السيد المسيح يُكمّل العهد القديم
وهذا ما علّم به بكل وضوح في موعظته الشهيرة على الجبل "لا تظنوا أني جِئتُ لأنقضَ الناموس أو الأنبياء ما جِئتُ لأنقض بل لأُكمِّل" (مت5: 17).
فليس من المعقول أن الله يهدم ما سبق أن بناه.. بل أن يُكمّل فوقه.. المسيح لم يلغِ بل كمّل البناء.. وهذا أيضًا شرحه معلمنا بولس الرسول عندما قارن بين قيمة الإيمان في التبرير وقيمة الناموس.. واتضح من شرحه أن الإيمان بالمسيح يُبرر بدون الحوجة إلى الناموس "إذًا نَحسِبُ أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" (رو3: 28)، ولئلا يُظن أن بولس يلغي الناموس ويهدمه أضاف قائلاً بالروح القدس "أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نُثبِّتُ الناموس" (رو3: 31).
إذًا بالرغم من أننا لا نتبرر بالناموس بل بالإيمان بالمسيح. ولكن مع ذلك يجب أن نُثَبِّت الناموس.. أي لا نلغيه بل نعتبره، ونحترمه، ونوقره.. تأكيدًا لتعليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل.
وقد شرح القديس بولس الارتباط بين الناموس والإيمان بالمسيح عندما قال: "لأن غاية (هدف) الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو10: 4)، فكيف نصل إلى الغاية (المسيح) بدون الوسيلة (الناموس)؟
فنحن ? المؤمنين بالمسيح ? لا يمكن أن نتجاهل أو نستغنى عن العهد القديم (الناموس)، الذي بُني عليه العهد الجديد برمته. ولكي نفهم العهد الجديد لابد أن نبدأ من العهد القديم، لأنهما وحدة واحدة مترابطة متسلسلة متكاملة.