رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العنصرة: ولادة الكنيسة " لمّا أُنجزَ العمل الذي كلَّف الآب ابنه تحقيقه على الأرض، أرسل الروح القدس، في يوم العنصرة، لكي يقدِّس الكنيسة باستمرار" ( الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي عن الكنيسة فصل 4 ) لأنَّ الروح هو مقدِّس كل شيء وهو كان في بدء الفداء يوم البشارة وهو رافق المسيح في عمله الخلاصي على الأرض وهو وزَّع الألسن النارية على الرسل ومسحهم لكي يتابعوا عمل المسيح الخلاصي في العالم من خلال الكنيسة، متَّحدين بالقائم من بين الأموات حتى النهاية.فنرى يوم العنصرة، موقع الرسل الأساسي بوضوح في القصد الإلهي بعد أن كانت تتردَّد تنويهات إلى دور يلعبونه في نقل البشرى أو شفاء المرضى وإخراج الشياطين والدعوة إلى التوبة. وكأنَّ العنصرة هي بداية عهد جديد بين الله وشعبه وهو غير العهد القديم الذي كان قد قطعه الله للشعب اليهودي في جبل سيناء. الذي يحتفل به اليهود في اليوم عينه ويسمّونه عيد الخمسين، لأنَّه يأتي بعد الفصح بخمسين يوماً. وفي يوم العنصرة بالذات ظهر سرّ الكهنوت المقدَّس وقد لفح فيه الروح القدس هؤلاء الذين اختارهم الرب رسلاً له في العالم وأعطاهم قوة الروح ( باراكليت ) لكي يجمعوا العالم ويقدّسوه. وهكذا نقرأ في أعمال الرسل: " ولمّا حلَّ يومُ الخمسينَ كانوا كلُّهم معاً في مكانْ واحدٍ. فحدثَ بغتةً صوتٌ مِنَ السماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، وملأَ كُلَّ البيتِ الذي كانوا جالسينَ فيهِ؛ وظَهرتْ لهم ألسِنَةٌ مُنقَسِمَةٌ، كأنَّها مِنْ نارٍ، واستقرَّتْ على كُلِّ واحدٍ منهم. فامتَلأُوا كلُّهم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وطَفِقوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أُخرى، كما آتاهُمُ الرُّوحُ أنْ يَنطِقوا. وكانَ نازِلاً أُورَشليمَ يهودٌ، رجالٌ أتقِياءُ مِنْ كلِّ أمَّةٍ تحتَ السماءِ…… فوَقَفَ بُطرسُ معَ الأحَدَ عَشَرَ، ورفَعَ صوتَهُ وخاطَبَهُم قائلاً:" أَيُّها الرجالُ اليهودُ، والمقيمونَ في أُورَشليمَ جميعاً، ليكُنْ هذا معلوماً عندَكُم، أَصغُوا لأَقوالي…… أيُّها الرِّجالُ الإسرائيليّونَ، اسمَعوا هذِه الأقوال. إنَّ يسوعَ الناصريَّ، الإنسانَ الذي أيَّدَهُ اللهُ لَديكُم بالعجائِبِ والمُعجزاتِ والآياتِ، التي أجراها على يَديهِ فيما بينَكُم، - كما أنتم تعلَمونَ – ذاكَ الذي أُسْلِمَ بحسَبِ مشيئَةِ اللهِ المحدودَةِ وعِلْمِهِ السابِقِ، فَقَتَلْتُموهُ صَلْباً بأيدي الأَثَمَةِ، قد أقامَهُ اللهُ، ساحِقاً قُيودَ المَوْتِ، إذْ لم يَكُنْ في وِسْعِ المَوْتِ أَنْ يَضْبُطَهُ…… فلمَّا سَمِعوا ذلكَ انصَدَعَتْ قُلوبُهم، وقالوا لِبُطرسَ ولِسائِرِ الرُسُلِ: " ماذا عَليْنا أنْ نَصْنَعَ، أيُّها الرجالُ الإخوَة ؟ " فقالَ لَهُم بُطرس:" تُوبوا، وَلْيَعتَمِدْ كلُّ واحدٍ منكُم باسمِ يسوعَ المسيح لِمغفِرَةِ خطاياكُم، فَتَنالوا موهِبَةَ الروحِ القدُسِ." …… فاعتَمَدَ الذينَ قَبِلوا كلامَهُ: وانضَمَّ إلى الكنيسةِ، في ذلكَ اليومِ، نحوَ ثلاثةِ آلافِ نَفْس." ( أعمال الرسل 2 : 22-26 /37) ومنذ ذلك اليوم تمحور الحضور المسيحي وتجمهرت الجماعة الكنسية حول الرسل الإثني عشر حيث كانوا يبشّرون الناس ويجمعون المؤمنين مقدّمين لهم أنوار الكلمة وكنوز الملكوت. ومنذئذٍ ما عاد بالإمكان تصوُّر الكنيسة بدون الرسل. فالكنيسة ولدت من جنب المسيح المصلوب، وانطلقت في الحياة يوم العنصرة بقدرة الروح القدس وبواسطة الرسل ركيزتها وصوتها في مسيرتها على الأرض ورمز حضورها بين البشر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العنصرة هي عيد ميلاد الكنيسة |
وُلدت الكنيسة يوم العنصرة ولكن اللحظة الحاسمة |
عيد العنصرة إنه عيد ولادة ونشأة الكنيسة |
العنصرة أو ولادة شعب جديد في التقليد السرياني |
لماذا تحتفل الكنيسة بعيد العنصرة ؟ |