منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 09 - 2014, 02:31 PM   رقم المشاركة : ( 5981 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توبة واعتراف بلا رجاء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنني أعرف حقًا انك تعترف بخطاياك، وتسمي نفسك بائسًا بلا حدود. لكن ليس هذا كل ما أطلبه منك، بل اشتاق أن تتيقن من أنك تتبرر. لأنه طالما تقدم هذا الاعتراف دون أن تشعر بفائدته، فحتى إن أدنت نفسك، فإنك لن تتخلص من الخطايا المقبلة. فإنه لا يستطيع أحد أن يمارس شيئًا بغيرة وبطريقة مفيدة ما لم يقتنع أولاً بفائدتها.

فالزارع بعدما يبذر الحبوب، لن يحصد شيئًا ما لم ينتظر المحصول. لأنه من يقبل أن يتعب نفسه عبثًا، مادام سوف لا يربح شيئًا من تعبه؟! هكذا من يزرع كلمات ودموعًا واعترافًا، إن لم يصنع هذا برجاء حسن لن يستطيع أن يتخلص من كونه مخطئًا، إذ لا يزال يخطئ بخطية اليأس?

لا تقف عند حد اتهام نفسك بخطاياك، بل لتكُنْ كمن يريد أن يتبرر بالتوبة. لأنه بذلك يمكنك أن تُخجل نفسك المعترفة حتى لا تعود تسقط في الخطايا مرة أخرى. لأن اتهام الإنسان لنفسه بعنف واعترافه بأنه خاطئ أمر شائع حتى بين غير المؤمنين أيضًا.

فكثيرون ممن يعملون في المسارح، من رجال ونساء، هؤلاء الذين اعتادوا أن يقوموا بأعمال معيبة، يدعون أنفسهم بائسين، لكنهم لا يقولون هذا بقصد مفيد. فهذا لا أدعوه اعترافًا، لأن إعلانهم عن خطاياهم لم يصحبه تأنيب الضمير ولا دموع حارة ولا تغيير في السلوك إنما يقدم البعض هذا الاعتراف لمجرد نوال شهرة من السامعين لصراحتهم في الحديث

فالذين هم تحت تأثير اليأس سقطوا في حالة من عدم الحساسية، فيستهينون بنظرة أصدقائهم لهم، كاشفين لهم أفعالهم الشريرة كما لو كانوا يتحدثون عن خطايا الآخرين

وما هي جذور اليأس وأصله؟

انه التراخي.

إننا لا يجب أن ندعو التراخي جذور اليأس فحسب، بل هو مربيته ووالدته فالتراخي يؤدى إلى اليأس، وهو في نفس الوقت يزداد باليأس. وكل منهما يقوى الآخر في تبادل شريرفإن قطعنا أحدهما إلى أجزاء، فبسهولة نقدر على الثاني.

فمن ناحية نجد أن الإنسان غير المتراخي لن يسقط في اليأس.

ومن ناحية أخرى نرى أن الذي يتقوى بالرجاء الحسن ولا ييأس من نفسه، لن يقدر أن يسقط في التراخي

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 5982 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يارب هيىء لى أسباب التوبة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هوذا موسم للتوبة والنقاوة أرجو أن تحسبنى فيه مع أهل نينوى القديسين الذين لم نسمع عن سبب آخر لتوبتهم سوى " مناداة يونان " يوما واحدا قائلا لهم " إنه بعد 40 يوما تنقلب المدينة " ! ... والذين لم تشهد لهم ياربى يسوع المسيح عن أعمالهم سوى أنهم " تابوا بمناداة يونان " ( مت 12 : 41 ) !
بمجرد سماعهم هذا النداء قامت المدينة كلها وتاب الشعب جميعه لهذا السبب الواحد كأنهم أطفال صدقوا مناداة يونان فى الحال ، وتابوا فى الحال ... كانت توبتهم بعمق وشمول بعد إيمانهم وتصديقهم . حتى الملك نزل عن كرسيه لكى يجلس الله على كرسى الملك واختار هو التراب ونزع عن نفسه رداء الملك وتغطى بالمسوح ... كل ذلك فعله لمجرد أنه سمع ماقيل عن مناداة يونان ... لقد أعطى هؤلاء التائبون القديسون مالم يقدمه أهل السفينة نفسه : فأهل السفينة إحتاجوا إلى أسباب:
1- عصيان يونان
2- كسل يونان ونومه
3- ريح شديدة وعاصفة كادت تكسر السفينة ... حتى تجردوا عن أمتعتهم الكثيرة والثمينة وتابوا ونذروا وآمنوا .

