقونته أمامنا, وأنا لست سوى شاهد لكي أشهد أمامه عن كل ما ستقوله لي. فإذا أخفيت عني شيئاً تكون خطيئتك مزدوجة. إحرص إذاً, بما أنك أتيت إلى الطبيب على ألا تغادره قبل أن تُشفى".



يجب عدم النظر إلى سر الاعتراف من المنطلق القانوني فقط, بل من المنطلق العلاجي أيضاً فالاعتراف هو قبل كل شيء سر شفاء. واللافت في هذا الصدد كون بعض التفاسير الليتورحية البيزنطية لا تعتبر سري الاعتراف ومسحة الزيت سرين معترفين بل تعتبرهما وجهين متكاملين لسر شفاء واحد.


ما نبحث عنه في الاعتراف هو أكثر من مجرد حل خارجي وقانوني للخطايا إننا نبحث عن شفاء لجراحاتنا الروحية العميقة, فلا نطرح أمام المسيح خطايا محددة فقط, بل واقع الخطيئة فينا أي الفساد العميق الذي يعتري طبيعتنا الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات محددة والذي يفوق وعينا وإرداتنا, هذا ما نطلب الشفاء منه بالتحديد. بما أن الاعتراف هو سر علاجي فهو ليس ضرورة مؤلمة أو نظاماً تفرضه علينا السلطة الكنسية بل هو فعل مفعم بالفرح والشكر الخلاصي. بواسطة الاعتراف نتعلم أن الله هو في الحقيقة "رجاء الذين لا رجاء لهم" كما نرتل في خدمة القداس الالهي بحسب القديس باسيليوس. إبتداءً من اللحظة التي ننظر فيها إلى الاعتراف على أنه من صنع المسيح لا من صنعنا نحن, يبدو لنا سر التوبة تحت ضوء أكثر إيجابية إذ يكفّ عن إضهار تشتتنا وضعفنا ليعكس محبة الله ومسامحته الشفائيتين. علينا أن نرى في أنفسنا ليس فقط الابن الضال الذي يمشي ببطء وخطى ثقيلة على درب العودة الطويل وإنما أيضاً الأب الذي يراه من بعيد ويسرع إلى ملاقاته. يعبر عن هذا تيتو كولياندر بقوله: "إذا خطونا نحو الله خطوة واحدة فإنه يخطو نحونا عشر خطوات". وهذا بالتحديد ما نعيشه في سر الاعتراف.



والاعتراف كسائر الأسرار الأخرى فعل إلهي – إنساني تشترك فيه النعمة الالهية وإرادتنا الحرة وتتعاونان. فالاثنتان على درجة من الأهمية, لكن ما يفعله الله يبقى أهم بكثير.

إذاً إن التوبة والاعتراف يسا مجرد شيء نفعله من تلقاء أنفسنا أو بمساعدة الكاهن بل هذا شيء يفعله الله معنا وفينا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "فلنأخذ دواء التوبة الخلاصي, ولنقبل من الله التوبة التي تشفينا لأننا لسنا نحن من نقدمها إليه بل هو الذي يقدمها إلينا". ما هو بالتحديد دور الكاهن في هذا العمل المشترك؟ من جهة, نجد أن دوره واسع وشامل جداً.



فكل الذين لديهم أب اعتراف منعم عليهم بموهبة الارشاد الروحي يمكنهم أن يشهدوا على أهمية دور الكاهن إذ إن وظيفته تتعدى مجرد تقديم النصائح. فالتوبة ليست عقاباً أو شكلاً من أشكال التكفير بل هي وسيلة شفاء. النوبة دواء. وإذا كان الاعتراف الحقيقي بمثابة العملية الجراحية فالتوبة هي المقوي الذي يعيد للمريض عافيته خلال تماثله للشفاء. إذاً التوبة هي, شأن الاعتراف بكامله, أمر إيجابي في هدفه الأساسي: فهي لا ترفع حاجزاً بين الخاطئ والرب بل هي جسر يصل أحدهما بالآخر. "فاعتبر بلين الله ةشدّته"(روميه 11, 12) ليست التوبة تعبيراً عن قسوة الله فقط بل عن محبته أيضاً. إن الأب المعرف, المخول سلطة الربط والحل, يتمتع بهامش واسع من الحرية في اختيار الارشادات أو النصائح وفي التوبة العلاجية التي قد يفرضها على ابنه الروحي وبالتالي تقع على عاتقه مسؤولية كبرى. لكن دوره يبقى محدوداً فالاعتراف, كما رأينا, موجه إلى الله وليس إلى الكاهن. فالله هو الذي يمنح الغفران. إن الشفاء الذي نصبو إليه من خلال سر الاعتراف أسبه بالمصالحة.



