تاريخية عيد دخول السيد الى الهيكل
يعود هذا العيد إلى القرون الأولى للمسيحية (350) وأول إشارة تذكر الاحتفال الليتورجي به موجودة في كتاب الرحالة إيثيريا ( رحلات الحج إلى الأماكن المقدسة ) إذ تخبرنا :
" اليوم الأربعين بعد عيد الظهور يحتفل به في اورشليم بأبهة فخمة . وفي هذا اليوم ذاته يصير طواف في كنيسة القيامة مثل يوم الفصح"
لكن لم يكن هناك أي اسم خاص يطلق على هذا العيد إنما كان ذكرى تقدمة المسيح إلى الهيكل هذا ما عرفناه من خلال العظات التي كانت تتمحور حول النص الإنجيلي : ( لوقا 2: 22-40 ) إذ يتكلم عن تقدمة المسيح إلى الهيكل وسبب تعلق كنيسة اورشليم بهذا الاحتفال الزائد إلى اعتباره ذكرى أول مجيء للمسيح المتجسد إلى اورشليم ،
ومنها انطلقت فكرة العيد وعمم في كافة المدن والكنائس في الشرق والغرب .
في القسطنطينية ثبته وتبنه وساهم في انتشاره الإمبراطور يوستنيانوس بالاتفاق مع البطريرك القسطنطينية . فهناك إشارة في سجلات المجمع المسكوني الخامس (553) تخبرنا بان " الإمبراطور أمر أن تعيّد الأرض كلها للقاء المخلص ، كما فعل يوستينوس بخصوص الميلاد " .
كان يحتفل بالعيد في 14 شباط ولكن أعيد إلى 2 شباط لمرور أربعين يوما على ميلاد المخلص لان عيد الميلاد لم يكن ثابتا
وعيد اللقاء ( عيد دخول السيد إلى الهيكل ) مرتبط من حيث تاريخ الاحتفال به بعيد الميلاد وما زالت الكنيسة الأرمنية تعيد هذا العيد في 14 شباط
في القرن السادس أخذت الكنيسة الانطاكية تحتفل بالعيد اللقاء في 2 شباط وأيضا دخل إلى كنيسة روما في القرن السابع كما يتضح من نص ورد في " الكتاب الحبروي " وهو كتاب يتكلم عن سير وأخبار الباباوات الرومانيين فانه في كلامه عن البابا سرجيوس الأول (687- 701م ) الذي أمر بإنشاء صلوات وابتهالات وزيادة في إكرامه وأضاف إليه زياح ليتورجي
مع العلم ان هذا العيد كان معروفا في روما على عهد البابا غريغريوس الكبير (590 ? 604 م )
تحتفل كنيستي بهذا العيد أسبوع كاملا من 2 شباط إلى التاسع منه 0 وكتب له أباء الكنيسة نشائد وتراتيل كثيرة ما زلنا ننشدها حتى الآن منهم أسقف القسطنطينية اناطوليس ( القرن الخامس ) واندراوس الكريتي ( القرن السابع ) وقزما ويوحنا الدمشقي وغيرهم .