أما يونان فاحتاج إلى أسبابأكثر :
1- لقد دعاه الرب للخدمة كسبب أول مثلما دعا يهوذا إلى خدمة الصندوق لعل دعوة الخدمة ذاتها تفبق الخادم إلى توبته فيتشرف ويشرف ... ثم
2- نداء أهل السفينة إليه للإستيقاظ والصلاة لإلهة ، ثم
3- إلقاء القرعة عليه ، ثم
4- الفضيحة أمامهم والتحقيق معه : " ماهو عملك ؟ ومن أين أتيت ؟ وما هى أرضك ؟ ومن أى شعب أنت ؟ "
5- ثم الحوت الذى مهما كان كغواصة حامية لكنه سجنا يضغط ( ولو بضيق التنفس أو التنفس غير الطبيعى ) على يونان ليتوب ...


وهنا بعد خمس أسباب ظهرت أول بادرة توبة وهى صلاة من جوف الحوت ... ومن أجل هذه البادرة أمر الرب الحوت بإخراجه على أرض نينوى .

بعد هذه الفتيلة المدخنة من جانب يونان والتى لايحتقرها الرب أبدا مهما كان ماضى صاحبها أمامه ...بعدها
6- أعاده إلى رتبة الكارزة مره ثانية مثلما صنع مع بطرس " أتحبنى ؟ " ..." ارع خرافى " ، حتى أنه إستخدم أسلوب الكرازة السريع فقد استغرق ندائة لنينوى يوما واحدا وهى مسيرة ثلاثة أيام ... وكأن الرب يعلن له أن التوبةالسريعة والعميقة والقوية لأهل نينوى ليس لإعداده المناسب للكرازة ولا لقدرته على التبليغ أو فصاحته فى الإقناع ، بل بعمل الله فى القلوب المستعدة لإلتقاط إشاراته السماوية بينما كان يونان فى قلبه لايتوقع ذلك ، وكان يمكن لهذة النتيجة الباهرة أن تفرحه إذ استخدم الله ضعفه وسرعته فى عمل إلهى كبير تاب بواسطتة 120 الف نسمة ، الإ أنه إعتاظ ووقف يصلى " آه يارب" ! . وهذا سبب سابع لتوبة يونان نفسه :
7- أن الله المحب سمح له بالصلاة والوقوف قدامه والتأوه من شىء ليس فى محله لعل وقفته أمام الله ترهبه وتفيقه !! ... لكنه فى الصلاة برر حكمته فى الهروب مع أنه بخوف قال عن الرب أنه رحيم ورءوف ... وكان نتيجة أو ثمرة هذه الصلاة أنه خرج خارج نينوى وجلس شرقى منها وبنى لنفسه مظلة منتظرا تحقيق كلمته فى أن توبتهم توبة سطحية سيعقبها سقوط سريع ! ...
فأعاد الرب من جديد سببا ثامنا للتوبة وهى
8- اليقطينة ، النبات الذى نمى فى ليلة لعله يفرح ... وفرح فعلا فرحا عظيما .
9- حتى أرسل الرب الدودة فى وقت لايراها يونان فيها لئلا يقضى عليها إذ رآها تفسد اليقطينة ، أرسلها فى وقت طلوع الفجر لتضرب اليقطينة .
10- ثم عند طلوع الشمس أرسل الرب .
11- ريحا شرقية تحمل معها حرارة الشمس وتزيد من ضربة اليقطينة حتى انكسر يونان جدا وقال " موتى خير من حياتى " وهنا
12- نزل الرب بشخصه تعالى ليعاتب يونان : لماذا فرح ؟ ولماذا اغتنم ؟ وكيف لايشفق هو تعالى ويفرح على مدينة بها 120 الف نسمة " لايعرفون شمالهم من يمينهم " وبهائم كثيرة ... قد استفادوا وتابوا بهذه الإثنى عشر سببا سعى الرب من أجل توبة يونان خادمة ونبية !


