حينئذ سوف يسمعوننا على التو والساعة

[بنت معلم الاجيال]

إذا دعوت القديسين بإيمان ومحبة حينئذ سوف يسمعوننا على التو والساعة وإيماننا هو العنصر الذى يربطنا بمحبتهم (ق. يوحنا كرونستات)


الاسم/ ن . ع ... الأقصر، يقول:
ترجع بداية معرفتى بالقديس الأنبا مكاريوس إلى عام 1983 وذلك بعد عودتى من الخارج واستعدادى للسفر إلى استراليا الذى لم أوفق فيه .. مما اضطر أختى إلى اصطحابى معها إلى القديس حيث أنها تقيم فى قنا ولها علاقة وطيدة به .. حقاً أنه إنسان بسيط فى غاية التواضع، فمن أول لقاء معه يتبين لك انه صديق لكَ منذ زمن بعيد .. تجلس بجانبه تجد من أقواله وأحاديثه البلسم الشافى لكل مشاكلك وأتعابك وأحزانك .. تدخل إليه مثقلاً بالهموم والأوجاع تنصرف من عنده وأنت فى غاية الفرح والسرور.

[بنت معلم الاجيال]

عند عودتى من الخارج اعترانى نوع من الضيق الشديد والكآبة الخانقة واليأس والقلق والاضطراب المفزع فذهبت إلي القديس شاكياً .. فصلى لى ودهننى بالزيت المقدس وبصلوات القديس حصلت على الشفاء من هذه الحالة .. ولم يعد لها أى أثر إلى وقتنا هذا.

[بنت معلم الاجيال]

ويقول أيضاً ..
ذهبت لزيارة القديس بصحبة أختى وكان يوجد هناك بالقاعة ضيوف كثيرون وعند انصرافهم سألته قائلاً: "كيف أسلك كى أعاين الله فى حياتى" فأرشدنى القديس إلى ضرورة الصلاة والتقرب من الأسرار المقدسة بصفة مستمرة .. ثم أستطرد فى الحديث بإسهاب قائلاً بفمه الطاهر: "لا تجرب الرب إلهك، إذ أنه مطلوب منا بألا نجرب الرب على الإطلاق ولكن الآية الوحيدة التى سمح لنا الله أن نجربه فيها هى (هاتوا العشور وجربونى) أى أنه نقدم العشور لله وننتظر المكافآة، ثم أضاف قائلاً لا يقصد بالعشور 1/10 من الميزانية، ولكن إن (كنت قادراً أن تعطى أكثر فقدمه لله وانتظر عطاياه وعاينها)".. ثم صلى لنا وباركنا وصرفنا بسلام.
بعد هذه الزيارة بفترة أثناء نومى حلمت بالقديس يرتدى الملابس السوداء يشير إلى سبورة عليها كشف أسماء وقال لى: "أهوه أسمك فى الكشف وترتيبك الثانى" استيقظت من الحلم ولم أعيره أى اهتمام وبعد فترة أفاجأ فى جريدة الجمهورية تعلن فى صفحتها الأولى نتيجة السحب لشهادات استثمار البنك الأهلى المجموعة (ج) وإذ باسمى مدون رباعى بالخط العريض وفائز بالجائزة الثانية بهذا السحب .. لكن القديس بتواضعه أنكر فيما بعد معرفته لهذا الموضوع على الإطلاق .. وبعدها انخرطت للعمل فى السياحة وكنت أتردد على زيارته بصورة غير منتظمة.
فى يوم الأحد الموافق 3/2/1991 قررت الذهاب إلى شقيقتى فى قنا ففوجئت بخبر نياحة القديس فحضرت كل الصلاة والقداس والدفن وأخذت البركة وأثناء ذلك سرحت بفكرى وتحدثت بقلبى قائلاً: "فين الواحد يلاقى الأنبا مكاريوس لكى يجلس معه ويشكو له همومه .. أهو تنيح وترك العالم والواحد مش ها يقدر يشوفه تانى" وذهبت إلى فراشى وقلبى كله اشتياق لرؤيته واستسلمت لنوم عميق وإذ بى فى حلم جميل رأيت حديقة مكسوة بالخضرة البديعة للغاية يتوسط هذه الحديقة صليب ضخم عالٍ جداً من الأوراق الخضراء الزاهية المتناسقة ثم شاهدت القديس ببساطته المعهودة يمشى فى هذه الحديقة الخضراء الخلابة برشاقة وخفة حركه وأقدامه بالكاد تلامس الأرض .. فنظر إلىَّ بابتسامه هادئة يشع منها نور يبعث فى القلب السلام والاطمئنان والابتهاج فقلت له: "يا أبى القديس بهذه السرعة تسمع إلى حديث القلب، أما زلت تفكر فينا وتبحث عنا وتستجيب لسؤال القلب السلام لك يا أبى القديس السلام لروحك الطاهرة النقية الوديعة التى ترفرف حولنا" .. واستيقظت من نومى وأنا فى ملء الفرح والسلام.