وهذا لأن إفشين الحل يقول: "لا تقصه (ها) عن كنيستك المقدسة الجامعة والرسولية بل اجعله (ها) متحداً (ة) بقطيع نعجك الطاهر". (في الطقس الروسي). هكذا فإن الخطيئة كما يطالعنا بذلك مثل الابن الضال, هي منفى وعبودية وإقصاء النفس عن العائلة. وكما يقول ألكسي خومياكوف (ت. 1860): "عندما يسقط أحدنا فإنه يسقط بمفرده". أما التوبة فهي بمثابة العودة إلى المنزل والعودة من العزلة عن الجماعة من أجل الدخول مجدداّ في العائلة. هذه هي خبرتنا حيال "الحكمة العظيمة" أو "تغيير الذهن" كما تعبر عنها كلمة توبة.


فالتوبة المفعمة ألماً وفرحاً في آن معاً تعبر عن التوتر الخلاًق الذي لطالما طبع الحياة المسيحية على هذه الأرض والذي وصفه القديس بولس بأسلوب حي بقوله: "نجمل في أجسادنا كل حين موت المسيح لتظهر في أجسادنا حياة المسيح أيضاً(...) مائتين وها إنّنا أحياء (...) محزونين ونحن دائماً فرحون". (2كور 4, 10, 6, 9 -10). حياتنا إذاً حياة توبة مستمرة وبما أننا من تلاميذ المسيح فحياتنا هي أيضاً مزيج من حادثة الجسمانية والتجلي, والصلب والقيامة.


يلخص القديس يوحنا السلمي هذه الحالة الداخلية بقوله: "من لبس, كلباس العرس, الفاجعة المغبوطة والمكلّلة بالنعمة يعرف الفرح الروحي"
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 5996 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عالمنا اليوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يشهد العالم اليوم، ومنذ سنوات عديدة، تغيّرات اجتماعيّة وأخلاقيّة خطيرة؛ تتجلّى بظهور واسع لتيّارات فكريّة وروحيّة غريبة، تبلبل النفوس وتضرب الإيمان وتزعزع بقوّة أركان المجتمعات البشريّة، خصوصًا المسيحيّة. إضافة إلى انتشار واسع للكثير من البدع والهرطقات في كلّ مكان، تجرف معها ضعفاء النفوس من مختلف الأديان والاتجاهات والطبقات والأعمار.
يرافق هذه التيّارات الإلحاديّة المنحرفة، إنفلات أخلاقيّ يضرب العالم، ويتسلّل إلى مجتمعاتنا ورعايانا، عبر مختلف الوسائل الإعلاميّة؛ وما أكثرها اليوم منها التلفزيون (الدش) والسينما وبعض المجلاّت بالإضافة إلى الانترنيت. تبثّ سمومها في كلّ مكان، وتهدّد بسقوط ما بقي من قيمٍ روحيّة واجتماعيّة وأخلاقيّة؛بعد ما مهّد لذلك، الفتور في الإيمان وعدم الوعي والثقافة الروحيّة، إلى الاستهتار في عيش وصايا الله وتعاليم الكنيسة، وفي ممارستنا المشوّهة للأسرار المقدّسة.
وما تشريع الإجهاض (قتل الجنين)، وتشريع الزواج المثلي (رجل من رجل وامرأة من امرأة) وغيرها... إلاّ دليل ساطع على المستوى الروحيّ والاجتماعيّ، الذي وصلت إليه أنظمة بعض الدول الكبرى التي تتدّعي المسيحيّة والحضارة؛ وذلك رغم رفض الكنيسة ومعارضتها الشديدة والصارمة لها. فأيّة حضارة تقتل الجنين وتخالف الطبيعة البشريّة؟!...
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 5997 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقدان المحبّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أضف إلى ذلك، الاضطرابات الأمنيّة التي تلفّ العالم، بسبب فقدان السلام والمحبّة في نفوس زعماء العالم. فبدل أن يهتمّوا بأولويّات شعوبهم، من معالجة الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة، التي أدّت إلى الفقر والجوع الذي يقضي على الكثيرين في الدول النامية، فملايين من البشر يموتون سنويًّا من الجوع، والبطالة تتفاقم سنة بعد سنة؛ إنّهم يتسابقون إلى التسلّح وامتلاك أسلحة الدمار والأسلحة النوويّة الفتّاكة، التي إذا ما استُعملت قضت على العالم بأسره. والجدير بالذكر، هو الانتشار الواسع للمجموعات الأصوليّة والإرهابيّة المنتشرة في كثير من دول العالم، تثير الاضطرابات وتهدّد بكلّ لحظة السلام والطمأنينة والحياة الطبيعيّة.