أهكذا ياإلهى تتعب فى توبة خدامك وأولادك ؟!! اننى أفهم الآن لماذا قلت ياسيدى : " إن العشارين والزوانى يسبقونكم إلى ملكوت الله " ( مت 21 : 31 ) ... لقد سبق أهل نينوى الوثنين الأممين النبى اليهودى وخادم الرب فى التوبةوسرعة الإستجابة لندائها ولسبب واحد من الأسباب ...

ياإلهى ... أناديك أن تعوننى لكى لا أتعبك فى توبتى ، بعد أن أتعبتك خطاياى وأحزنتك شرورى وآثامى ... أريد ياإلهى أن أكون مريحا لك فى توبتى ، فلا لتستغرق معى الأسباب الإ سببا واحدا : مناداة أو عظة أو قراءة أو حدث أطيعك من خلاله طاعة سريعة وعميقة ... نعم هيىءنفسى بالطاعة الطفولية الكاملة من أول سبب للتوبة تعرضه أمامى ... بشفاعة دمك الغالى وأهل نينوى القديسين أعطنى

يارب توبة السبب الواحد .

" من كتاب يوميات تائب لأبونا يوسف أسعد "

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 5983 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو المهم في سر التوبة والمصالحة وفي ممارسته الصحيحة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الجواب: يعرض الإرشاد الرسولي وسيلتين مهمتين لبلوغ هذه الغاية وهما التعليم المسيحي، والحوار . فالتعليم المسيحي هو من أجل أن يكون المؤمن عالماً بأهمية هذا السر و قدسيته ومفاعيله ،أما الحوار ،فلكي يستطيع كل إنسان انطلاقاً من وضعه الخاص، أن يتفهّم هذا التعليم ويأتي بلهفة إلى قبول هذا السر.





- يتم هذا التعليم المسيحي من خلال مبادرات عديدة في الوعظ والمحاضرات والمناقشات والمباحثات ودورات الثقافة الدينية ... وفي إقامة الرسالات الشعبية والرياضات الروحية على مستوى المجموعات المنظمة أو التجمعات التلقائية.





- أما الحوار فيمكن أن يتم في أي وقت ومكان، لكن الحوار الأهم هو الذي يتم في أجواء سر التوبة بالذات حيث نعمة السر تُلهِم المرشد والتائب إلهاماً خاصاً.





- وإلى جانب توضيح معنى الخطيئة ومفاعيلها، يركّز التعليم المسيحي على وجهين متكاملين من سر التوبة وهما "عمل" التوبة و "إحلال" المصالحة.





أ‌- عمل التوبة :





التوبة تعني من خلال الإنجيل المقدس، التغيير الذي يحدث في أعماق القلب تحت تأثير كلام الله و بالنظر إلى الملكوت (متى 4/17)، وتعني أيضاً تغيير الحياة تجاوباً مع تغيير القلب. إنما هذا التغيير لا يكون صحيحاً ما لم يترجم إلى أعمال توبة: "اعملوا أعمالاً تليق بالتوبة" (لوقا 3/8).





ومن هذه الأعمال: الجهاد الروحي ascèse أي الجهد اليومي العملي، الرامي بمساندة النعمة، إلى إهلاك الحياة من أجل المسيح، فإن هذه هي الطريقة الوحيدة لإيجادها (متى 16/24)، وقمع ما هو جسدي، وتغليب ما هو روحي و التسامي باستمرار فوق ما هو أرضي سعياً إلى ما هو في العُلى حيث المسيح (كولوسي 3/1).