[بنت معلم الاجيال]

ويقول أيضاً ..
بحكم عملى فى السياحة أكثر من اثنى عشر عاماً تعرضت خلالها لمشاكل ومضايقات لا تحصى وما من مرة أصرخ إلى الله بصلوات أبي القديس الأنبا مكاريوس إلا وينجينى منها.
كان هناك مبلغ من النقود كنت قد قررت أن أذهب به إلى قنا لزيارة مزار القديس وأودعه هناك ولكنى تكاسلت فترة وذات مرة تعرضت لحرب شديدة من عدو الخير أثناء نومى فرأيت القديس الأنبا مكاريوس يخلصنى من الحروب الشرسة فنهضت منها وشكرت ربنا وذهبت فى الحال إلى قنا إلى المزار ووضعت الأمانة هناك بعد أن أخذت البركة.

[بنت معلم الاجيال]

ويقول أيضاً ..
قررت فى صيف 1995 السفر للخارج فسافرت على عجالة إلى القاهرة للحصول على تأشيرة السفر من سفارة تلك الدولة ولكن للأسف لم أوفق فى ذلك فتضايقت فى بداية الأمر ولكننى لم أيأس وإذ بى أشاهد القديس فى حلم كأنه ينتظرنى فى قاعة يتدلى منها نور نيون أبيض فأخذ يخفف من ضيقتى وأجلسنى معه على منضدة وأخذت أقص عليه تفاصيل ما حدث معى وهو يتجاذب معى الحديث والابتسامة لم تفارق وجهه بطريقة أعطت لى الإحساس بأن أعيد المحاولة مرة أخرى .. من خلال خبرتى للسفر للخارج كثيراً فأن الحصول على تأشيرة هذه الدولة هى أعقد وأصعب تأشيرة .. لكنى أعدت المحاولة مرة أخرى فى نفس العام .. فأعددت مستنداتى وأوراقى بعد إرشاد أبى القديس الأنبا مكاريوس لى .. وحصلت على إجازة طويلة من عملى لأتفرغ فراغاً كاملاً لهذه المهمة .. وتوجهت للقاهرة ومكثت بها ثلاثة أسابيع متردداً يومياً على السفارة حيث أننى تقدمت مع جماعة بطلبات التماس جديدة يطلق عليها بالإنجليزية (New Request) وذلك للحصول على التأشيرة .. وبعد أداء الاختبار الشخصى مع الممتحن مع تلك المجموعة Interview)) أخبرنا بالعودة ظهر نفس اليوم لاستلام جوازات السفر. وفعلا ًتوجهنا للسفارة عصر نفس اليوم حسب الميعاد المحدد لاستلام جوازات السفر، وإذ بأفراد تلك المجموعة جميعاً ترفض طلباتهم ولم يحصلوا على التأشيرة، إلا أنا وحدد لى ميعاداً لمقابلة القنصل أخذت مظروفى ووضعته على مذبح السيدة العذراء بالعمرانية، وبعد تحديد الميعاد مرة أخرى أيضاً وفى اليوم المحدد استيقظت مبكراً وذهبت للسفارة فوجدت أباً كاهناً من ايبارشية قنا من عند القديس فاستبشرت خيراً وتعرفت عليه وأعلمته بطلبى وبشفيعى القديس الأنبا مكاريوس فأمسك بصليبه ورشمنى ثلاث مرات وقال لى: "ها تاخد التأشيرة النهارده" .. وفعلاً ولم أستغرق أكثر من خمس دقائق وإستلمت جواز سفرى وعليه التأشيرة وأنا متأكد بأنها لن تزيد عن ثلاثة شهور أو على الأكثر ستة شهور، وإذ بى أفتح جواز سفرى لأجد حصولى على التأشيرة مفتوحة ولسنين عديدة .. هذا بصلوات القديس العظيم الأنبا مكاريوس بركته المقدسة تكون معنا آمين.