نستطيع القول، إنّ العالم للأسف يمرّ بأسوأ مرحلة من تاريخه الحديث. من حيث تعاظم الشرّ والفساد، وحيث لم يعد للمحبّة مكان في النفوس؛ بعدما سيطرت روح المادّة والأنانيّة وعبادة المال والسلطة، وحلّت محل روح الأخوّة . إنّنا نعيش، ومنذ زمن بعيد، في عصر انحطاط روحيّ واجتماعيّ وأخلاقيّ، في عصر تمارَس فيه الخطيئة والفساد بكلّ بساطة ودون رادع، وكأنّ شيئًا لا يحصل. لقد اتّسعت وعمقت الهوّة بين الله وشعبه. فبدل التسابق إلى بناء حضارة المحبّة والسلام، أي حضارة السماء والإنجيل والبشارة، وجهّت الطاقات لفعل المعصية والاتجاه بها نحو حضارة الموت بمختلف وجوهها البشعة؛ والتي لا تؤدّي إلاّ إلى الدمار وموت النفس والهلاك الأبديّ.
فكيف السبيل أيّها الإخوة إلى السلام والخير والعيش بحضور الله، وروح الإلحاد والعلمنة والإباحيّة والإنفلات والفجور والخلاعة والإنغماس في الملذّات الأرضيّة الدنيويّة، أصبحوا هدف الكثيرين، وحلّوا محلّ المحبّة والتواضع والتجرّد والتقشّف وفعل الإماتة وحمل الصليب وعيش الأسرار والصلاة. خاصّة في أوساط الشبيبة الضائعة المضطرّبة، والمنشغلة بأفكار ثورويّة، في العنف والجنس والمخدّرات. وهم الملقى على عاتقهم مستقبل الوطن والكنيسة.
فأيّ مستقبل للوطن والكنيسة على هذه الحال؟ وأين دور المدارس والجامعات في توعية هؤلاء الشباب، خصوصاً بعدما قلّت فيها ساعات التعليم المسيحيّ إن لم نقل انعدمت!
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 5998 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة اليوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وما يجب التوقّف عنده أيضًا، هو الوجود القويّ لبعض البدع داخل الكنيسة، التي يحاول أصحابها جاهدين بكلّ الوسائل الماديّة والترغيبيّة بتشكيك المؤمنين بإيمانهم، عبر بثّ تعاليمهم المغلوطة وأفكارهم المنحرفة التي تناقض تعليم الكنيسة "الجامعة المقدّسة والرسوليّة" ، محاولين عن قصد وعن غير قصد، تضليل أكبر عدد ممكن من النفوس، بعد تشكيكهم بإيمانهم؛ إيمان الآباء والأجداد الذي أثمر عبر الأجيال قوافل من القدّيسين، ألا وهم الكواكب الساطعة في سماء الكنيسة، والذين ثبّتوا بوضوح صحّة تعاليمها.تحدث هذه الأمور كلّها، رغم خطورتها على الإيمان والنفوس، فيما نحن منشغلون في خلافات سياسيّة لا جدوى منها؛ لا بل تمعن في شرذمة صفوفنا وتضرب وحدتنا وتماسكنا، وتؤدّي إلى تفكّكنا وإضعافنا.