فالتوبة هي ارتداد، وباليوناني (متانويا)، والكلمة تعني حرفياً: انقلاب النفس واتجاهها نحو الله. ولابد من استعدادات لهذا الارتداد، وعلى التعليم المسيحي أن يشرحها بمفاهيم تتوافق ومختلف الأعمار وتنوع الأحوال على الصعيد الثقافي و الأخلاقي و الاجتماعي.





ب‌- المصالحة :





مصالحة الإنسان مع الله ، مع إخوانه ، مع ذاته و مع الخليقة كلها ... والمصالحة لكي تكون كاملة تستدعي التحرر من الخطيئة التي يجب رفضها في أعماق جذورها. وفيما يحثنا المجمع على السعي إلى المصالحة بكل قوانا، ينبهنا إلى أنها قبل كل شيء، عطية يجود الله بها علينا, فالله هو الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة ... (2قور5/18) فبهذه العطية تُفضّ الكثير من الخلافات وتحسم العديد من النزاعات وتمّحي الانقسامات صغيرة كانت أم كبيرة، وتُسترجع الوحدة ... وقد شدّد يسوع على موضوع المصالحة الأخوية عندما تكلم عن تقدمة الخد الآخر، وترك الرداء لمن يطلب الثوب، ووجوب المغفرة حتى للأعداء مرات لا عدّ لها ... (متى 5/38-48)





وهناك أيضاً مصالحة على مستوى العائلة البشرية جمعاء، ومن خلال ارتداد قلب كل من الناس، وعودته إلى الله. فَوَحْدة البشر لا يمكن أن تتحقق ما لم يغير كلٌ من الناس ما في نفسه.





وباعتقادنا أن المصالحة السرية، التي تُعطى لأبناء الكنيسة, تتحول إلى ينبوع للمصالحة العامة, إذ أن النعمة التي تُوهب لهؤلاء الأبناء تصبح خميرة روحية تُفصح من جرّاء وجودها عن إمكانية تصالح الناس مع بعضهم على غرار ما يقول بولس الرسول :" ذلك فإن الله كان في المسيح يسوع مصالحِاً للعالم وغير محاسب لهم على زلاّتهم، ومستودِعاً إيانا كلمة المصالحة (2قور 5/19)





فالغفران المُعطى للمؤمنين من خلال سر التوبة، فيما يكون فيهم منبع سلام وراحة، يشير بالوقت نفسه إلى أنّ الخلاص دخل إلى العالم وبدأ يعمل عمله فيه.



 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 5984 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التعليم المسيحي وممارسة التوبة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أ- أصل هذا السر :





سر التوبة يتأصّل في ذبيحة المسيح الخلاصية: "اشربوا منها (الكأس) كلكم فهذا هو دمي دم العهد الذي يُراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا" (متى 26/27-28)





مغفرة الخطايا سلمها يسوع، بواسطة الروح أناساً بسطاء ، مُعرَّضين للوقوع في الخطيئة، أعني رسله، بقوله لهم: "اقبلوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياه غُفرت له، ومن أمسكتموها عليه أُمسِكت" (يوحنا 20/22).





"فلقد خوّل يسوع الرسل هذا السلطان - الذين بإمكانهم نقله – على ما فهمت الكنيسة ذلك منذ فجر وجودها – إلى خلفائهم الذين تلقّوا من الرسل أنفسهم رسالة مواصلة عملهم ومسؤولية هذا العمل العادي، بوصفهم مبشرين بالإنجيل و خَدَمة فداء المسيح





ب- سر التوبة هو الطريق العادي لنيل الصفح و الغفران :





فليس من الحماقة إذاً و حسب، بل من الاعتداد الباطل ترك أسرار النعمة والخلاص التي رسمها الرب، وإهمالها كيفياً، والادّعاء بقبول الغفران من دون اللجوء إلى السر الذي رسمه السيد المسيح "فالكلام الذي يعرب عن الحَلّة، عند منح هذا السر، و الحركات التي ترافقه يدل، في عظمته، على بساطة لها معناها:





"أغفر لك"، أو "ليَغِفر لك الله" ... ووضع اليد، و إشارة الصليب المرسومة على التائب هذا كله يدل على أن هذا الأخير يتلقّى قوة الله ورحمته وفيها يُمنح ما في آلام المسيح وموته وقيامته من قوة خلاصية.