إنّ الكنيسة اليوم في العالم، تمرّ بمرحلة صعبة وخطيرة، وتُشَنّ عليها حربًا قويّة من الداخل والخارج. فكلّنا يسمع ماذا يحصل لمسيحيّي بعض الدول، المهدّدين بوجودهم ومستقبلهم، وهذا أمر خطير إذا ما توقّفنا عنده جيّدًا؛ رغم أنّه ليس جديدًا على الكنيسة، فمنذ نشأتها وهي تقريبًا، تعيش حياة اضطهاد دائم، وأوّل المضطهدين هو معلّمها يسوع المسيح، وهو من قال: "سيضطهدونكم من أجل اسمي. ولن يغيب عنّا كلامه أيضًا: "إنّها على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها".
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 5999 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطر تفكّك العائلة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمّا العائلة، وهي أساس الكنيسة والمجتمع، هي أيضًا تُضطهَد وتعاني في الصميم خطر التفكّك والانهيار، وكَثُرت في أيّامنا العوامل التي تضرب أسسها ومكوّناتها، منها على سبيل المثال الزواج غير الكنسيّ (الزواج المدنيّ وغيره) الذي يحرُم الزواج من قدسيّته، ويعرّضه للتفكّك حسب المزاجيّة والأهواء. والمساكنة وعدم الالتزام يحرّر الرجال والنساء من واجباتهم والتزاماتهم العائليّة. والخيانة المتبادلة للأزواج، يهدّد العائلة فيضيع الأولاد ويتركون بيوتهم في عمر مبكر، خصوصًا بسبب موجات التحرّر التي تضرب الغرب وبدأنا نتلمّسها.
إضافة إلى الاتجاه العام إلى عدم الإنجاب والإجهاض، وكلّ هذه الأمور بدأت ملامحها تظهر في مجتمعاتنا. وما يزيد في انتشارها، بعض وسائل الإعلام خصوصًا المرئيّ، الذي من خلال بعض البرامج يبيح الزنى والخيانة والتحرّر والانفلات والمساكنة...، مما لذلك من تأثير سلبيّ كبير على تماسك العائلة. أصبحنا نقلّد كلّ ما نرى ونسمع دون وعي ودون انتقاء وتميّز، ونستورد كلّ ما هو فاسد للأسف.
 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 6000 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وقفة تأمّل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيّها الإخوة، ليس الهدف من عرض هذا الواقع السلبيّ، والمستقبل المظلم الذي ينتظر العالم، إلاّ لكي نتوقّف عنده جميعنا، ونتأمّل به، وندرك مدى ابتعادنا عن جوهر وجودنا، ألا وهو نشر المحبّة والسلام وإظهار صورة المسيح الحقيقيّة، لنكون شهودًا أُمناء لمن خلقنا وافتدانا. والهدف أيضًا، هو معرفة مدى ضلالنا وانحرافنا عن الطريق الصحيح، الذي رسمه لنا يسوع من خلال إنجيله، وأرادنا أن نسلكه. فيكون هذا الواقع المؤلم، حافزًا يدفعنا مجدّدًا لالتماس رحمة الله، الذي ينتظر عودتنا بفارغ الصبر. فلا سلام ولا خلاص إلاّ بيسوع المسيح "الطريق والحقّ والحياة".


000فهلاّ وقفنا أيها الإخوة، وقفة ضمير حيّ وواعٍ، تجاه مسؤوليّاتنا أمام هذه التغيّرات الخطيرة التي تعصف بالعالم، وهذا الإنهيار المريع في الأخلاق؛ وهلاّ فكّرنا بموضوعيّة في مستقبل أولادنا، دون أن نلقي التُّهم واللوم على بعضنا البعض؟! فكلّنا مسؤولين، رجال دين وعلمانيّين، فلا يسمحنّ أحدٌ لنفسه بالتنصّل من المسؤوليّة. لنوحّد جهودنا ونسير معًا يدًا واحدة ملتزمين العيش في حياة الكنيسة "الأم والمعلّمة"، مواظبين على الصلاة، والله يستجيب صلاة الجماعة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025