ج- سر التوبة والنقاط الأخرى المتداخلة فيه:


هناك نقاط أخرى في سر التوبة والمصالحة: كنوعية هذا السر ودوره وأعمال التائب... سيأتي ذكرها في العناوين اللاحقة.

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 5985 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لستُ أرى نفعاً لسر التوبة، طالما أني حاصل على الغفران من الله مباشرةً. فلماذا الإلحاح على اقتبال هذا السر؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الجواب:





أ- نظرة تاريخية





إن سر التوبة وُجد في الكنيسة منذ العصور الأولى، وقد وُجدت وثيقة قديمة منذ حوالي سنة 150 في روما هي كتاب "الراعي لهرماس"… الذي يطرح السؤال على إمكانية منح سر التوبة للذين أخطأوا بعد العماد… ثم جاء ترتليانوس بأطروحته عن التوبة يرفض فيها مصالحة الخاطئ خاصة إذا ما اقترف إحدى الخطايا الثلاث: الزنى أو القتل أو الجحود. لكنه بعد موجة الاضطهاد القاسية التي حدثت في منتصف القرن الثالث من قبل الإمبراطور داسيوس (250-253)، وسقط الكثيرون في خطيئة الجحود، قام القديس قبريانوس يكتب ويدعو إلى إعادة الساقطين تحت وطأة الاضطهاد إلى حضن الكنيسة ومنحهم المصالحة. ووافقت الكنيسة على ذلك في مجمع قرطاجة عام 251، وقبلت بأن يُمنح سر التوبة مرةً واحدة في الحياة فقط.





إلى أن أتى الرهبان الارلنديون في منتصف القرن الخامس، وعمّموا مبدأ التوبة الشخصية الخاصة حيث يوجد الكاهن والتائب وجهاً لوجه بمعزل عن الناس، فيصغي الكاهن إلى اعتراف التائب ويفرض عليه كفّارة مناسبة غالباً ما كانت مُضنية للحصول على الندامة الكاملة… ودخل في هذا الاعتراف السري جميع أنواع الخطايا…





وسارت الأمور على هذا المنوال مع تطورات طفيفة إلى أن جاء مجمع اللاتران المنعقد سنة 1215 فأعطى قراراً يُلزِم كل مؤمن بعد بلوغه سن التمييز أن يعترف بخطاياه وجهاً لوجه إلى الكاهن أقلّه مرة في السنة … وأصبح عمل الاعتراف هذا سراً من أسرار الكنيسة السبعة...





وجاء الإصلاحيون وبالأخص مارتن لـوتر (1483-1546)، فأصدر كتابه عن "أسر بابل" عام 1520 رافضاً فيه الأسرار البيعية السبعة ومكتفياً فقط بالسرين الأساسيين العماد والافخارستيا، ومبرراً عمله هذا بأن المسيح لم يرسم بذاته سر التوبة، وبالتالي يمكن الاعتراف إلى الله مباشرة والاكتفاء بأعمال التوبة التقليدية.





لكن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال على ما حددته المجامع الكبرى المسكونية، فكان رد واضح في المجمع التريدنتيني على مزاعم الإصلاحيين الذي وسَّع تعاليم مجمع اللاتران وأتت المجامع الأخرى لكي تثبِّت هذه التعاليم.





ب - الفحوى اللاهوتي





تعتبر الكنيسة أنّ الإنسان عندما يرتكب خطيئة ما ثقيلة فإنما يخَطأ ضد الله وضد الكنيسة في آن... وبالتالي ضد البشرية كلها والعالم... لذلك فهو لا يستطيع أن يُصالح نفسه بنفسه مع الله والآخرين. فسلطان "الحل والربط" (يوحنا 20/23) أعطي للرسل وخلفائهم في الكنيسة لكي يعملوا به حسب الأصول المرعية، فيصالحوا التائب باسم المسيح ويردّوه إلى الحظيرة البيعية بواسطة سر التوبة والمصالحة فيعود إليها مسترجعاً مكانته الأولى وكرامته.






 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 5986 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طالما أن هناك أعمال توبة واردة في الكتاب المقدس والتعليم الكنسي، فلماذا الاعتراف؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الجواب:





إن أعمال التوبة هي بالواقع كثيرة وتعترف الكنيسة بقيمتها وتشجع المؤمنين عليها. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الصوم والصلاة والصَدَقة... ولهذه الأعمال الثلاثة مفاعيل كبيرة مُعترف بها منذ القديم.





ونضيف إلى هذه الأعمال: - الجهود الحثيثة المبذولة من أجل مصالحة القريب والاهتمام بخلاصه. - اللجوء إلى شفاعة القديسين – ممارسة أعمال المحبة – ممارسة العدالة والحق والدفاع عنهما – الإقرار بالذنوب أمام الآخرين والتأديب الأخوي – احتمال الأوجاع والاضطهاد...





وما يغذي عمل التوبة المستمر أيضاً: قراءة الكتاب المقدس، وليتورجيا الساعات وكل أعمال التقوى والعبادة، والقيام بزيارات حج وبأعمال رسولية وخيرية إلخ...





لا يخفى ما لهذه الأعمال من فعّالية لكي تضعنا في أجواء التوبة المستمرة، كما يحصل للقديسين، الذين يمارسون هذه العمال بطريقة دائمة... ويمكن ممارسة مثل هذه الأعمال قبل الإقبال على سر التوبة أو بعده... لكن الخطيئة المميتة إذا ما اقتُرِفت فلا يمكن محوها إلا بالرجوع إلى السر المقدس وسر التوبة والمصالحة...




 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 5987 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا لا أشعر بحاجة إلى الاعتراف، بل أكتفي بالمشاركة في سر الافخارستيا، ألم يقل يسوع:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"خذوا واشربوا هذا هو دمي الذي يبذل لأجلكم لمغفرة الخطايا؟". (راجع متى 26/28)





الجواب:





نحن نعلم أنه في سر الافخارستيا، وخاصة في قسم التقديس، يتم للإنسان أن يُقدِّم نفسه مع المسيح المذبوح، "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله" (روما 12/1)... يقدم ذاته كما هي مبرَّرة كانت أم خاطئة، ويحصل من ثم على نعم ذبيحة المسيح والقداسة النابعة منها... وكذلك في المناولة فإنه يتحول بنعمة هذا الزاد القدوس إلى إنسانٍ بار ساعٍ نحو الكمال، وقادر ان يشارك في تقديس الآخرين والعالم.





لكن قُدسية سر الافخارستيا بالذات تفترض من أجل المشاركة به، نقاوة مُسْبقه في القلب والضمير، ومحو الخطايا وخاصة المميتة منها تجاوباً مع نداء القديس بولس: "فمن أكل خبز الرب، أو شرب كأسه ولم يكن أهلاً لهما فقد أذنب إلى جسد الرب ودمه." (1قور 11/27).







 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:58 PM   رقم المشاركة : ( 5988 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف أستطيع أن أندم ندامة كاملة طالما عندي قناعة أني سأرجع إلى الخطيئة فيما بعد، وأنا مازلت أرتكب الخطايا نفسها؟...

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الجواب:





هذه المشكلة صعبة وأساسية، إذ أن الندامة ليست مُجرّد شعور بالخجل أو بالألم أو بالكآبة أو بفداحة الأعمال المرتكبة وشناعتها، هي قبل كل شيء: رفض الخطيئة رفضاً قاطعاً.





وتقترن الندامة بالقصد الثابت أي بعزم التائب ألاّ يعود إلى ارتكاب الخطيئة... ولا يمكن للتائب أن يكوّن هذا القصد إن لم يتأمّل بقداسة الله ويقترب من محبته... ويفكّر من ثم بحقيقته الباطنية الخاصة التي أقلقتها الخطيئة وقلبتها، تفكير كهذا يؤجِّج فيه الحنين إلى البيت الأبوي مثل "الابن الشاطر" فيطلب التحرّر من أعماقه، ويعود إلى أبيه ويستعيد مكانته المفقودة، وفرحه العميق، فرح الخلاص. ولا ننسَ أن الندامة قبل أن تكون عملاً شخصياً محضاً، فإنها أصلاً دعوة من الروح القدس ونعمة من قِبَلِهِ.





وإلى الذي يقول إني لا محالة سأعود إلى الخطيئة ذاتها، نجيب: أولاً اشكر الله إلهك لأنك لم تقترف خطايا جديدة... ثم تذكّر كم من مرة ساعدتك النعمة أن لا تقع بهذه الخطيئة نفسها فانتصرتَ على تجاربها وإيحاءاتها، وإذا صدف أنك عُدْتَ إليها، أفستبقى فيها معذّباً أو بعيداً... فما أحرى من سر التوبة أن يساعدك على النهوض وبخاصة متى كانت الخطيئة "ثقيلة"...







 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 5989 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لست أفهم معنى الكفّارة، لأن البعض يقول إنها تشبه نوعاً من "التسعيرة" لكل من الخطايا؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فما رأيكم؟...





الجواب:





الكفّارة هي الفصل الأخير الذي يتوّج العلامة السرّية للتوبة. ويُعنى بها الأعمال التكفيرية التي يفرضها الكاهن على التائب قبل أن يعطيه الحَلّة. فقد تكون الكفارة مُجرَّد صلاة يطلبها الكاهن أو أعمالاً تعويضية عن الضرر الناتج عن الخطيئة إلى ما هنالك.





ليست الكفارة إذاً الثمن الذي يدفعه التائب عن خطيئته، فذبيحة المسيح وحدها هي الثمن (1يوحنا 2/2)، ولكن الكفارة المُعطاة للتائب هي علامة الالتزام الشخصي ببدء حياة جديدة ، شيمتها إماتة الجسد والذات، إذ أنه تبقى بعد الحلة منطقة مظلمة عند التائب ناتجة عن الجراح التي أوجدتها الخطيئة. وهذه الأخيرة تستوجب تسليط أنوار محبة المسيح عليها بالصلاة المتحدة بصلاة الروح القدس (الذي يصلي فينا بأنّات لا توصف: روما 8/26) وبأعمال بر وصلاح تشير إلى فرح المصالحة السرية وتُغذّيه في آن.







 
قديم 10 - 09 - 2014, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 5990 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,762

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صعوبات نفسية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أ- الخوف من مواجهة الذات





هناك بعض الأشخاص الذين يخافون من مواجهة ذواتهم والدخول إلى أعماقها، كي لا يروا الظُلُمات الداخلية فيفزعون. لذلك يديرون وجوههم عنها لكي لا يروها، فيعتقدون أن المشكلة قد حُلّت.





ب- اللامبالاة





منهم من يرى الأعمال والأقوال التي اعتادها المجتمع بأنها "عادية". لا بل قد يعطيها معنى إيجابياً : "شطارة"، "بدنا نعيش"، "ليش لأ" ، "أشكر ربك نحن أحسن من غيرنا" ... و إلى ما هنالك. لذلك فهم لا يشعرون بأنهم خطئوا أو ابتعدوا عن الله. وهناك آخرون، عن طيب نية، يقولون: "ما عندي خطايا: ما سرقت ولا قتلت ولا زنيت"...





ج- الحياء من جراء الإقرار بالخطايا





وهذا هو العائق الأهم بنظرنا... لذلك منهم من يقول إنّ المسيح أوصى بالتوبة لا بالإقرار، ومنهم من يطالب بتبديل صيغة الإقرار وتخفيفها فتُصبح كما هو معمول بها في الكنائس الأرثوذكسية.





د- الخوف من مواجهة الكاهن





إما عن خوف وإما من داعي عدم كشف الذات أمام إنسان آخر؛ أو يُعتقد بأن الكاهن بعد الاعتراف، سوف ينظر لنا نظرة توحي بأننا مكشوفون أمامه؛ أو أنّ البعض يقول: "من هو هذا الكاهن الملاك والقديس لكي أعترف له بخطاياي؟...





الجواب: على هذه الأسباب النفسية





أ- الهروب من الذات





الهروب من الذات هو كسياسة النعامة... فإذا كانت الخطيئة مميتة، فلا ينفع الهروب منها، لأنها تبقى في الضمير أداة تأنيب واضطراب... إلاّ إذا فَسُد الضمير كلياً، فلا يبقى للمؤمن إلاّ نعمة الله الخاصة شرط أن لا يهرب منها التائب عندما تحل عليه.





ب- اللامبالاة





القسم الأول من هذه الصعوبة "شطارة... ونحن أحسن من غيرنا"، هي أشبه بالمزحة منها بالحقيقة... فهي لا تصمد أمام ارتكاب خطيئة ثقيلة.





أما عن القسم الثاني فإننا نقول إنّ فحص الضمير لا يمكنه أن يتجاهل مقاربة الشر والخطيئة، وهذه الأخيرة لا تكون بالفعل فقط، بل أيضاً بالفكر والقول والإهمال. (راجع متى الفصل 5/21-48: "سمعتم أنه قيل، أما أنا فأقول لكم...")





ج- الإقرار بالخطايا





أما عن صعوبة الإقرار بالخطايا، فإنها لا تخفى على أحد... فبعض الروحيين يُدخِلون المعاناة من هذه الصعوبة في المشاركة الشخصية بالتكفير عن الخطيئة...





لكن سر التوبة هو نوع من العمل القضائي لدى محكمة "سريّة" هي محكمة رحمة أكثر منها محكمة عدالة خارجية أو ضيقة. والمقارنة مع المحاكم البشرية هي من باب الاستعارة ليس إلا. فمنح المغفرة يتطلب معرفة ما في قلب الخاطئ ليمكن حَلُّه ومصالحته وشفاؤه... فالعلوم الإنسانية، وبخاصة تلك التي تتعاطى التحاليل النفسية، تتطلب هي أيضاً إقراراً "كاملاً" من قِبَل الشخص المُقبِل عليها للاستفادة منها.





وهذا الإقرار السِرّي ينتزع بالوقت عينه الخطيئة نوعاً ما من أعماق القلب الخفية ويشدّد على طابع الخطيئة الشمولي والاجتماعي، إذ أنّ هذه متى ما اقتُرِفت طالت قلب الله والكنيسة وبالتالي البشرية والكون.





لذلك فإن الجماعة الكنسية نفسها هي التي تستقبل، بواسطة خادم السر، الخاطئ التائب وتمنحه المغفرة باسم المسيح. وإذا صحّ ما قيل: إنّ العالم والبشرية خُلِقا من أجل الكنيسة، فإن المصالحة مع الكنيسة هي المصالحة مع البشرية والكون برُمتّه.





د- الخوف من الكاهن





- لا بُدَّ هنا من الأخذ بعين الاعتبار شخصية الكاهن: إنه شخص مُميَّز في الكنيسة. هو حامل سر الكهنوت المقدس، الذي يصيّره "أخاً روحياً ومعلماً وأباً" ،ويمنحه سلطان "الحل والربط" وهذا ليس بقليل.





- وبالإضافة إلى ذلك فإنه ملزم كلياً بالحفاظ على سر التائب حفاظاً تاماً...


- وإذا صحّ الاعتقاد بأن نظرته إلى المؤمن ستتغيّر بعد سماع اعترافه، فإنه (أي الكاهن) يكون عندها في حال الخطأ أو الخطيئة... وغالباً ما يكون العكس تماماً، إذ إن الكاهن عند قيامه بخدمة سر التوبة، يشعر أحياناً كثيرة بالنعمة الفاعلة في قلب التائب ووجدانه، وهذا الشعور يعوم فوق كل خطيئة يسمعها، ويُعتبر من مفاعيل النعمة الحالية المتأتية من سر الكهنوت بالذات.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025